وصف فيدياس بيليدس رئيس غرفة التجارة والصناعة القبرصية العلاقات الاقتصادية بين مصر وقبرص بانها "متميزة للغاية"، مشيرا إلى أن الاكتشافات في مجال الغاز ساهمت فى توسيع آفاق التعاون بين الحكومتين في مجال الطاقة. وذكر بيليدس - فى لقاء مع وفد من ممثلى الصحافة المصرية ووكالة أنباء الشرق الأوسط والذى يزور نيفوسيا - أن الميزان التجاري بين مصر وقبرص شهد طفرة قبل ثورة يناير 2011 إلا أنه انخفض بعد ذلك ، مشيرا الى أن الجانبين المصرى والقبرصى يعملان على تدعيم التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية وعلى مستوى الشركات والقطاع الخاص ، حيث قام وفدا من رجال الأعمال المصريين مؤخرا بزيارة إلى قبرص لبحث سبل تكثيف التعاون وفرص الاستثمار في السوق القبرصية. وكشف المسئول القبرصى عن انه يتم في الوقت الحالي دراسة تنظيم وتسيير رحلات سياحية مشتركة على متن السفن السياحية "كروز لينرز" كي تتيح للسائحين المرور وزيارة غالبية شواطيء ومعالم المنطقة فى رحلة واحدة على أن يشمل ذلك مصر وقبرص وبعض البلدان الاخرى فى المنطقة ، موضحا أن العلاقات بين الغرفة والسفارة المصرية في نيقوسيا جيدة للغاية حيث يسعى الجانبان إلى تنشيط كافة قطاعات التجارة . وحول توقعاته بشأن تأثير إعادة توحيد قبرص المتوقع على الأوضاع الاقتصادية فى البلاد..قال رئيس غرفة التجارة والصناعة القبرصية إن آفاق إعادة الوحدة لشطري الجزيرة القبرصية ستدفع باتجاه الاستفادة على الجانب الاقتصادي من خلال الاقتصاد الموحد للبلاد وهو ما سينعكس بدروه على مختلف قطاعات الاقتصاد ، وشدد على أنه سوف تكون هناك آثار إيجابية على إعادة البناء ومشروعات البنية التحتية الجديدة في شطر الجزيرة الآخر ، وخاصة بعد عودة مدينة أروشا "فاماجوستا" وهو ما يعني أن الكثيرين سوف يعودون إليها بعد أن أصبحت مدينة للأشباح ويعني عودة النشاط السياحي إليها من جديد وهو ما يتطلب إعادة تأهيل فنادقها أو إحلالها وقال إنه سيكون هناك إعادة تأسيس لمؤسسات الدولة بمعنى بنائها من جديد في الشطر الشمالي. وأوضح أن الغرفة التجارية تعتبر أن إعادة وحدة قبرص ستكون إيجابية للغاية بالنسبة للاقتصاد القبرصي وسوف تقود قطاع العقارات إلى الانتعاش ، وسوف يكون هناك ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 20 مليار يورو زيادة عن المعدل الحالي. وأضاف بيليدس أن الفوائد الواضحة سوف تكون إعادة الانتعاش لقطاع العقارات حيث ستكون هناك حاجة لبناء المزيد من المساكن والاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة ، وقال إن إنشاء المدن الخضراء والمدن التي تراعي الاشتراطات البيئية سيكون مطلبا رئيسيا للحكومة بعد إعادة الوحدة وذلك للوفاء بمتطلبات الطاقة. وأشار المسئول القبرصى إلى فرص التجارة مع تركيا - بعد إعادة الوحدة لجزيرة قبرص - لأن اقتصاد تركيا يحتل المرتبة رقم عشرين في العالم ، ومن المتوقع أن تصبح الاقتصاد العاشر قبل عام 2023 ، والاقتصاد التركي يتسارع بفضل القطاع الصناعي وهو ما سينعكس أيضا على الاقتصاد القبرصي بعد سنوات من القطيعة. واستعرض بيليدس عوائد إعادة وحدة قبرص على قطاع السياحة حيث سيتم الاستفادة فى هذه الحالة من المواقع الأثرية في جميع أنحاء الجزيرة ، وقال أن مساحة قبرص صغيرة ، ويمكن أن تقوم الوفود السياحية بزيارتها بالكامل.. متوقعا أن تصبح بلاده مركزا دوليا للأعمال وللشركات التي تبحث عن مراكز لها في الشرق الأوسط ، خاصة بعد الاستقرار الذي ستشهده قبرص التي يحيط بها منطقة هشة في الوقت الحاضر على ضوء حالة عدم الاستقرار في العراقوسوريا. وشدد على أن الاستقرار السياسي سوف يكون سببا آخر لجذب الاستثمارات خاصة بعد عودة الاستقرار في الشرق الأوسط بما يعني عودة الطلب على إعادة الإعمار والبناء ، وسيكون هناك فرصة لإعادة بناء المناطق المدمرة في سورياوالعراق ويمكن لقبرص أن تلعب دورا في تزويد هذه المناطق بالشركات العقارية التي يمكن أن تعمل في هذه المنطقة. ولفت رئيس غرفة التجارة والصناعة إلى أن قبرص يمكن أن يقوم بدور الوسيط في هذه الاستثمارات وخاصة في مجال المنشآت السياحة وكمركز جذب لسياحة اليخوت حيث يمكن لقبرص أن تكون مقصدا لأصحاب اليخوت عقب الاستفادة من جميع شواطيء قبرص وليس نصف هذه السواحل.