أطلقت الأم الشابة صرخة مدوية سقطت على إثرها فوق الأرض بينما هرع الأب في محاولة لإفاقتها لكن دون جدوى ازداد صراخه وعويله للمساعدة والاستغاثة بجيرانه الذين توجهوا معه إلى المستشفي وعلت وجوه الجميع علامات الاستفهام والحزن عندما أخبرهم الطبيب بأنها مصابة بحالة انهيار عصبي شديد. انهار الأب فوق أقرب مقعد، ومر العمر أمامه في برهة وأثقلت رأسه بالتساؤلات، بينما لم تفارق مخيلته صورة حفيده الصغير بدر(3 سنوات) الذي نجح والده في اختطافه من داخل مملكة الكويت الشقيقة ، وعلى طريقة الفيلم الشهير للراحل خالد صالح"ابن القنصل". وفي حوار لبوابة اخبار اليوم وبكلمات تسبقها الدموع والتوسلات وصاحبها ألم وغصة في احشائه يطالب المهندس علي محمد السيد مصطفى (66 عاما) المقيم بالكويت منذ 36 عاما المسئولين بوزارة الداخلية، التدخل للقبض على هذا المتهم المحترف ووصفه واتهامه على حد قوله بأنه تابع للجماعة الإرهابية. حصلنا على حكم صدر ضده بالسجن لمدة 3 أشهر ولكن دون جدوى في القضية رقم 13759 / 2015. بدأ الجد يروي مأساته مع هذا الرجل الزئبقي قائلاً: لقد اكتشفت بعد زواجه من ابنتي بأنه زير نساء حيث سبق زواجه من 4 سيدات، وأخرتين بالقاهرة وقمنا برفع دعوى وتم الطلاق ، وفي يوم السادس من فبراير الماضي لهذا العام اكتشفنا اختفاء الطفل، لتقع المفاجأة على رأسي وابنتي كالصاعقة، حيث قام باستخراج جواز سفر مزور ونجح في اختطافه كما أكد لي رجال الأمن بأنه تم وضع اسمه على قوائم الوصول بمطار وموانىء الكويت، بعد أن قمت بتحرير محضر رقم 14/2015، اتهمه بخطف الطفل ومطالبته بفدية 6 آلاف دينار(160.000 جنيه ) ، ورغم تسجيل اسم الطفل على جواز سفر ابنتي كحاضنة والموجود بحوزتها إلى الآن. وتوالت المصائب والمفاجآت فوق رأسنا ووفق معلومات بأن له باع كبير في عالم الإجرام وله سيرة ذاتية معروفة لدى رجال الأمن المصري هو ووالدته المقيمة بالكويت بمنطقة السالمية أيضا وتوفر لدى معلومات هامة لايسع الوقت لسردها، وأنه يقوم بمساعدة والده في استخراج جوازات سفر مصرية لأشخاص أجانب، وإلى الآن لم يتمكن أحد من القبض عليه لبراعته في التنكر والتنقل. انهمر الجد في بكاء شديد طالباً العون والمساعدة من رجال الشرطة أو مقابلة أحد المسؤلين الذين حاول مقابلتهم والاتصال بهم لكن دون جدوى. استطرد الجد كلامه قائلاً لقد طلب فدية من ابنتي 6000 دينار مقابل إعادة الطفل . وفي النهاية ألتمس منكم الرحمة والرأفة بابنتي التي تمر بحالة نفسية سيئة نتيجة اختطاف طفلها بعد أن أحرق سوايدئها كي يذيقها مرارة الفراق على أعز احبائها وفلذة كبدها وقرة عينها، حيث تلبث ما تبقى لها من الحياة في عذاب دائم تتخبط بين جنباتها وتفزع من أهوالها أملاً في عودة الطفل إلى أحضانها. أهيب بكل مشاعر الانسانية والأبوة والأمومة إلى الأب السيد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية واللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد الوزير للعلاقات العامة والمعلومات وجميع المسؤلين وأخاطب فيهم وطنيتهم أن يرحموا دموع أم كادت أن تبييض عيناها من كثرة البكاء على فلذة كبدها والقبض على هذا المتهم المحترف ووالده. وفي النهائية أبدى الجد استعداده الحضور إلى القاهرة لعرض معلومات ومستندات تفيد في سرعة القبض على الأب المختطف والمزور وتورطهم بالتعاون مع الجماعة الإرهابية.