كان الأسبوع الماضي كئيباً علي أسرة عادل عبدالملاك وزوجته ميرفت، بعد أن اختطفت سيدة وزوجها وشقيقه فلذة كبدهما "عادل" من أمام منزل جده لأمه بمنطقة عزبة النهضة بكيما، حتى نجح رجال أمن أسوان في إعادته أمس مثله مثل أي طفل في سنه الذي لم يتجاوز السنوات الأربع، خرج "ديفيد" ليلهو مع رفقاء السن خارج منزل جده، دون أن يدري أن هناك عيون إجرامية تترصده لمساومة أسرته وتعذيبها، ومع مرور الوقت، عاد الأطفال إلي منازلهم إلا ديفيد الذي خرج أهله للبحث عنه دون جدوى فتحولت ضحكات الأسرة السعيدة إلي بكاء ونواح لم ينقطع إلا بعودته إلي أحضان أمه التي انفطر قلبها عليه. وعندما توجه والده إلي مأمور قسم ثان العميد طارق أبوالوفا، كان لديه شعور دفين بأن رجال الأمن سيعيدون له ابنه المخطوف، هكذا حدثه قلبه وهو يحرر محضر الفقد، وسارع المأمور بإخطار اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية لأمن أسوان، وسط تطمينات بالقبض علي المختطفين والحفاظ علي سلامة الطفل البريء. وعلي الفور وجه مدير الأمن رجاله إلي سرعة إعادة الطفل لأسرته، حيث أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة العقيد خالد الشاذلي رئيس المباحث الجنائية وبمشاركة مجموعة من الضباط بالمديرية وقسم ثان. وعلي الرغم من تظاهر أسرة الطفل المختطف أمام المديرية أمس الأول، إلا أن رجال البحث كانوا يواصلون عملهم في سرية تامة للإيقاع بالتشكيل العصابي. وبعد جمع التحريات والمعلومات التي أفادت بقيام كل من سعد. م.أ 35 عاما المقيم بعزبة الواحي بكوم أمبو والهارب من السجن أثناء ثورة 25 يناير علي ذمة 5 قضايا جنايات وحكما صادرا بالإعدام غيابيا في القضية رقم 427 جنيات "قتل عمد"، وزوجته رضا.ع.ف وشقيقه أبوبكر 27 عاما المقيم بذات العزبة، باختطاف الطفل في سيارة نصف نقل بدون لوحات معدنية، حيث كانوا يتنقلون بالسيارة بين القرى والنجوع، خشية من تحديد أماكنهم، وبعد أن تلقي جد الطفل لأمه فايز زكي حبيب اتصالا هاتفيا من أحد الخاطفين يطلب فيه نصف مليون جنيه فدية مقابل إعادة الطفل، قام فريق البحث برصد المكالمة وتحديد موقع الخاطفين، بالطريق الصحراوي الغربي أمام قرية بنبان، وبتمشيط المنطقة لاحقت القوة الأمنية السيارة، حيث أضطر الخاطفون لترك الطفل المخطوف أمام إحدى محطات الوقود وفروا هاربين في الدروب الجبلية، ويكثف رجال الأمن جهودهم لضبطهم. وبفرحة شديدة تحدثت والدة الطفل ميرفت فايز وهي تحتضن فلذة كبدها وقالت أنها عاشت أسوأ أيام حياتها وطفلها ونور عينيها بعيدا عن حضنها، فلم تكن تأكل أو تشرب بينما يدور في رأسها هواجس عديدة، ماذا يأكل وماذا يشرب وكيف بهذا الطفل ذو السنوات الأربع أن يتحمل فراق أمه وأبيه في ظروف تهدد حياته، وتحول البيت السعيد إلي شيء كئيب لا يطاق. ولأن الطفل كان ولا يزال في صدمة مما رآه وهو في هذه السن البريئة، تحدث والده عادل عبدالملاك مقدما السكر لرجال الأمن وعلي رأسهم اللواء حسن السوهاجي، وقال كنت علي ثقة من أن الله لن يخذلنا وأن ديفيد سوف يعود حتما، وهو ليس بجديد علي رجال أمن أسوان الذين يعملون ليل نهار لإعادة الاستقرار، والحفاظ علي أرواح المواطنين بتطهير المجتمع من الخارجين علي القانون. رابط دائم :