احتفلت القوات المسلحة بالذكرى 101 للحرب العالمية الأولى حيث أناب الفريق أول صدقى صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى اللواء أركان حرب أحمد أبو الدهب مساعد وزير الدفاع للتفتيش لحضور الاحتفالية الثقافية التي نظمتها هيئة البحوث العسكرية بمناسبة الاحتفال بمرور 101 عام على المشاركة المصرية فى الحرب العالمية الأولى وما قدمه الجيش المصري من بطولات وتضحيات وأعمال جليلة، ساهمت فى الانتصار للقيم والمبادئ السامية للحضارة الإنسانية. بدأ الحفل الذي حضره عدد كبير من قادة القوات المسلحة والسفراء والملحقين الأجانب بالقاهرة والكتاب والأدباء والشخصيات العامة بكلمة للواء أركان حرب جمال شحاته رئيس هيئة البحوث العسكرية، أكد خلالها أن الجيش المصري يستمد قيمه وتقاليده من حضارته الراسخة، التي تضرب بجذورها فى أعمال التاريخ، واستعرض الدور الذي تقوم به هيئة البحوث العسكرية لتوثيق تاريخ العسكرية المصرية الحافل بالإنجازات، التي من بينها المشاركة المصرية فى الحرب العالمية الأولى، وما قدمته من بطولات وتضحيات أشادت بها جميع الدول. وتم عرض فيلم وثائقي تناول المشاركة المصرية مع قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى فى 3 قارات، بصد هجوم العثمانيين من الشرق، وحارب فى الشام والعراق والعراق والجزيرة العربية، دفاعا عنهم فى آسيا، وصد هجوم السنوسي من الغرب، وهجوم سلطنة دارفور من الجنوب فى أفريقيا، كما شاركت مصر على الجبهة الأوروبية بمائة ألف مقاتل من سلاح العمال "المهندسين حاليا" والهجانة "حرس الحدود حاليا "، حيث قاتلوا فى أربع دول هي "بلجيكا وفرنسا وإيطاليا واليونان"، واستشهد الكثير منهم ودفنوا بمقابر الكومنولث بأوروبا وكانوا سببا رئيسيا فى انتصار الحلفاء، ومنح العديد منهم وسام فيكتوريا، الذي يعد أرفع الأوسمة العسكرية التي تمنح للقادة الذين أثروا فى تاريخ البشرية. وأوضح اللواء شحاته - خلال كلمته فى احتفالية مرور 101 عام على مشاركة الجيش فى الحرب العالمية الأولى التي أقيمت بمسرح الجلاء - أن الجيش المصري هو أقدم جيش عرفه التاريخ منذ أيام الفراعنة، وقد ودافع عن الجزيرة العربية، ورد هجوم الصليبيين والتتار، وشارك مع الحلفاء فى 5 أغسطس 1914 لنصرة الإنسانية، وقد شارك فى هذه الحرب بأكثر من مليون و200 ألف مقاتل، وقاتل فى 3 قارات "آسيا وأفريقيا وأوروبا"؛ وكان ترتيبه الثامن من حيث عدد القوات المشاركة. وأشار إلى أن الجيش المصري قدم أكثر من نصف مليون شهيد فى الحرب العالمية الأولى، ودفن من سقطوا من هؤلاء الشهداء فى بلاد مختلفة بمقابر الكومنوليث، وقد عبر قائد جيوش الحلفاء فى أوروبا عن بسالة الجندي المصري.. قائلا "الجندي المصري هو المثل الأعلى للقائد المقاتل القوى العنيد". وقال إن العسكرية المصرية لا تخون؛ ولم يخذل الجيش شعبه في ثورتي 25 يناير و 30 يونيو؛ مؤكدا على أن القوات المسلحة سيكتب عنها التاريخ من أحرف ذهب؛ موضحا أن ه لم ينجح أحد من الحكام في الوقيعة بين الشعب وجيشه على مر تاريخ مصر. من جهة أخرى؛ قال اللواء أركان حرب السيد عبد الكريم نائب رئيس هيئة البحوث العسكرية؛ أن القوات المسلحة ظلت على مر التاريخ جزء أساسي من شعب مصر؛ وان الجيش على مر العصور استمد قدراته وتطوير أسلوبه من العقيدة المصرية الخالصة التي لا تفرقة فيها أو مبنية على أساس طائفي أو تحازب. وألقى الدكتور أشرف صبري الباحث فى تاريخ مصر العسكري كلمة أشار فيها إلى رحلته فى البحث عن حقائق فى تاريخ الحرب العظمى، التي استمرت لأكثر من 15 عاما، واكتشافه للعديد من الوثائق التي تؤكد بطولات جيش مصر فى تلك الحرب، ودور الجيش المصري مع دول الحلفاء واعتراف العديد من هذه الدول بفضل الجيش المصري. وأوضح أنه تم عمل نصب تذكاري لشهداء مصر في الحرب العالمية الأولى ورفع علم مصر في حدائق بريطانياوبلجيكا واليونان؛ تحية وتقدير لهم؛ كما تم رفع علم مصر من ضمن أعلام الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى. وفى نهاية الاحتفالية، قام اللواء أركان حرب أحمد أبو الدهب مساعد وزير الدفاع للتفتيش برفع علم مصر، إلى جانب أعلام دول الحلفاء، وسط حضور عدد من السفراء والملحقين العسكريين وقناصل الدول العربية والأجنبية بمصر، وعزفت الموسيقات العسكرية السلام الوطني المصري. و تفقد الحضور معرضا للصور والوثائق السرية التي رفع الحظر عنها من الأرشيف الوطني البريطاني والفرنسي وكبرى الجامعات الأوروبية، التي توثق الحرب العالمية الأولى ومشاركة الجيش المصري فيها، بالإضافة إلى مجموعة من الصور النادرة التي تحكى بطولات أقدم جيش نظامي عرفه التاريخ، وكيف حافظ على أركان الدولة المصرية وحضارتها وموروثاتها الثقافية منذ عهد الفراعنة وصولا إلى العصر الحديث. حضر الاحتفال عدد من قادة القوات المسلحة والملحقين العسكريين الأجانب والشخصيات العامة والإعلاميين.