حقق حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية، حزب زعيمة المعارضة في ميانمار أونغ سان سو تشي، فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد الماضي في ميانمار طبقا للمؤشرات الأولية. وكشفت النتائج الأولية المعلنة في ميانمار أنه حتى الآن فاز مرشحو الحزب ب78 مقعدا من بين 88 مقعدا أعلنت نتائجها. وأكدت النتائج الأولية للانتخابات خسارة حزب اتحاد التضامن والتنمية الحاكم، إلا أن النتائج الرسمية لهذه الانتخابات لن تعلن قبل أيام. وتعيش ميانمار في ظل حكم ديكتاتوري عسكري منذ نحو 50 عاما، ويتمتع الجيش ب25% من مقاعد البرلمان. ويذكر أن انتخاب الرئيس في ميانمار لا يجرى بالتصويت الشعبي، لكن عن طريق البرلمان بشكل غير مباشر، وهي عملية معقدة تنتهي باختيار المجلسين التشريعيين والجيش رئيسا من بين ثلاثة مرشحين، ويتولى المرشحان الآخران منصب نائبي الرئيس، لكن الأمر يستغرق ثلاثة أشهر حتى يعلن المجمع الانتخابي هذا القرار. ووفقاً للدستور في ميانمار، فإن "أونغ سان سو تشي" لا تستطيع الترشح لمنصب الرئاسة في البلاد، إلا أنه يسمح لها بتولي زعامة حزب، ويحظر عليها الترشح للرئاسة لأن ابنيها يحملان جوازي سفر بريطانيين، وليس لهما جواز سفر من ميانمار. أصبحت أونغ سان سو تشي، زعيمة المعارضة في ميانمار، رمزا عالميا للمقاومة السلمية في مواجهة الظلم نتيجة لقضائها 15 عاما تحت الإقامة الجبرية. وأمضت "أونغ سان سو تشي 70 عاما"، الكثير من وقتها بين عامي 1989 و 2010 رهن الإقامة الجبرية بسبب جهودها لإحلال الديمقراطية في ميانمار. وفي عام 1991، حازت على جائزة نوبل للسلام ووصفها فرانسيس سييستد رئيس لجنة جائزة نوبل - أنذالك- ب" مثالا بارزا على قوة من لا قوة له". ولدت أونغ سان سو تشى عام 1945، في مدينة يانجون، العاصمة السابقة بورما "ميانمار حاليا"، وهي ابنة أونغ سان بطل الاستقلال ومؤسس ما يعرف بالجيش البورمي الحديث، والذي اغتيل بينما كانت هي في الثانية من عمرها. ورحلت سو تشى، إلى الهند عام 1960 بصحبة والدتها، التي تم تعيينها سفيرة ميانمار في دلهي، ثم درست الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة، حيث التقت بزوجها البريطاني مايكل آريس، وعملت وعاشت لفترة في اليابان وبوتان، قبل أن تستقر في المملكة المتحدة. وعادت إلى بورما عام 1988م لكي تعني بأمها المريضة ولكنها فيما بعد قادت الحركة الديمقراطية في بورما ووضعت تحت الإقامة الجبرية في منزلها منذ عام 1989 لأنها شغلت منصب أمين عام الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية أهم أحزاب المعارضة في بورما. ونظم المجلس العسكري، انتخابات عام 1990، للمرة الأولى بعد انتزاعه السلطة عام 1962، حقّق فيها حزب سو تشي فوزًا ساحقًا، لكن الجيش رفض الاعتراف بالنتيجة، بحجة وجوب صياغة دستور جديد، وهذا ما لم يتحقّق قبل 18 سنة، ونظم المجلس انتخابات عام 2010، لكن المعارضة قاطعتها، بحجة أن قوانين الانتخاب ليست عادلة. وفي عام 2012 حقق حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية"- حزب المعارضة برئاسة سو تشي- نجاحًا باهرًا ، بفوزه ب43 من 44 مقعدًا في انتخابات جزئية، أتاحت دخول سو تشي البرلمان، على رغم أنها كانت خاضعة لإقامة جبرية.