أكد د. نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أهمية زيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوربي للأمن والسياسة الخارجية فيدريكا موجريني للجامعة العربية. وأوضح العربي - في مؤتمر صحفي مشترك مع المسؤولة الأوروبية اليوم بمقر الجامعة - أن المنطقة العربية تعاني من أزمات كثيرة، والتي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تعد قضية العرب الأولى. وأضاف العربي أنه بالإضافة إلى الأزمة السورية التي تتعقد كل يوم، والأزمة الليبية، فإن هناك قاسما مشتركا بين الجامعة والعربية والاتحاد الأوروبي حول كافة هذه القضايا، خاصة والاتحاد الأوروبي مؤمن بتحقيق العدالة كونه ينظر للأمور طبقا لقواعد القانون الدولي ويحاول أن يلعب دورا إيجابيا في كافة أزمات المنطقة. وقال العربي إن توقيع مذكرة تفاهم اليوم مع الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تعزيز التعاون في المستقبل وإطلاق المرحلة الثانية من مشروع تعزيز قدرات جامعة الدول العربية لمواجهة الأزمات. وعلى صعيد الأزمة السورية، أكد الدكتور نبيل العربي، أن القضية السورية تمثل الشغل الشاغل للجامعة العربية، مستعرضا ما قامت به الجامعة العربية في هذا الخصوص منذ بداية الأزمة وحتى الآن. وأوضح العربي أن الجامعة العربية على اتصال مستمر مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان ديمستورا، وإن كانت لم تدع إلى اجتماع فيينا الذي عقد الأسبوع الماضي لبحث الأزمة السورية، معربا عن أمله في حدوث إنفراجة في الأزمة السورية، خاصة وأن اجتماع فيينا كان موسعا وضم إلى جانب القوى الكبرى قوى إقليمية، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية. وردا على سؤال بشأن الأوضاع في ليبيا، أكد العربي على أهمية الدور الذي يقوم به المبعوث الأممي بشأن ليبيا برناردينو ليون، لافتا إلى أن الوضع في ليبيا يختلف عنه في سوريا، معربا عن أمله في عدم وجود تدخلات خارجية في الشأن الليبي حتى تنجح مهمة المبعوث الأممي. من جانبها، حذرت فيدريكا موجريني، من خطورة الأزمات التي تجتاح المنطقة العربية، مؤكدة أنها أزمات معقدة وتحتاج إلى المزيد من الجهود المشتركة مع الجامعة العربية لإدارتها والتوصل إلى حلول مشتركة لكل الأزمات، سواء في ليبيا أو سوريا، وكذلك عملية السلام في الشرق الأوسط. وحول الأزمة السورية، قالت موجريني - في المؤتمر صحفي المشترك - "اننا عملنا سويا مع الأممالمتحدة والمبعوث الخاص ديمستورا"، واصفة المؤتمر الذي عقد في فيينا الأسبوع الماضي حول سوريا بأنه أول خطوة في العملية السياسية وقناة مفتوحة لكل اللاعبين الدوليين المعنيين بالأزمة. وأضافت "اننا سنستمر في العمل في هذا الإطار، مع استمرار تقديم الدعم لهذه القضية"، مؤكدة أهمية الحفاظ على سلامة الأراضي السورية وضمان سيادتها، مشيرة إلى أن هذه هي الطريقة الممكنة لنحمى الأرض السورية من الجماعات المتطرفة وداعش الإرهابية". وحول تطورات الوضع في ليبيا، قالت إن الاتحاد الأوروبي مستمر في التعاون مع المبعوث الأممي بشأن ليبيا برناردينو ليون، مؤكدة على أهمية توحيد القوات داخل ليبيا "وهو الأمر الذي يتفق عليه المجتمع الدولي بأكمله". وأضافت أن ليبيا بلد غني مليء بالموارد الطبيعية والبشرية، موضحة أن المجتمع الدولي على أتم استعداد لدعم وإعادة هيكلة كافة الخدمات التي تقدم للشعب الليبي بخصوص المحليات والمؤسسات. ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي خصص ١٠٠ مليون يورو لدعم ليبيا ولأخذ القرارات والتدابير، مشددة على أهمية أن تكون القيادة في أيدي الليبيين أنفسهم.