أعربت المديرة العامة لليونسكو مجددا عن بالغ قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف ضد المواقع الثقافية والدينية في الشرق الأوسط وحولها، معربة عن أسفها إزاء الاقتراحات الأخيرة الجاري مناقشتها في المجلس التنفيذي لليونسكو والتي قد تُفسّر باعتبارها تعديلات لوضع مدينة القدس القديمة وأسوارها ،وقد تثير هذه التعديلات التوترات حيث أن المدينة مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ زمن . و ذكرت اليونسكو- في بيان لها اليوم الثلاثاء - أن المديرة العامة لليونسكو أطلقت في هذا السياق، مشاورات موسعة من أجل تشجيع الدول الأعضاء في اليونسكو على مواصلة الحوار التشاوري، بما يتماشى مع مهمة المنظمة . و طالبت المديرة العامة من المجلس التنفيذي لليونسكو باتخاذ قرارات لا تسفر عن إثارة المزيد من التوترات هناك وتشجع احترام الطابع المقدس للأماكن المقدسة ، و شددت على أن حماية التراث الثقافي يجب ألا تكون رهينة للظروف السائدة، لأن ذلك إنما يِؤدي إلى إضعاف مهمة اليونسكو. وقالت المديرة العامة: "إننا نتحمل جميعاً مسؤوليات إزاء رسالة اليونسكو، وهي مسؤوليات تتمثل في اتخاذ قرارات من شأنها تشجيع الحوار، والتسامح والسلام، ويتسم هذا الأمر بأهمية خاصة لاسيما بالنسبة إلى الشباب الذين يتعين عليهم استلهام قيمة السلام واستيعاب ثقافته". و أضافت أن القدس هي أرض مقدسة تضم الأديان السماوية الثلاثة، كما أنها مجال للحوار للجميع، أي لليهود والمسيحيين والمسلمين ، فالقدس مجموعة متنوعة من الثقافات والشعوب التي شكلت تاريخها عبر تاريخ البشرية جمعاء. و أكد البيان أن المديرة العامة لليونسكو لا تألوا جهدا للدعوة إلى الحوار والتوافق من أجل النهوض برسالة اليونسكو الرامية إلى حماية التراث العالمي وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل. و أوضح أن المديرة العامة من هذا المنطلق تكرر نداءاتها إلى كافة الأطراف للعمل على صون التراث الثقافي، بما فيه الأماكن المقدسة، وتسهيل الوصول إليه بالنسبة إلى الجميع، فضلاً عن استعادة الحوار في روح من التفاهم المتبادل.