أعرب المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط،قونغ شياو شنغ، عن ثقته في قدرة مصر والدول العربية على أن تلعب دورا مهما في حل القضية الفلسطينية، مضيفا أن دور مصر والدول العربية لا بديل له على المستوى العالمي. وشدد قونغ أن الدول العربية قوة مهمة في العالم ورغم أن هذه الدول تواجه كثيرا من الصعوبات، لكن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يستغنى عن دور الدول العربية في حل هذه القضية. وأضاف أن مفاوضات السلام لن تحقق نتائج بدون الجهود من الدول العربية ولا يمكن أيضا الاستغناء عن دور الدول العربية في تقديم المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين. وأوضح انه يمكن لمصر والأردن أن تلعبا دورا بارزا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وقال الحقيقة هم يفعلون هذا منذ وقت طويل. وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية الصينيةللفلسطينيين وصلت إليهم عن طريق الأردن، كما وصلت مساعدات أخرى من الصين أيضا إلى غزة عن طريق معبر رفح المصري ولمصر دورها في هذا الأمر وأنا عندما أتحدث مع وزارة الخارجية المصرية نتناول معا سبل تعزيز التعاون لإيصال المساعدات الإنسانية الصينية والدولية إلى غزة. وأعرب عن ثقته في دور مصر لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين سيكون داعما لشعب فلسطين وليس العكس، مؤكدا أن للدول العربية دورا مهما في هذا الصدد. ووصف قونغ وخاصة في فلسطين في الآونة الأخيرة بالمتفجر، فهناك سفك للدماء وتصاعد في التوترات ونحن نولى اهتماما كبيرا لهذا الأمر ونعبر عن أسفنا وألمنا الشديدين لسفك الدماء في فلسطين. وأشار إلى انه كان سفيرا للصين في فلسطين ويعتبرها كوطن ثاني له،.قائلا "إنني كلما رأيت الأحداث في القدسوفلسطين على شاشات التليفزيون اشعر بألم شديد واهتم كثيرا بكل ما يحدث هناك من أعمال عنف وسفك للدماء فأنا اعتبر أبناء الشعب الفلسطيني مثل أشقاء لي. وكشف المبعوث الصيني عن رؤية بلاده للاحداث الحالية، وقال أولا يجب الوقف الفوري لسفك الدماء وأعمال العنف ويجب على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وخاصة الجانب الإسرائيلي كالطرف الأقوى التحلي بأكبر قدر ممكن من ضبط النفس واتخاذ إجراءات فعالة لوقف سفك الدماء. وأضاف "اننا في الصين نعتبر ان أفضل مخرج للقضية الفلسطينية هو الحل السياسي عبر المفاوضات السلمية، فبذلك فقط يمكن دفع عملية السلام واستئناف المفاوضات وتحقيق نتائج لهذه المفاوضات فهذا هو الطريق الأفضل لتحقيق السلام في فلسطين". وأوضح أن السلام لن يتحقق ولن تتم المحافظة عليه إلا عن طريق المفاوضات فأعمال العنف لن تحل هذه القضية وكذلك مسألة الأمن التي تهتم بها اسرائيل لن تحل عن طريق حمل السلاح ولكن الطريق الأساسي والنهائي هو مفاوضات السلام لذلك ندعو الطرفين للجلوس على طاولة المفاوضات واستئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن وضمان استمرارها وتحقيق النتائج لهذه المفاوضات ولهذا على قيادات البلدين "اظهار النية الصادقة والتحلي بموقف طويل المدى ومسئول تجاه بلده وشعبه". ودعا قونغ المجتمع الدولي لبذل الجهود المشتركة واتخاذ موقف مشترك وتعزيز الجهود الدبلوماسية بما يساعد الجانبين على استئناف المفاوضات،وقال نحن لدينا تواصل مع الرباعية الدولية وغيرها من الدول التي تهتم بقضية الشرق الأوسط ونأمل ببذل جهود مشتركة مع جميع الأطراف لدفع عملية السلام فى الشرق الأوسط. ووصف قونغ شياو شنغ، علاقة بلاده مع فلسطين بالمتميزة جدا، مضيفا أن مبنى مقر وزارة الخارجية الفلسطينية تبنيه الصين وهو السفير الذي وقع على الاتفاق الخاص ببناء هذا المقر ويمكن أن أقول أنني أفضل سفير من حيث علاقتي مع الجانب الفلسطيني". ورفض قونغ أن يقوم بأي عملية تقييم للرباعية الدولية ولدورها بالنسبة للقضية الفلسطينية،وقال إنه يجب أن ننظر اليها نظرة واقعية فلا يمكن استبعادها لان الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبى لديهما التأثير عالميا ولذا لا يمكن تصور كيفية استبعاد دورهما في قضية فلسطين فأفضل طريق لحل هذه القضية هو استمرار دور الالية الرباعية الدولية ودفعها للعب المزيد من الدور وهذه هي الطريقة الواقعية. وأضاف أن اي تحرك تتخذه الالية الرباعية يجب ان يتطابق مع مصالحها لذلك فهم لن يتخلوا عن صوتهم ودورهم وحقهم فى الشرق الاوسط لذلك اكيد هم سيفكرون فى موقفهم فى المستقبل وسيدركون ان الاستمرار فى طريقتهم المتحيزة والظالمة تجاه قضية فلسطين ستصعب من دورهم فى المستقبل. وطالب المجتمع الدولى بان يتخذ موقفا عادلا وقال "سنعمل على دفعهم للعب دور عادل ونحن على استعداد للتعاون معهم.. والصين ترحب بجميع المبادرات والجهود الدبلوماسية طالما تتفق مع مصالح الشعب الفلسطيني وتقبل بها الدول العربية .. نحن دائما نقول ان صوتنا فى الاممالمتحدة دائما مع البلدان النامية وصوتنا في الأممالمتحدة دائما مع الدول العربية والشعب الفلسطيني وموقفنا هذا لم يطرأ عليه أي تغيير". وعندما سئل قونغ عن الأقاويل حول احتمالات تدخل عسكري صيني في سوريا، شدد على أن مبدأ الصين هو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.