تحتل جراحات تحويل مسار المعدة، المركز الأول لعلاج السكر لعام 2016، لقدرتها على شفاء المرضى بنسبة 80%، ما يجنب المضاعفات الخطيرة المحتملة. ومن الأعراض الخطيرة التي تم استعراضها خلال مؤتمر الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، الذي عقد الثلاثاء 13 أكتوبر، كل من: (الفشل الكلوي، وغرغرينا القدم السكرية، والسكتات الدماغية، وجلطات المخ والقلب). وأوضح أستاذ الجراحة بطب عين شمس ورئيس المؤتمر الدكتور خالد جودت أن هناك مفاهيم خاطئة حول عملية تحويل المعدة، من بينها ارتباطها بالقيء والإسهال، وعدم الامتصاص وأنه لا يمكن إلغاؤها، مؤكدًا أن جراحة تحويل المعدة لا يعاني صاحبها من مشكلة في تناول الطعام أو القيء أو إسهال، ويمتص جسم المريض كل ما يتناوله من غذاء وسعرات حرارية باستثناء بعض الفيتامينات التي يقل امتصاصهان ولذلك يتم تناول بعض الفيتامينات بالفم بعد الجراحة. وأضاف أن تحويل المعدة ليست مثل التكميم ويتم استئصال 90% من المعدة، وبالتالي يمكن إلغاء عملية التحويل بالكامل، مشيرًا إلى طرق لإلغاء جراحات المعدة المختلفة بالمنظار بما في ذلك الجراحة الأولى التي تمت بالفتح الجراحي بدون منظار. وذكر جودت أن جراحة تحويل المعدة شهدت تطورًا كبيرًا جعلها أكثر فاعلية، وتضمن عدم العودة لزيادة الوزن مرة أخرى ، ويشمل هذا التطور إجراء التحويل على معدة صغيرة جدا، بالإضافة إلى تحويطها لمنع تمددها وزيادة الوزن في المستقبل، وترتب على هذا التطور نجاح كبير في خفض الوزن ل 90% من الحالات بشكل ملحوظ. وأوضح رئيس المؤتمر أن الأعوام الأخيرة شهدت تغيير شهرة بعض الجراحات، إلا أن عملية تحويل المعدة مازالت الأفضل التي يتم إجراؤها بالعالم لأنها تعطي أفضل نتائج لخفض الوزن وتحقق أعلى نسب شفاء من السكر والضغط وارتفاع الكوليسترول. ولفت إلى أن المؤتمر هذا العام يعد الأكبر في تاريخ جراحات السمنة بالشرق الأوسط، ويحضره 400 جراح من مصر والشرق الأوسط، ويتخلله 20 جلسة، ويناقش خلاله أكثر من 120 بحثا في مجال جراحات السمنة يلقيها عدد من المتخصصين من جميع أنحاء العالم، كما يشهد جلسات تعليمية متقدمة في مجال جراحات السمنة. وأشار إلى حضور الرئيس الفخري للاتحاد العالمي لجراحات السمنة المفرطة الدكتور نيكولا سكوبينار وأستاذ جراحات السمنة المفرطة بجامعة جينوا بإيطاليا لعرض جراحة السمنة المشهورة في كل أنحاء العالم والخاصة به، والذي قدم محاضرة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بعنوان "جراحات السمنة المفرطة صعود والجراحة العامة"، وتناول خلالها تاريخ جراحات السمنة في ال60 عاما الأخيرة. ويحظى المؤتمر هذا العام بأهمية خاصة لأن السمنة المرضية المفرطة منتشرة بين أكثر من 5٪ من الشعب المصري، كما يصيب مرض السكر ما يقرب من 20٪، وتعد جراحات السمنة هي العلاج الطبي الوحيد الذي يمكنه إعطاء شفاء دائم من المرضين. وعن الترهلات التي تصيب الجسم أثناء انخفاض الوزن، أعلن الدكتور خالد جودت عن تكنيك جديد يتم اتباعه من خلال إجراء شد الجسم كله في جلسة واحدة بدلا من إجرائها على مراحل وجراحات متعددة. وتابع أن جراحات السمنة تجرى في مصر منذ ما يقرب من 20 عاما وكانت كلية طب عين شمس الرائدة في مجال جراحات السمنة في الشرق الأوسط، وقدمت عشرات من الأبحاث العالمية في مجال جراحات السمنة المفرطة في المؤتمرات والدوريات العلمية العالمية. ولفت إلى التطورات الكبيرة التي حدثت على تلك الجراحات، وأصبحت الآن تجرى غالبيتها بالمنظار، كما يتم إجراؤها لآلاف الحالات سنويا، وبالرغم من الزيادة الكبيرة في عدد الحالات التي يتم إجرائها مازال عدد كبير جدا لا يتم علاجه نظرا لعدم توعية المرضي بوجود الحلول. وأشار إلى أن علاج مرض السكر من النوع الثاني باستخدام جراحات السمنة بدأ منذ 7 سنوات، نظرًا لأن جراحة تحويل المعدة لغير البدناء والمصابين بالسكر من النوع الثاني يعطي شفاء تام من مرض السكر في 80 ٪ من الحالات. ومن جانبه، أوضح د.هاني نصر أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية والمشاركة في إعداد المؤتمر أن الاهتمام بتلك النوعية من الجراحات له أهمية كبيرة لرفع المعاناة عن مرضى السمنة المفرطة والذين يمثلون شريحة كبيرة جدا من الشعب المصري. وأوضح رئيس قسم الجراحة بمستشفى أحمد ماهر التعليمي الدكتور عصام عبد الجليل أن المؤتمر يأتي تتويجا لأعوام طويلة من العمل الشاق، مشيرًا إلى أن الهيئة تهتم بشكل خاص بهذا النوع من الجراحات، ويتم إجراء عددًا كبيرًا منه للمرضى سنويا بمستشفيات الهيئة وخاصة مستشفى أحمد ماهر التعليمي. ومن جانبه، عرض الدكتور أنطونيو توريس من جامعة مدريد بإسبانيا جراحته الخاصة لعلاج السمنة وتسمي بجراحة سادي وهي جراحه تقلل امتصاص الغذاء لخفض الوزن وتستعمل لعلاج فشل تكميم المعدة. ومن السعودية تحدث الدكتور وليد بخاري عن خبرته بجراحات السمنة على مدى 20 عامًا، أوضح خلالها مضاعفات تكميم المعدة وأسلوبه الخاص لإجرائها، وابتكر أسلوبًا جراحيًا لإجرائها في وقت أقل مع مضاعفات أقل. وتحدث الدكتور هاني شهاب من جامعة القاهرة عن دور المناظير في علاج التسريب بعد هذه الجراحات، موضحًا أن مناظير الجهاز الهضمي تلعب دور كبير، ويمكن رتق التسريب باستعمال دبابيس خاصة ويمكن تركيب دعامات تساعد على التئام التسريب بدون تأثير على الجسم. وأوضح الدكتور علاء عباس أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس رئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها ب4 مميزات رئيسية وهي الفعالية العالية في إنقاص الوزن ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم. وأشار إلى تميز جراحات تحويل مسار المعدة بقدرتها على شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة، وأظهرت دراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين بمركز ويل كورنل بولاية نيويورك في أمريكا أن جراحة تحويل المعدة تشفي من مرض السكر من النوع الثاني بنسبة 92% أو على أقل تقدير تحسن من استجابتهم للعلاج الطبي وتجنبهم المضاعفات الخطيرة المحتملة لمرضى السكر كالفشل الكلوي وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب. وأظهرت الدراسة أن 92% من مرضى السكر استجابوا بشكل رائع للجراحة وأن ما يقرب من 60% من المرضى قد شفوا تماما طوال فترة الدراسة التي استمرت ما يقرب من 7 سنوات بعد الجراحة. وأشار إلى أن جراحة تحويل المعدة سلطت الضوء على دور الأمعاء في الإصابة بمرض السكر، وتفرز الأمعاء مجموعة كبيرة من الهرمونات التي تؤثر في مستوى الأنسولين بالدم وبالتالي مستوى السكر بالدم وتقوم جراحة تحويل المعدة على نقل الطعام من المعدة إلى النصف الثاني من الأمعاء مباشرة وتجنب مروره بالجزء الأول من الأمعاء، ويؤدي هذا إلى الرفع من مستويات الهرمونات المحفزة للأنسولين والتي تفرز من النصف الثاني من الأمعاء، وفي ذات الوقت يقلل الهرمونات المضادة للأنسولين التي تفرز من بداية الأمعاء الدقيقة.