حتي يومنا هذا ورغم الطفرات التكنولوجية الهائلة في عالم الاتصالات، تعتمد وسائل اعلامنا العربية علي السيل المتدفق من وكالات الانباء العالمية الغربية وقنواتها في كل ما تبثه ولا ندقق، ونادرا ما نحلل المعلومة قبل اعادة نشرها، وكثيرا ما نقع في فخ الاعلام الصهيوني المسيطر علي الساحة الاعلامية العالمية. قد نلجأ إلي بتر أو اخفاء بعض المعلومات الفجة الصادرة عن هذه القنوات والوكالات( الامريكية والاوربية)، مراعاة للأمن الوطني والقومي العربي، لكن نبقي أسري لهذا التدفق الاعلامي بأغراضة وسمومه ووجهات نظره، بل إن بعضنا كثيرا ما يعتقد خطأ أن ما تنشره وسائل الاعلام الغربية هو الصدق. وكثيرا ما نلحظ جنوح هذا الاعلام عن الواقع، بل يخلط الاوراق، ويلون الحقائق حسب ماتراه الجهات العليا الممولة له، والهادف إلي اثارة الرأي العام المصري أو العربي، لخلق حالة من عدم الثقة والتشكيك في كل شيء سواء انجازات أو احكام قضائية. والفرصة تكون أكثر شيوعا بيننا كعرب عندما تتأخر المعلومات وتختفي الحقائق، وتترك الامور للقيل والقال وانتشار الشائعات، فغياب المعلومات، وعزوف الجماهير عن استقاء المعرفة من وسائل اعلامها الوطنية يجعل السوق رائجا للشائعات. هذه الحقيقة كشف عنها زميلنا الكاتب الصحفي العراقي الجنسية المصري الهوي صلاح النصراوي في كتابه ( حياة من ورق) بعد اكثر من 25 عاما قضاها في اروقة واحدة من اكبر وكالات الانباء العالمية ( وكالة انباء الاسوشيتد بريس)، وعايش الطريقة التي ادارت بها الوكالة لتغطية ما اصطلح عليه آنذاك بالربيع العربي ويقول: هذه الثورات اطلقتني من أسر القيود التي كبلت انسجامي الداخلي طويلا، واشعرتني بالمسئولية الاخلاقية عن الاخلاص للثورات وتبنيها والدفاع عنها من دون قيود مهنية او سياسية، ففي حين أنني عشت عن قرب وسط الثورة المصرية وشهدت مقدماتها وارهاصاتها عبر سنين.. ويضرب مثالا للتحيز الاعلامي الواضح للسياسات الاسرائيلية فيقول: خلال سنوات عملي بالوكالة ادركت ان تغطية الانباء المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي تشكل أحد التحديات الكبري للصحفيين الملتزمين والجادين الباحثين عن الحقيقة في الصحافة الغربية وخاصة الامريكية بغض النظر عن جنسياتهم، ففي حين تحاول هذه الصحافة اظهار الالتزام بالشكل المهني والحرص علي الاحتفاظ بالمصداقية والموضوعية في تغطياتها، فان همها الأكبر يبقي دائما عدم اغضاب اسرائيل وجماعات الضغط الموالية لها حتي يومنا هذا ورغم الطفرات التكنولوجية الهائلة في عالم الاتصالات، تعتمد وسائل اعلامنا العربية علي السيل المتدفق من وكالات الانباء العالمية الغربية وقنواتها في كل ما تبثه ولا ندقق، ونادرا ما نحلل المعلومة قبل اعادة نشرها، وكثيرا ما نقع في فخ الاعلام الصهيوني المسيطر علي الساحة الاعلامية العالمية. قد نلجأ إلي بتر أو اخفاء بعض المعلومات الفجة الصادرة عن هذه القنوات والوكالات( الامريكية والاوربية)، مراعاة للأمن الوطني والقومي العربي، لكن نبقي أسري لهذا التدفق الاعلامي بأغراضة وسمومه ووجهات نظره، بل إن بعضنا كثيرا ما يعتقد خطأ أن ما تنشره وسائل الاعلام الغربية هو الصدق. وكثيرا ما نلحظ جنوح هذا الاعلام عن الواقع، بل يخلط الاوراق، ويلون الحقائق حسب ماتراه الجهات العليا الممولة له، والهادف إلي اثارة الرأي العام المصري أو العربي، لخلق حالة من عدم الثقة والتشكيك في كل شيء سواء انجازات أو احكام قضائية. والفرصة تكون أكثر شيوعا بيننا كعرب عندما تتأخر المعلومات وتختفي الحقائق، وتترك الامور للقيل والقال وانتشار الشائعات، فغياب المعلومات، وعزوف الجماهير عن استقاء المعرفة من وسائل اعلامها الوطنية يجعل السوق رائجا للشائعات. هذه الحقيقة كشف عنها زميلنا الكاتب الصحفي العراقي الجنسية المصري الهوي صلاح النصراوي في كتابه ( حياة من ورق) بعد اكثر من 25 عاما قضاها في اروقة واحدة من اكبر وكالات الانباء العالمية ( وكالة انباء الاسوشيتد بريس)، وعايش الطريقة التي ادارت بها الوكالة لتغطية ما اصطلح عليه آنذاك بالربيع العربي ويقول: هذه الثورات اطلقتني من أسر القيود التي كبلت انسجامي الداخلي طويلا، واشعرتني بالمسئولية الاخلاقية عن الاخلاص للثورات وتبنيها والدفاع عنها من دون قيود مهنية او سياسية، ففي حين أنني عشت عن قرب وسط الثورة المصرية وشهدت مقدماتها وارهاصاتها عبر سنين.. ويضرب مثالا للتحيز الاعلامي الواضح للسياسات الاسرائيلية فيقول: خلال سنوات عملي بالوكالة ادركت ان تغطية الانباء المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي تشكل أحد التحديات الكبري للصحفيين الملتزمين والجادين الباحثين عن الحقيقة في الصحافة الغربية وخاصة الامريكية بغض النظر عن جنسياتهم، ففي حين تحاول هذه الصحافة اظهار الالتزام بالشكل المهني والحرص علي الاحتفاظ بالمصداقية والموضوعية في تغطياتها، فان همها الأكبر يبقي دائما عدم اغضاب اسرائيل وجماعات الضغط الموالية لها