أسعار الخضار والفاكهة اليوم الثلاثاء 2-12-2025 بمنافذ المجمعات الاستهلاكية    الخطيب: نستهدف الوصول إلى حجم تجارة بين مجموعة D-8 إلى 500 مليار دولار في 2030    الهيئة العربية للتصنيع وشركة داسو الفرنسية تبحثان التعاون في مجال الصناعات الدفاعية    أبو الغيط: الذكاء الاصطناعى يغير مستقبل المنطقة.. ولن نقبل بدور هامشى    فلسطين: سلطات الاحتلال نحتجز جثامين 761 شهيدا    الجيش السودانى: أحبطنا هجوما جديدا للدعم السريع على مدينة بابنوسة    رئيس الوزراء الباكستاني يهنئ الإمارات بمناسبة يومها الوطني    تريزيجيه قبل مواجهة الكويت: كأس العرب فرصة لإظهار قوة منتخب مصر    تاريخ مواجهات مصر والكويت في كأس العرب قبل مباراة اليوم    ضبط مالك محل يبيع أجهزة فك شفرات القنوات الفضائية فى السلام    من محو الأمية إلى الدكتوراه.. قصة تطوير إنسانى داخل أسوار مراكز الإصلاح    انخفاض فى درجات الحرارة بكفر الشيخ.. وتوقعات بهطول أمطار .. مباشر    حسن بخيت يكتب عن: ما أحوجنا إلى التربية الأخلاقية    بعد واقعة التعدي.. مدرسة الإسكندرية للغات تعلن خطة شاملة لتعزيز الأمان داخل المنشأة    موعد مباراة مصر ونيجيريا المقبلة استعدادًا للكان    مواعيد مباريات الثلاثاء 2 ديسمبر - مصر تواجه الكويت.. وبرشلونة ضد أتلتيكو مدريد    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام فولهام.. موقف مرموش    وزير الخارجية يؤكد على ضرورة تكاتف أبناء الوطن لدعم الاقتصاد الوطني    محافظ أسيوط يعلن الجاهزية الكاملة لانطلاق انتخابات النواب بالدائرة الثالثة    هيئة الاستثمار تشارك في العرض النهائي لبرنامج Elevate Lab لدعم الشركات الناشئة    ضبط 14 متهمًا لاستغلال الأطفال في التسول بالإكراه    ضربات أمنية لضبط مرتكبي جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    الفيشاوي وجميلة عوض يعودان للرومانسية في فيلمهما الجديد «حين يكتب الحب»    المملكة المتحدة توفر مأوى ل 12 ألف مدني في غزة عبر خيام إنسانية    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 2ديسمبر 2025 فى المنيا    وزير الصحة يتابع مع محافظ البحيرة إنجاز المشروعات الصحية ويبحث التوسع في الخدمات    وزير الزراعة ومحافظ الوادي الجديد يبحثان تعزيز الاستثمار في مجال الإنتاج الحيواني    راقصا أمام أنصاره.. مادورو يمد غصن زيتون لواشنطن    قوات الاحتلال تتوغل فى ريف القنيطرة بسوريا وتفجر سرية عسكرية مهجورة    وزارة التضامن تقر قيد 4 جمعيات في محافظتي أسوان والقاهرة    «وزير الري»: الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 2 ديسمبر 2025    بسبب الشبورة المائية وأعمال الصيانة، ارتفاع تأخيرات القطارات على خط بورسعيد    كيف تناولت الصحف الكويتية مواجهة مصر في كأس العرب؟    قمة نارية مرتقبة.. بث مباشر مباراة السعودية وعُمان اليوم في كأس العرب 2025    صحتك في خطوتك| فوائد المشي لإنقاص الوزن    أمينة عرفى ومحمد زكريا يضمنان الصدارة المصرية لتصنيف ناشئى الاسكواش    كأس العرب 2025.. مصر تصطدم بالكويت في أولى مباريات المجموعة الثالثة    بدء تصويت الجالية المصرية في الأردن لليوم الثاني بالمرحلة الأولى    "إعلام القاهرة" تناقش الجوانب القانونية لريادة الأعمال في القطاع الإعلامي    محافظ البحر الأحمر ووزيرا الثقافة والعمل يفتتحون قصر ثقافة الغردقة وتشغيله للسائحين لأول مرة    طقس اليوم: معتدل نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 23    البديل الألماني يطرد عضوا من كتلة محلية بعد إلقائه خطابا بأسلوب يشبه أسلوب هتلر    الحكم بحبس المخرج الإيراني جعفر بناهي لمدة عام    أدعية الفجر.. اللهم اكتب لنا رزقًا يغنينا عن سؤال غيرك    ما حكم الصلاة في البيوت حال المطر؟ .. الإفتاء تجيب    أصل الحكاية | «تابوت عاشيت» تحفة جنائزية من الدولة الوسطى تكشف ملامح الفن الملكي المبكر    المخرج أحمد فؤاد: افتتاحية مسرحية أم كلثوم بالذكاء الاصطناعي.. والغناء كله كان لايف    سر جوف الليل... لماذا يكون الدعاء فيه مستجاب؟    استقالة وزير الدفاع النيجيري بعد تصاعد عمليات الخطف الجماعي    أصل الحكاية | أوزير وعقيدة التجدد.. رمز الخصوبة في الفن الجنائزي المصري    لغز مقتل قاضي الرمل: هل انتحر حقاً المستشار سمير بدر أم أُسدل الستار على ضغوط خفية؟    كيف تكشف المحتوى الصحي المضلل علي منصات السوشيال ميديا؟    بالأدلة العلمية.. الزجاجات البلاستيك لا تسبب السرطان والصحة تؤكد سلامة المياه المعبأة    تقرير الطب الشرعي يفجر مفاجآت: تورط 7 متهمين في تحرش بأطفال مدرسة سيدز    استشهاد فرد شرطة ومصرع 4 عناصر جنائية في مداهمة بؤر لتجارة المخدرات بالجيزة وقنا    أول ظهور لأرملة الراحل إسماعيل الليثى بعد تحطم سيارتها على تليفزيون اليوم السابع    أقوى 5 أعشاب طبيعية لرفع المناعة عند الأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
مين مع مين؟ وضد مين ؟!!


الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة
»‬سعد زغلول»
من حوالي أسبوعين نشرت صحيفة هاآرتز الإسرائيلية شوية وثايق أفرجت عنها السلطات الصهيونية بعد اربعين سنة، ومن ضمنها وثايق بتفضح تعاون اسرائيل مع السعودية والأردن ضد الجيش المصري في حرب اليمن (1962-1967)، والوثايق بتقول ان اسرائيل شاركت في الحرب دي بطلب من بريطانيا، وبدأت مشاركتها في 31/ 3/ 1964، وقامت ب 13 عملية إنزال كبيرة بقيادة إيريا عوز في شمال اليمن، خلف خطوط القوات المصرية، ووصّلت للقبايل الموالية للسعودية والإمام (الحوثي اللي الشعب ثار ضده) عشرات الحاويات المتحملة أسلحة وذخاير وامدادات طبية، ولما البريطانيين اقترحوا ضربات جوية اسرائيلية علي القواعد المصرية، قيادة سلاح الجو الاسرائيلي وافقت، بس رئيس الاركان رابين ورئيس الوزرا اشكول عارضوا !!!
وفي الستينيات والسبعينيات كان فيه جبهة عريضة بتضم السعودية، وايران الشيعية الشاهنشاية، وتركيا واسرائيل، في مواجهة قوي الثورة العربية، وبعد كامب دافيد كان فيه تحالف سري اسمه السافاري، بتشارك فيه مصر السادات، مع المخابرات الايرانية (السافاك) مع الموساد الاسرائيلي، مع ال »‬IA، وقاموا سوا بإجهاض ثورة هاشم العطا في السودان.
واليومين دول، والسعودية بتقود تحالف كبير ضد اليمن بدعوي تحرير الشعب اليمني من سطوة الحوثيين (اللي همه مكون اساسي من مكونات اليمن) ومن التمدد الشيعي الايراني، وتسألهم : هوه الامام اللي حاربتوا مصر علشانه مش كان حوثي شيعي، وايران الشاه مش كانت برضه شيعية ؟!! يقولوا لك احنا كلنا أيامها كنا بندافع عن الشرعية، واحنا برضه دلوقت بندافع عن الشرعية ؟! تقول لهم : طب تركب ازاي تدافعوا عن شرعية هادي اللي مالوش في اليمن غير عشرات أو ميات من الانصار، ضد ملايين اليمنيين اللي رافضين التبعية لكم أو للأمريكان، وف نفس الوقت عايزين تسقطوا الأسد (اللي شرعيته ما تقلش عن شرعية هادي) ؟!، وازاي تقولوا انكو بتحاربوا الارهاب وانتوا بتتآمروا علي اللي بيحاربوه في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ومعاكم تركيا، واسرائيل اللي بدعت الارهاب في المنطقة، واللي بتساند الارهابيين في سوريا ولبنان وبتعالج جرحاهم في مستشفياتها؟!!!.
يا عرب.. يا كل الشعوب العربية، آن الأوان نفتح عينينا ونشوف مين مع مين ؟ ومين ضد مين في منطقتنا ؟ مين مع الشعوب وتحررها وتقدمها ؟ ومين بيسعي لتركيعها وفرض الفرقة والتخلف عليها ؟ مين مع الانسانية ؟ ومين اللي بيرتكب الجرايم ضد الإنسانية ؟!!
الثورة الثقافية .. جاية جاية
في 29 يناير، في ميادين التحرير في مصر كلها، ثار الشعب كله علي نظام التبعية والفساد والاستبداد، اللي فرض علينا ثقافة الخنوع والاستسلام باسم السلام والاستقرار، وهدد سلمنا الأهلي بتوسيع الفجوة بين الفقرا وبين اللي نهبوا خيرها وخربوها وقعدوا علي تلها، وزي ما اسقط الشعب رأس النظام، رفض منظومة القيم الفاسدة اللي شاعت بيننا، وطرد رموزها الفنية والثقافية من ميادين التحرير، وأرسي أساس منظومة قيم جديدة عمادها الوحدة الوطنية، والحرية المسئولة، وحلم الانسانية بالعدالة الاجتماعية، واتفجرت في قلوب الجماهير طاقة ابداعية جبارة، شفنا تجلياتها في الشعارات والهتافات المبتكرة، وفي رالسم ع الوشوش، والجرافيتي، والسينما الوثائقية، والظواهر المسرحية (زي مشاهد صرف العفريت، أو المحاكمة الشعبية لنظام مبارك)، والأشعار والأغاني التي ملأت المنصات والميادين. ومن يومها والعركة دايرة علي كل المستويات بين قوي الثورة، وقوي الثورة المضادة، بين عبيد الماضي وبين الطامحين للمستقبل، في السياسة والاقتصاد والمجتمع وفي الآداب والفنون.
وخلينا دلوقت في الآداب والفنون، وشوفو حفلات الأغنيا والغنا الشعبي المضروب اللي بيعجبهم، وشاشات التلفزيونات الخاصة وبرامج المنوعات التافهة اللي مالياها، والنجومية الرخيصة المصنوعة بالزَّن والإلحاح لبعض اللي بيقدموها، والرقص وأغاني التسالي اللي بينتموا لعالم »‬ الشو بزنس»، ومالهمش أي علاقة بالفن أو الابداع، وشوفو كمان نوعية الأفلام الهزيلة اللي مكتسحة الأسواق، لأ..شوفو كمان الاحتفالات الرسمية والأغاني الدعائية اللي بيقدمها لنا عبيد الماضي اللي معششين في أجهزة انتاج انتهت صلاحيتها، وفي مقابل موجات الإلهاء والتجهيل والتسطيح اللي بينشرها عبيد الماضي، ح تلاقي شباب زي الورد بيأسسوا لفنون جديدة تغذي الروح، وتملا القلب عشق للوطن والانسانية، خد عندك مثلا مجموعة »‬الفن ميدان» اللي كل شوية الأمن يمنع تواصلها مع ناسها، وخد عندك كمان مغنواتية وفرق غنا مالهاش عدد، وحفلاتها كاملة العدد، وغناها منوّر وسائط التواصل الاجتماعي، وكمان سينما جديدة شابة بتتعرض أفلامها ف سينما زاوية ف وسط البلد، ومكتبات ومنتديات ثقافية بتعمل ورش كتابة وبتقدم شعرا وكتاب جداد ومدهشين، وفرق مسرح حر بتجرب وبتشق سكك لمسرح جديد ح يغني حياتنا المسرحية.
والاسبوع اللي فات شفت عرضين مسرحيين حلوين، خلوني أتأكد – أكتر ما انا متأكد – ان الثورة الثقافية جاية جاية، العرض الأولاني مونودراما »‬ بارانويا»، وده قدمته بنتي ريم حجاب، من تأليف شابة موهوبة هي رشا فلتس، واخراج محسن حلمي وألف موسيقاه المبدع عمرو سليم، والعرض التاني اسمه 1980 وانت طالع، وده – بجد – عرض رائع، ح يشكل نقلة هامة في مسرحنا الحديث، والأسبوع اللي جاي – وعليكم خير ان شاء الله – ح اكلمكوا بالتفصيل عن العرضين، عشان تتأكدوا معايا ان الثورة الثقافية جاية جاية.
أوراق قديمة
من حوالي عشرين سنة، جاني مسلسل اسمه »‬أيام الغضب»، عن قصة للاستاذ جمال الغيطاني، كتب لها السيناريو والحوار الاستاذ مصطفي ابراهيم، والمسلسل أخرجه المخرج الكبير الراحل عبد الله الشيخ، وكتبت له غنوة البداية والنهاية، وكان التلحين للرائع الجميل ياسر عبد الرحمن، اللي كل ما اسمع موسيقاه أو ألحانه أحس انه بني آدم مصري أصيل بيشوف لبعيد.
(1)
لاح نطفي نارنا.. بالحَطب
ولا نخفي عارنا..بالخُطب
ولا بالعطن نشفي العطب
هلي يا أيام الغضب..
هلي يا أيام الغضب..
...............................
غضبة يا عشاق الحياه
تِوْصِلنا بالفجر وضياه
وتصحي حلم مخبِّياه
روحنا، وفي قلوبنا انكتب
هلي.. يا أيام الغضب
............................
غضبة علي الليل الوبيل
يا صحبة الحق النبيل
وتكون سبيل، وسلسبيل
لينا، وعلي الأعداء لهب
هلي يا أيام الغضب
............................
باصرُخ عليكو بأعلي صوت
قُصوا خيوط الأخطبوط
لا تاخدنا دوامة السقوط
ونلاقي ماضينا انشطب
هلي يا ايام الغضب
(2)
يا أيام الغضب
سوق النصْب اتنصب
بس ولا السوق يسُوقنا
ولا نهر الخير نَضَب
يا أيام الغضب
..........................
لا احنا شروة وبيعة
ولا نرضي نكون نهيبة
وفينا الخير طبيعة
للحق ما بينّا هيبة
ونعيده اذا اتنهب
يا أيام الغضب
..........................
وحني ان زاد فسادنا
وطال زادنا وجَسَدنا
ما نرتاح فوق وسادنا
إلا اذا الحق سادنا
واذا الغُلب اتغلب
يا أيام الغضب
......................
يا أحلام الليالي
خليكي مضوَّية لي
واللي ح يدوس خيالي
ويذل نفوس عيالي
قلبي عليه اتقلب
يا أيام الغضب
يا أيام الغضب
كافيه ريش.. ومجدي عبد الملاك
قهوة ريش حتة غالية من تاريخنا الثقافي والوطني، في حادثة قتل السردار اللي اسقطت حكومة سعد زغلول، اتقبض فيها علي الأخوين »‬عنايت» اللي كانوا مشاركين في العملية، وفيها – للنهاردة – في البدروم – مطبعة قديمة كانت بتطبع منشورات وطنية ضد الاستعمار من أيام ثورة 19، وكافيه ريش ده اتعمل في أوائل القرن العشرين علي نمط قهاوي الرصيف الفرنسية اللي لها واجهة كأنها تراس بيطل ع الشارع، وكان فيه من النمط ده كام قهوة ف شارع عماد الدين، أظن كلهم راحوا في الوبا.
في كافيه ريش غنت أم كلثوم زمان أوي، وكانت القهوة ملتقي كتير من رجال السياسة والثقافة والفن، ح تلاقي صورهم علي جدرانها لغاية النهاردة، واولاد جيلي من الأدباء الشبان في الخمسينيات والستينيات من القرن اللي فات، لما جم من بلادهم للقاهرة، قابلوا فيها نجوم الأدب والصحافة في الزمان ده، شفنا فيها كامل زهيري وعبد الرحمن الخميسي ويوسف ادريس ويحي حقي وغيرهم وغيرهم، ولما نقل لها نجيب محفوظ ندوته الاسبوعية استعادت القهوة امجادها القديمة، وكانت مقر انطلاق كتير من الحركات الفنية زي جماعة السينما الجديدة وكتير من المجلات الثقافية زي جاليري 68، لأ..وطلع منها ابراهيم منصور بأول مظاهرة ضد التطبيع، وف زمن الانفتاح اتعرض علي اصحابها (مجدي وميشيل) يبيعوها بملايين متلتلة، ورفضوا واصروا يجددوها، وفضلت ملتقي للأدباء والمثقفين، وبتنعقد فيها الندوات والصالونات الثقافية.
ومن حوالي سنتين رحل ميشيل عن عالمنا وواصل مجدي رعايته للثقافة والمثقفين في كافيه ريش، والاسبوع اللي فات رحل مجدي عبد الملاك صاحب المقهي ونوارتها بعد مرض قصير، ودلوقت فيه بعض المثقفين من رواد كافيه ريش، ومحبي صاحبها المصري النبيل عاشق الثقافة والمثقفين (وانا منهم) بنتمني اننا نحافظ علي قهوة ريش، لأنها بتمثل حتة غالية من تاريخنا الوطني والثقافي.
ومش عارفين نعمل ايه ولا نطالب مين؟ هل نطلب من وزارة الثقافة تشتريها وتحولها لمكتبة عامة وملتقي ثقافي، ولا نعمل مبادرة مجتمعية واكتتاب عشان نحمي كافيه ريش وورثة مجدي وميشيل الصغار من اطماع كارهي الثقافة والمثقفين.
الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة
»‬سعد زغلول»
من حوالي أسبوعين نشرت صحيفة هاآرتز الإسرائيلية شوية وثايق أفرجت عنها السلطات الصهيونية بعد اربعين سنة، ومن ضمنها وثايق بتفضح تعاون اسرائيل مع السعودية والأردن ضد الجيش المصري في حرب اليمن (1962-1967)، والوثايق بتقول ان اسرائيل شاركت في الحرب دي بطلب من بريطانيا، وبدأت مشاركتها في 31/ 3/ 1964، وقامت ب 13 عملية إنزال كبيرة بقيادة إيريا عوز في شمال اليمن، خلف خطوط القوات المصرية، ووصّلت للقبايل الموالية للسعودية والإمام (الحوثي اللي الشعب ثار ضده) عشرات الحاويات المتحملة أسلحة وذخاير وامدادات طبية، ولما البريطانيين اقترحوا ضربات جوية اسرائيلية علي القواعد المصرية، قيادة سلاح الجو الاسرائيلي وافقت، بس رئيس الاركان رابين ورئيس الوزرا اشكول عارضوا !!!
وفي الستينيات والسبعينيات كان فيه جبهة عريضة بتضم السعودية، وايران الشيعية الشاهنشاية، وتركيا واسرائيل، في مواجهة قوي الثورة العربية، وبعد كامب دافيد كان فيه تحالف سري اسمه السافاري، بتشارك فيه مصر السادات، مع المخابرات الايرانية (السافاك) مع الموساد الاسرائيلي، مع ال »‬IA، وقاموا سوا بإجهاض ثورة هاشم العطا في السودان.
واليومين دول، والسعودية بتقود تحالف كبير ضد اليمن بدعوي تحرير الشعب اليمني من سطوة الحوثيين (اللي همه مكون اساسي من مكونات اليمن) ومن التمدد الشيعي الايراني، وتسألهم : هوه الامام اللي حاربتوا مصر علشانه مش كان حوثي شيعي، وايران الشاه مش كانت برضه شيعية ؟!! يقولوا لك احنا كلنا أيامها كنا بندافع عن الشرعية، واحنا برضه دلوقت بندافع عن الشرعية ؟! تقول لهم : طب تركب ازاي تدافعوا عن شرعية هادي اللي مالوش في اليمن غير عشرات أو ميات من الانصار، ضد ملايين اليمنيين اللي رافضين التبعية لكم أو للأمريكان، وف نفس الوقت عايزين تسقطوا الأسد (اللي شرعيته ما تقلش عن شرعية هادي) ؟!، وازاي تقولوا انكو بتحاربوا الارهاب وانتوا بتتآمروا علي اللي بيحاربوه في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، ومعاكم تركيا، واسرائيل اللي بدعت الارهاب في المنطقة، واللي بتساند الارهابيين في سوريا ولبنان وبتعالج جرحاهم في مستشفياتها؟!!!.
يا عرب.. يا كل الشعوب العربية، آن الأوان نفتح عينينا ونشوف مين مع مين ؟ ومين ضد مين في منطقتنا ؟ مين مع الشعوب وتحررها وتقدمها ؟ ومين بيسعي لتركيعها وفرض الفرقة والتخلف عليها ؟ مين مع الانسانية ؟ ومين اللي بيرتكب الجرايم ضد الإنسانية ؟!!
الثورة الثقافية .. جاية جاية
في 29 يناير، في ميادين التحرير في مصر كلها، ثار الشعب كله علي نظام التبعية والفساد والاستبداد، اللي فرض علينا ثقافة الخنوع والاستسلام باسم السلام والاستقرار، وهدد سلمنا الأهلي بتوسيع الفجوة بين الفقرا وبين اللي نهبوا خيرها وخربوها وقعدوا علي تلها، وزي ما اسقط الشعب رأس النظام، رفض منظومة القيم الفاسدة اللي شاعت بيننا، وطرد رموزها الفنية والثقافية من ميادين التحرير، وأرسي أساس منظومة قيم جديدة عمادها الوحدة الوطنية، والحرية المسئولة، وحلم الانسانية بالعدالة الاجتماعية، واتفجرت في قلوب الجماهير طاقة ابداعية جبارة، شفنا تجلياتها في الشعارات والهتافات المبتكرة، وفي رالسم ع الوشوش، والجرافيتي، والسينما الوثائقية، والظواهر المسرحية (زي مشاهد صرف العفريت، أو المحاكمة الشعبية لنظام مبارك)، والأشعار والأغاني التي ملأت المنصات والميادين. ومن يومها والعركة دايرة علي كل المستويات بين قوي الثورة، وقوي الثورة المضادة، بين عبيد الماضي وبين الطامحين للمستقبل، في السياسة والاقتصاد والمجتمع وفي الآداب والفنون.
وخلينا دلوقت في الآداب والفنون، وشوفو حفلات الأغنيا والغنا الشعبي المضروب اللي بيعجبهم، وشاشات التلفزيونات الخاصة وبرامج المنوعات التافهة اللي مالياها، والنجومية الرخيصة المصنوعة بالزَّن والإلحاح لبعض اللي بيقدموها، والرقص وأغاني التسالي اللي بينتموا لعالم »‬ الشو بزنس»، ومالهمش أي علاقة بالفن أو الابداع، وشوفو كمان نوعية الأفلام الهزيلة اللي مكتسحة الأسواق، لأ..شوفو كمان الاحتفالات الرسمية والأغاني الدعائية اللي بيقدمها لنا عبيد الماضي اللي معششين في أجهزة انتاج انتهت صلاحيتها، وفي مقابل موجات الإلهاء والتجهيل والتسطيح اللي بينشرها عبيد الماضي، ح تلاقي شباب زي الورد بيأسسوا لفنون جديدة تغذي الروح، وتملا القلب عشق للوطن والانسانية، خد عندك مثلا مجموعة »‬الفن ميدان» اللي كل شوية الأمن يمنع تواصلها مع ناسها، وخد عندك كمان مغنواتية وفرق غنا مالهاش عدد، وحفلاتها كاملة العدد، وغناها منوّر وسائط التواصل الاجتماعي، وكمان سينما جديدة شابة بتتعرض أفلامها ف سينما زاوية ف وسط البلد، ومكتبات ومنتديات ثقافية بتعمل ورش كتابة وبتقدم شعرا وكتاب جداد ومدهشين، وفرق مسرح حر بتجرب وبتشق سكك لمسرح جديد ح يغني حياتنا المسرحية.
والاسبوع اللي فات شفت عرضين مسرحيين حلوين، خلوني أتأكد – أكتر ما انا متأكد – ان الثورة الثقافية جاية جاية، العرض الأولاني مونودراما »‬ بارانويا»، وده قدمته بنتي ريم حجاب، من تأليف شابة موهوبة هي رشا فلتس، واخراج محسن حلمي وألف موسيقاه المبدع عمرو سليم، والعرض التاني اسمه 1980 وانت طالع، وده – بجد – عرض رائع، ح يشكل نقلة هامة في مسرحنا الحديث، والأسبوع اللي جاي – وعليكم خير ان شاء الله – ح اكلمكوا بالتفصيل عن العرضين، عشان تتأكدوا معايا ان الثورة الثقافية جاية جاية.
أوراق قديمة
من حوالي عشرين سنة، جاني مسلسل اسمه »‬أيام الغضب»، عن قصة للاستاذ جمال الغيطاني، كتب لها السيناريو والحوار الاستاذ مصطفي ابراهيم، والمسلسل أخرجه المخرج الكبير الراحل عبد الله الشيخ، وكتبت له غنوة البداية والنهاية، وكان التلحين للرائع الجميل ياسر عبد الرحمن، اللي كل ما اسمع موسيقاه أو ألحانه أحس انه بني آدم مصري أصيل بيشوف لبعيد.
(1)
لاح نطفي نارنا.. بالحَطب
ولا نخفي عارنا..بالخُطب
ولا بالعطن نشفي العطب
هلي يا أيام الغضب..
هلي يا أيام الغضب..
...............................
غضبة يا عشاق الحياه
تِوْصِلنا بالفجر وضياه
وتصحي حلم مخبِّياه
روحنا، وفي قلوبنا انكتب
هلي.. يا أيام الغضب
............................
غضبة علي الليل الوبيل
يا صحبة الحق النبيل
وتكون سبيل، وسلسبيل
لينا، وعلي الأعداء لهب
هلي يا أيام الغضب
............................
باصرُخ عليكو بأعلي صوت
قُصوا خيوط الأخطبوط
لا تاخدنا دوامة السقوط
ونلاقي ماضينا انشطب
هلي يا ايام الغضب
(2)
يا أيام الغضب
سوق النصْب اتنصب
بس ولا السوق يسُوقنا
ولا نهر الخير نَضَب
يا أيام الغضب
..........................
لا احنا شروة وبيعة
ولا نرضي نكون نهيبة
وفينا الخير طبيعة
للحق ما بينّا هيبة
ونعيده اذا اتنهب
يا أيام الغضب
..........................
وحني ان زاد فسادنا
وطال زادنا وجَسَدنا
ما نرتاح فوق وسادنا
إلا اذا الحق سادنا
واذا الغُلب اتغلب
يا أيام الغضب
......................
يا أحلام الليالي
خليكي مضوَّية لي
واللي ح يدوس خيالي
ويذل نفوس عيالي
قلبي عليه اتقلب
يا أيام الغضب
يا أيام الغضب
كافيه ريش.. ومجدي عبد الملاك
قهوة ريش حتة غالية من تاريخنا الثقافي والوطني، في حادثة قتل السردار اللي اسقطت حكومة سعد زغلول، اتقبض فيها علي الأخوين »‬عنايت» اللي كانوا مشاركين في العملية، وفيها – للنهاردة – في البدروم – مطبعة قديمة كانت بتطبع منشورات وطنية ضد الاستعمار من أيام ثورة 19، وكافيه ريش ده اتعمل في أوائل القرن العشرين علي نمط قهاوي الرصيف الفرنسية اللي لها واجهة كأنها تراس بيطل ع الشارع، وكان فيه من النمط ده كام قهوة ف شارع عماد الدين، أظن كلهم راحوا في الوبا.
في كافيه ريش غنت أم كلثوم زمان أوي، وكانت القهوة ملتقي كتير من رجال السياسة والثقافة والفن، ح تلاقي صورهم علي جدرانها لغاية النهاردة، واولاد جيلي من الأدباء الشبان في الخمسينيات والستينيات من القرن اللي فات، لما جم من بلادهم للقاهرة، قابلوا فيها نجوم الأدب والصحافة في الزمان ده، شفنا فيها كامل زهيري وعبد الرحمن الخميسي ويوسف ادريس ويحي حقي وغيرهم وغيرهم، ولما نقل لها نجيب محفوظ ندوته الاسبوعية استعادت القهوة امجادها القديمة، وكانت مقر انطلاق كتير من الحركات الفنية زي جماعة السينما الجديدة وكتير من المجلات الثقافية زي جاليري 68، لأ..وطلع منها ابراهيم منصور بأول مظاهرة ضد التطبيع، وف زمن الانفتاح اتعرض علي اصحابها (مجدي وميشيل) يبيعوها بملايين متلتلة، ورفضوا واصروا يجددوها، وفضلت ملتقي للأدباء والمثقفين، وبتنعقد فيها الندوات والصالونات الثقافية.
ومن حوالي سنتين رحل ميشيل عن عالمنا وواصل مجدي رعايته للثقافة والمثقفين في كافيه ريش، والاسبوع اللي فات رحل مجدي عبد الملاك صاحب المقهي ونوارتها بعد مرض قصير، ودلوقت فيه بعض المثقفين من رواد كافيه ريش، ومحبي صاحبها المصري النبيل عاشق الثقافة والمثقفين (وانا منهم) بنتمني اننا نحافظ علي قهوة ريش، لأنها بتمثل حتة غالية من تاريخنا الوطني والثقافي.
ومش عارفين نعمل ايه ولا نطالب مين؟ هل نطلب من وزارة الثقافة تشتريها وتحولها لمكتبة عامة وملتقي ثقافي، ولا نعمل مبادرة مجتمعية واكتتاب عشان نحمي كافيه ريش وورثة مجدي وميشيل الصغار من اطماع كارهي الثقافة والمثقفين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.