انطلاق أولى الاجتماعات التمهيدية للمشروع الوطني للقراءة بجامعة عين شمس    28 مليار جنيه تمويلات للنهوض بالمشروعات الصغيرة و متناهية الصغر بصعيد مصر    رئيس الوزراء: إيني الإيطالية تضخ 8 مليارات دولار بالسوق المصري خلال 5 سنوات    محافظ الأقصر يشهد انطلاق فعاليات أسبوع الخير أولى.. صور    ترانسكارجو إنترناشيونال توقع مذكرة لتشغيل محطة متعددة الأغراض بميناء السخنة    بوتين للغرب: مصادرة أصولنا سرقة.. والجميع يعي ذلك    بوتين: مستعدون لمواصلة القتال حتى آخر أوكراني    رئيس الوزراء: قادة العالم أشادوا بدور مصر والرئيس السيسى بقضية فلسطين    شاهد| الكوكي ينتقد عدم وجود اللغة العربية في مؤتمر مواجهة زيسكو بالكونفدرالية    دوري أبطال إفريقيا - الأهلي بالزي الأساسي أمام الجيش الملكي    خلف الشاشات.....معاناه ضحايا الإبتزاز الإلكتروني فى المنيا.«الفجر» ترصد أبرز قضايا الإنترنت    إيفاد لجنة لمعاينة منزل بقرية الجعافرة بأسوان تعرض لوقوع السقف أثناء تفكيكه    سقوط تلميذة من الدور الثاني بالمحلة بعد إغلاق المدرسة    خطوات استخراج بطاقة الرقم القومي «أون لاين»    نجاة الصغيرة تزور مدينة الثقافة والفنون ومقر الوطنية للإعلام بالعاصمة الجديدة    مفتي الجمهورية ومدير مكتبة الإسكندرية يبحثان توسيع التعاون في التوثيق والتراث والبحث العلمي    السياحة والآثار توضح تفاصيل إنشاء مبنى خرساني بمنطقة الدير البحري    مدبولي: ما يُثار حول انتشار فيروس جديد داخل البلاد ليس له أساس علمي أو طبي    نتنياهو يعقد اجتماعا أمنيا طارئا لبحث التطورات على الساحة اللبنانية    الشيخ خالد الجندي يوضح معنى حديث أول شيءٍ يُرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعا    انخفاض الحرارة غدا.. وأمطار على بعض المناطق والصغرى بالقاهرة 16 درجة    توزيع جوائز الفائزين بمسابقة أجمل صوت فى تلاوة القرآن الكريم بالوادى الجديد    إعلان نتائج بطولة الملاكمة بالدورة الرياضية للجامعات والمعاهد العليا دورة الشهيد الرفاعي "53"    رئيس المجلس الوطني للإعلام بالإمارات يزور عادل إمام.. والزعيم يغيب عن الصورة    عقدة ستالين: ذات ممزقة بين الماضى والحاضر!    أحمد عبد القادر يغيب عن الأهلي 3 أسابيع بسبب شد الخلفية    مُصطفي غريب ضيف آبلة فاهيتا "ليلة فونطاستيك.. السبت    رئيس لجنة مراجعة المصحف بالأزهر: دولة التلاوة ثمرة الكتاتيب في القرى    رئيس جامعة بنها : اعتماد 11 برنامجا أكاديميا من هيئة ضمان جودة التعليم    «التأمين الصحى الشامل» يقرر تحديث أسعار الخدمات الطبية بدءًا من يناير 2026    وزير الصحة يزور أكبر مجمع طبي في أوروبا بإسطنبول    الصحة: فحص أكثر من 4.5 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    إصابة شخص في انفجار أنبوبة غاز بقرية ترسا بالفيوم    إطلاق أول قاعدة بيانات وطنية متكاملة للتعليم قبل الجامعي للعامين 2024–2025    زهراء المعادي: الموافقة على عرض الشراء الإجباري مرهونة بعدالة السعر المقدم    أوقاف الغربية تنظّم ندوة علمية بالمدارس بعنوان «حُسن الجوار في الإسلام»    غلق 32 منشأة طبية خاصة وإنذار 28 أخرى خلال حملات مكثفة بالبحيرة    وزير البترول يعقد لقاءً موسعاً مع شركات التعدين الأسترالية    السعودية: 4.8% من سكان المملكة أكبر من 60 عاما    الهلال الأحمر المصري يرسل القافلة ال82 إلى غزة محملة ب260 ألف سلة غذائية و50 ألف بطانية    وزير الشباب والرياضة يستقبل سفير دولة قطر لبحث التعاون المشترك    مقتل أكثر من 30 وفقدان 14 آخرين بسبب الأمطار الغزيرة والانهيارات الأرضية في سريلانكا    محامي رمضان صبحي: التواصل معه صعب بسبب القضية الأخرى.. وحالة بوجبا مختلفة    عادل فتحي نائبا.. عمومية المقاولون العرب تنتخب مجلس إدارة جديد برئاسة محسن صلاح    روز اليوسف على شاشة الوثائقية قريبًا    كأس مصر| البنك الأهلي في اختبار حاسم أمام بور فؤاد بحثًا عن عبور آمن لدور ال16    عشرات القتلى و279 مفقودًا في حريق الأبراج العملاقة ب هونغ كونغ    حقيقة فسخ بيراميدز تعاقده مع رمضان صبحي بسبب المنشطات    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي ب7 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    جولة إعادة مشتعلة بين كبار المرشحين واحتفالات تجتاح القرى والمراكز    الأحزاب ترصد مؤشرات الحصر العددى: تقدم لافت للمستقلين ومرشحو المعارضة ينافسون بقوة فى عدة دوائر    وزير الانتاج الحربي يتابع سير العمل بشركة حلوان للصناعات غير الحديدية    عمر خيرت يوجه رسالة للجمهور بعد تعافيه من أزمته الصحية.. تعرف عليها    عصام عطية يكتب: «دولة التلاوة».. صوت الخشوع    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    ضعف المناعة: أسبابه وتأثيراته وكيفية التعامل معه بطرق فعّالة    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    «امرأة بلا أقنعة».. كتاب جديد يكشف أسرار رحلة إلهام شاهين الفنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق يكشف مفتاح نصر أكتوبر

سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى، ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة، في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق، حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر، ما بين اليأس والرجاء.
بهذه الكلمات أعلن بطل الحرب محمد أنور السادات عن انتصار أكتوبر، وقدم التحية للأبطال وللشهداء، الذين حاربوا وانتصروا، ولكل من قام بدور في هذه الحرب العظيمة.
مفتاح النصر
التخطيط علي الواقع كان هو مفتاح نصر أكتوبر المجيد فكانت كتائب الاستطلاع تقوم بالعبور وإمداد القادة بالمعلومات مما سهل المهمة في حرب أكتوبر والذي تم علي أساسه تدريب الجنود علي العبور والعمليات فكانت الخطط دقيقة كلا له مهمته ووقته ويعرف من يعاونه، ومن هؤلاء المخططين اللواء ا.ح عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق.
التقيناه ليفتح لنا خزائن أسراره ويروي لنا تفاصيل النصر العظيم ... وإلى نص الحوار:
من هو اللواء عبد المنعم سعيد؟
تخرجت من الكلية الحربية عام 55 ومنها إلي منطقة القناة بعد العدوان الثلاثي، وقد التحقت بصفوف القوات المسلحة وأنا علي يقين أن هذا المكان شرف لكل رجل يلتحق به.
حصلت على ماجستير علوم عسكرية بروسيا سنة 1968 بعدها عينت بقيادة الجيش الثاني ضابط خطط مع قائد الجيش اللواء عبد المنعم خليل قائد الخطط في حرب الاستنزاف.
وكنت مسؤول عن الخطط الشهرية ومعنا قائد الجيش الثالث واللواء عبد المنعم واصل وكنا ما بين الجيشين نلتقي وننسق طوال مدة حرب الاستنزاف، وقمنا بالقبض على أكثر من أسير منهم "عساف ياجوري" وكنت أتحدث معه بالعبري، وبعد فترة الاستنزاف تم تعيني قائد كتيبة.
بعدها عينت ضابط خطط لهيئة عمليات القوات المسلحة أثناء الحرب عام 1973 مع "طه المجدوب" تحت رئاسة اللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات وأثناء الحرب كنت داخل الغرفة الرئيسية التي تدار منها الحرب بمركز القيادة مع الرئيس السادات والفريق أحمد إسماعيل ورئيس الأركان الشاذلي، وفي الوظائف الميدانية، كنت محافظاً لكلاً من "جنوب سيناء- السويس – مرسى مطروح – البحر الأحمر".
يذكر اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد رئيس هيئة العمليات الأسبق بالقوات المسلحة أن وقت حرب أكتوبر كان عقيد أ.ح بهيئة عمليات القوات المسلحة قائلا، أن مصر دولة على مر العصور لم تفرط في شبر من أراضيها، مشيرا إلى أن مصر خاضت حروبا كثيرة مع إسرائيل وآخرها في 1973 م، لم تكن مصر معتدية، وإنما استرداد الأرض.
ما المهام التي خولت بها كضابط تخطيط؟
كانت مهمتنا كضباط التخطيط نقل أخبار الجيوش والمناطق وعرضها على الوزير ورئيس الأركان.
حدثنا عن كواليس غرفة العمليات التابعة للقوات المسلحة في حرب 73 وقت أن كنت رئيسها؟
جلسنا من يوم 6 أكتوبر إلى 28 أكتوبر حينما تم وقف إطلاق النار، وجلسنا بالغرفة لا نتحرك منها طوال فترة الحرب وننام أسفل ترابيزة الاجتماع ونحن صائمون وانتهت الحرب وبعدها انتقلت إلى من هيئة العمليات وأصبحت قائد لواء.
متى بدأت الاستعدادات لمعركة النصر؟
حرب أكتوبر تم الإعداد لها، بمجرد تولي المشير أحمد إسماعيل منصب وزير للحربية، وعندما تولي المسؤولية في أواخر عام 1972، وفي أوائل عام 1973، قام الرئيس السادات بلقاء المشير إسماعيل، وقال له حرفياً: عام 1971 أطلقنا على تلك السنة عام الضباب، وفي عام 1972 أطلقنها عليها سنة الحسم، لكن علينا في 1973 أن نحارب.
وقال السادات للمشير إسماعيل، علينا أن نفكر ونخطط من أجل معركة النصر، وكان السؤال متى وكيف نحارب؟.
حدثنا عن المشروع الاستراتيجي الذي سبق نصر أكتوبر؟
قبل أن تقوم الحرب بعشرة أيام، تم تجهيز مركز العمليات الذي ستدار منه الحرب وتم تنفيذ مشروع استراتيجي من خلاله لمدة سبعة أيام انتهى في يوم الجمعة 5 أكتوبر ولم يكن أحد يعلم موعد الحرب.
وفي صباح يوم الحرب تم كتابة أظرف بها موعد الحرب وخرج بها مجموعة من العقداء والمقدمين وسلموها لقادة الجيوش والأسلحة ووجهت لهم تعليمات ببلع الظرف إذا تعرضوا لأي مخاطر.
حرب الاستنزاف لا تقل في أهميتها عن معركة العبور.. حدثنا عنها؟
كنت أثناء حرب الاستنزاف مقدم أركان حرب، ورئيسا لفرع التخطيط بقيادة الجيش الثاني وبدأت الحرب يوم 8 مارس 1969 بقصف نيراني على امتداد الجبهة بالكامل لمدة 4 ساعات تدك فيها مواقع إسرائيلية، وتعلن لهم أننا لم نتركهم يهنئون بأرضنا أبدا وأننا لن نجعل جفنا لهم يغفل بعد الآن.
واشترك في قصف المدفعية كل من الجيش الثاني والثالث معا وألحقت خسائر كبيرة في خط بارليف الذي ظن العدو أنه سوف يكون الحائط الذي يختفي وراءه ويمنعه من المصريين.
وفي اليوم الثاني حضر الفريق عبد المنعم رياض إلى الجيش الثاني يطلب من اللواء عدلي سعيد، قائد الجيش، أن يزور الجبهة الأمامية للقتال فكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع، ورد عليه عدلي قائلا خطر عليك يا أفندم، ولكن رياض البطل رد قائلا أريد أن أزور أولادي على الخط الأمامي وألتقي بهم وأعرف شعورهم وفعلا ذهب معه إلى موقع المعدية نمرة 6 والتقي بأفراد الخندق الموجودين هناك.
بالإضافة إلى أننا زرعنا قناصة في الأشجار الموجودة على الجبهة وبمجرد خروج رأس إسرائيلي من الخندق يقتلونه فورا، وبعد ذلك تنوعت المهمة كلها لتنفذ المهمة الرئيسية لحرب الاستنزاف وهي وضع العدو في حالة استنفار دائم تؤثر عليه اقتصاديا وسياسيا ومعنويا، لأنه يعتمد على جنوده ونحن جعلنا حالتهم المعنوية في الأرض وأصبح لديهم رعب.
ما دور القوات الجوية في حرب أكتوبر؟
كان هناك تخطيط جيد قام به سلاح الطيران لهذه الضربة، كان فوق الخيال، فالضربة الجوية ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض أن تقوم مجموعة الطائرات من مختلف المحافظات، وتضرب في نفس الوقت وتحلق على ارتفاع منخفض حتى لا ترصدها رادارات العدو.
فقد حققت الضربة الجوية 95% من المهام المخططة للقوات الجوية مما وفر الضربة الثانية وهدفها الرئيسي المفاجأة، وشل العدو بعد قصف مراكز القيادة والسيطرة على طول خط الجبهة وداخل العمق مما ساهم في عبور قواتنا البرية.
وعلى الرغم من أن سرعات الطائرات مختلفة عن بعضها وتسليحها أيضا مختلف وتحقق الطائرات المهمة الموكلة إليها في عمق العدو وتعود يرافقها المقاتلات على الأجانب لحمايتها ويتزودون بالأسلحة والوقود، ويعودون مرة أخرى، فعلا تلك معجزة منقطعة النظير، بالإضافة إلى أن الضربة الجوية الأولي بنتائجها المبهرة وفرت الضربة الثانية.
وهل للمدفعية دور في حماية القوات أثناء عبورها؟
"التمهيد النيراني من 2000 مدفع من المدفعية والذي استمر 52 دقيقة بمعدل 140 طلقة مدفعية في الدقيقة الواحدة دون توقف كما ضربت 10,500 دانة مدفع في الدقيقة الأولي على طول الجبهة فحققنا أكثر ما كنا نتوقع.
ما الذي دار بين الرئيس الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلي الخاص ب "الثغرة"؟
اقترح الفريق سعد الدين الشاذلي على المشير أحمد إسماعيل بأن يتم سحب 4 أولية من الضفة الشرقية للقناة والعودة بهم إلي الضفة الغربية في الإسماعيلية تحديداً، لمحاصرة القوات الإسرائيلية وقتلهم، إلا أن المشير إسماعيل رفض ذلك.
وقام المشير أحمد إسماعيل بالاتصال بالرئيس السادات وطالبه بالمجيء الفوري، وعندما آتى السادات، قام الشاذلي بعرض اقتراحه، وهنا سأل السادات المشير إسماعيل عن رأيه وكانت الإجابة بالرفض، لأنه إذا تم سحب القوات من هناك، سوف يحدث حالة من حالات التوتر لدى باقي الجنود هناك، ويمكن أن يفتكروه بأن هناك نكسة أخرى، فأيد السادات موقف المشير إسماعيل.
بماذا تصف الحرب علي الإرهاب في مصر وسيناء على وجه التحديد؟
منذ فترة طويلة وأنا أقول أن الحرب علي الإرهاب في سيناء لن تنتهي سريعا وأمامنا من عامين إلي 4 أعوام حتى نقول أننا نجحنا في تطهيرها من الإرهاب تماما فالحرب في سيناء ليست سهلة.. فحرب العصابات نشبهها بمطاردة بين "القط والفأر" كلما زاد القط من مطاردته بقوة كلما هرب الفار في جحور ودهاليز يصعب علي القط الدخول فيها وهذا ما يحدث في سيناء فالإرهابيين يستعينوا ببعض البدو الذين يعرفون جيدا الطبيعة الصعبة في سيناء للاختباء.
وبرغم ما تقوم به القوات من أعمال استباقية وعمليات عسكرية يومية لتجفيف منابع التمويل الخارجي للسلاح والأموال الذي يدخل للإرهابيين في سيناء إلا أن هناك مساعدات تقدم لهم وهو ما يصعب الحرب علي القوات الأمنية هناك خصوصا وأنهم يختبئون بين المدنيين وعقيدة الجيش المصري عدم المساس بالمدنيين والأطفال والنساء وكبار السن ويحتاج القضاء عليهم لتخطيط وصبر مثل الجراح الذي يقوم بعملية جراحية دقيقة بصبر برغم من الضغط علي أعصابه.
وهذا يتطلب صبر حتى تطهر القوات المسلحة سيناء تماما وأنا أري أن تعيين الفريق أسامة عسكر لقيادة العمليات في سيناء سرع من وتيرة الحرب وهناك انجاز واضح فعسكر قيادة عسكرية متميزة وهذا ينعكس علي شغله .
ماذا عن تنمية سيناء في الماضي والحاضر؟
تم الاجتماع بي وباللواء منير شاش وبمحافظ شمال سيناء لوضع مخطط لتنمية سيناء ووضعنا أفكارنا بالفعل وتم عمل تخطيط لتنمية سيناء في عام 90 ينتهي العمل به عام 2017 تتضمن هذه الخطة تسكين 3 مليون نسمة بسيناء بحيث تصبح بها 3ونصف مليون نسمة وتم اقتراح الميزانية لتنفيذ المشروع 110 مليار جنيه وبدأنا العمل عام 90-91-92 بالمخطط وإنشائنا شبكة طرق تربط كل سيناء يبعضها ومدارس ومستشفيات وتصليح أراضي زراعية ثم توقف المشروع عام 93 بسبب توقف الضخ المالي في ميزانية التعمير والتي وضعها الجنزوري في مشروع توشكي وتوقف العمل بالمشروع حتى الآن.
هناك عدد من الأصوات تقول أن مبارك ترك سيناء بدون تنمية بسبب ضغط خارجي؟
هذا الكلام عار تماما من الصحة رغم اختلافنا علي مساوئ عصر مبارك إلا انه لم يرضخ أبدا للضغوط الخارجية بالرغم من الإشاعات التي أثيرت حول هذا الموضوع حتى الأمريكان نفسهم كانوا يقولون أن مبارك شخصية عنيدة ولا يستطيع أحد التفاوض معها بسهولة، بالإضافة إلي أن مبارك بدأ بالفعل التنمية ولكن سوء التخطيط التي فتحت مشروعين في وقت واحد هي ما أوقفت مشروع تنمية سيناء .
ولكني متفائل كثيرا بعد تولي السيسي الذي يدرس جيدا هذه المشروعات وأنا أري أن تنمية سيناء في هذه الفترة يبدأ من الغرب إلي الشرق بمعني من مشروع قناة السويس ويتجه إلي الشرق حتى تكون القوات المسلحة أنهت بالكامل حربها علي الإرهاب وبذلك يكون هناك خطة موازية للحرب والتنمية.
سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى، ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة، في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق، حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر، ما بين اليأس والرجاء.
بهذه الكلمات أعلن بطل الحرب محمد أنور السادات عن انتصار أكتوبر، وقدم التحية للأبطال وللشهداء، الذين حاربوا وانتصروا، ولكل من قام بدور في هذه الحرب العظيمة.
مفتاح النصر
التخطيط علي الواقع كان هو مفتاح نصر أكتوبر المجيد فكانت كتائب الاستطلاع تقوم بالعبور وإمداد القادة بالمعلومات مما سهل المهمة في حرب أكتوبر والذي تم علي أساسه تدريب الجنود علي العبور والعمليات فكانت الخطط دقيقة كلا له مهمته ووقته ويعرف من يعاونه، ومن هؤلاء المخططين اللواء ا.ح عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق.
التقيناه ليفتح لنا خزائن أسراره ويروي لنا تفاصيل النصر العظيم ... وإلى نص الحوار:
من هو اللواء عبد المنعم سعيد؟
تخرجت من الكلية الحربية عام 55 ومنها إلي منطقة القناة بعد العدوان الثلاثي، وقد التحقت بصفوف القوات المسلحة وأنا علي يقين أن هذا المكان شرف لكل رجل يلتحق به.
حصلت على ماجستير علوم عسكرية بروسيا سنة 1968 بعدها عينت بقيادة الجيش الثاني ضابط خطط مع قائد الجيش اللواء عبد المنعم خليل قائد الخطط في حرب الاستنزاف.
وكنت مسؤول عن الخطط الشهرية ومعنا قائد الجيش الثالث واللواء عبد المنعم واصل وكنا ما بين الجيشين نلتقي وننسق طوال مدة حرب الاستنزاف، وقمنا بالقبض على أكثر من أسير منهم "عساف ياجوري" وكنت أتحدث معه بالعبري، وبعد فترة الاستنزاف تم تعيني قائد كتيبة.
بعدها عينت ضابط خطط لهيئة عمليات القوات المسلحة أثناء الحرب عام 1973 مع "طه المجدوب" تحت رئاسة اللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات وأثناء الحرب كنت داخل الغرفة الرئيسية التي تدار منها الحرب بمركز القيادة مع الرئيس السادات والفريق أحمد إسماعيل ورئيس الأركان الشاذلي، وفي الوظائف الميدانية، كنت محافظاً لكلاً من "جنوب سيناء- السويس – مرسى مطروح – البحر الأحمر".
يذكر اللواء أ.ح عبد المنعم سعيد رئيس هيئة العمليات الأسبق بالقوات المسلحة أن وقت حرب أكتوبر كان عقيد أ.ح بهيئة عمليات القوات المسلحة قائلا، أن مصر دولة على مر العصور لم تفرط في شبر من أراضيها، مشيرا إلى أن مصر خاضت حروبا كثيرة مع إسرائيل وآخرها في 1973 م، لم تكن مصر معتدية، وإنما استرداد الأرض.
ما المهام التي خولت بها كضابط تخطيط؟
كانت مهمتنا كضباط التخطيط نقل أخبار الجيوش والمناطق وعرضها على الوزير ورئيس الأركان.
حدثنا عن كواليس غرفة العمليات التابعة للقوات المسلحة في حرب 73 وقت أن كنت رئيسها؟
جلسنا من يوم 6 أكتوبر إلى 28 أكتوبر حينما تم وقف إطلاق النار، وجلسنا بالغرفة لا نتحرك منها طوال فترة الحرب وننام أسفل ترابيزة الاجتماع ونحن صائمون وانتهت الحرب وبعدها انتقلت إلى من هيئة العمليات وأصبحت قائد لواء.
متى بدأت الاستعدادات لمعركة النصر؟
حرب أكتوبر تم الإعداد لها، بمجرد تولي المشير أحمد إسماعيل منصب وزير للحربية، وعندما تولي المسؤولية في أواخر عام 1972، وفي أوائل عام 1973، قام الرئيس السادات بلقاء المشير إسماعيل، وقال له حرفياً: عام 1971 أطلقنا على تلك السنة عام الضباب، وفي عام 1972 أطلقنها عليها سنة الحسم، لكن علينا في 1973 أن نحارب.
وقال السادات للمشير إسماعيل، علينا أن نفكر ونخطط من أجل معركة النصر، وكان السؤال متى وكيف نحارب؟.
حدثنا عن المشروع الاستراتيجي الذي سبق نصر أكتوبر؟
قبل أن تقوم الحرب بعشرة أيام، تم تجهيز مركز العمليات الذي ستدار منه الحرب وتم تنفيذ مشروع استراتيجي من خلاله لمدة سبعة أيام انتهى في يوم الجمعة 5 أكتوبر ولم يكن أحد يعلم موعد الحرب.
وفي صباح يوم الحرب تم كتابة أظرف بها موعد الحرب وخرج بها مجموعة من العقداء والمقدمين وسلموها لقادة الجيوش والأسلحة ووجهت لهم تعليمات ببلع الظرف إذا تعرضوا لأي مخاطر.
حرب الاستنزاف لا تقل في أهميتها عن معركة العبور.. حدثنا عنها؟
كنت أثناء حرب الاستنزاف مقدم أركان حرب، ورئيسا لفرع التخطيط بقيادة الجيش الثاني وبدأت الحرب يوم 8 مارس 1969 بقصف نيراني على امتداد الجبهة بالكامل لمدة 4 ساعات تدك فيها مواقع إسرائيلية، وتعلن لهم أننا لم نتركهم يهنئون بأرضنا أبدا وأننا لن نجعل جفنا لهم يغفل بعد الآن.
واشترك في قصف المدفعية كل من الجيش الثاني والثالث معا وألحقت خسائر كبيرة في خط بارليف الذي ظن العدو أنه سوف يكون الحائط الذي يختفي وراءه ويمنعه من المصريين.
وفي اليوم الثاني حضر الفريق عبد المنعم رياض إلى الجيش الثاني يطلب من اللواء عدلي سعيد، قائد الجيش، أن يزور الجبهة الأمامية للقتال فكانت المفاجأة التي أذهلت الجميع، ورد عليه عدلي قائلا خطر عليك يا أفندم، ولكن رياض البطل رد قائلا أريد أن أزور أولادي على الخط الأمامي وألتقي بهم وأعرف شعورهم وفعلا ذهب معه إلى موقع المعدية نمرة 6 والتقي بأفراد الخندق الموجودين هناك.
بالإضافة إلى أننا زرعنا قناصة في الأشجار الموجودة على الجبهة وبمجرد خروج رأس إسرائيلي من الخندق يقتلونه فورا، وبعد ذلك تنوعت المهمة كلها لتنفذ المهمة الرئيسية لحرب الاستنزاف وهي وضع العدو في حالة استنفار دائم تؤثر عليه اقتصاديا وسياسيا ومعنويا، لأنه يعتمد على جنوده ونحن جعلنا حالتهم المعنوية في الأرض وأصبح لديهم رعب.
ما دور القوات الجوية في حرب أكتوبر؟
كان هناك تخطيط جيد قام به سلاح الطيران لهذه الضربة، كان فوق الخيال، فالضربة الجوية ليست بالسهولة التي يعتقدها البعض أن تقوم مجموعة الطائرات من مختلف المحافظات، وتضرب في نفس الوقت وتحلق على ارتفاع منخفض حتى لا ترصدها رادارات العدو.
فقد حققت الضربة الجوية 95% من المهام المخططة للقوات الجوية مما وفر الضربة الثانية وهدفها الرئيسي المفاجأة، وشل العدو بعد قصف مراكز القيادة والسيطرة على طول خط الجبهة وداخل العمق مما ساهم في عبور قواتنا البرية.
وعلى الرغم من أن سرعات الطائرات مختلفة عن بعضها وتسليحها أيضا مختلف وتحقق الطائرات المهمة الموكلة إليها في عمق العدو وتعود يرافقها المقاتلات على الأجانب لحمايتها ويتزودون بالأسلحة والوقود، ويعودون مرة أخرى، فعلا تلك معجزة منقطعة النظير، بالإضافة إلى أن الضربة الجوية الأولي بنتائجها المبهرة وفرت الضربة الثانية.
وهل للمدفعية دور في حماية القوات أثناء عبورها؟
"التمهيد النيراني من 2000 مدفع من المدفعية والذي استمر 52 دقيقة بمعدل 140 طلقة مدفعية في الدقيقة الواحدة دون توقف كما ضربت 10,500 دانة مدفع في الدقيقة الأولي على طول الجبهة فحققنا أكثر ما كنا نتوقع.
ما الذي دار بين الرئيس الراحل أنور السادات والمشير أحمد إسماعيل والفريق سعد الدين الشاذلي الخاص ب "الثغرة"؟
اقترح الفريق سعد الدين الشاذلي على المشير أحمد إسماعيل بأن يتم سحب 4 أولية من الضفة الشرقية للقناة والعودة بهم إلي الضفة الغربية في الإسماعيلية تحديداً، لمحاصرة القوات الإسرائيلية وقتلهم، إلا أن المشير إسماعيل رفض ذلك.
وقام المشير أحمد إسماعيل بالاتصال بالرئيس السادات وطالبه بالمجيء الفوري، وعندما آتى السادات، قام الشاذلي بعرض اقتراحه، وهنا سأل السادات المشير إسماعيل عن رأيه وكانت الإجابة بالرفض، لأنه إذا تم سحب القوات من هناك، سوف يحدث حالة من حالات التوتر لدى باقي الجنود هناك، ويمكن أن يفتكروه بأن هناك نكسة أخرى، فأيد السادات موقف المشير إسماعيل.
بماذا تصف الحرب علي الإرهاب في مصر وسيناء على وجه التحديد؟
منذ فترة طويلة وأنا أقول أن الحرب علي الإرهاب في سيناء لن تنتهي سريعا وأمامنا من عامين إلي 4 أعوام حتى نقول أننا نجحنا في تطهيرها من الإرهاب تماما فالحرب في سيناء ليست سهلة.. فحرب العصابات نشبهها بمطاردة بين "القط والفأر" كلما زاد القط من مطاردته بقوة كلما هرب الفار في جحور ودهاليز يصعب علي القط الدخول فيها وهذا ما يحدث في سيناء فالإرهابيين يستعينوا ببعض البدو الذين يعرفون جيدا الطبيعة الصعبة في سيناء للاختباء.
وبرغم ما تقوم به القوات من أعمال استباقية وعمليات عسكرية يومية لتجفيف منابع التمويل الخارجي للسلاح والأموال الذي يدخل للإرهابيين في سيناء إلا أن هناك مساعدات تقدم لهم وهو ما يصعب الحرب علي القوات الأمنية هناك خصوصا وأنهم يختبئون بين المدنيين وعقيدة الجيش المصري عدم المساس بالمدنيين والأطفال والنساء وكبار السن ويحتاج القضاء عليهم لتخطيط وصبر مثل الجراح الذي يقوم بعملية جراحية دقيقة بصبر برغم من الضغط علي أعصابه.
وهذا يتطلب صبر حتى تطهر القوات المسلحة سيناء تماما وأنا أري أن تعيين الفريق أسامة عسكر لقيادة العمليات في سيناء سرع من وتيرة الحرب وهناك انجاز واضح فعسكر قيادة عسكرية متميزة وهذا ينعكس علي شغله .
ماذا عن تنمية سيناء في الماضي والحاضر؟
تم الاجتماع بي وباللواء منير شاش وبمحافظ شمال سيناء لوضع مخطط لتنمية سيناء ووضعنا أفكارنا بالفعل وتم عمل تخطيط لتنمية سيناء في عام 90 ينتهي العمل به عام 2017 تتضمن هذه الخطة تسكين 3 مليون نسمة بسيناء بحيث تصبح بها 3ونصف مليون نسمة وتم اقتراح الميزانية لتنفيذ المشروع 110 مليار جنيه وبدأنا العمل عام 90-91-92 بالمخطط وإنشائنا شبكة طرق تربط كل سيناء يبعضها ومدارس ومستشفيات وتصليح أراضي زراعية ثم توقف المشروع عام 93 بسبب توقف الضخ المالي في ميزانية التعمير والتي وضعها الجنزوري في مشروع توشكي وتوقف العمل بالمشروع حتى الآن.
هناك عدد من الأصوات تقول أن مبارك ترك سيناء بدون تنمية بسبب ضغط خارجي؟
هذا الكلام عار تماما من الصحة رغم اختلافنا علي مساوئ عصر مبارك إلا انه لم يرضخ أبدا للضغوط الخارجية بالرغم من الإشاعات التي أثيرت حول هذا الموضوع حتى الأمريكان نفسهم كانوا يقولون أن مبارك شخصية عنيدة ولا يستطيع أحد التفاوض معها بسهولة، بالإضافة إلي أن مبارك بدأ بالفعل التنمية ولكن سوء التخطيط التي فتحت مشروعين في وقت واحد هي ما أوقفت مشروع تنمية سيناء .
ولكني متفائل كثيرا بعد تولي السيسي الذي يدرس جيدا هذه المشروعات وأنا أري أن تنمية سيناء في هذه الفترة يبدأ من الغرب إلي الشرق بمعني من مشروع قناة السويس ويتجه إلي الشرق حتى تكون القوات المسلحة أنهت بالكامل حربها علي الإرهاب وبذلك يكون هناك خطة موازية للحرب والتنمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.