الأعلى للجامعات يجري مقابلة المتقدمين لرئاسة جامعة مطروح    أسعار الخضراوات والفاكهة في أسواق الجملة اليوم الجمعة    أسعار الذهب فى الصاغة اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025    وزير الخارجية يشيد بما تشهده العلاقات المصرية - الأوروبية من زخم متصاعد    منتخب مصر الثاني يطير اليوم إلى الدوحة استعدادا لكأس العرب    الليلة.. الأهلي يتحدى الجيش الملكي في «ديربي عربي» بدوري أبطال إفريقيا    السيطرة على حريق داخل شقة بنجوع الصوامعة بطهطا سوهاج دون خسائر بشرية    تفاصيل عملية بيت جن.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيلي بريف دمشق    أخبار فاتتك وأنت نائم| زلزال في الزمالك.. أزمة تصريحات حسام حسن.. ترامب يوقف الهجرة من دول العالم الثالث    وزير البترول: مصر بصدد إطلاق مسح جوي لتحديد الأماكن الواعدة تعدينيا    ممدوح الصغير يكتب: السكوت من ذهب    بإجابات عائمة: داخل أم خارج السجن.. جدل حول العقيد أحمد قنصوة المعتقل بسبب ترشحه أمام السيسي في 2018    طقس اليوم: معتدل الحرارة نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 26    مصرع 3 شباب إثر حادث غرق سيارة بترعة المريوطية فى أبو النمرس    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 28 نوفمبر 2025    شبورة كثيفة على الطرق.. الأرصاد تحذر السائقين من انخفاض الرؤية    أول صورة من «على كلاي» تجمع درة والعوضي    رسائل حاسمة من الرئيس السيسي تناولت أولويات الدولة في المرحلة المقبلة    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    حصيلة ضحايا كارثة الأبراج في هونج كونج تقترب من 100    ستاد المحور: عبد الحفيظ يبلغ ديانج بموعد اجتماع التجديد بعد مباراة الجيش الملكي    أستراليا.. يعتقد أن ضحيتي هجوم القرش بشمال سيدني مواطنان سويسريان    ارتفاع عدد ضحايا حريق هونج كونج إلى 94 شخصًا وسط عمليات إنقاذ مستمرة    كورونا وسلالة الإنفلونزا الجديدة، موجة فيروسات تجتاح إيران واكتظاظ المستشفيات بالحالات    رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    حبس سيدة وابن عم زوجها 4 أيام بالفيوم بتهمة علاقة غير شرعية بالفيوم    تفاصيل صادمة.. زميلان يشعلان النار في عامل بسبب خلافات بالعمل في البحيرة    تعليم القاهرة تواجه الأمراض الفيروسية بحزمة إجراءات لوقاية الطلاب    بعد أزمته الصحية، أحمد سعد يتألق في حفل الكويت تحت شعار كامل العدد (صور)    توقيت أذان الفجر اليوم الجمعه 28 نوفمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    مصر تستقبل بعثة صندوق النقد: اقتراض جديد لرد أقساط قديمة... والديون تتضخم بلا نهاية    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    واشنطن بوست: أوروبا تسعى جاهدة للبقاء على وفاق بينما تُقرر أمريكا وروسيا مصير أوكرانيا    عماد الدين حسين: سلاح المقاومة لم يردع إسرائيل عن غزو لبنان واستهداف قادته    شعبة السيارات تدعو لإعادة التفكير في تطبيق قرار إجبار نقل المعارض    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    والدة الإعلامية هبة الزياد تكشف ل مصعب العباسي سبب الوفاة    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    رئيس التصنيع بالصيادلة: استهلاك مصر من بنج الأسنان يصل إلى 600 ألف عبوة سنويًا    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    اليوم، ختام مسابقة كاريكاتونس بالفيوم وإعلان أسماء الفائزين    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    طولان: ثقتي كبيرة في اللاعبين خلال كأس العرب.. والجماهير سيكون لها دورا مع منتخبنا    الهجرة الأمريكية تراجع البطاقات الخضراء ل19 دولة مثيرة للقلق    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    شعبة الدواجن تحذر: انخفاض الأسعار قد يؤدي لأزمة في الشتاء القادم    فضائل يوم الجمعة.. أعمال بسيطة تفتح أبواب المغفرة والبركة    غلق كلي لشارع الأهرام 3 أشهر لإنشاء محطة مترو المطبعة ضمن الخط الرابع    وزير الثقافة والمحافظ يشهدان ختام الدورة ال18 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير    أحمد السعدني: دمعت من أحداث "ولنا في الخيال حب".. وشخصيتي في الفيلم تشبهني    أخبار 24 ساعة.. رئيس الوزراء: لا انتشار لفيروس غامض والمتواجد حاليا تطور للأنفلونزا    الجدول النهائي لبقية مراحل انتخابات مجلس النواب 2025    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    هيئة الرعاية الصحية تمنح الدكتور محمد نشأت جائزة التميز الإداري خلال ملتقاها السنوي    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 27نوفمبر 2025 فى المنيا.....اعرف مواعيد صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطريرك الإسكندرية: السيسي قائد مستنير يعمل علي الحفاظ علي مصر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 18 - 04 - 2015

وصف بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزعيم العادل والقائد المستنير، مثمنا الجهود التي يبذلها الرئيس السيسي لانتقال البلاد إلى الاستقرار الدستوري والسياسي وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى زخمها.
وأكد تأييده بقوة جميع المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار ودعم التوافق في نسيج المجتمع المصري حيث أنه الطريق الوحيد لحقيق الازدهار وقال أن السيسي لا يدخر جهداً في تسليط الضوء علي أهمية الحفاظ علي استقرار مصر.
جاء ذلك في حديث خاص السبت 18أبريل بمناسبة افتتاح دير مار جرجس الجمعة 24أبريل الجاري بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ورئيس اليونان، موضحا إن الفرصة اتيحت له للقاء السيسي عدة مرات وقال لقد عبرت له في أحد لقاءاتي عن" حقيقة شخصية"، وهي أني اعتبر مصر بلدي الثاني، فهي مقر البطريركية لأكثر من ألفي عام.
وأعرب عن سعادته بالاهتمام الذي يوليه الرئيس السيسي شخصياً ومعه جميع الجهات المختصة، لتسهيل أنشطة البطريركية الرعوية والخيرية مؤكدا ضرورة مشاركة القيادات الدينية في البلاد، قولاً وفعلاً في نهضة هذا البلد .. مؤكدا أن الرئيس السيسي يبذل جهودا كبيرة، مصحوبة بصلواتنا من أجل الحفاظ على مصر من الفيروس الخطير المنتشر الآن وهو فيروس الإرهاب خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة حالياً في الشرق الأوسط.
وردا علي سؤال حول دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف في المنطقة، أكد بطريرك الإسكندرية أن الشرق الأوسط بأكمله يعاني حالياً من انتشار الإرهاب، لأن من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة ذات القيمة الجاسوسية والاقتصادية الضخمة، لم يهتموا بصدق بتحسين الظروف المعيشية للناس العاديين ولم يراعوا سوى مصالحهم الخاصة، فضحوا بالتناغم الاجتماعي على مذبح الطائفية، تطبيقاً للأسلوب المعروف "فرق تسد".
وأوضح أن المجتمع الدولي كان من الممكن أن يتناسى هذه المشكلة ، ويلقيها خارج ذاكرة التاريخ دون اكتراث، لولا الخطر الذي بات يهدد بانتشار تلك الأفكار والعمليات الجهادية داخل المجتمعات الغربية المتقدمة، لكن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن القضاء على المشكلة لن يكون إلا بالضرب على منبع كل الشرور، وهو البؤس البشري.
وأعلن بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن إقامة احتفالية كبري يوم الجمعة 24 أبريل الجاري من المنتظر أن يحضرها رئيس اليونان "بافلوبولوس" ورئيس الوزراء إبراهيم محلب فضلا عن قادة الكنائس الأرثوذكسية وقادة الدول والحكومات وذلك بمناسبة الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير دير "مار جرجس" التاريخي بمصر القديمة.
وأوضح أن هذا الدير يعد من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط ، وقد تم إنجاز هذا المشروع بدعم مالي كبير من رجل الأعمال اليوناني "مارتينوس" الذي تكفل بمعظم ميزانية تجديد هذا الجزء المقدس من أرض مصر، فهو أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر وكان أيضا المكان الذي سُجن فيه القديس العظيم الشهيد مار جرجس.
ومن هذا المنطلق ، فإن دير مار جرجس يمثل رمزاً تاريخياً للصداقة بين مصر واليونان مشيرا إلي أنه التقي في وقت سابق من هذا العام برئيس الوزراء إبراهيم محلب، ليطلعه على استكمال أعمال الصيانة والتحديث في الدير والفعاليات الثقافية العالمية المخطط لها للاحتفال بهذا الحدث الكبير، كما أتيحت له الفرصة لطلب مساعدة الحكومة المصرية في استكمال إجراءات إنشاء مستشفى خيري في منطقة مصر القديمة لعلاج الفئات الأضعف مادياً.
وأضاف - في نبذة تاريخية عن الدير- أنه تأسس في القرون الأولى للمسيحية ، فوق جزء من قلعة بابليون الرومانية البيزنطية القديمة، وظل على مر القرون حصناً لكنيسة الروم الأرثوذكس في بلد النيل، بل إنه في كثير من الأحيان تولى تقديم خدمات قيمة للمجتمع المصري، كمستشفى ودار للمسنين وفندق ودار للعجزة ومدرسة ومقبرة ومأوى للمسيحيين في أوقات الشدة.
وقال إنه بفضل الجهود الدءوبة لعلماء الآثار والمهندسين والمعماريين وخبراء الترميم عاد البرج الروماني ودار العبادة إلي سابق رونقهما، وتم تدعيم السراديب الموجودة تحت الأرض، وإظهار مقياس النيل القديم، وصيانة الأيقونات الرائعة الموجودة به، مما جعل الدير والمنطقة المحيطة به واحة للاستجمام النفسي والروحي في قلب العاصمة المصرية المزدحمة.
ولفت إلي أن مصر هي مقر كنيسة الروم الأرثوذكس في أفريقيا، والعلاقات بين البطريركية و جميع أطياف المجتمع المصري ممتازة، فهي تستند إلى احترام التنوع الديني، واحترام الرغبة المشتركة في التعايش السلمي بين الناس، بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللغة أو التراث الثقافي.
وردا علي سؤال حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، أعرب ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن سعادته بأنه ألتقي مرة أخرى بالرئيس بوتين، على هامش القمة المصرية الروسية التي عقدت في القاهرة في 10 فبراير الماضي حيث ناقش معه المسائل المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية ومصر وأفريقيا، بالإضافة للنشاط الخيري لبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، كما أشرت كذلك إلى أزمة اليونان.
وأفاد بأنه أتيحت له الفرصة ليشكر بوتين شخصياً، لما قدمته بلاده إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا، وقال أني أهنئه على اختياره السياسي السديد، المتمثل في دعم وتعزيز العلاقات بين روسيا ومصر، ومساندته للجهود الوطنية المبذولة لتصحيح المسار في مصر وسط التحديات الراهنة، فيكفي النظر إلى الوضع في سوريا وليبيا للتأكد من أهمية السلام السياسي والاجتماعي.
وأضاف أن الرئيس الروسي يشاركه الاعتقاد بضرورة وجود منظومة مشتركة من القيم، من أجل تحقيق التعايش السلمي في كل مكان يعيش فيه مواطنون من مختلف الأديان مشيرا إلي أن روسيا بلد متعدد الديانات، الغالبية فيها من المسيحيين ولكن يوجد بها أيضا عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالرئيس بوتين لديه خبرة طويلة في تكريس العلاقات السلمية بين الناس من مختلف الأديان، والعلاقات السلمية لا يمكن أن تتواجد في ظل عدم احترام عقائد الآخرين باسم حرية التعبير، أو عندما يسود منطق السلاح على منطق الحوار والقلم.
وردا علي سؤال حول الوضع في ليبيا بعد مقتل 21 مصريا علي يد داعش، أكد بطريرك الإسكندرية أهمية التفريق بين الإسلام والأصولية الإسلامية، فالإسلام كعقيدة و ممارسة دينية له كل الاحترام، أما الأصولية الإسلامية كمفهوم يكرس للتفوق الديني، بممارساته التي تقوض التسامح والحق في الاختلاف فهي مدانة تماما.
ووصف مقتل 21 مصرياً "من إخوتنا في الوطن" بأنه أبشع تعبير مأساوي وغير إنساني لعدم التسامح المتزايد ضد الآخرين، وقد أعلنا إدانتنا لهذه الجريمة، كونها تعبير يائس للفكر المحرض على العنف .. وعبرنا عن تعازينا لقيادات الكنيسة القبطية ، ونصلي أن يُسكن الرب الرحيم أرواح الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم في النعيم الأبدي.
وردا علي سؤال حول توفير الأمن للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ، أكد أن الغالبية العظمى من المسلمين تمقت التعصب والعنف باسم الإسلام، ولكنهم يمقتون أيضاً السياسات التي يتخذها صناع القرار الكبار في العالم، ليس في غيبتهم فقط، بل على حسابهم في كثير من الأحيان.
وأشار بطريرك الإسكندرية إلي أنه يومنا هذا، لم تمحو مجتمعات أفريقيا والشرق الأوسط من ذاكرتها التاريخية تلك التجارب المؤلمة التي عاشتها جراء الاستعمار، معربا عن شعوره بخيبة أمل في رؤية الاستعمار القديم يعود مرة أخرى وقد تحور من الاحتلال العسكري إلى الاحتلال الاقتصادي، لذلك لا يجب أن نسمح للتعصب الديني أن يستغل الشعور بالظلم المتولد من ألا أخلاقية السياسية والاقتصادية.
وصف بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزعيم العادل والقائد المستنير، مثمنا الجهود التي يبذلها الرئيس السيسي لانتقال البلاد إلى الاستقرار الدستوري والسياسي وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى زخمها.
وأكد تأييده بقوة جميع المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار ودعم التوافق في نسيج المجتمع المصري حيث أنه الطريق الوحيد لحقيق الازدهار وقال أن السيسي لا يدخر جهداً في تسليط الضوء علي أهمية الحفاظ علي استقرار مصر.
جاء ذلك في حديث خاص السبت 18أبريل بمناسبة افتتاح دير مار جرجس الجمعة 24أبريل الجاري بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ورئيس اليونان، موضحا إن الفرصة اتيحت له للقاء السيسي عدة مرات وقال لقد عبرت له في أحد لقاءاتي عن" حقيقة شخصية"، وهي أني اعتبر مصر بلدي الثاني، فهي مقر البطريركية لأكثر من ألفي عام.
وأعرب عن سعادته بالاهتمام الذي يوليه الرئيس السيسي شخصياً ومعه جميع الجهات المختصة، لتسهيل أنشطة البطريركية الرعوية والخيرية مؤكدا ضرورة مشاركة القيادات الدينية في البلاد، قولاً وفعلاً في نهضة هذا البلد .. مؤكدا أن الرئيس السيسي يبذل جهودا كبيرة، مصحوبة بصلواتنا من أجل الحفاظ على مصر من الفيروس الخطير المنتشر الآن وهو فيروس الإرهاب خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة حالياً في الشرق الأوسط.
وردا علي سؤال حول دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف في المنطقة، أكد بطريرك الإسكندرية أن الشرق الأوسط بأكمله يعاني حالياً من انتشار الإرهاب، لأن من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة ذات القيمة الجاسوسية والاقتصادية الضخمة، لم يهتموا بصدق بتحسين الظروف المعيشية للناس العاديين ولم يراعوا سوى مصالحهم الخاصة، فضحوا بالتناغم الاجتماعي على مذبح الطائفية، تطبيقاً للأسلوب المعروف "فرق تسد".
وأوضح أن المجتمع الدولي كان من الممكن أن يتناسى هذه المشكلة ، ويلقيها خارج ذاكرة التاريخ دون اكتراث، لولا الخطر الذي بات يهدد بانتشار تلك الأفكار والعمليات الجهادية داخل المجتمعات الغربية المتقدمة، لكن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن القضاء على المشكلة لن يكون إلا بالضرب على منبع كل الشرور، وهو البؤس البشري.
وأعلن بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن إقامة احتفالية كبري يوم الجمعة 24 أبريل الجاري من المنتظر أن يحضرها رئيس اليونان "بافلوبولوس" ورئيس الوزراء إبراهيم محلب فضلا عن قادة الكنائس الأرثوذكسية وقادة الدول والحكومات وذلك بمناسبة الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير دير "مار جرجس" التاريخي بمصر القديمة.
وأوضح أن هذا الدير يعد من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط ، وقد تم إنجاز هذا المشروع بدعم مالي كبير من رجل الأعمال اليوناني "مارتينوس" الذي تكفل بمعظم ميزانية تجديد هذا الجزء المقدس من أرض مصر، فهو أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر وكان أيضا المكان الذي سُجن فيه القديس العظيم الشهيد مار جرجس.
ومن هذا المنطلق ، فإن دير مار جرجس يمثل رمزاً تاريخياً للصداقة بين مصر واليونان مشيرا إلي أنه التقي في وقت سابق من هذا العام برئيس الوزراء إبراهيم محلب، ليطلعه على استكمال أعمال الصيانة والتحديث في الدير والفعاليات الثقافية العالمية المخطط لها للاحتفال بهذا الحدث الكبير، كما أتيحت له الفرصة لطلب مساعدة الحكومة المصرية في استكمال إجراءات إنشاء مستشفى خيري في منطقة مصر القديمة لعلاج الفئات الأضعف مادياً.
وأضاف - في نبذة تاريخية عن الدير- أنه تأسس في القرون الأولى للمسيحية ، فوق جزء من قلعة بابليون الرومانية البيزنطية القديمة، وظل على مر القرون حصناً لكنيسة الروم الأرثوذكس في بلد النيل، بل إنه في كثير من الأحيان تولى تقديم خدمات قيمة للمجتمع المصري، كمستشفى ودار للمسنين وفندق ودار للعجزة ومدرسة ومقبرة ومأوى للمسيحيين في أوقات الشدة.
وقال إنه بفضل الجهود الدءوبة لعلماء الآثار والمهندسين والمعماريين وخبراء الترميم عاد البرج الروماني ودار العبادة إلي سابق رونقهما، وتم تدعيم السراديب الموجودة تحت الأرض، وإظهار مقياس النيل القديم، وصيانة الأيقونات الرائعة الموجودة به، مما جعل الدير والمنطقة المحيطة به واحة للاستجمام النفسي والروحي في قلب العاصمة المصرية المزدحمة.
ولفت إلي أن مصر هي مقر كنيسة الروم الأرثوذكس في أفريقيا، والعلاقات بين البطريركية و جميع أطياف المجتمع المصري ممتازة، فهي تستند إلى احترام التنوع الديني، واحترام الرغبة المشتركة في التعايش السلمي بين الناس، بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللغة أو التراث الثقافي.
وردا علي سؤال حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، أعرب ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن سعادته بأنه ألتقي مرة أخرى بالرئيس بوتين، على هامش القمة المصرية الروسية التي عقدت في القاهرة في 10 فبراير الماضي حيث ناقش معه المسائل المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية ومصر وأفريقيا، بالإضافة للنشاط الخيري لبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، كما أشرت كذلك إلى أزمة اليونان.
وأفاد بأنه أتيحت له الفرصة ليشكر بوتين شخصياً، لما قدمته بلاده إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا، وقال أني أهنئه على اختياره السياسي السديد، المتمثل في دعم وتعزيز العلاقات بين روسيا ومصر، ومساندته للجهود الوطنية المبذولة لتصحيح المسار في مصر وسط التحديات الراهنة، فيكفي النظر إلى الوضع في سوريا وليبيا للتأكد من أهمية السلام السياسي والاجتماعي.
وأضاف أن الرئيس الروسي يشاركه الاعتقاد بضرورة وجود منظومة مشتركة من القيم، من أجل تحقيق التعايش السلمي في كل مكان يعيش فيه مواطنون من مختلف الأديان مشيرا إلي أن روسيا بلد متعدد الديانات، الغالبية فيها من المسيحيين ولكن يوجد بها أيضا عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالرئيس بوتين لديه خبرة طويلة في تكريس العلاقات السلمية بين الناس من مختلف الأديان، والعلاقات السلمية لا يمكن أن تتواجد في ظل عدم احترام عقائد الآخرين باسم حرية التعبير، أو عندما يسود منطق السلاح على منطق الحوار والقلم.
وردا علي سؤال حول الوضع في ليبيا بعد مقتل 21 مصريا علي يد داعش، أكد بطريرك الإسكندرية أهمية التفريق بين الإسلام والأصولية الإسلامية، فالإسلام كعقيدة و ممارسة دينية له كل الاحترام، أما الأصولية الإسلامية كمفهوم يكرس للتفوق الديني، بممارساته التي تقوض التسامح والحق في الاختلاف فهي مدانة تماما.
ووصف مقتل 21 مصرياً "من إخوتنا في الوطن" بأنه أبشع تعبير مأساوي وغير إنساني لعدم التسامح المتزايد ضد الآخرين، وقد أعلنا إدانتنا لهذه الجريمة، كونها تعبير يائس للفكر المحرض على العنف .. وعبرنا عن تعازينا لقيادات الكنيسة القبطية ، ونصلي أن يُسكن الرب الرحيم أرواح الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم في النعيم الأبدي.
وردا علي سؤال حول توفير الأمن للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ، أكد أن الغالبية العظمى من المسلمين تمقت التعصب والعنف باسم الإسلام، ولكنهم يمقتون أيضاً السياسات التي يتخذها صناع القرار الكبار في العالم، ليس في غيبتهم فقط، بل على حسابهم في كثير من الأحيان.
وأشار بطريرك الإسكندرية إلي أنه يومنا هذا، لم تمحو مجتمعات أفريقيا والشرق الأوسط من ذاكرتها التاريخية تلك التجارب المؤلمة التي عاشتها جراء الاستعمار، معربا عن شعوره بخيبة أمل في رؤية الاستعمار القديم يعود مرة أخرى وقد تحور من الاحتلال العسكري إلى الاحتلال الاقتصادي، لذلك لا يجب أن نسمح للتعصب الديني أن يستغل الشعور بالظلم المتولد من ألا أخلاقية السياسية والاقتصادية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.