إعلام عبري: تصريحات المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بشأن حماس أثارت غضب نتنياهو    مدرب إسبانيا يصف مواجهة إيطاليا اليوم ب "النهائي المبكر"    طقس أول أيام الصيف.. تحذير شديد اللهجة للمواطنين من درجات الحرارة «خلوا بالكم»    تحقيق أممى: الجيش الإسرائيلي ضمن «الأكثر إجرامًا» فى العالم    سنتكوم تعلن تدمير مسيّرتين ووحدة قيادة تابعة للحوثيين في اليمن    «نرجس ونورهان» تودعان تشجيع «الأهلى» على الطريق السريع    نصر الله: لدينا ساعات طويلة عن تصوير حيفا وجوار حيفا وما قبل حيفا وما بعد ما بعد حيفا    «الهجرة» تتابع أوضاع المفقودين وعودة جثامين الحجاج    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    سعر البطيخ والبرقوق والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 20 يونيو 2024    تقارير: «الشناوي» على رادار الوحدة السعودي    ارتفاع عدد ضحايا الانهيارات الأرضية إلى 10 أشخاص في بنجلاديش    حرب الاتهامات تشتعل بين مندوبي السودان والإمارات في مجلس الأمن (فيديو)    مصرع 16 وإصابة 42 فى حوادث طرق ب 9 محافظات    العطلة الطويلة جذبت الكثيرين إلى المصايف| أين قضى المصريون الإجازة؟    تصل إلى 200 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب في الساحل الشمالي في يونيو    هيئة الداوء تحذر من 4 أدوية وتأمر بسحبها من الأسواق    أسرع مرض «قاتل» للإنسان.. كيف تحمي نفسك من بكتيريا آكلة اللحم؟    إيقاف قيد نادي مودرن فيوتشر.. تعرف على التفاصيل    وفاة عروسة أثناء حفل زفافها بالمنيا    yemen exam.. رابط الاستعلام عن نتائج الصف التاسع اليمن 2024    بوتين: روسيا ستواصل تعزيز العلاقات وتطوير التعاون مع فيتنام    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    بعد بيان الأبيض.. اتحاد الكرة يبحث عن حكم أجنبي لإدارة قمة الأهلي والزمالك    تشييع جثامين أم وبناتها الثلاث ضحايا حادث انقلاب سيارة في ترعة بالشرقية    الركود يسيطر على سوق الذهب وإغلاق المحال حتى الإثنين المقبل    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    «آخرساعة» في سوق المدبح القديم بالسيدة زينب| «حلويات المدبح»    «المالية»: حوافز ضريبية وجمركية واستثمارية لتشجيع الإنتاج المحلي والتصدير    بعنوان «قلبي يحبك يا دنيا».. إلهام شاهين تُعلن عن فيلم جديد مع ليلي علوي وهالة صدقي    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حمدي الميرغني يوجه رسالة ل علي ربيع بعد حضوره مسرحية "ميمو"    تامر حسني يشعل حفله بكفر الشيخ رابع أيام عيد الأضحى (صور)    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    بعد نجاح زراعته في مصر.. هل الكاسافا هو البطاطا؟ الزراعة تجيب    قمة أوروبية.. جدول مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة    المركزي الكندي يدرس الانتظار حتى يوليو لخفض معدل الفائدة    هجوم سيبراني على شركة سي دي كي جلوبال مزود البرمجيات لتجار السيارات في أنحاء أمريكا    تطورات جديدة| صدام في اتحاد الكرة بشأن مباراة القمة    وزير الرياضة ينعي مشجع نادي الزمالك    حظك اليوم| برج الحمل الخميس 20 يونيو.. «وجه تركيزك على التفاصيل»    وفاة الناقد الأدبي محمود عبدالوهاب    فرقة أعز الناس.. سارة جمال تغني "ألف ليلة وليلة" في "معكم منى الشاذلي"    معظم الحجاج المتوفين خلال موسم حج هذا العام من المخالفين    تفاصيل جريمة قتل اب لأبنته فى المنيا    كندا تبدأ بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية    مشروبات صحية يجب تناولها عقب لحوم العيد (فيديو)    تعرف علي المبادرات التي أطلقتها الدولة المصرية لتدريب الشباب وتأهيلهم وتمكينهم    إحالة مديرى مستشفى "ساقلتة" و"أخميم" للتحقيق لتغيبهما عن العمل فى العيد    بخطوات سهلة.. طريقة عمل كفتة داود باشا    بعد انتهاء أعمال الحج.. علي جمعة يكشف عن آداب زيارة مقام النبي والمسجد النبوي    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج بكالوريوس الطب والجراحة (الشعبة الفرنسية) جامعة الإسكندرية    إجازات شهر يوليو 2024.. تصل إلى 11 يومًا    هل ينتهي الغياب المتكرر دون إذن إلى فصل الموظف من العمل؟    مايا مرسي تستقبل رئيس الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي    ما هي علامات قبول الحج؟.. عالم أزهري يجيب    علي جمعة ينصح: أكثروا في أيام التشريق من الذكر بهذه الكلمات العشر    ما هي الأشهر الحرم وسبب تسميتها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطريرك الإسكندرية: السيسي قائد مستنير يعمل علي الحفاظ علي مصر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 18 - 04 - 2015

وصف بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزعيم العادل والقائد المستنير، مثمنا الجهود التي يبذلها الرئيس السيسي لانتقال البلاد إلى الاستقرار الدستوري والسياسي وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى زخمها.
وأكد تأييده بقوة جميع المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار ودعم التوافق في نسيج المجتمع المصري حيث أنه الطريق الوحيد لحقيق الازدهار وقال أن السيسي لا يدخر جهداً في تسليط الضوء علي أهمية الحفاظ علي استقرار مصر.
جاء ذلك في حديث خاص السبت 18أبريل بمناسبة افتتاح دير مار جرجس الجمعة 24أبريل الجاري بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ورئيس اليونان، موضحا إن الفرصة اتيحت له للقاء السيسي عدة مرات وقال لقد عبرت له في أحد لقاءاتي عن" حقيقة شخصية"، وهي أني اعتبر مصر بلدي الثاني، فهي مقر البطريركية لأكثر من ألفي عام.
وأعرب عن سعادته بالاهتمام الذي يوليه الرئيس السيسي شخصياً ومعه جميع الجهات المختصة، لتسهيل أنشطة البطريركية الرعوية والخيرية مؤكدا ضرورة مشاركة القيادات الدينية في البلاد، قولاً وفعلاً في نهضة هذا البلد .. مؤكدا أن الرئيس السيسي يبذل جهودا كبيرة، مصحوبة بصلواتنا من أجل الحفاظ على مصر من الفيروس الخطير المنتشر الآن وهو فيروس الإرهاب خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة حالياً في الشرق الأوسط.
وردا علي سؤال حول دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف في المنطقة، أكد بطريرك الإسكندرية أن الشرق الأوسط بأكمله يعاني حالياً من انتشار الإرهاب، لأن من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة ذات القيمة الجاسوسية والاقتصادية الضخمة، لم يهتموا بصدق بتحسين الظروف المعيشية للناس العاديين ولم يراعوا سوى مصالحهم الخاصة، فضحوا بالتناغم الاجتماعي على مذبح الطائفية، تطبيقاً للأسلوب المعروف "فرق تسد".
وأوضح أن المجتمع الدولي كان من الممكن أن يتناسى هذه المشكلة ، ويلقيها خارج ذاكرة التاريخ دون اكتراث، لولا الخطر الذي بات يهدد بانتشار تلك الأفكار والعمليات الجهادية داخل المجتمعات الغربية المتقدمة، لكن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن القضاء على المشكلة لن يكون إلا بالضرب على منبع كل الشرور، وهو البؤس البشري.
وأعلن بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن إقامة احتفالية كبري يوم الجمعة 24 أبريل الجاري من المنتظر أن يحضرها رئيس اليونان "بافلوبولوس" ورئيس الوزراء إبراهيم محلب فضلا عن قادة الكنائس الأرثوذكسية وقادة الدول والحكومات وذلك بمناسبة الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير دير "مار جرجس" التاريخي بمصر القديمة.
وأوضح أن هذا الدير يعد من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط ، وقد تم إنجاز هذا المشروع بدعم مالي كبير من رجل الأعمال اليوناني "مارتينوس" الذي تكفل بمعظم ميزانية تجديد هذا الجزء المقدس من أرض مصر، فهو أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر وكان أيضا المكان الذي سُجن فيه القديس العظيم الشهيد مار جرجس.
ومن هذا المنطلق ، فإن دير مار جرجس يمثل رمزاً تاريخياً للصداقة بين مصر واليونان مشيرا إلي أنه التقي في وقت سابق من هذا العام برئيس الوزراء إبراهيم محلب، ليطلعه على استكمال أعمال الصيانة والتحديث في الدير والفعاليات الثقافية العالمية المخطط لها للاحتفال بهذا الحدث الكبير، كما أتيحت له الفرصة لطلب مساعدة الحكومة المصرية في استكمال إجراءات إنشاء مستشفى خيري في منطقة مصر القديمة لعلاج الفئات الأضعف مادياً.
وأضاف - في نبذة تاريخية عن الدير- أنه تأسس في القرون الأولى للمسيحية ، فوق جزء من قلعة بابليون الرومانية البيزنطية القديمة، وظل على مر القرون حصناً لكنيسة الروم الأرثوذكس في بلد النيل، بل إنه في كثير من الأحيان تولى تقديم خدمات قيمة للمجتمع المصري، كمستشفى ودار للمسنين وفندق ودار للعجزة ومدرسة ومقبرة ومأوى للمسيحيين في أوقات الشدة.
وقال إنه بفضل الجهود الدءوبة لعلماء الآثار والمهندسين والمعماريين وخبراء الترميم عاد البرج الروماني ودار العبادة إلي سابق رونقهما، وتم تدعيم السراديب الموجودة تحت الأرض، وإظهار مقياس النيل القديم، وصيانة الأيقونات الرائعة الموجودة به، مما جعل الدير والمنطقة المحيطة به واحة للاستجمام النفسي والروحي في قلب العاصمة المصرية المزدحمة.
ولفت إلي أن مصر هي مقر كنيسة الروم الأرثوذكس في أفريقيا، والعلاقات بين البطريركية و جميع أطياف المجتمع المصري ممتازة، فهي تستند إلى احترام التنوع الديني، واحترام الرغبة المشتركة في التعايش السلمي بين الناس، بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللغة أو التراث الثقافي.
وردا علي سؤال حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، أعرب ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن سعادته بأنه ألتقي مرة أخرى بالرئيس بوتين، على هامش القمة المصرية الروسية التي عقدت في القاهرة في 10 فبراير الماضي حيث ناقش معه المسائل المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية ومصر وأفريقيا، بالإضافة للنشاط الخيري لبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، كما أشرت كذلك إلى أزمة اليونان.
وأفاد بأنه أتيحت له الفرصة ليشكر بوتين شخصياً، لما قدمته بلاده إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا، وقال أني أهنئه على اختياره السياسي السديد، المتمثل في دعم وتعزيز العلاقات بين روسيا ومصر، ومساندته للجهود الوطنية المبذولة لتصحيح المسار في مصر وسط التحديات الراهنة، فيكفي النظر إلى الوضع في سوريا وليبيا للتأكد من أهمية السلام السياسي والاجتماعي.
وأضاف أن الرئيس الروسي يشاركه الاعتقاد بضرورة وجود منظومة مشتركة من القيم، من أجل تحقيق التعايش السلمي في كل مكان يعيش فيه مواطنون من مختلف الأديان مشيرا إلي أن روسيا بلد متعدد الديانات، الغالبية فيها من المسيحيين ولكن يوجد بها أيضا عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالرئيس بوتين لديه خبرة طويلة في تكريس العلاقات السلمية بين الناس من مختلف الأديان، والعلاقات السلمية لا يمكن أن تتواجد في ظل عدم احترام عقائد الآخرين باسم حرية التعبير، أو عندما يسود منطق السلاح على منطق الحوار والقلم.
وردا علي سؤال حول الوضع في ليبيا بعد مقتل 21 مصريا علي يد داعش، أكد بطريرك الإسكندرية أهمية التفريق بين الإسلام والأصولية الإسلامية، فالإسلام كعقيدة و ممارسة دينية له كل الاحترام، أما الأصولية الإسلامية كمفهوم يكرس للتفوق الديني، بممارساته التي تقوض التسامح والحق في الاختلاف فهي مدانة تماما.
ووصف مقتل 21 مصرياً "من إخوتنا في الوطن" بأنه أبشع تعبير مأساوي وغير إنساني لعدم التسامح المتزايد ضد الآخرين، وقد أعلنا إدانتنا لهذه الجريمة، كونها تعبير يائس للفكر المحرض على العنف .. وعبرنا عن تعازينا لقيادات الكنيسة القبطية ، ونصلي أن يُسكن الرب الرحيم أرواح الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم في النعيم الأبدي.
وردا علي سؤال حول توفير الأمن للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ، أكد أن الغالبية العظمى من المسلمين تمقت التعصب والعنف باسم الإسلام، ولكنهم يمقتون أيضاً السياسات التي يتخذها صناع القرار الكبار في العالم، ليس في غيبتهم فقط، بل على حسابهم في كثير من الأحيان.
وأشار بطريرك الإسكندرية إلي أنه يومنا هذا، لم تمحو مجتمعات أفريقيا والشرق الأوسط من ذاكرتها التاريخية تلك التجارب المؤلمة التي عاشتها جراء الاستعمار، معربا عن شعوره بخيبة أمل في رؤية الاستعمار القديم يعود مرة أخرى وقد تحور من الاحتلال العسكري إلى الاحتلال الاقتصادي، لذلك لا يجب أن نسمح للتعصب الديني أن يستغل الشعور بالظلم المتولد من ألا أخلاقية السياسية والاقتصادية.
وصف بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس ثيودوروس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي بالزعيم العادل والقائد المستنير، مثمنا الجهود التي يبذلها الرئيس السيسي لانتقال البلاد إلى الاستقرار الدستوري والسياسي وعودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية إلى زخمها.
وأكد تأييده بقوة جميع المبادرات الرامية إلى استعادة الاستقرار ودعم التوافق في نسيج المجتمع المصري حيث أنه الطريق الوحيد لحقيق الازدهار وقال أن السيسي لا يدخر جهداً في تسليط الضوء علي أهمية الحفاظ علي استقرار مصر.
جاء ذلك في حديث خاص السبت 18أبريل بمناسبة افتتاح دير مار جرجس الجمعة 24أبريل الجاري بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب ورئيس اليونان، موضحا إن الفرصة اتيحت له للقاء السيسي عدة مرات وقال لقد عبرت له في أحد لقاءاتي عن" حقيقة شخصية"، وهي أني اعتبر مصر بلدي الثاني، فهي مقر البطريركية لأكثر من ألفي عام.
وأعرب عن سعادته بالاهتمام الذي يوليه الرئيس السيسي شخصياً ومعه جميع الجهات المختصة، لتسهيل أنشطة البطريركية الرعوية والخيرية مؤكدا ضرورة مشاركة القيادات الدينية في البلاد، قولاً وفعلاً في نهضة هذا البلد .. مؤكدا أن الرئيس السيسي يبذل جهودا كبيرة، مصحوبة بصلواتنا من أجل الحفاظ على مصر من الفيروس الخطير المنتشر الآن وهو فيروس الإرهاب خاصة في ظل الأوضاع غير المستقرة حالياً في الشرق الأوسط.
وردا علي سؤال حول دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف في المنطقة، أكد بطريرك الإسكندرية أن الشرق الأوسط بأكمله يعاني حالياً من انتشار الإرهاب، لأن من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة ذات القيمة الجاسوسية والاقتصادية الضخمة، لم يهتموا بصدق بتحسين الظروف المعيشية للناس العاديين ولم يراعوا سوى مصالحهم الخاصة، فضحوا بالتناغم الاجتماعي على مذبح الطائفية، تطبيقاً للأسلوب المعروف "فرق تسد".
وأوضح أن المجتمع الدولي كان من الممكن أن يتناسى هذه المشكلة ، ويلقيها خارج ذاكرة التاريخ دون اكتراث، لولا الخطر الذي بات يهدد بانتشار تلك الأفكار والعمليات الجهادية داخل المجتمعات الغربية المتقدمة، لكن ما يجب على الجميع إدراكه هو أن القضاء على المشكلة لن يكون إلا بالضرب على منبع كل الشرور، وهو البؤس البشري.
وأعلن بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن إقامة احتفالية كبري يوم الجمعة 24 أبريل الجاري من المنتظر أن يحضرها رئيس اليونان "بافلوبولوس" ورئيس الوزراء إبراهيم محلب فضلا عن قادة الكنائس الأرثوذكسية وقادة الدول والحكومات وذلك بمناسبة الانتهاء من أعمال ترميم وتطوير دير "مار جرجس" التاريخي بمصر القديمة.
وأوضح أن هذا الدير يعد من المباني الأثرية الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط ، وقد تم إنجاز هذا المشروع بدعم مالي كبير من رجل الأعمال اليوناني "مارتينوس" الذي تكفل بمعظم ميزانية تجديد هذا الجزء المقدس من أرض مصر، فهو أحد الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة أثناء لجوئها إلى مصر وكان أيضا المكان الذي سُجن فيه القديس العظيم الشهيد مار جرجس.
ومن هذا المنطلق ، فإن دير مار جرجس يمثل رمزاً تاريخياً للصداقة بين مصر واليونان مشيرا إلي أنه التقي في وقت سابق من هذا العام برئيس الوزراء إبراهيم محلب، ليطلعه على استكمال أعمال الصيانة والتحديث في الدير والفعاليات الثقافية العالمية المخطط لها للاحتفال بهذا الحدث الكبير، كما أتيحت له الفرصة لطلب مساعدة الحكومة المصرية في استكمال إجراءات إنشاء مستشفى خيري في منطقة مصر القديمة لعلاج الفئات الأضعف مادياً.
وأضاف - في نبذة تاريخية عن الدير- أنه تأسس في القرون الأولى للمسيحية ، فوق جزء من قلعة بابليون الرومانية البيزنطية القديمة، وظل على مر القرون حصناً لكنيسة الروم الأرثوذكس في بلد النيل، بل إنه في كثير من الأحيان تولى تقديم خدمات قيمة للمجتمع المصري، كمستشفى ودار للمسنين وفندق ودار للعجزة ومدرسة ومقبرة ومأوى للمسيحيين في أوقات الشدة.
وقال إنه بفضل الجهود الدءوبة لعلماء الآثار والمهندسين والمعماريين وخبراء الترميم عاد البرج الروماني ودار العبادة إلي سابق رونقهما، وتم تدعيم السراديب الموجودة تحت الأرض، وإظهار مقياس النيل القديم، وصيانة الأيقونات الرائعة الموجودة به، مما جعل الدير والمنطقة المحيطة به واحة للاستجمام النفسي والروحي في قلب العاصمة المصرية المزدحمة.
ولفت إلي أن مصر هي مقر كنيسة الروم الأرثوذكس في أفريقيا، والعلاقات بين البطريركية و جميع أطياف المجتمع المصري ممتازة، فهي تستند إلى احترام التنوع الديني، واحترام الرغبة المشتركة في التعايش السلمي بين الناس، بغض النظر عن العرق أو الدين أو اللغة أو التراث الثقافي.
وردا علي سؤال حول لقائه الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، أعرب ثيودوروس الثاني بطريرك الإسكندرية للروم الأرثوذكس عن سعادته بأنه ألتقي مرة أخرى بالرئيس بوتين، على هامش القمة المصرية الروسية التي عقدت في القاهرة في 10 فبراير الماضي حيث ناقش معه المسائل المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية ومصر وأفريقيا، بالإضافة للنشاط الخيري لبطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية، كما أشرت كذلك إلى أزمة اليونان.
وأفاد بأنه أتيحت له الفرصة ليشكر بوتين شخصياً، لما قدمته بلاده إلى الكنيسة الأرثوذكسية في أفريقيا، وقال أني أهنئه على اختياره السياسي السديد، المتمثل في دعم وتعزيز العلاقات بين روسيا ومصر، ومساندته للجهود الوطنية المبذولة لتصحيح المسار في مصر وسط التحديات الراهنة، فيكفي النظر إلى الوضع في سوريا وليبيا للتأكد من أهمية السلام السياسي والاجتماعي.
وأضاف أن الرئيس الروسي يشاركه الاعتقاد بضرورة وجود منظومة مشتركة من القيم، من أجل تحقيق التعايش السلمي في كل مكان يعيش فيه مواطنون من مختلف الأديان مشيرا إلي أن روسيا بلد متعدد الديانات، الغالبية فيها من المسيحيين ولكن يوجد بها أيضا عدد كبير من المسلمين، ولذلك فالرئيس بوتين لديه خبرة طويلة في تكريس العلاقات السلمية بين الناس من مختلف الأديان، والعلاقات السلمية لا يمكن أن تتواجد في ظل عدم احترام عقائد الآخرين باسم حرية التعبير، أو عندما يسود منطق السلاح على منطق الحوار والقلم.
وردا علي سؤال حول الوضع في ليبيا بعد مقتل 21 مصريا علي يد داعش، أكد بطريرك الإسكندرية أهمية التفريق بين الإسلام والأصولية الإسلامية، فالإسلام كعقيدة و ممارسة دينية له كل الاحترام، أما الأصولية الإسلامية كمفهوم يكرس للتفوق الديني، بممارساته التي تقوض التسامح والحق في الاختلاف فهي مدانة تماما.
ووصف مقتل 21 مصرياً "من إخوتنا في الوطن" بأنه أبشع تعبير مأساوي وغير إنساني لعدم التسامح المتزايد ضد الآخرين، وقد أعلنا إدانتنا لهذه الجريمة، كونها تعبير يائس للفكر المحرض على العنف .. وعبرنا عن تعازينا لقيادات الكنيسة القبطية ، ونصلي أن يُسكن الرب الرحيم أرواح الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم في النعيم الأبدي.
وردا علي سؤال حول توفير الأمن للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ، أكد أن الغالبية العظمى من المسلمين تمقت التعصب والعنف باسم الإسلام، ولكنهم يمقتون أيضاً السياسات التي يتخذها صناع القرار الكبار في العالم، ليس في غيبتهم فقط، بل على حسابهم في كثير من الأحيان.
وأشار بطريرك الإسكندرية إلي أنه يومنا هذا، لم تمحو مجتمعات أفريقيا والشرق الأوسط من ذاكرتها التاريخية تلك التجارب المؤلمة التي عاشتها جراء الاستعمار، معربا عن شعوره بخيبة أمل في رؤية الاستعمار القديم يعود مرة أخرى وقد تحور من الاحتلال العسكري إلى الاحتلال الاقتصادي، لذلك لا يجب أن نسمح للتعصب الديني أن يستغل الشعور بالظلم المتولد من ألا أخلاقية السياسية والاقتصادية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.