رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفال مرور 20 عامًا على تأسيس مركز الإبراهيمية للإعلام    سفير مصر لدى أثينا: وفد رجال أعمال يونانى يزور مصر لتعزيز العلاقات الاقتصادية    وزير قطاع الأعمال العام يشهد افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر الوزاري الأفريقي    مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية للفترة 2026 - 2027    الكرملين: بوتين يستقبل وفد المفاوضين الأمريكيين خلال أيام    علي ناصر محمد يفتح سجلات التاريخ اليمني: خلافات بالجبهة القومية أدت لإبعاد الشعبي عن الرئاسة    الأهلي يتعادل في سيناريو مثير أمام الجيش الملكي    مدرب الأهلي بعد التعادل أمام الجيش الملكي: راضي عن اللاعبين رغم طموحنا للفوز    تقارير إسبانية تكشف كارثة إدارة غرفة ملابس ريال مدريد    وزير الثقافة يتفقد موقع حريق ديكور مسلسل الكينج ويوجّه بمراجعة الشركات المنتجة    مصرع شخصين إثر سقوطهما من أحد القطارات بكفر الدوار    عمرو أديب ولميس الحديدي يحتفلان لنجلهما ب «قراءة الفاتحة» | صور    تعرف على الفائزين فى الحلقة الخامسة من برنامج دولة التلاوة    إنجازات "مبادرة المقبلين على الزواج "منذ انطلاقها فبراير 2023.. تكشفها وزارة الصحة    تحكيم دولة التلاوة للمتسابق خالد عطية: صوتك قوى وثابت وراسى    محمد إمام يطمئن الجمهور بعد حريق لوكيشن الكينج: جميع فريق العمل بخير والإصابات خفيفة    رؤية الرئيس لدور الدُعاة    10 آلاف كاش باك.. الأوراق المطلوبة وإجراءات استبدال التوك توك بالسيارة كيوت    وزير الصناعة والنقل يبحث جذب الإستثمارات مع 7 شركات بريطانية و مؤسسات عالمية    أكرم القصاص: دعم مصر لفلسطين لا يقبل التشكيك ومؤتمر عالمي لإعادة إعمار غزة    وزير قطاع الأعمال يلتقي وزيري الصناعة الصيدلانية والصحة الجزائريين لبحث توسيع آفاق التعاون الدوائي    3 مدن أقل من 10 درجات.. انخفاض كبير في درجات الحرارة غدا السبت    محمود بسيونى يكتب: جيل الجمهورية الجديدة    رفعت فياض يكشف حقيقة عودة التعليم المفتوح    لجنة تابعة للأمم المتحدة تحث إسرائيل على التحقيق في اتهامات تعذيب الفلسطينيين    الخارجية التركية تحدد أهداف إسرائيل في سوريا بعد هجومها المدمر على بيت جن    وزير الخارجية لنظيرته الفلسطينية: مصر ستظل داعما أساسيا للشعب الفلسطيني    علي ناصر محمد يكشف تفاصيل أزمة الجيش اليمنى الجنوبى وعفو قحطان الشعبى فى 1968    تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية بلصفورة بسوهاج    الولايات المتحدة تطالب لبنان بإعادة صاروخ لم ينفجر في اغتيال الطبطبائي    المفتى السابق: الشرع أحاط الطلاق بضوابط دقيقة لحماية الأسرة    غدا، الحكم علي التيك توكر محمد عبد العاطي في قضية الفيديوهات الخادشة    المصري يحقق فوزا مثيرا على زيسكو الزمبي خارج الديار بالكونفيدرالية    مؤتمر يورتشيتش: مواجهة باور ديناموز لن تكون سهلة.. وبيراميدز في موقف رائع للغاية حاليا    أكاديمية الشرطة تستقبل عدد من طلبة وطالبات المرحلة الثانوية    محافظ الجيزة: السيطرة الكاملة على حريق استوديو مصر دون خسائر في الأرواح    فحص 20 مليون و168 ألف شخص ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    زيارة مفاجئة لوكيل صحة أسيوط لمستشفى منفلوط المركزي اليوم    عمر جابر: مواجهة كايزرتشيفز تختلف عن ستيلينبوش    خلال لقاء ودي بالنمسا.. البابا تواضروس يدعو رئيس أساقفة فيينا للكنيسة الكاثوليكية لزيارة مصر    مباشر الكونفدرالية - زيسكو (0)-(1) المصري.. جووووول أول    ضبط 3618 قضية سرقة تيار كهربائي خلال 24 ساعة    العائدون من جهنم.. 15 أسيرا فلسطينيا يروون ل اليوم السابع تفاصيل حياة الجحيم داخل زنازين الاحتلال.. العيش كفئران تجارب.. الموت بطعام فاسد وأصفاد لنصف عام تخرم العظام.. وغيرها من أساليب التعذيب حتى الموت    سعر اللحوم في مصر منتصف تعاملات اليوم الجمعة    إحباط محاولة جلب كميات كبيرة من الألعاب النارية وأجهزة اتصال لاسلكية ومنشطات داخل حاويتين    تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    فضل سورة الكهف.. لا تتركها يوم الجمعة وستنعم ب3 بركات لا توصف    مشاركة مصرية بارزة في أعمال مؤتمر جودة الرعاية الصحية بالأردن    تعرف على عروض الطفل بنهائيات مهرجان آفاق مسرحية بالهناجر اليوم    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    «الصحة» تعلن تقديم خدمات مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية ل15 مليون مواطن    البترول توقع خطاب نوايا مع ثاني أكبر جامعة تعدين في العالم لإعداد الكوادر    رئيس كوريا الجنوبية يعزي في ضحايا حريق المجمع السكني في هونج كونج    صديقة الإعلامية هبة الزياد: الراحلة كانت مثقفة وحافظة لكتاب الله    صلاة الجنازة على 4 من أبناء الفيوم ضحايا حادث مروري بالسعودية قبل نقلهم إلى مصر    رئيس شعبة الدواجن: سعر الكيلو في المزرعة بلغ 57 جنيهاً    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الكهرباء علي كرسي الاعتراف : صيف المصريين لن يكون حالك الظلام
ماوعدتش باختفاء تخفيف الأحمال وسنضيف للشبكة 6000 ميجاوات في 2015

الحوار مع وزير الكهرباء والطاقة د.محمد شاكر مع بداية موسم الصيف لابد أن يكون حواراً ساخناً جداً، خاصة بعد أن شهدت فترة توليه التي لم تتجاوز عامين، مزيجاً فريداً من الكوارث التي لحقت بقطاع الكهرباء من تخفيف أحمال وانقطاعات مستمرة للتيار وكذلك تفجير أبراج الضغط العالي، وانفجار وحدات التوليد بالمحطات.. وتعرض الوزير لهجوم غير مسبوق من الجماهير ووسائل الإعلام علي حد سواء!
كل هذا وأكثر دفعنا لفتح حوار مع د.محمد شاكر .
نكشف فيه المستور عن أحوال الكهرباء في هذا الصيف وحقيقة الخلافات بين قيادات الوزارة ، ومن يختار رؤساء شركات الكهرباء وعن حقيقة صداقته برئيس الوزراء إبراهيم محلب، وشكاوي المواطنين من الفواتير، وكل ما يخص مستقبل قطاع الكهرباء في مصر؟!
لماذا تراجعت وعود وزير الكهرباء بأن الصيف القادم لن يشهد انقطاعات في التيار، إلي أن وصلنا إلي أن الصيف القادم سيكون أقل من سابقه في معدل الانقطاعات؟
منذ توليت وأنا حريص علي دقة المعلومات التي أدلي بها، ولم يحدث أبداً أن ذكرت أن الصيف الحالي لن يشهد أي انقطاعات، ولكن ذكرت أنه سيكون أفضل من سابقه، نحن في خلال عام واحد سنضيف 6000 ميجاوات في خلال عام 2015، وليس في صيف 2015! وهو مقدار مرتفع جداً، وهو يعني أن هناك تحسناً ملحوظاً سيحدث، ولكن نحن لا نملك الفائض المريح للطاقة المنتجة، وهي نسبة معروفة عالمياً ب25٪ من كمية الطاقة المطلوبة وقت الذروة، وهي نسبة تتيج لنا التحرك بحرية وانقاذ الموقف في حال وقوع عطل في أي وحدة أو معدة من معدات التوليد، نحن لا نملك هذه الرفاهية حتي اليوم.
في الماضي كانت مصر تصدر خبراء الكهرباء لبناء وإصلاح شبكات الكهرباء في الدول العربية، والآن أصبحنا نستورد خبراء الدول العربية لاصلاح شبكتنا ومحطاتنا! فهل نتراجع إلي الخلف؟
شهد قطاع الكهرباء المصري عهوداً ضمت عمالقة في علوم الكهرباء ولدينا خبراء عظماء، ولكن للأسف أغلبهم سافر إلي الخارج بحثاً عن رواتب أفضل، وفي الوضع الحالي أنا أبحث عمن يحقق لي هدفي من اصلاح الشبكة والمحطات، ولا يعنيني إن كان من الخارج أو من الداخل، فكل ما يهمني تحقيق الهدف، ونحن نقوم بتعظيم الامكانات المتاحة وتوظيفها وقد كان حل الاستعانة بإحدي الشركات الإماراتية ATD، ولكن العاملين فيها من كل الجنسيات، وقد تحقق ما يهمنا والشركة تقوم حالياً برفع كفاءة المحطات التي كلفت برفع كفاءتها، وبالتأكيد فإن الكفاءات المصرية المهاجرة سوف تعود لمصر ثانية عندما يتوافر لها المناخ المناسب للعمل برواتب مجزية.
هل يمكن أن تحدد لنا حقيقة وأسباب مشكلة الكهرباء في مصر؟
المشكلة أن لدي محطات لها طاقة اسمية 31 ألف ميجاوات، ولكن في الحقيقة أقصي قدرة استطعنا الوصول إليها من انتاج المحطات كانت الصيف الماضي 25 ألفاً و500 ميجاوات، ولفترة وجيزة جداً، بينما بلغ الحمل الأقصي 27 ألف ميجاوات، وهذا يعني ان المحطات لا تنتج كم الطاقة المفترض أن تنتجها كاملة، نتيجة انخفاض كفاءة المحطات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ونتيجة نقص كميات الغاز المغذية للمحطة وبالتالي تقل كفاءة الوحدة وقدرتها علي الانتاج، وقد تتوقف عن العمل أو تستهلك كمية غاز أكثر لتوليد الكيلوات/ ساعة، وهنا نضطر لاستبدال الغاز بالمازوت، الذي يضر بالمعدات ويتسبب في تلفها، وهناك أيضاً تقادم بعض الوحدات وخروجها من الخدمة، أو نهاية عمرها الافتراضي، وكل هذه الأسباب تؤدي لانخفاض القدرات المولدة، وفي وقت الذروة تحدث زيادة في الطلب، علي الطاقة بمعدل أعلي من القدرات المتاحة المولدة من المحطات، فيحدث خلل ونقص بين المطلوب والانتاج الفعلي، فنضطر لتخفيف الأحمال، وهذه هي مشكلة مصر في الكهرباء، باختصار نحتاج إلي أن يكون لدينا كميات أكثر من القدرات المولدة، تشكل لنا احتياطياً آمناً في حالة زيادة الطلب علي الطاقة في ساعات الذروة.
شكاوي المواطنين
مازالت شكاوي المواطنين مستمرة من أخطاء فواتير الكهرباء وتجاوزاتها الظالمة والتي أصبح يتبعها تهديد من قبل المحصلين للمشتركين إما الدفع الفوري للفاتورة أو مصادرة العداد وقطع التيار؟
- لو أن هناك أي مشترك تقدم بشكوي من خطأ في الفاتورة، يتم التحقيق فيها وإذا ثبت أن له حقا ماديا، يتم استرداده أو تحويله لحسابه لدي شركة الكهرباء، وهذه المشاكل سيتم حلها بالعداد الذكي، ولدينا خطة لإدخال 10 ملايين عداد ذكي خلال 5 سنوات فقط، لأننا لا نملك رفاهية تعميمه علي جميع المشتركين حالياً، ومن مميزاته ان المشترك يتمكن من خلال العداد من تحديد كمية الكهرباء التي يستخدمها يومياً، وإذا زادت يقوم العداد بفصل التيار وبالتالي يستطيع ضبط وتحديد استهلاك كل مشترك وفقاً لرغبته، كما أنه سينبه المشترك إلي أن سعر الكيلوات من الكهرباء يتضاعف خلال وقت الذروة، وهنا سيتنبه المشترك لضرورة تخفيف الاستهلاك.
كل من يتعاقد علي ادخال الكهرباء لمنزله حالياً، يفاجأ بأنه مطالب بدفع قيمة عداد مسبوق الدفع مقدماً، ولكن عند التركيب يجد أن الشركة تقوم بتركيب عداد عادي فماذا يفعل المواطن؟
لو حدث مثل هذا التصرف من الشركات فهو خطأ وغير سليم بالمرة، وأرجو أن يتم إخطار الوزارة بهذه الحالات.
وزير مشغول.. جداً
وسط انشغالات الوزير بالمحطات وأزمة الكهرباء والاستثمارات اللازمة للقطاع، هل لديك وقت لحل مشكلات المواطنين مع شركات التوزيع من أخطاء القراءات والفواتير، وتعرضهم للابتزاز وغيرها من المشكلات التي يعانيها المواطن المصري من شركات الكهرباء؟
لا تستطيعين أن تختزلي عمل الوزارة بأكملها في شخص واحد، وأنا مجرد ترس ضمن التروس التي تعمل، وأنا علي قناعة أنه لابد من الاعتماد علي الآخرين، فليس من المنطقي أن كل واحد عنده قراءة عداد غير سليمة يلجأ للوزير، ولكن عندما أطلع علي أي مشكلة أقوم بمتابعتها.. والحل لهذه المشكلة فعلاً هو إعداد وتدريب الكوادر البشرية في القطاع.
ما هو الانجاز الذي تعد له حتي تنتهي مشكلات المواطن مع قطاع الكهرباء من ابتزاز أو مغالطات أو تجاوزات في حقه؟
لا أنكر أن هناك تجاوزات ولكن نسعي لحلها تدريجياً، مثلاً مشكلة القراءات الخاطئة وتحميل الفواتير علي فواتير أخري، كان حلها العدادات المدفوعة بالكارت، ثم العدادات الذكية، وهناك خطة لتقديم حلول تدريجية لمشكلات المواطنين التي تراكمت مع الزمن، ولكن بشكل تدريجي، لأننا قضينا فترة طويلة في اطفاء الحرائق والأعطال، ولكن لا يمكن حل كل المشكلات في يوم وليلة ولا يمكن ان يقوم الوزير بكل الأدوار والعمل وحده.
فوبيا انقطاع التيار
ماذا يحدث لك عندما تسمع أن الكهرباء انقطعت في أي مكان؟
- في الحقيقة أشعر بالزعل جداً جداً وأصاب بالإحباط، وخلال الفترة الأولي لتولي الوزارة، هاجمتني الصحف، واحترقت وحدات في بعض المحطات، ولكنني لا أستسلم للإحباط واليأس بل أقوم بالعمل علي حل أصل المشكلة، وهذا هو صميم عملي كاستشاري.
تأمين أبراج الكهرباء
تكرار استهداف أبراج نقل الكهرباء من قبل العمليات الإرهابية، أليس هناك وسيلة لمراقبة هذه الأبراج؟
هناك 167 ألف برج نقل كهرباء موزعة في أنحاء الجمهورية، وطبعاً تم استئجار عدد من الحراس لبعض الأماكن، لكن ليس في الإمكان مراقبتها بكاميرات، وحتي فكرة استبدالها بكابلات أرضية فإن الكيلومتر الواحد سيكلفني 20 مليون جنيه تقريباً، وهناك كابلات تبلغ تكلفتها 200 مليون جنيه! وهي تكلفة مرتفعة جداً لا نملك تطبيقها حالياً.
أولوية الحصول علي الكهرباء
من سيحظي بأولوية الحصول علي الطاقة خلال الفترة المقبلة القطاع الصناعي أم المنزلي؟
ليس هناك أولوية لقطاع بعينه، ستكون هناك طاقة لتلبية احتياجات كل من يطلبها، فنحن دورنا أن نوفر الكهرباء خلال فترة محدودة من الزمن، لأن مقدار الاستثمارات القادمة لمصر في المستقبل يتطلب أن تكون هناك طاقة منتجة تكفي لتلبية احتياجاته، وإلا فلن تتواجد أي استثمارات.
رؤساء الشركات.. مش اختصاصي
هل تختار رؤساء شركات الكهرباء؟ أم أنك تفضل ترك المهمة لرئيس الشركة القابضة؟
أن لا أتدخل في اختيار رؤساء الشركات، أو تغيرهم لأن كل واحد هنا يؤدي عمله وفقاً لاختصاصه، لأن الإنسان لا يستطيع القيام بجميع الأدوار، ولكن هناك تشاور بيننا، وكنت أتمني أن تقتصر الأسئلة علي مجالي العلمي فقط، ولي طريقة في الإدارة كنت أتبعها وهي تدفع الجميع للعمل، وهي طريقة مجربة ومثمرة معي منذ زمن طويل.
الدنيا ماشية.. رغم الصراعات
كيف سيحقق وزير الكهرباء كل المطلوب من انجازات في قطاع الكهرباء بينما يعيش القطاع فوق صفيح ساخن، وهناك صراعات بين وكلاء الوزارة، وبين رئيس الشركة القابضة ونائب الوزير! فأي انجازات يمكن ان تتحقق وفريق العمل يتطاحن فيما بينهم؟!
رغم الخلافات فالدنيا ماشية! والعمل يسير بصورة جيدة وهذا ما يعنيني كوزير، وأنا بطبعي لا أدخل في اشكالات مع أحد، وأي نتائج تتحقق حالياً هي نتيجة لجهد كل فريق العمل كل في موقعه، والدنيا تسير بخطي جيدة بتوفيق من الله ولو كنت قد رأيت أنه لا فائدة ترجي من العمل لإصلاح أحوال القطاع والأمور متأزمة، كنت قلت »سلام عليكم« وجمعت أوراقي ورحلت، لكن حتي الآن الأمور «ماشية» وحجم ما تحقق من انجازات «معقول جداً» ولا أحد يصل إلي مرحلة الكمال!.
هل تري أن هناك انجازات حقيقية يمكن أن تتحقق في قطاع الكهرباء، بينما يتم الاستعانة بإثنين من رؤساء شركات الانتاج سبق استبعادهما من منصببهما سابقاً لسوء الأداء! وتعيينهما مرة أخري رؤساء شركات؟
من يتحدث وهو بعيد عن الكرسي يختلف تماماً عن الجالس فوق الكرسي وأنا أعترف أن القطاع في حاجة حقيقية لتطوير العنصر البشري، ولكن لدي عدد محدود من الكفاءات، وليس لدي رفاهية العدد الذي يمكن أن اختار منه قيادات ذات كفاءة عالية وبأريحية، ولذلك فنحن نقوم فقط بتوظيف القيادات المتاحة أفضل توظيف ممكن، ولكن هذا لا يعني أن نهمل هذا الأمر، ولابد لنا من خطة حقيقية لبناء البشر ولكن نحتاج إلي وقت، خاصة أن بعض مشاكلنا الحقيقية في القطاع تحدث في التشغيل بسبب عدم تعليم العاملين لكيفية أداء العمل القائم به، ولذلك سنبدأ برامج للتدريب وإرسال العديد من البعثات للخارج للتدريب وكذلك لتعلم أصول الإدارة، ونحن حالياً بصدد إنشاء مركز يتميز للصيانة والتشغيل لمحطات الطاقة الجديدة والمتجددة. وسيتم إنشاؤه في الغردقة ليكون ثالث مركز علي مستوي العالم، وسيتم إرسال فريق من 9 أشخاص للخارج للتدريب علي تشغيل وصيانة معدات محطات الطاقة الجديدة والمتجددة، وستكون هناك مجالات عديدة للتدريب..كذلك محطاتنا الجديدة التي ستعمل بالفحم تحتاج إلي إرسال 200 شخص لكل محطة للتدريب في محطات مثيلة في الخارج لمدة عامين، وكل ذلك موضوع في خطة مدروسة، لنترك القطاع في حالة قوة وليس حالة ضعف.
وفي إطار وجود مشاكل في تمويل مشروعات الكهرباء ووجود مديونية كبيرة علي قطاع الكهرباء كيف يتم حالياً تمويل المشروعات الجديدة؟
في الماضي كنا نقسم أي مشروع لأي محطة لمجموعة من الحزم، وكل شركة تفوز بمناقصة للقيام بحزمة من الحزم، ولكن اليوم بدأنا في نظام جديد للعمل حيث تقوم الشركات حالياً بتصميم المحطة وتتولي جلب المعدات اللازمة للتصنيع والتشغيل، وأيضاً تتولي جلب التمويل، مع وجود فترة سماح للسداد من ثلاث إلي أربع سنوات.
في المؤتمر الاقتصادي تم توقيع 21 مذكرة تفاهم، في رأيك كم منهم ستنفذ بجدية؟
هناك 3 محطات تم البدء في خطوات تصميمها، وكل محطة منهاتتكلف حوالي 4 مليارات دولار، وهناك 4 مستثمرين كباراً جاهزين وهناك اتفاقية من شركة سيمنس ثم توقيع عقود لإنشاء 3 محطات كل منها بقدرة 4300 ميجاوات، ويتم حالياً مراجعة العقود وستدفع في كل محطة منها 2٫4 مليار يورو فقط، وقد بدأت فرق العمل الخاصة بالمستثمرين في الانتقال إلي المواقع المقترحة لإقامة المحطات بالفعل لعمل الدراسات الخاصة بالمواقع.
ومشروعات الطاقة الجديدة، وكذلك العدادات الذكية ومشروع محطة الضخ والتخزين التي ستوفر لنا كهرباء في وقت الذروة، كلها مشروعات تسير بخطي حثيثة وتكلفتها 2 مليار دولار.
لست فرعوناً!
أكدت أنه تم اختيارك لمنصب وزير الكهرباء وفقاً لأسس الكفاءة والثقة في قدراتك العلمية والعملية ولسابق خبرتك في مجالك، فهل قمت باختيار قياداتك ومعاونيك في الوزارة وفقاً لنفس الأسس؟
- أنا لم أقم باختيار أي قيادات أو معاونين، لأنني لن أكون مثل فرعون، أمحو أثر من كان قبلي وأشرد المعاونين له، وفي الغالب عندما يكون هناك معاون جيد فأنا أميل للاستناد عليه، ولا يمكنني أن أختزل عمل 187 ألف شخص في قطاع الكهرباء، في شخصي أنا فقط، لأن العمل يتم بتعاونهم جميعاً وأي انجاز يتحقق، فهو بهم جميعاً ليخرج العمل بصورة جيدة.
صديق محلب
يقال أنك اختيار رئيس الوزراء إبراهيم محلب لأنكم أصدقاء وأنه يساندك دائماً، ولهذا استمررت في الوزارة رغم المطالبات بإقالتك بعد تكرار عملية تخفيف الأحمال؟
بالفعل هذا القول له أساس من الصحة، ومن الطبيعي أن من يتولي اختيار معاونيه، يحرص علي اختيار الكفاءات التي ستحقق له الأهداف التي يرجوها، وقد تم اختياري من خلال سيرتي الذاتية وخبراتي السابقة، وثقة المهندس إبراهيم محلب في شخصي هي ثقة مبنية علي أسس، ولو كانت لمجرد الصداقة فقط دون الخبرة والكفاءة فبالتأكيد أنه يعرض نفسه للفشل، بالإضافة إلي أن هناك أسماء غيري كانت مرشحة للوزارة، وتم الاختيار بعد المفاضلة بين المرشحين، ولو كنت أفتقد للكفاءة والقدرة علي تحقيق أهداف الرئيس والحكومة، كنت سأعتذر عن قبول المنصب.
بماذا تفسر تغيير رئيس شركة جنوب القاهرة للتوزيع بعد تسلمه منصبه بشهرين، ونقله إلي شركة أخري ونقل رئيس مصر الوسطي إلي جنوب القاهرة؟
دائماً تحدث عملية تدوير في الإدارة، وقد يكون أحد القيادات له تجربة في مكان أفضل، وتغييره أو تبديل موقعه قد تثريه علي المستوي الشخصي ويفيد المكان وتغيير القيادات شيء لا يهم ولا يعني المواطن العادي، وأنا يعنيني سير العمل بطريقة مرضية.
ربما تكون محقاً لو أن رئيس الشركة قد أخذ فرصة وتم تجريبه خلال فترة كافية لكن أن يتم استبداله ونقله رئيساً لشركة أخري بعد شهرين فقط من بدء عمله ألا تري أن هناك ما يدعو للتساؤل؟
نحن في النهاية نبذل أقصي ما نستطيع لتقديم أفضل خدمة متاحة للمشتركين.
ان هناك لقاء مع الرئيس بحضور وزير البترول بخصوص توفير المواد البترولية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء فهل توصلتم لاتفاق يضمن استمرار ضخ الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء؟
البترول يقوم بالتنسيق مع قطاع الكهرباء ليكون هنا صيف بلا انقطاعات، وهناك تعاقدات بالفعل علي استيراد شحنات من الغاز الطبيعي والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء، وقد أرسلنا كل احتياجات قطاع الكهرباء من الغاز والمازوت، وقد أكد قطاع البترول أنه قد استعد باستيراد شحنات اضافية من الغاز ونحن نسابق الزمن.
2019 بدون دعم للكهرباء
ما هو موقف دعم الكهرباء الخاص بالمواطن المصري ومتي سيتوقف دعم الكهرباء؟
كان لابد من وضع تسعيرة اقتصادية لبيع الكيلوات ساعة من التيار الكهربائي، خاصة بعد تراكم ديون قطاع الكهرباء وإذا أرادت الدولة دعم المواطن، فعليها أن تدعمه في النهاية لأننا عانينا لفترة طويلة من أن الدولة تبيع الكهرباء بأقل من نصف سعر تكلفة الكيلوات ساعة، ونتيجة لذلك لم يعد العائد من بيع الطاقة كافياً لسداد التزامات القطاع للغير، فتراكمت ديوننا لقطاع البترول، ولبنك الاستثمار القومي، وهذا أثر سلبياً علي أداء القطاع وشركائه، وكان لابد من تسعير جديد لشرائح الكهرباء، حتي نستطيع تحقيق أقل شريحة تباع حالياً 7 قروش رغم أن تكلفة الانتاج 52 قرشاً للكيلوات وحالياً من يستهلك أكثر يدفع ثمن الكيلوات 70 قرشاً، ونحن ندعم الأقل استهلاكاً للطاقة مما يدفعه الأكثر استهلاكاً.. الدعم مستمر طوال عام 2015/2016/ 2017/ 2018 ولكن سيتوقف الدعم عام 2019 ولن تتحمل موازنة الدولة عبء تقديم دعم للكهرباء، ولكن سيكون هناك 9 مليارات جنيه دعماً متبادلاً بين كثيفي مستهلكي الطاقة ومحدودي استهلاك الطاقة.
فصل شركة نقل الكهرباء
قرار فصل شركة نقل الكهرباء عن الشركة القابضة كان مفاجئاً وصادماً للجميع، فما هو السر وراء اتخاذه؟
هذه الخطوة جاءت تحديداً لتشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار في مجال انتاج الطاقة الكهربائية، لأنه لا يمكن ان يستثمر في مجال نقل الكهرباء وانشاء شبكات خاصة به، بل سينتج الكهرباء لبيعها للدولة، أو يبيعها للغير، ولكنه مضطر لاستخدام شبكة نقل الكهرباء التابعة للدولة في نقل الكهرباء، لو أن هذه الشبكة مملوكة لقطاع الكهرباء المملوك للدولة، في هذه الحال سيكون قطاع الكهرباء منافساً للشركات الخاصة، بينما هو مجبر علي استخدام شبكة نقل الكهرباء الخاصة بمنافسه، وهنا يمكن أن يتعرض للمضايقات بأي شكل من قبل المنافس.
ولهذا فإن فصل شركة النقل عن الشركة القابضة وجعلها كياناً مستقلاً مملوكاً للدولة، يضمن للمستثمر الخاص عنصر الشفافية ويضمن حصوله علي حقوق متوازية ومتساوية مع القطاع الحكومي حتي يقدم الخدمة بأفضل صورة ممكنة، وتعتبر هذه الخطوة متماشية مع كل دول العالم التي تشجع دخول الاستثمار الخاص لقطاع الكهرباء.
منصب متعب.. جداً
منصب الوزير كيف تراه اليوم بعد كل ما تعرضت له من نقد؟
منصب متعب جداً جداً.. شغل كثير وضغط وإرهاق شديد، وطبعاً مقالات النقد تتعرض لوزير الكهرباء بنقد لاذع.. لكن.. أنا «ما بزعلش»، يكفي أنني أبدأ يومي بالفعل الساعة 7٫5 علي مكتبي في الوزارة، ولا أعمل أقل من 15 ساعة يومياً.
الحوار مع وزير الكهرباء والطاقة د.محمد شاكر مع بداية موسم الصيف لابد أن يكون حواراً ساخناً جداً، خاصة بعد أن شهدت فترة توليه التي لم تتجاوز عامين، مزيجاً فريداً من الكوارث التي لحقت بقطاع الكهرباء من تخفيف أحمال وانقطاعات مستمرة للتيار وكذلك تفجير أبراج الضغط العالي، وانفجار وحدات التوليد بالمحطات.. وتعرض الوزير لهجوم غير مسبوق من الجماهير ووسائل الإعلام علي حد سواء!
كل هذا وأكثر دفعنا لفتح حوار مع د.محمد شاكر .
نكشف فيه المستور عن أحوال الكهرباء في هذا الصيف وحقيقة الخلافات بين قيادات الوزارة ، ومن يختار رؤساء شركات الكهرباء وعن حقيقة صداقته برئيس الوزراء إبراهيم محلب، وشكاوي المواطنين من الفواتير، وكل ما يخص مستقبل قطاع الكهرباء في مصر؟!
لماذا تراجعت وعود وزير الكهرباء بأن الصيف القادم لن يشهد انقطاعات في التيار، إلي أن وصلنا إلي أن الصيف القادم سيكون أقل من سابقه في معدل الانقطاعات؟
منذ توليت وأنا حريص علي دقة المعلومات التي أدلي بها، ولم يحدث أبداً أن ذكرت أن الصيف الحالي لن يشهد أي انقطاعات، ولكن ذكرت أنه سيكون أفضل من سابقه، نحن في خلال عام واحد سنضيف 6000 ميجاوات في خلال عام 2015، وليس في صيف 2015! وهو مقدار مرتفع جداً، وهو يعني أن هناك تحسناً ملحوظاً سيحدث، ولكن نحن لا نملك الفائض المريح للطاقة المنتجة، وهي نسبة معروفة عالمياً ب25٪ من كمية الطاقة المطلوبة وقت الذروة، وهي نسبة تتيج لنا التحرك بحرية وانقاذ الموقف في حال وقوع عطل في أي وحدة أو معدة من معدات التوليد، نحن لا نملك هذه الرفاهية حتي اليوم.
في الماضي كانت مصر تصدر خبراء الكهرباء لبناء وإصلاح شبكات الكهرباء في الدول العربية، والآن أصبحنا نستورد خبراء الدول العربية لاصلاح شبكتنا ومحطاتنا! فهل نتراجع إلي الخلف؟
شهد قطاع الكهرباء المصري عهوداً ضمت عمالقة في علوم الكهرباء ولدينا خبراء عظماء، ولكن للأسف أغلبهم سافر إلي الخارج بحثاً عن رواتب أفضل، وفي الوضع الحالي أنا أبحث عمن يحقق لي هدفي من اصلاح الشبكة والمحطات، ولا يعنيني إن كان من الخارج أو من الداخل، فكل ما يهمني تحقيق الهدف، ونحن نقوم بتعظيم الامكانات المتاحة وتوظيفها وقد كان حل الاستعانة بإحدي الشركات الإماراتية ATD، ولكن العاملين فيها من كل الجنسيات، وقد تحقق ما يهمنا والشركة تقوم حالياً برفع كفاءة المحطات التي كلفت برفع كفاءتها، وبالتأكيد فإن الكفاءات المصرية المهاجرة سوف تعود لمصر ثانية عندما يتوافر لها المناخ المناسب للعمل برواتب مجزية.
هل يمكن أن تحدد لنا حقيقة وأسباب مشكلة الكهرباء في مصر؟
المشكلة أن لدي محطات لها طاقة اسمية 31 ألف ميجاوات، ولكن في الحقيقة أقصي قدرة استطعنا الوصول إليها من انتاج المحطات كانت الصيف الماضي 25 ألفاً و500 ميجاوات، ولفترة وجيزة جداً، بينما بلغ الحمل الأقصي 27 ألف ميجاوات، وهذا يعني ان المحطات لا تنتج كم الطاقة المفترض أن تنتجها كاملة، نتيجة انخفاض كفاءة المحطات بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ونتيجة نقص كميات الغاز المغذية للمحطة وبالتالي تقل كفاءة الوحدة وقدرتها علي الانتاج، وقد تتوقف عن العمل أو تستهلك كمية غاز أكثر لتوليد الكيلوات/ ساعة، وهنا نضطر لاستبدال الغاز بالمازوت، الذي يضر بالمعدات ويتسبب في تلفها، وهناك أيضاً تقادم بعض الوحدات وخروجها من الخدمة، أو نهاية عمرها الافتراضي، وكل هذه الأسباب تؤدي لانخفاض القدرات المولدة، وفي وقت الذروة تحدث زيادة في الطلب، علي الطاقة بمعدل أعلي من القدرات المتاحة المولدة من المحطات، فيحدث خلل ونقص بين المطلوب والانتاج الفعلي، فنضطر لتخفيف الأحمال، وهذه هي مشكلة مصر في الكهرباء، باختصار نحتاج إلي أن يكون لدينا كميات أكثر من القدرات المولدة، تشكل لنا احتياطياً آمناً في حالة زيادة الطلب علي الطاقة في ساعات الذروة.
شكاوي المواطنين
مازالت شكاوي المواطنين مستمرة من أخطاء فواتير الكهرباء وتجاوزاتها الظالمة والتي أصبح يتبعها تهديد من قبل المحصلين للمشتركين إما الدفع الفوري للفاتورة أو مصادرة العداد وقطع التيار؟
- لو أن هناك أي مشترك تقدم بشكوي من خطأ في الفاتورة، يتم التحقيق فيها وإذا ثبت أن له حقا ماديا، يتم استرداده أو تحويله لحسابه لدي شركة الكهرباء، وهذه المشاكل سيتم حلها بالعداد الذكي، ولدينا خطة لإدخال 10 ملايين عداد ذكي خلال 5 سنوات فقط، لأننا لا نملك رفاهية تعميمه علي جميع المشتركين حالياً، ومن مميزاته ان المشترك يتمكن من خلال العداد من تحديد كمية الكهرباء التي يستخدمها يومياً، وإذا زادت يقوم العداد بفصل التيار وبالتالي يستطيع ضبط وتحديد استهلاك كل مشترك وفقاً لرغبته، كما أنه سينبه المشترك إلي أن سعر الكيلوات من الكهرباء يتضاعف خلال وقت الذروة، وهنا سيتنبه المشترك لضرورة تخفيف الاستهلاك.
كل من يتعاقد علي ادخال الكهرباء لمنزله حالياً، يفاجأ بأنه مطالب بدفع قيمة عداد مسبوق الدفع مقدماً، ولكن عند التركيب يجد أن الشركة تقوم بتركيب عداد عادي فماذا يفعل المواطن؟
لو حدث مثل هذا التصرف من الشركات فهو خطأ وغير سليم بالمرة، وأرجو أن يتم إخطار الوزارة بهذه الحالات.
وزير مشغول.. جداً
وسط انشغالات الوزير بالمحطات وأزمة الكهرباء والاستثمارات اللازمة للقطاع، هل لديك وقت لحل مشكلات المواطنين مع شركات التوزيع من أخطاء القراءات والفواتير، وتعرضهم للابتزاز وغيرها من المشكلات التي يعانيها المواطن المصري من شركات الكهرباء؟
لا تستطيعين أن تختزلي عمل الوزارة بأكملها في شخص واحد، وأنا مجرد ترس ضمن التروس التي تعمل، وأنا علي قناعة أنه لابد من الاعتماد علي الآخرين، فليس من المنطقي أن كل واحد عنده قراءة عداد غير سليمة يلجأ للوزير، ولكن عندما أطلع علي أي مشكلة أقوم بمتابعتها.. والحل لهذه المشكلة فعلاً هو إعداد وتدريب الكوادر البشرية في القطاع.
ما هو الانجاز الذي تعد له حتي تنتهي مشكلات المواطن مع قطاع الكهرباء من ابتزاز أو مغالطات أو تجاوزات في حقه؟
لا أنكر أن هناك تجاوزات ولكن نسعي لحلها تدريجياً، مثلاً مشكلة القراءات الخاطئة وتحميل الفواتير علي فواتير أخري، كان حلها العدادات المدفوعة بالكارت، ثم العدادات الذكية، وهناك خطة لتقديم حلول تدريجية لمشكلات المواطنين التي تراكمت مع الزمن، ولكن بشكل تدريجي، لأننا قضينا فترة طويلة في اطفاء الحرائق والأعطال، ولكن لا يمكن حل كل المشكلات في يوم وليلة ولا يمكن ان يقوم الوزير بكل الأدوار والعمل وحده.
فوبيا انقطاع التيار
ماذا يحدث لك عندما تسمع أن الكهرباء انقطعت في أي مكان؟
- في الحقيقة أشعر بالزعل جداً جداً وأصاب بالإحباط، وخلال الفترة الأولي لتولي الوزارة، هاجمتني الصحف، واحترقت وحدات في بعض المحطات، ولكنني لا أستسلم للإحباط واليأس بل أقوم بالعمل علي حل أصل المشكلة، وهذا هو صميم عملي كاستشاري.
تأمين أبراج الكهرباء
تكرار استهداف أبراج نقل الكهرباء من قبل العمليات الإرهابية، أليس هناك وسيلة لمراقبة هذه الأبراج؟
هناك 167 ألف برج نقل كهرباء موزعة في أنحاء الجمهورية، وطبعاً تم استئجار عدد من الحراس لبعض الأماكن، لكن ليس في الإمكان مراقبتها بكاميرات، وحتي فكرة استبدالها بكابلات أرضية فإن الكيلومتر الواحد سيكلفني 20 مليون جنيه تقريباً، وهناك كابلات تبلغ تكلفتها 200 مليون جنيه! وهي تكلفة مرتفعة جداً لا نملك تطبيقها حالياً.
أولوية الحصول علي الكهرباء
من سيحظي بأولوية الحصول علي الطاقة خلال الفترة المقبلة القطاع الصناعي أم المنزلي؟
ليس هناك أولوية لقطاع بعينه، ستكون هناك طاقة لتلبية احتياجات كل من يطلبها، فنحن دورنا أن نوفر الكهرباء خلال فترة محدودة من الزمن، لأن مقدار الاستثمارات القادمة لمصر في المستقبل يتطلب أن تكون هناك طاقة منتجة تكفي لتلبية احتياجاته، وإلا فلن تتواجد أي استثمارات.
رؤساء الشركات.. مش اختصاصي
هل تختار رؤساء شركات الكهرباء؟ أم أنك تفضل ترك المهمة لرئيس الشركة القابضة؟
أن لا أتدخل في اختيار رؤساء الشركات، أو تغيرهم لأن كل واحد هنا يؤدي عمله وفقاً لاختصاصه، لأن الإنسان لا يستطيع القيام بجميع الأدوار، ولكن هناك تشاور بيننا، وكنت أتمني أن تقتصر الأسئلة علي مجالي العلمي فقط، ولي طريقة في الإدارة كنت أتبعها وهي تدفع الجميع للعمل، وهي طريقة مجربة ومثمرة معي منذ زمن طويل.
الدنيا ماشية.. رغم الصراعات
كيف سيحقق وزير الكهرباء كل المطلوب من انجازات في قطاع الكهرباء بينما يعيش القطاع فوق صفيح ساخن، وهناك صراعات بين وكلاء الوزارة، وبين رئيس الشركة القابضة ونائب الوزير! فأي انجازات يمكن ان تتحقق وفريق العمل يتطاحن فيما بينهم؟!
رغم الخلافات فالدنيا ماشية! والعمل يسير بصورة جيدة وهذا ما يعنيني كوزير، وأنا بطبعي لا أدخل في اشكالات مع أحد، وأي نتائج تتحقق حالياً هي نتيجة لجهد كل فريق العمل كل في موقعه، والدنيا تسير بخطي جيدة بتوفيق من الله ولو كنت قد رأيت أنه لا فائدة ترجي من العمل لإصلاح أحوال القطاع والأمور متأزمة، كنت قلت »سلام عليكم« وجمعت أوراقي ورحلت، لكن حتي الآن الأمور «ماشية» وحجم ما تحقق من انجازات «معقول جداً» ولا أحد يصل إلي مرحلة الكمال!.
هل تري أن هناك انجازات حقيقية يمكن أن تتحقق في قطاع الكهرباء، بينما يتم الاستعانة بإثنين من رؤساء شركات الانتاج سبق استبعادهما من منصببهما سابقاً لسوء الأداء! وتعيينهما مرة أخري رؤساء شركات؟
من يتحدث وهو بعيد عن الكرسي يختلف تماماً عن الجالس فوق الكرسي وأنا أعترف أن القطاع في حاجة حقيقية لتطوير العنصر البشري، ولكن لدي عدد محدود من الكفاءات، وليس لدي رفاهية العدد الذي يمكن أن اختار منه قيادات ذات كفاءة عالية وبأريحية، ولذلك فنحن نقوم فقط بتوظيف القيادات المتاحة أفضل توظيف ممكن، ولكن هذا لا يعني أن نهمل هذا الأمر، ولابد لنا من خطة حقيقية لبناء البشر ولكن نحتاج إلي وقت، خاصة أن بعض مشاكلنا الحقيقية في القطاع تحدث في التشغيل بسبب عدم تعليم العاملين لكيفية أداء العمل القائم به، ولذلك سنبدأ برامج للتدريب وإرسال العديد من البعثات للخارج للتدريب وكذلك لتعلم أصول الإدارة، ونحن حالياً بصدد إنشاء مركز يتميز للصيانة والتشغيل لمحطات الطاقة الجديدة والمتجددة. وسيتم إنشاؤه في الغردقة ليكون ثالث مركز علي مستوي العالم، وسيتم إرسال فريق من 9 أشخاص للخارج للتدريب علي تشغيل وصيانة معدات محطات الطاقة الجديدة والمتجددة، وستكون هناك مجالات عديدة للتدريب..كذلك محطاتنا الجديدة التي ستعمل بالفحم تحتاج إلي إرسال 200 شخص لكل محطة للتدريب في محطات مثيلة في الخارج لمدة عامين، وكل ذلك موضوع في خطة مدروسة، لنترك القطاع في حالة قوة وليس حالة ضعف.
وفي إطار وجود مشاكل في تمويل مشروعات الكهرباء ووجود مديونية كبيرة علي قطاع الكهرباء كيف يتم حالياً تمويل المشروعات الجديدة؟
في الماضي كنا نقسم أي مشروع لأي محطة لمجموعة من الحزم، وكل شركة تفوز بمناقصة للقيام بحزمة من الحزم، ولكن اليوم بدأنا في نظام جديد للعمل حيث تقوم الشركات حالياً بتصميم المحطة وتتولي جلب المعدات اللازمة للتصنيع والتشغيل، وأيضاً تتولي جلب التمويل، مع وجود فترة سماح للسداد من ثلاث إلي أربع سنوات.
في المؤتمر الاقتصادي تم توقيع 21 مذكرة تفاهم، في رأيك كم منهم ستنفذ بجدية؟
هناك 3 محطات تم البدء في خطوات تصميمها، وكل محطة منهاتتكلف حوالي 4 مليارات دولار، وهناك 4 مستثمرين كباراً جاهزين وهناك اتفاقية من شركة سيمنس ثم توقيع عقود لإنشاء 3 محطات كل منها بقدرة 4300 ميجاوات، ويتم حالياً مراجعة العقود وستدفع في كل محطة منها 2٫4 مليار يورو فقط، وقد بدأت فرق العمل الخاصة بالمستثمرين في الانتقال إلي المواقع المقترحة لإقامة المحطات بالفعل لعمل الدراسات الخاصة بالمواقع.
ومشروعات الطاقة الجديدة، وكذلك العدادات الذكية ومشروع محطة الضخ والتخزين التي ستوفر لنا كهرباء في وقت الذروة، كلها مشروعات تسير بخطي حثيثة وتكلفتها 2 مليار دولار.
لست فرعوناً!
أكدت أنه تم اختيارك لمنصب وزير الكهرباء وفقاً لأسس الكفاءة والثقة في قدراتك العلمية والعملية ولسابق خبرتك في مجالك، فهل قمت باختيار قياداتك ومعاونيك في الوزارة وفقاً لنفس الأسس؟
- أنا لم أقم باختيار أي قيادات أو معاونين، لأنني لن أكون مثل فرعون، أمحو أثر من كان قبلي وأشرد المعاونين له، وفي الغالب عندما يكون هناك معاون جيد فأنا أميل للاستناد عليه، ولا يمكنني أن أختزل عمل 187 ألف شخص في قطاع الكهرباء، في شخصي أنا فقط، لأن العمل يتم بتعاونهم جميعاً وأي انجاز يتحقق، فهو بهم جميعاً ليخرج العمل بصورة جيدة.
صديق محلب
يقال أنك اختيار رئيس الوزراء إبراهيم محلب لأنكم أصدقاء وأنه يساندك دائماً، ولهذا استمررت في الوزارة رغم المطالبات بإقالتك بعد تكرار عملية تخفيف الأحمال؟
بالفعل هذا القول له أساس من الصحة، ومن الطبيعي أن من يتولي اختيار معاونيه، يحرص علي اختيار الكفاءات التي ستحقق له الأهداف التي يرجوها، وقد تم اختياري من خلال سيرتي الذاتية وخبراتي السابقة، وثقة المهندس إبراهيم محلب في شخصي هي ثقة مبنية علي أسس، ولو كانت لمجرد الصداقة فقط دون الخبرة والكفاءة فبالتأكيد أنه يعرض نفسه للفشل، بالإضافة إلي أن هناك أسماء غيري كانت مرشحة للوزارة، وتم الاختيار بعد المفاضلة بين المرشحين، ولو كنت أفتقد للكفاءة والقدرة علي تحقيق أهداف الرئيس والحكومة، كنت سأعتذر عن قبول المنصب.
بماذا تفسر تغيير رئيس شركة جنوب القاهرة للتوزيع بعد تسلمه منصبه بشهرين، ونقله إلي شركة أخري ونقل رئيس مصر الوسطي إلي جنوب القاهرة؟
دائماً تحدث عملية تدوير في الإدارة، وقد يكون أحد القيادات له تجربة في مكان أفضل، وتغييره أو تبديل موقعه قد تثريه علي المستوي الشخصي ويفيد المكان وتغيير القيادات شيء لا يهم ولا يعني المواطن العادي، وأنا يعنيني سير العمل بطريقة مرضية.
ربما تكون محقاً لو أن رئيس الشركة قد أخذ فرصة وتم تجريبه خلال فترة كافية لكن أن يتم استبداله ونقله رئيساً لشركة أخري بعد شهرين فقط من بدء عمله ألا تري أن هناك ما يدعو للتساؤل؟
نحن في النهاية نبذل أقصي ما نستطيع لتقديم أفضل خدمة متاحة للمشتركين.
ان هناك لقاء مع الرئيس بحضور وزير البترول بخصوص توفير المواد البترولية اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء فهل توصلتم لاتفاق يضمن استمرار ضخ الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء؟
البترول يقوم بالتنسيق مع قطاع الكهرباء ليكون هنا صيف بلا انقطاعات، وهناك تعاقدات بالفعل علي استيراد شحنات من الغاز الطبيعي والمازوت لتشغيل محطات الكهرباء، وقد أرسلنا كل احتياجات قطاع الكهرباء من الغاز والمازوت، وقد أكد قطاع البترول أنه قد استعد باستيراد شحنات اضافية من الغاز ونحن نسابق الزمن.
2019 بدون دعم للكهرباء
ما هو موقف دعم الكهرباء الخاص بالمواطن المصري ومتي سيتوقف دعم الكهرباء؟
كان لابد من وضع تسعيرة اقتصادية لبيع الكيلوات ساعة من التيار الكهربائي، خاصة بعد تراكم ديون قطاع الكهرباء وإذا أرادت الدولة دعم المواطن، فعليها أن تدعمه في النهاية لأننا عانينا لفترة طويلة من أن الدولة تبيع الكهرباء بأقل من نصف سعر تكلفة الكيلوات ساعة، ونتيجة لذلك لم يعد العائد من بيع الطاقة كافياً لسداد التزامات القطاع للغير، فتراكمت ديوننا لقطاع البترول، ولبنك الاستثمار القومي، وهذا أثر سلبياً علي أداء القطاع وشركائه، وكان لابد من تسعير جديد لشرائح الكهرباء، حتي نستطيع تحقيق أقل شريحة تباع حالياً 7 قروش رغم أن تكلفة الانتاج 52 قرشاً للكيلوات وحالياً من يستهلك أكثر يدفع ثمن الكيلوات 70 قرشاً، ونحن ندعم الأقل استهلاكاً للطاقة مما يدفعه الأكثر استهلاكاً.. الدعم مستمر طوال عام 2015/2016/ 2017/ 2018 ولكن سيتوقف الدعم عام 2019 ولن تتحمل موازنة الدولة عبء تقديم دعم للكهرباء، ولكن سيكون هناك 9 مليارات جنيه دعماً متبادلاً بين كثيفي مستهلكي الطاقة ومحدودي استهلاك الطاقة.
فصل شركة نقل الكهرباء
قرار فصل شركة نقل الكهرباء عن الشركة القابضة كان مفاجئاً وصادماً للجميع، فما هو السر وراء اتخاذه؟
هذه الخطوة جاءت تحديداً لتشجيع القطاع الخاص علي الاستثمار في مجال انتاج الطاقة الكهربائية، لأنه لا يمكن ان يستثمر في مجال نقل الكهرباء وانشاء شبكات خاصة به، بل سينتج الكهرباء لبيعها للدولة، أو يبيعها للغير، ولكنه مضطر لاستخدام شبكة نقل الكهرباء التابعة للدولة في نقل الكهرباء، لو أن هذه الشبكة مملوكة لقطاع الكهرباء المملوك للدولة، في هذه الحال سيكون قطاع الكهرباء منافساً للشركات الخاصة، بينما هو مجبر علي استخدام شبكة نقل الكهرباء الخاصة بمنافسه، وهنا يمكن أن يتعرض للمضايقات بأي شكل من قبل المنافس.
ولهذا فإن فصل شركة النقل عن الشركة القابضة وجعلها كياناً مستقلاً مملوكاً للدولة، يضمن للمستثمر الخاص عنصر الشفافية ويضمن حصوله علي حقوق متوازية ومتساوية مع القطاع الحكومي حتي يقدم الخدمة بأفضل صورة ممكنة، وتعتبر هذه الخطوة متماشية مع كل دول العالم التي تشجع دخول الاستثمار الخاص لقطاع الكهرباء.
منصب متعب.. جداً
منصب الوزير كيف تراه اليوم بعد كل ما تعرضت له من نقد؟
منصب متعب جداً جداً.. شغل كثير وضغط وإرهاق شديد، وطبعاً مقالات النقد تتعرض لوزير الكهرباء بنقد لاذع.. لكن.. أنا «ما بزعلش»، يكفي أنني أبدأ يومي بالفعل الساعة 7٫5 علي مكتبي في الوزارة، ولا أعمل أقل من 15 ساعة يومياً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.