هل تشهد المنطقة العربية ظهور عناصر فاعلة جديدة ترسم ملامح أمنية، سياسية، واقتصادية جديدة؟ وهل يمتد ذلك ليؤثر في العلاقات بين الدول؟ بل هل سيصل للعلاقات بين الشعوب؟ وهل تلك التأثيرات "إيجابية"؟ "عاصفة الحزم" على سبيل المثال، والتي بدأت قبيل أيام، أثبتت - رغم عدم اكتمال المشهد حولها - ظهور عناصر فاعلة في التفاعلات الإقليمية والدولية حديثًا.. عن مصر.. أثبتت البحرية المصرية - قبل القوات الجوية - قدرتها على لعب دور "العنصر الفاعل" في المنطقة؛ خاصة بعد صمت دولي وإقليمي عن صد البحرية المصرية لأسطول إيران البحري في "باب المندب".. وهو ما يؤكد ب"قوة" أن الإدارة والإرادة السياسية الحالية في العصف وبقوة تجاه التهديدات الأمنية الإقليمية لنطاقاتها (وهذا ما ننتظره منها). ومن جانب آخر، تركيا.. تدعم بشكل غير مباشر، قطر.. من الدول المشاركة.. ومصر مساهمتها بقوة.. أي موقف يضع الإدارة السياسية المصرية بهذا الصدد يجب أن يُتصور منه أن موقف القرار "شديد الصعوبة".. خاصة وأن الملك سلمان - قبل السعودية - في مواجهة القرار. أما السعودية.. فأولوية العمليات العسكرية السعودية قضية "الأمن"؛ بسبب المخاوف الإيرانية، خاصة بعد وصول صفقات السلاح الإيرانية مؤخرًا إلى حد "المبالغة". كما أن زيارة الملك سلمان لبريطانيا (ممثلاً في سفيره الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز) قبيل أيام، وثبوت علم أوباما ب"عاصفة الحزم" قبل البدء فيها، وإعلان دعمها "استخباراتيًا"، يفضي إلى الدعم الدولي.. أو على الأقل "عدم الممانعة". وعن اليمن.. بغض الطرف عن أي تفاصيل للضربة العسكرية، تبقى الحالة النهائية للحوثيين رهينة "حرب شوارع"، ولا سبيل لأي قوات عربية أو غير عربية.. جوية، بحرية، أو برية خوض تلك المعركة.. ولعل سوريا الدليل الأمثل.. ويظل علي عبدالله صالح - حتى اللحظة - هو "حجر الزاوية" لفتح آفاق جديدة مع الجيش اليمني، وإن كان "لواء" يلي الآخر يعلن تخليه عن التبعية. اختم بإيران.. موقفها لا يحسد عليه، إما أن تخسر ما تعتقد فيه أمام مجموعة من الحلفاء "الضالين" بالمنطقة.. وإما أن يؤجج ذلك فيما بعد فرصة كبيرة لحالة من الفوضى الأمنية تبثها لاحقًا في المنطقة (وربما بدأت في وضع تصورات لها منذ أمس). [email protected]