«حلوان» و«حلوان الأهلية» تستعرضان برامجهما المتميزة في «نيجيريا»    مجلس حكماء المسلمين يهنِّئ الأمة العربية والإسلامية بعيد الأضحى    انتصارا لغزة.. الوفد النقابي المصري ينسحب من مؤتمر العمل الدولى أثناء كلمة مندوب إسرائيل    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي وقيادات الدولة والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بيوم عرفة وبعيد الأضحى المبارك    في شكوى مها الصغير.. الأعلى للإعلام يستدعي ممثلين المواقع والوسائل الإعلامية المشكو في حقها    البنك المركزي الأوروبي يقرر خفض أسعار الفائدة 0.25%    برلماني: المنصة الإلكترونية الموحدة ستسرع إصدار تراخيص الاستثمار وتقضي على البيروقراطية    س وج.. كل ما تريد معرفته عن خدمات الجيل الخامس "5G"    نائب وزير المالية ورئيس مصلحة الجمارك فى جولة ميدانية بمطار القاهرة: حريصون على تسهيل الإجراءات الجمركية للعائدين من الخارج    تفاصيل قرار ترامب بحظر سفر كامل على 12 دولة وقيود جزئية على 7 أخرى: استثناءات خاصة وفتح باب المراجعة    انسحاب «عمال مصر» من مؤتمر جنيف خلال إلقاء مندوب إسرائيل كلمته    أكسيوس: ترامب معجب بالهجوم الأوكراني لكنه يخشى خطر التصعيد الروسي    واشنطن تعيد تموضع قواتها عالمياً.. أولويات جديدة في حماية الحدود والردع الآسيوي    رئيس إيران يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى ويؤكدان أهمية تجنب التصعيد بالمنطقة    كاريراس يضغط من أجل الانتقال إلى ريال مدريد هذا الصيف    مصدر ليلا كورة: بيراميدز يسجل عقود لاعبيه ال3 بعد تمديدها    «بعتنا ناخده».. رسالة نارية من أحمد بلال ل هاني شكري بعد «سب» جمهور الأهلي    لاعب الدوري التشيكي ينفي تواجده مع الأهلي في كأس العالم للأندية    شوبير يكشف موقف أحمد عبد القادر من الاستمرار في الأهلي بالموسم المقبل    الصحة السعودية تعلن رصد حالات إجهاد حراري بين الحجاج    المسرح النسوي بين النظرية والتطبيق في العدد الجديد لجريدة مسرحنا    تهنئة أول أيام عيد الأضحى برسائل دينية مؤثرة    بعد إعلان التوبة، هل يعتزل أحمد سعد الغناء نهائيًا؟    بعروض فنية وسينمائية وأنشطة للأطفال.. قصور الثقافة تحتفل بعيد الأضحى بمحافظات وسط الصعيد    وزير الخارجية الألمانى: نرفض سياسة الاستيطان التى يجرى تنفيذها فى الضفة الغربية    يوم عرفة.. أفضل أوقات الدعاء وأعظم ما يُقال من الذكر    يوم الرحمة.. كيف تستغل يوم عرفة أفضل استغلال؟    تنبيه بخصوص تنظيم صفوف الصلاة في مصلى العيد    رئيس هيئة التأمين الصحي يتفقد مستشفى 6 أكتوبر بالتزامن مع عيد الأضحى    تقديم الخدمة الطبية ل1864 مواطنًا ضمن قافلة علاجية بعزبة عبد الرحيم بكفر البطيخ    زلزال بقوة 4.6 درجة على مقياس ريختر يضرب بحر إيجة    طارق يحيى: حظوظ الزمالك متساوية مع بيراميدز للفوز بكأس مصر    أحمد سعد يحيي أولى حفلاته في بورتو مارينا ضمن احتفالات عيد الأضحى 2025    محمد منير يستعد لطرح أول أغانيه مع روتانا    3 أبراج تهرب من الحب.. هل أنت منهم؟    توريد 173ألف و821 طن قمح إلى الشون والصوامع بسوهاج    استعدادا ل عيد الأضحى.. رفع درجة الاستعداد داخل مستشفيات دمياط    «يمامة» يكشف حقيقة توافق «الوفد» مع قوى سياسية لخوض انتخابات الشيوخ 2025    كيف تؤدى صلاة العيد؟.. عدد ركعاتها وتكبيراتها وخطواتها بالتفصيل    مواعيد غلق المحلات والمقاهى والمطاعم خلال إجازة عيد الأضحى 2025    الرئيس البرازيلي: الاعتراف بدولة فلسطينية واجب أخلاقي    الصحة: فحص 17.8 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف عن الأمراض المزمنة    لهذه الأسباب.. طبيب بيراميدز يحذر من موعد نهائي كأس مصر    استشاري تغذية مُحذرًا من شوي اللحمة: يعرّض للإصابة بالأورام - فيديو    كل ما تريد معرفته عن جبل عرفات ويوم عرفة    مفاجأة.. ماسك طلب تمديد مهمته في البيت الأبيض وترامب رفض    إنزاجي: الهلال فرصة عظيمة.. وأرغب بتحقيق البطولات وتقديم كرة ممتعة    التنظيم والإدارة: إعلان باقي مسابقات معلم مساعد لمعلمي الحصة خلال يونيو الجاري    قبل عيد الأضحى.. حملات تموينية بأسوان تسفر عن ضبط 156 مخالفة    بث مباشر من عرفات.. مئات الآلآف يقفون على المشعر الحرام    تعليم القاهرة تعلن أماكن مقار لجان قبول اعتذارات الثانوية العامة    وزير التعليم العالي: إعداد قيادات شبابية قادرة على مواجهة التحديات    مصرع عامل في حادث انقلاب دراجة نارية بالمنيا    تكثيف الحملات التموينية المفاجئة على الأسواق والمخابز بأسوان    موقع الدوري الأمريكي يحذر إنتر ميامي من خماسي الأهلي قبل مونديال الأندية    أسعار البقوليات اليوم الخميس 5-6 -2025 في أسواق ومحال محافظة الدقهلية    مسجد نمرة يستعد ل"خطبة عرفة"    موعد أذان المغرب اليوم في القاهرة والمحافظات يوم عرفة.. هنفطر الساعة كام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر رزق يكتب من أديس أبابا: صفحة .. وانطوت

بعد «إعلان المبادئ» والقمة السادسة بين السيسي وديسالين
قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية، سألت المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي: هل يمكن أن تزور إثيوبيا، إذا ما أصبحت رئيسا؟
أجاب: لن أتردد في زيارة إثيوبيا، من أجل مصلحة بلادي
يومها أثار تصريح السيسي جدلاً واهتماماً كبيرين، فالعلاقات كانت متوترة، والشكوك كانت عميقة، خاصة في أديس أبابا، ومعهم حق، بعدما عقد الرئيس الأسبق محمد مرسي اجتماعاً مع شذاذ الآفاق في مقر رئاسة الجمهورية لمناقشة أزمة إرساء حجر أساس سد النهضة الإثيوبي، وهال ما جري في هذا الاجتماع المذاع علي الهواء مباشرة المصريين قبل الإثيوبيين، لفرط انعدام المسئولية فيما طرح وقيل من جانب الحضور والرئيس الأسبق علي حد سواء!
بعد 18 يوماً لاغير من توليه منصب الرئيس، التقي السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية، علي هامش أعمال القمة الإفريقية، كان اللقاء نقطة تحول في علاقات البلدين بعد سنوات طوال من الريبة والاتهامات المتبادلة، ليس فقط علي الجانب السياسي بل الشعبي أيضاً!. انتهي اللقاء باتفاق زعيمي البلدين علي فتح صفحة جديدة، تقوم علي احترام حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وحق الشعب المصري في موارده المائية من نهر النيل دون إضرار بها ولا انتقاص.
مضت ثلاثة أشهر علي اللقاء الأول، وتقابل السيسي وديسالين يوم 24 سبتمبر في نيويورك خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. بدا التفاهم بينهما يزيح مشاعر التشكك، وقال السيسي لديسالين: أريد أن أتحدث للشعب الإثيوبي أمام البرلمان في أديس أبابا، وأدعوك للحديث أمام مجلس النواب المصري بعد انتخابه، ورحب رئيس الوزراء الإثيوبي بالفكرة
***
في قمة أديس أبابا الإفريقية منذ ستة أسابيع.. التقي السيسي للمرة الثالثة مع ديسالين، الذي وجه الدعوة للرئيس للقيام بزيارة دولة إلي إثيوبيا، وإلقاء خطاب أمام البرلمان الإثيوبي.
بعدها.. وفي المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ قبل عشرة أيام مضت، ألقي ديسالين خطابه الشهير أمام المؤتمر الذي قال فيه: «كان أمامنا خياران، إما أن نغرق، وإما أن نطفو، ولقد اخترنا أن نسبح معا». وكانت كلمة ديسالين ولقاؤه مع السيسي إشارة واضحة للعالم بأن هناك صفحة قد طويت في علاقات البلدين، وفُتحت صفحة جديدة تقوم علي التعاون المشترك من أجل صالح الشعبين.
اللقاء الخامس بين السيسي وديسالين كان يوم أمس الأول في الخرطوم، خلال قمة ثلاثية جمعتهما بالرئيس السوداني عمر البشير، قبيل توقيع اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة الإثيوبي، وهو الاتفاق الذي وصفه الرئيس البشير بأنه تاريخي.
جاء الاتفاق المكون من عشرة بنود، كنقطة توافق أولي لبناء الثقة بين البلدين، وخطوة كبري علي حد قول وزير الخارجية سامح شكري تتلوها خطوات أخري.
أهم ما في الاتفاق كما قال وزير الخارجية أنه يحقق مكاسب للأطراف الثلاثة، مصر وإثيوبيا والسودان، win - win deal دون أن يتنازل أي طرف عن مصلحة جوهرية، ولم ينتقص من أي مصلحة مصرية.
وينص إعلان المبادئ، علي الالتزام خلال 15 شهراً من اختيار المكتب الاستشاري الذي سيتولي إجراء الدراسات الفنية بشأن سد النهضة، بتوقيع 3 اتفاقيات فنية تفصيلية تحدد أسلوب ملء خزان السد، وقواعد تشغيله، والجوانب البيئية المترتبة علي إنشائه.
ويضيف سامح شكري أن هذا الاتفاق وهو الأول بين دول حوض النيل، ينقل مسألة سد النهضة من الإطار الفني إلي الإطار السياسي، حيث سيعرض علي البرلمانات الثلاثة للتصديق عليه.. ومن هنا تأتي أهمية خطاب الرئيس السيسي اليوم أمام البرلمان الإثيوبي
***
وسط حفاوة بالغة.. استقبلت أديس أبابا مساء أمس الأول، الرئيس السيسي الذي وصل إلي العاصمة الإثيوبية قادماً من الخرطوم في زيارة دولة هي الأولي لرئيس مصري منذ 30 عاماً، حيث كانت الزيارات السابقة للرؤساء المصريين لحضور القمم الأفريقية.
صباح أمس، وفي القصر الوطني الذي كان قصراً إمبراطورياً قبل تحول إثيوبيا للنظام الجمهوري منذ 40 عاما مضت، التقي الرئيس السيسي مع الدكتور مولاتو تيشومي رئيس الجمهورية الإثيوبية، ثم جرت أعمال القمة الثنائية بينه وبين رئيس الوزراء ديسالين في اجتماع مغلق استغرق 70 دقيقة، أعقبته جلسة موسعة ترأسها الزعيمان، وحضرها أعضاء الوفد الإثيوبي، والوفد المصري الذي ضم سامح شكري وزير الخارجية والدكتور حسام مغازي وزير الري وخالد فوزي رئيس المخابرات العامة والسفيرة فايزة أبوالنجا مستشار الرئيس للأمن القومي واللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية والسفير محمد إدريس سفير مصر بأديس أبابا والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.
عبارة واحدة بنفس الكلمات، قالها السيسي وديسالين في كلمتيهما خلال المؤتمر الصحفي الذي تلا المباحثات هي: «لا عودة أبداً إلي الوراء».
القمة المصرية - الإثيوبية لم تتناول فقط ملف «سد النهضة» والخطوات التالية لما بعد إعلان المبادئ، بل تركزت أيضا علي الملف الأوسع للتعاون الثنائي، واتفق الزعيمان علي تشكيل لجنة عليا مصرية - إثيوبية برئاستهما، للبناء علي قوة الدفع التي اكتسبتها علاقات البلدين، تنعقد سنويا بالتبادل بين القاهرة وأديس أبابا، مع تشكيل لجنة أخري وزارية تضم الجانب السوداني لترجمة إعلان المبادئ إلي حقائق.
وعلي عادته في السباق مع الزمن، طلب الرئيس السيسي أن تنعقد اللجنة الوزارية فوراً للوصول إلي اتفاق متكامل بشأن موضوع السد، قائلاً: «علينا أن نتحرك بأسرع ما يمكن للبناء علي الأساس الذي وضعناه بالأمس من أجل مستقبل أزهي لشعبينا. لقد ضاع وقت، ولم يعد لدينا ترف إضاعة المزيد من الوقت».
أما ديسالين فقد أكد أن هناك إرادة سياسية مشتركة لتقوية الروابط والأواصر بين البلدين علي أساس من الثقة والفهم والتعاون
***
نجحت قمة السيسي - ديسالين أمس، في دفع العلاقات المصرية - الإثيوبية قدماً إلي الأمام، وكان من إشارات نجاحها، والتقدير الذي يكنه رئيس الوزراء الإثيوبي للرئيس السيسي، أن ديسالين عندما عرف وهو يودع الرئيس علي أبواب «القصر الوطني» أن السيسي سيلتقي في مقر إقامته بفندق «شيراتون» مع أعضاء مجلس الأعمال المصري - الإثيوبي، طلب منه أن يرافقه ويحضر اللقاء.
الكل هنا في أديس أبابا يترقب خطاب الرئيس السيسي أمام البرلمان بعد ظهر اليوم، والذي سيسبقه لقاء مع نخبة من السياسيين والفنانين والمثقفين الإثيوبيين أعضاء لجنة الدبلوماسية الشعبية.
الخطاب كما علمت مفعم بالعاطفة، إلي حد أنه صَعُبَ علي المترجمين نقل تعبيراته بدقتها ومعانيها إلي اللغة الأمهرية، والخطاب أيضاً في جانبه السياسي يضع كل طرف أمام مسئولياته في تنفيذ إعلان المبادئ والتوصل إلي الاتفاقات الثلاثة التالية له، واستثمار قوة الدفع التي تولدت في علاقات البلدين، بل البناء عليها بسرعة من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.