أمنا مصر جاءها المخاض يوم 24 يناير و أنجبت لنا فتاة جميلة أخت لنا أسميناها ثورة و تاريخ ميلادها 25 يناير و محل الميلاد ميدان الحرير . وثورة من جمالها أنبهر بها كل الشباب بنين و بنات ركعوا أمامها طالبين التقرب منها من شدة جمالها وخاف الحاكم منها حتى لا ينصرفوا عنه و لا تفضح أمها مصر كل عيوبه لأن ثورة كانت مثل موسى لفرعون و أمر بقتلها و لكن أخواتها باسلوا في إنقاذها و دافعوا عنها حتى فاضت روحهم الطاهرة تحت أرجلها و كل يوم تكبر فيه ثورة بعام كامل و شهداء ثورة يتزايدون حتى بلغت 18 عاما يوم 11 فبراير . وكل يوم ثورة بتكبر كانت طيبة و كريمة أكثرت لمحبيها العطايا ومن كرمها كرهها الحاكم لحب شعبه لها و كرهم له و أجبرته ثورة على الرحيل من بيتها في الميدان ولما سمعت العشائر بموضوع ثورة و الحاكم بادروا إليها ليفوزا بها و ليس حبا لها و أنما تقربا و سعيا وراء كرسي الحاكم و الكل جرى وراء الكرسي و جمع الغنائم و تركوا ثورة لوحدها بميدان التحرير . بطانة السوء التابعة للحاكم و رجاله وجدوا ثورة لوحدها قالوا فرصة لنا نعيد مجدنا و ننتقم من ثورة مسكوها عذبوها و اغتصبوها و هي تصرخ و آه أماه واه شباب مصر و رجال مصر أدركوني الغوث أين الشهامة أين الرجولة لقد باعوني و تركوني وحيدة في أيادي لم ترحم أفقدوني عذريتي و نكلوا بي أين أنتم فلم تجد إلا رجل عجوز كان شاهد على ولادتها و قال لها أسفا لم أستطيع إنقاذك لوحدى وسط كل هؤلاء الذئاب و سألته لماذا فعلوا هذا ؟ و أين أخوتي أذهبوا للقصاص لأخوتي الشهداء من الحاكم الطاغية ؟ فقال لها لا وسكت طويلا وأجاب ذهبوا لجمع الغنائم و اقتسام المراكز فيما بينهم كما فعل المسلمون في غزوة أحد و قالت له ثورة و لماذا لم تذهب معهم ؟
لن أكون مشاركا على ولادتك و أكون من يبيعك بسهولة و لكنى حاولت أقناعهم عن الرحيل و البقاء معك و لكن النفس أمارة بالسوء و أدركت ما بين أخوتك شخص مثل يهوذا فقلقت عليك و آسف أنى لم أستطيع إنقاذك مرة أخرى و كان ما كان سامحيني يا أختاه رجال الحاكم كانوا أذكى منا و عرفوا أننا ضعاف النفوس و فعلوا بك ما لم أستطيع وصفه فبكت ثورة على حالها و رأت أمامها خنجر أحد مغتصبيها و على غفلة من العجوز طعنت نفسها و انتحرت تاركة الحياة لمن لا يستحق الحياة و نظر العجوز لها و دمعت عيناه من الحسرة و الألم عليها . و رأى العجوز الناس يعودون لبيت ثورة و هم خاويين الأيادي لقد سبقهم عشيرة قوية لجمع الغنائم و استولت عليها و لما شاهدوا ثورة مضرجة في دمائها و العجوز بجانبها أدركوا مصيبتهم . و قام العجوز راحل عنهم قائلا أنتم من قتلتم ثورة و ماتت ثورة و هي في سن العشرين .