شارك وزير الخارجية سامح شكري في القمة التي دعت إليها الولاياتالمتحدةبواشنطن تحت عنوان "مواجهة التطرف العنيف" بحضور ممثلين حكوميين من 97 دولة ومنظمة دولية وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص. وتأتي القمة استكمالا لدعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لبذل المزيد من الجهود لمواجهة التطرف العنيف أثناء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي. كما تستند فعاليات القمة إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2178 والذي يطالب باتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب من الإرهابيين، وتسلط فعاليات القمة بالأساس الضوء على دور المجتمع المدني في هذا الصدد. وحرص وزير الخارجية في مداخلته الحازمة اليوم خلال جلسة العمل الأولى للقمة على توجيه عدة رسائل هامة كان من أهمها تشديده على أن مصر ستحارب الإرهاب للدفاع عن أنفسنا ومنطقة الشرق الأوسط بل والعالم أجمع، وإننا على ثقة من أننا سوف ننتصر لأن الشعب المصري يدرك أبعاد وطبيعة التهديد الذي نواجهه ويرفض بالإجماع تلك الأيديولوجية الخاطئة المتطرفة ويحاربها. وأوضح انه من الضروري أن نميز ما بين هذا التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية وما بين الإسلام كديانة والذي لا يمت للإسلام بصلة بغض النظر عن دأب قيام تلك الجماعات الإرهابية بالتمسح بالدين الإسلامي الذي هو منها براء لمجرد تبرير جرائمها. وأضاف أن تلك الجرائم تعد إهانة للدين الإسلامي قبل كل شيء، كما أن المسلمين والمواطنين في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية هم ضحايا الإرهاب الرئيسيين قبل غيرهم. وأشار وزير خارجية مصر إلى أن جميع الجماعات الإرهابية المتطرفة يجب مواجهتها أيديولوجيا على المستوى الفكري وعسكريا في أرض المعركة. وقال إننا نتطلع إلى شركائنا لكي يقدموا الدعم الكامل والمساندة للدول التي تقف في الجبهة الأمامية لمحاربة الإرهاب لكي تنجح في هزيمة الإرهاب. وأشار إلى أن مصر قد عانت من ظاهرة الإرهاب وواجهتها في الماضي، واليوم تواجه هجمات إرهابية متكررة في الداخل والخارج. وشدد على أن الفهم الصحيح لظاهرة الإرهاب في العالم لابد أن يبدأ بالفهم الدقيق لمفاهيم التطرف والعنف ولابد أن نعترف قبل كل شيء أن الأيديولوجية المتطرفة التي تحض على هذا العنف تمثل الرابط المشترك بين كافة التنظيمات الإرهابية، وأنه بغض النظر عن اسم الجماعة الإرهابية، فإن كافة تلك التنظيمات تشترك في نفس الإطار الفكري المتطرف. وقال وزير الخارجية ان التنظيمات الإرهابية المختلفة تتبنى ذات الفكر ونفس الأهداف فجماعات داعش وبوكو حرام وأنصار الشريعة والقاعدة بالإضافة إلى جماعات أخرى كلها تعمل على إقامة دولة دينية عالمية طبقا لفهمها الخاطئ والمغلوط للإسلام. وتستهدف قمة واشنطن تطوير خطة عمل متعددة الأبعاد لمواجهة ظاهرة التطرف العنيف. وتعمل القمة على مراجعة الخطوات ذات الصلة التي تم اتخاذها منذ سبتمبر الماضي في ضوء قرار مجلس الأمن سالف الذكر، واستشراف وتنسيق الخطوات المقبلة لمواجهة ظاهرة التطرف العنيف. ومن المقرر أن يطرح المشاركون خلال القمة رؤى أو برامج رائدة في مجال مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف واستعراض الدروس المستفادة في هذا الشأن. وتأتى القمة فيما استضاف البيت الأبيض يوم 17 فبراير الجاري منتدى أمني لمواجهة التطرف العنيف Leadership Forum بمشاركة وزارة الأمن الداخلي ووزارة العدل ومجلس الأمن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالية ومنظمات المجتمع المدني الأمريكية من عدد من الولايات، واستهدف المنتدى التوصل لأفضل الممارسات والدروس المستفادة من منع تجنيد وتطرف الشباب الأمريكي في إطار مواجهة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين من الأجانب. كما استضاف البيت الأبيض يوم أمس اجتماعا لمنظمات وممثلي المجتمع المدني من دول متعددة لمناقشة جهود مواجهة الفكر المتطرف، بمشاركة متخصصين في علم الاجتماع والصحة والتعليم وسيتسنى لممثل المجتمع المدني في وفود الدول المشاركة من متابعة فعاليات هذا الاجتماع عبر شاشات من مقر وزارة الخارجية الأمريكية. وبالتوازي مع هذه الفعاليات تستضيف عدد من مراكز الفكر والرأي في واشنطن مجموعة من الفعاليات يوم غد الجمعة تناقش أبعاد مختلفة لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف لتقديم مساهمات فكرية للجهود الدولي في هذا الموضوع. كما تنظم وزارة الأمن الداخلي والخارجية الأمريكية اجتماعا للمنتدى الدولي لمواجهة الإرهاب Global »ounterterrorism Forum يومي 23 و24 فبراير الجاري، ويتركز النقاش في المنتدى على ظاهرة المقاتلين الأجانب من الإرهابيين، ويشارك في الاجتماع الدول أعضاء المنتدى الدولي علاوة على دول أخرى يتم دعوتها للحضور. وأكد وزير الخارجية " أن مسئولية مواجهة الأيديولوجية العنيفة للإرهابيين تقع على عاتق المسلمين أنفسهم"،موضحا أن عامل النجاح في هذا الأمر يكمن في إنكار الشرعية عن الإرهابيين من خلال استخدامهم للدين لتبرير جرائمهم. وأشار إلى أن المؤسسة الدينية في مصر في الصف الأمامي لتلك المعركة في مواجهة فكر التنظيمات الإرهابية على مدى عقود، وسوف يستمر دور الأزهر الشريف لكي يكون محوريا في نزع الشرعية عن الأساس الأيديولوجي للإرهاب.