قال أستاذ مساعد الاقتصاد السياسي بالجامعة الأمريكية د. سامر سليمان إن جماعة الإخوان المسلمين فقدت الكثير من الأصوات التي كان يتوقع تصويتها لصالحها ومع ذلك فإنها خرجت من الانتخابات بمكسبين. ألأول أن هزيمة أبو الفتوح أظهرت تماسك تنظيم الإخوان؛ وثانياً المكانة التي أسستها الجماعة لنفسها والتي تعتبرها منطلق يمكنها التحرك والتفاوض من خلاله خاصة مع هيمنتها على السلطة التشريعية. وعلق سليمان على نجاح الفريق شفيق بأنه يمكن إرجاعه إلى شبكة رجال الأعمال وأجهزة الأمن والانتماءات القبلية التي دعمته. جاء ذلك في الحلقة النقاشية التي نظمتها الجامعة الأمريكية تحت عنوان " الانتخابات الرئاسية التحالفات والتوقعات " والتي شارك فيها نخبة من أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية من بينهم د. سامر سليمان ود. عمرو حمزاوى والدكتور آشرف الشريف . وأدارها الإعلامي مدير مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والإلكترونية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حافظ المرازي؛. ووفقاً لما ذكره خبراء الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، فإن الانتخابات الرئاسية قد كشفت عن ظواهر قديمة وجديدة في السياسة المصرية. تجلت الظواهر القديمة في الدور الذي لعبته التنظيمات الحزبية الكبيرة متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني الديمقراطي السابق، والذي أدي إلي صعود مرشح الإخوان محمد مرسي والمرشح المدعوم من أجهزة الدولة أحمد شفيق إلي جولة الإعادة. أما الممارسات الجديدة فتجلت في بروز مجموعة جديدة من المصريين صوتت لمرشحين آخرين، خارج الكتلتين التقليدية، مثل حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، وهو ما يعني ظهور كتلة ثالثة ثورية في الشارع المصري. مع ذلك يعتقد الدكتور أشرف الشريف أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر الخاسرين في معركة الانتخابات لأنها غيرت حساباتها الإستراتيجية. فقد تأكد الإخوان المسلمون أن المؤسسة العسكرية لن تتنازل عن سلطتها إلى حكومة مدنية، فبدأت الجماعة في بناء إستراتيجية قائمة علي شراكة مع الدولة ومؤسساتها، وقال الشريف: "العلاقة الآن بين الإخوان والمؤسسة العسكرية هي علاقة تفاوضية وليست صداميه." وتحدث د. عمرو حمزاوي عن ظهور ما يسمى ب "الكتلة المتأرجحة"، التي تجاهلت كلاً من مرسي وشفيق وأبلت بلاءً حسناً نسبياً في الانتخابات على الرغم من افتقارها للدعم التنظيمي. وقال حمزاوي: "إذا نجح أي من رموز الانتخابات في توظيف وتحريك هذه الكتلة المتأرجحة، فسوف يكون لها مستقبل في المنافسة في الانتخابات القادمة." فيما يخص التوقعات الاقتصادية، حذر د. سامر عطا الله من الصورة الاقتصادية القاتمة التي من المنتظر أن تشهدها مصر في المستقبل. قال عطا الله إن مصر تحتاج خلال الفترة الانتقالية لتدخل الدولة في الاقتصاد، وقال "البرامج الاقتصادية لكل من مرسي وشفيق لا تختلف جذرياً، بل إن البرنامجين منحازين لاقتصاد السوق وضد مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي دعت إلى تطبيق العدالة الاجتماعية.