نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة رابع حلقة نقاشية في سلسلة المائدة المستديرة بعنوان ''ما وراء الأحداث'' ، لمناقشة أول انتخابات رئاسية حرة في مصر، وتحدث فيها أساتذة الجامعة الأمريكية وعلى رأسهم د. سامر عطا الله، مدرس الاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ود. سامر سليمان الشريف عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة، والدكتور عمرو حمزاوي أستاذ الإدارة والسياسات العامة. ورأي سامر سليمان الشريف ، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة، أن نجاح شفيق يمكن إرجاعه إلى شبكة رجال الأعمال وأجهزة الأمن والإنتماءات القبلية التي دعمته. وأضاف أنه بالرغم من أن الإخوان المسلمين فقدوا الكثير من الأصوات التي كانوا يتوقعون تصويتها لصالحهم، فإنهم خرجوا من الانتخابات بمكسبين في غاية الأهمية: أولاً هزيمة أبو الفتوح والتي أظهرت تماسك تنظيم الإخوان، وثانياً المكانة التي أسستها الجماعة لنفسها والتي تعتبرها منطلق يمكنها التحرك والتفاوض من خلاله خاصة مع هيمنتها على السلطة التشريعية. وأكد الشريف أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكبر الخاسرين في معركة الانتخابات لأنها غيرت حساباتها الاستراتيجية، فقد تأكد للأخوان المسلمين أن المؤسسة العسكرية لن تتنازل عن سلطتها إلى حكومة مدنية، فبدأت الجماعة في بناء استراتيجية قائمة علي شراكة مع الدولة ومؤسساتها، مضيفاً أن العلاقة الآن بين الإخوان والمؤسسة العسكرية هي علاقة تفاوضية وليست صدامية. من جانبه تحدث عمرو حمزاوي، عن ظهور ما يسمى ب ''الكتلة المتأرجحة''، التي تجاهلت كلاً من مرسي وشفيق وأبلت بلاءً حسناً نسبياً في الانتخابات على الرغم من افتقارها للدعم التنظيمي. وقال حمزاوي: ''إذا نجح أي من رموز الانتخابات في توظيف وتحريك هذه الكتلة المتأرجحة، فسوف يكون لها مستقبل في المنافسة في الانتخابات القادمة.'' وفيما يخص التوقعات الاقتصادية، حذر سامر عطا الله ، مدرس الإقتصاد بالجامعة، من الصورة الاقتصادية القاتمة التي من المنتظر أن تشهدها مصر في المستقبل ، وقال عطا الله إن مصر تحتاج خلال الفترة الانتقالية لتدخل الدولة في الإقتصاد، مشيراً إلى أن البرامج الاقتصادية لكل من مرسي وشفيق لا تختلف جذرياً، بل إن البرنامجين منحازين لاقتصاد السوق وضد مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير، التي دعت إلى تطبيق العدالة الاجتماعية. الجدير بالذكر أن خبراء الجامعة الأمريكية بالقاهرة في تحليلهم للإنتخابات المصرية أكدوا إنها كشفت عن ظواهر قديمة وجديدة في السياسة المصرية، فقد تجلت الممارسات القديمة في الدور الذي لعبته التنظيمات الحزبية الكبيرة متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين وبقايا الحزب الوطني الديمقراطي السابق، والذي أدي إلي صعود مرشح الإخوان محمد مرسي والمرشح المدعوم من أجهزة الدولة أحمد شفيق إلي جولة الإعادة. أما الممارسات الجديدة فتجلت في بروز مجموعة جديدة من المصريين صوتت لمرشحين آخرين، خارج الكتلتين التقليدية، مثل حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح، وهو ما يعني ظهور كتلة ثالثة ثورية في الشارع المصري. يذكر أن ''المائدة المستديرة'' ، التي أدارها الإعلامي حافظ المرازي؛ مدير مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والإلكترونية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عٌقدت بحرم الجامعة في ميدان التحرير وبحضور لفيف من الصحفيين والإعلاميين المصريين والأجانب.