رسميا.. جامعة الأزهر 2025 تفتتح أول كلية للبنات في مطروح وتعلن عن تخصصات جديدة    رسميا بعد الهبوط الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 23 أغسطس 2025    تشيلسي يكتسح وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي الممتاز    محمد الشناوي خارج مباراة الأهلي وغزل المحلة.. هاني رمزي يكشف السبب    رسميا.. مدرسة صناعة الطائرات تعلن قوائم القبول للعام الدراسي الجديد 2025/ 2026    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه    مدحت صالح يتألق بغناء حبيبى يا عاشق وزى المليونيرات بحفله فى مهرجان القلعة    ابنة سيد مكاوي عن شيرين عبدالوهاب: فقدت تعاطفي بسبب عدم مسؤوليتها    إسرائيل تشن هجومًا على مخازن تابعة لحزب الله في لبنان    مراسل من دير البلح: المنطقة باتت مستباحة بالكامل تحت نيران الاحتلال    وزير الدفاع الإيراني: صواريخ جديدة برؤوس حربية متطورة لم تُستخدم في حرب ال12 يومًا    استقالة وزير الخارجية الهولندي بسبب موقف بلاده من إسرائيل    تشيلسي يدمر وست هام بخماسية في الدوري الإنجليزي.. فيديو    الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد أهداف في تل أبيب    تنسيق الشهادات المعادلة 2025، قواعد قبول طلاب الثانوية السعودية بالجامعات المصرية    وزير الري يشارك في جلسة "القدرة على الصمود في مواجهة التغير المناخي بقطاع المياه"    أمم إفريقيا للمحليين - المليوي يقود المغرب إلى نصف النهائي.. ومدغشقر تقصي كينيا    فالنسيا من قمم المجد إلى هاوية النسيان.. حين تقودك الإدارة إلى اللعنة    تقرير: ليس فينيسيوس فقط.. أنشيلوتي يستبعد رودريجو من قائمة البرازيل    محمود وفا حكما لمباراة الاتحاد والبنك الأهلى والسيد للإسماعيلى والطلائع    ارتفاع الكندوز 39 جنيها، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    سليم غنيم يحافظ على الصدارة للعام الثاني في سباقات الحمام الزاجل الدولية    اليوم، دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا    في لحظات.. شقة تتحول إلى ساحة من اللهب والدخان    سعر الأرز والسكر والسلع الأساسية في الأسواق اليوم السبت 23 أغسطس 2025    قطع المياه عن بعض المناطق بأكتوبر الجديدة لمدة 6 ساعات    خطة عاجلة لتحديث مرافق المنطقة الصناعية بأبو رواش وتطوير بنيتها التحتية    تحت عنوان كامل العدد، مدحت صالح يفتتح حفله على مسرح المحكي ب "زي ما هي حبها"    3 أبراج على موعد مع التفاؤل اليوم: عالم جديد يفتح الباب أمامهم ويتلقون أخبارا مشجعة    خيرى حسن ينضم إلى برنامج صباح الخير يا مصر بفقرة أسبوعية على شاشة ماسبيرو    ميرهان حسين جريئة وليلى علوي بإطلالة شبابية.. لقطات نجوم الفن في 24 ساعة    حدث بالفن| أول تعليق من شيرين عبد الوهاب بعد أنباء عودتها ل حسام حبيب وفنان يرفض مصافحة معجبة ونجوم الفن في سهرة صيفية خاصة    المنوفية تقدم أكثر من 2.6 مليون خدمة طبية ضمن حملة 100 يوم صحة    صحة المنوفية تواصل حملاتها بسرس الليان لضمان خدمات طبية آمنة وذات جودة    كتر ضحك وقلل قهوة.. طرق للتخلص من زيادة هرمون التوتر «الكورتيزول»    نجاح عملية جراحية دقيقة لاستئصال ورم ليفي بمستشفى القصاصين فى الإسماعيلية    مقتل عنصر من الأمن السورى فى هجوم انتحارى نفذه "داعش" بدير الزور    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. الدفاع الروسية: سيطرنا على 9 بلدات فى أوكرانيا خلال أسبوع .. وزيرة خارجية سلوفينيا: المجاعة مرحلة جديدة من الجحيم فى غزة.. إسرائيل عطلت 60 محطة تحلية مياه فى غزة    نتيجة تنسيق رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي الأزهر الشريف 2025 خلال ساعات.. «رابط مباشر»    أخبار × 24 ساعة.. موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية    قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا    ظهور مفاجئ ل «منخفض الهند».. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم: القاهرة تُسجل 40 مئوية    القضاء على بؤرة إجرامية خطرة بأشمون خلال تبادل النار مع قوات الشرطة    ضبط 1954 مخالفة ورفع كفاءة طريق «أم جعفر – الحلافي» ورصف شارع الجيش بكفر الشيخ    الزمالك يواصل استعداداته لمواجهة فاركو بتدريبات استشفائية وفنية    محمد طاهر: الكرة من أفضل أدوات التسويق ورعاية للزمالك لدعم الأندية الشعبية    منها الإقلاع عن التدخين.. 10 نصائح للحفاظ على صحة عينيك مع تقدمك فى العمر (تعرف عليها)    خدعوك فقالوا: «الرزق مال»    هل يجوز شرعًا معاقبة تارك صلاة الجمعة بالسجن؟.. أحمد كريمة يجيب    هل إفشاء السر بدون قصد خيانة أمانة وما حكمه؟ أمين الفتوى يجيب    خطيب الجامع الأزهر: أعداء الأمة يحاولون تزييف التاريخ ونشر اليأس    شنوان.. القرية التي جعلت من القلقاس جواز سفر إلى العالم| صور    محافظ مطروح ورئيس جامعة الأزهر يفتتحان كلية البنات الأزهرية بالمحافظة    رئيس جهاز القرى السياحية يلتقي البابا تواضروس الثاني بالعلمين (صور)    إمام مسجد بكفر الشيخ: لابد أن نقتدى بالرسول بلغة الحوار والتفكير المنضبط.. فيديو    رابطة الصحفيين أبناء الدقهلية تؤكد انحيازها التام لحرية الإعلام    مصلحة الضرائب تنفي وجود خلاف بين الحكومة وشركات البترول حول ضريبة القيمة المضافة    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 22 أغسطس 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
ُكانت كحيلة .. بقت شيلة


ملعون مين يظلم الناس ويريد يكونوا عبيدُه
ومين قبل إنه ينداس ملعون..خنق روحه بإيده
الحلو.. لازم يكمل
زيارة بوتين لمصر، والتفاهمات والاتفاقات اللي اترتبت عليها، خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، وأتمني ان مصر وروسيا يقدروا يكسبوا السعودية لدعم مبادرتهم لحل الأزمة السورية، صحيح السعودية دلوقت بتلعب لحساب أمريكا ضد روسيا ف معركة خفض سعر النفط، بس لازم تفهم بقي ان حل المسألة السورية عسكريا مستحيل، بالإضافة لأنه بيصب في مصلحة الإرهاب اللي بيهدد المنطقة كلها.
واظن التفاهمات والاتفاقات دي، مع الاتفاقات والتفاهمات اللي تمت قبل كده مع الصين، ح يساعدونا اننا نتخلص من سطوة الإملاءات الأمريكية، ونعيد التوازن لسياستنا الخارجية عشان تخدم سياساتنا الداخلية في بناء دولة مدنية حديثة عصمتها ف إيد شعبها.
واتمني يكمل الانفتاح علي الصين وروسيا، بالانفتاح علي بقية كتلة البريكس، وأظن دي الضمانة الحقيقية لنجاح المؤتمر الاقتصادي في مارس، بعد ما تضاءلت وتراجعت الآمال المعقودة عليه بسبب انخفاض سعر النفط وانكماش ميزانيات الدول الخليجية.
كل ده حلو، بس الحلو ما يكملش إلا بالاستقرار، والاستقرار مش ح يتم إلا بهزيمة الإرهاب علي حدودنا وداخل بلدنا، ومش ح نهزم الإرهاب إلا بالعدل اللي هوه أساس الملك، وأظن ان مهرجان البراءات والمصالحات مع الفاسدين، ومهرجان الإعدامات والإدانات والعقوبات المشددة للإخوان من جهة، ولشباب يناير من جهة، مع غياب الشفافية والعدالة الانتقالية، كل ده بيعكس ان عندنا مشكلة حقيقية في منظومة العدالة (القضاء والشرطة)، وده شيء بيهدد الاستقرار والسلم الأهلي، وبيخلي الحلو ما يكلمش.
مسرح الشمس
كنت في فرنسا، في أعتاب ثورة شبابها في مايو 1968، وكانت موجات التجديد المسرحي اللي بدأت بمسرح الغضب في بريطانيا (أوزبورن – بنتر) في الخمسينيات، وانتشرت في الغرب كله، وصلت لذروتها مع ثورة شباب الستينيات، وكان التجريب المسرحي بيتحرك في عدة اتجاهات محورها الأساسي البحث عن دور للمسرح في حياة المجتمع من خلال لغة مسرحية خاصة (لا مجرد تشخيص لنص أدبي)، وده غيّر كتير في مناهج إعداد الممثل، وأشكال المنصات المسرحية، وعناصر العرض المسرحي، ووظيفة الدراما وتأثيرها (من التطهير عند أرسطو إلي التحييد والتغريب عند بريخت إلي مشاركة الجمهور في العرض المسرحي).
وعلي أول سبعينيات القرن اللي فات، شفت عرض مسرحي ما يروحش من بالي أبدا، كان اسم العرض 1789 ( عن الثورة الفرنسية)، وبتقدمه فرقة مسرح الشمس، ودي فرقة أسستها شابة اسمها اريان مونشكين كان عمرها 24 سنة، وكان مبني المسرح ساحة مصنع قديم مغطياها جمالونات، في قلب غابة فنسلن في ضواحي باريس (كارتوشري دي سان فنسان)، وتشرح أريان ليه اختارت مسرحية عن الثورة الفرنسية، فتقول لك ان دي حاجة بيعرفها كل الفرنسيين، وانها لو عرضتها بأسلوب خاص يخلي جمهور المسرحية بمشاركته في الحدث المسرحي يبقي جمهور الثورة نفسها، فده ممكن يفجر حوار بين الجمهور حوالين حياته واللي بيحصل فيها أيامها، وده اللي حصل بالضبط.
كان العرض بيدور علي خمس منصات متنتورة علي مستطيل زي محيط ملعب الكورة، وبينها ممرات توصل من منصة لمنصة، والجمهور في أول العرض علي مدرجات حوالين الملعب، وتبتدي المسرحية بمشهد من أحداث الثورة علي احدي المنصات، وبعدين مشهد تاني علي منصة تانية، وبعدين مشهد تالت علي منصة تالتة، ومشهد بعد مشهد، لقينا نفسنا بنسيب المدرجات اللي قاعدين فيها، وبنعدي من تحت الممرات اللي واصلة بين المنصات، ونبقي وسط المنصات وبنشارك في أحداث الثورة، ونتنقل من منصة لمنصة، نهتف مع الممثلين، وننشن علي دمي بتمثل الارستقراطية، واللي نيشانه يصيب، يعلق له الممثل علي صدره رمز الثورة الفرنسية ثلاثي الألوان، ونعيش مع الممثلين أحداث الثورة الفرنسية لغاية ما نهجم علي الباستيل، وتنجح الثورة وتسودنا حالة فرح عمومية (زي اللي عشناها في التحرير)، وفجأة يظهر الجنرال لافاييت علي إحدي المنصات، ويصرخ بصوت صارم: الثورة انتهت، نرجع للنظام بقي، وينزل سهم الله علي الجمهور كله، لحظات ويتفجر الحوار بين الجمهور اللي معظمه ما يعرفش بعضه :
ما هو ده اللي حصل معانا بعد مايو
هيه السلطة كده دايما
ويشتبك الجمهور كله في حوار لا ينتهي، وعلي غير انتظار، وفي وسط الحوار والإحباط، يظهر مارا علي منصة في أقصي المسرح ويعلن : لا.. الثورة لازم تستمر، الثورة مش فورة غضب تنطفي، الثورة بداية طريق لازم نكمله، وطريقنا لسه في أوله، وما دام بدأنا نكمله.. إلخ...
ويندفع الجمهور كله في اتجاه مارا عشان نكمل الثورة سوا.
واليومين دول، وانا باسترجع المسرحية دي ف خيالي، بالاقي سيل أسئلة بيخطر علي بالي :
هوه التاريخ بيكرر نفسه ولا ايه ؟! ومين لافاييت المصري اللي عايز يفرض علينا ان الثورة انتهت والنظام لازم يسود ؟ وهل النظام القديم ح يقدر يعود؟ ومين مارا المصري اللي ح يكمل معانا الثورة لحد ما توصل لأهدافها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وباتمني وبادعي ربنا ان القيادة اللي اختارها الشعب بإجماع كبير، تعلن القطيعة الفعلية مع كهنة نظام التبعية والفساد والاستبداد، والانحياز الواضح للشعب وثورته.
أصحابي الصغار: عايدة حامد
حكيت لكو قبل كده عن بعض أصحابي الكبار اللي اتعلمت منهم كتير، وعن بعض أصحابي الصغار اللي برضه – اتعلمت وباتعلم منهم كتير – وواحدة من أصحابي الصغار اللي ح احكي لكو عنهم النهاردة عايدة حامد العويضي بنت عديلي فنان الخط العربي الراحل حامد العويضي، وأخت توأم صلاح حامد اللي سبق وحكيت لكو عنه.
وعايدة دلوقت علي وشك إنهاء دراستها الثانوية والاستعداد لدخول الجامعة، عمرها سبعتاشر سنة، يعني من جيل القدر اللي استوي ونضج علي نار ثورة 25 يناير، واللي – ان شاء الله – يستكمل هذه الثورة ويوصل بها لأهدافها، وده جيل غير كل الأجيال اللي سبقته في العصر الحديث، بكل ما لها من انجازات مبهرة، واخفاقات وأخطاء بل وخطايا، وانا مش باقول انه جيل أحسن، ولا أوحش، لكن باقول انه مختلف، وانه مؤهل لاستكمال ثورة الحداثة، اللي ح تحقق لبلدنا نقلة سياسية واجتماعية كبيرة، وح تخلينا نرجع نشارك في مسيرة الحضارة الانسانية.
عايدة واحدة من ابناء هذا الجيل، من صغرها شاطرة ومتفوقة في دراستها، وف نفس الوقت مليانة طاقة تعلم وابداع ومشاركة، يعني شوية تلاقيها بتتعلم وتمارس المزيكا أو كتابة السيناريو أو فاتحة الانترنت وبتتعلم تريكو وكروشيه أو حتي وصفات طبيخ أو حلويات ومخبوزات، وشوية تلاقيها غرقانة في القراية أو بترسم حلو أو ماسكة حتة قماش عمال بتشكلها كأجدع مصممة أزياء، ده غير مشاركاتها من وهيه طفلة في معسكرات وورشات عمل، مرة في تونس ومرات في مصر، بالإضافة لسفرها لعدة عواصم أوربية وزيارة متاحفها ومسارحها (بصحبة والدتها بحكم عملها).
والحياة الغنية بالاهتمامات والمشاركات دي، عملت من عايدة واللي زيها من أولاد جيلها شخصيات غنية بالقدرات والإمكانات، وخلو بالكو ده جيل ثورة المعلوماتية، وبيتميز عن اللي سبقه بحاجتين اساسيتين من وجهة نظري :
أول حاجة ان الجيل ده اتكونت عنده بدري العقلية النقدية اللي بتحكِّم عقلها في أمورها، وتعرف تقبل وتعرف ترفض، وعشان كده ما بقاش ممكن اخضاعهم لأي وصاية أبوية أو أي تراتبية اجتماعية، عقول وأرواح حرة ما تقبلش غير الحق.
وتاني حاجة ان الجيل ده يقدر يركز في أكتر من حاجة في نفس الوقت، يعني تشوف عايدة وهيه بتقرا حاجة ع اللاب توب وايديها شغالة في تريكو أو كروشيه وف نفس داخلة حوار ع النت مع صاحباتها، يعني جيل متعدد المهام والاهتمامات، وعارف قيمة الوقت والعلم والعمل، وعشان كده - ان شاء الله – عارف سكِّتُه ومالوش ملكة وما حدش يقدر يسكِّتُه.
أوراق قديمة
في تمانينيات القرن اللي فات، كان أخونا الفنان الجميل محمود الجندي بينتج فيلم »‬المرشد» وقصدني انا وعمار عشان نعمل له غنوة للشخصية اللي بيمثلها في الفيلم، وكانت شخصية واد ابن بلد عواطلي وآخر شقاوة، والجندي زي ما هوه ممثل كبير من يومه، غاوي مغني ومغنواتي جامد، عشان كده عملنا له غنوة تبتدي بموال يتسلطن بيه، قبل ما يخش ع الشقاوة والعفرتة، ويوم ما كانوا ح يصوروا الغنوة، رحت احضر التصوير، وكانوا مدوّرين تسجيل الغنوه أثناء البروفات، وسمعت عامل بيعلق ع الغنوة وبيقول لعامل تاني : الكلام ده مش أي كلام، ده بيقول أوي !! وساعتها حسيت ان انا وعمار حاجة عليها القيمة، شكلها هزار، بس بتقول أوي !! وأظنها لسه بتقول.
الموال : الدنيا كانت كُحيلة..
.. لازمها واد خيّال
لكنها الوقت شيلة..
..لازمها واد شيّال
عيني علينا يا دنيا..
..كل ليلة ف حال
بتكارمي أندال..
..وبتذلي سبوعه فحال
نامت القوالب براسها..
..وقامت انصاصها ّ
خد يا ابني نار قلبي..
..فوق الجوزة رصَّصها
وهَوِّي رفَّاصها..
..كيِّف صاحبك الميَّال
الغناء : ولا يا ابني الدنيا..
..ديه دنيا
ولا ناس الدنيا..
..دولا ناس
عالم سكسونيا..
..دنيا فونية !
وزمن كبَّاس..
..مالوش مقاس !
..الدنيا الوقت ايه؟..
..بتاعة
والناس دي عبارة..
..عن بتوع!!
فيها ناس واكلينّا بالنطاعة
آل ايه وْعايزينّا..
..نبقي طوع !!!
وآهي دنيا
.......................
ياما نفسي اعيش..
..وبالي خالي
نفسي ارتاح...
..بس مش بيدِّي
مش عارف..
..ليه مرنّخة لي ؟
ومزنّخة مخها المصدّي
فاحسن لي آخدها بالصياعة
أحسن ما تاخدني هيه كوع
ماهي الدنيا الوقت ايه؟..
..بتاعة !
والناس دي عبارة..
..عن بتوع !!
فيها ناس واكلينّا بالنطاعة
آل ايه وْعايزينّا..
..نبقي طوع !!!
وآهي دنيا
.......................
احنا اللي..
..أكم أكم خَدَمنا
آخرتها انداسنا واتردمنا
ما ح نعرف راسنا من قدمنا
الا ان هدِّينا..
مين هَدَمنا
واهي دي النظرية يا جواعي
سكة مفيش منّها رجوع
ماهي الدنيا الوقت ايه ؟..
..بتاعة !
والناس دي عبارة..
..عن بتوع !!
فيها ناس واكلينّا بالنطاعة
آل ايه وْعايزينّا..
..نبقي طوع !!!
وآهي دنيا
ملعون مين يظلم الناس ويريد يكونوا عبيدُه
ومين قبل إنه ينداس ملعون..خنق روحه بإيده
الحلو.. لازم يكمل
زيارة بوتين لمصر، والتفاهمات والاتفاقات اللي اترتبت عليها، خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، وأتمني ان مصر وروسيا يقدروا يكسبوا السعودية لدعم مبادرتهم لحل الأزمة السورية، صحيح السعودية دلوقت بتلعب لحساب أمريكا ضد روسيا ف معركة خفض سعر النفط، بس لازم تفهم بقي ان حل المسألة السورية عسكريا مستحيل، بالإضافة لأنه بيصب في مصلحة الإرهاب اللي بيهدد المنطقة كلها.
واظن التفاهمات والاتفاقات دي، مع الاتفاقات والتفاهمات اللي تمت قبل كده مع الصين، ح يساعدونا اننا نتخلص من سطوة الإملاءات الأمريكية، ونعيد التوازن لسياستنا الخارجية عشان تخدم سياساتنا الداخلية في بناء دولة مدنية حديثة عصمتها ف إيد شعبها.
واتمني يكمل الانفتاح علي الصين وروسيا، بالانفتاح علي بقية كتلة البريكس، وأظن دي الضمانة الحقيقية لنجاح المؤتمر الاقتصادي في مارس، بعد ما تضاءلت وتراجعت الآمال المعقودة عليه بسبب انخفاض سعر النفط وانكماش ميزانيات الدول الخليجية.
كل ده حلو، بس الحلو ما يكملش إلا بالاستقرار، والاستقرار مش ح يتم إلا بهزيمة الإرهاب علي حدودنا وداخل بلدنا، ومش ح نهزم الإرهاب إلا بالعدل اللي هوه أساس الملك، وأظن ان مهرجان البراءات والمصالحات مع الفاسدين، ومهرجان الإعدامات والإدانات والعقوبات المشددة للإخوان من جهة، ولشباب يناير من جهة، مع غياب الشفافية والعدالة الانتقالية، كل ده بيعكس ان عندنا مشكلة حقيقية في منظومة العدالة (القضاء والشرطة)، وده شيء بيهدد الاستقرار والسلم الأهلي، وبيخلي الحلو ما يكلمش.
مسرح الشمس
كنت في فرنسا، في أعتاب ثورة شبابها في مايو 1968، وكانت موجات التجديد المسرحي اللي بدأت بمسرح الغضب في بريطانيا (أوزبورن – بنتر) في الخمسينيات، وانتشرت في الغرب كله، وصلت لذروتها مع ثورة شباب الستينيات، وكان التجريب المسرحي بيتحرك في عدة اتجاهات محورها الأساسي البحث عن دور للمسرح في حياة المجتمع من خلال لغة مسرحية خاصة (لا مجرد تشخيص لنص أدبي)، وده غيّر كتير في مناهج إعداد الممثل، وأشكال المنصات المسرحية، وعناصر العرض المسرحي، ووظيفة الدراما وتأثيرها (من التطهير عند أرسطو إلي التحييد والتغريب عند بريخت إلي مشاركة الجمهور في العرض المسرحي).
وعلي أول سبعينيات القرن اللي فات، شفت عرض مسرحي ما يروحش من بالي أبدا، كان اسم العرض 1789 ( عن الثورة الفرنسية)، وبتقدمه فرقة مسرح الشمس، ودي فرقة أسستها شابة اسمها اريان مونشكين كان عمرها 24 سنة، وكان مبني المسرح ساحة مصنع قديم مغطياها جمالونات، في قلب غابة فنسلن في ضواحي باريس (كارتوشري دي سان فنسان)، وتشرح أريان ليه اختارت مسرحية عن الثورة الفرنسية، فتقول لك ان دي حاجة بيعرفها كل الفرنسيين، وانها لو عرضتها بأسلوب خاص يخلي جمهور المسرحية بمشاركته في الحدث المسرحي يبقي جمهور الثورة نفسها، فده ممكن يفجر حوار بين الجمهور حوالين حياته واللي بيحصل فيها أيامها، وده اللي حصل بالضبط.
كان العرض بيدور علي خمس منصات متنتورة علي مستطيل زي محيط ملعب الكورة، وبينها ممرات توصل من منصة لمنصة، والجمهور في أول العرض علي مدرجات حوالين الملعب، وتبتدي المسرحية بمشهد من أحداث الثورة علي احدي المنصات، وبعدين مشهد تاني علي منصة تانية، وبعدين مشهد تالت علي منصة تالتة، ومشهد بعد مشهد، لقينا نفسنا بنسيب المدرجات اللي قاعدين فيها، وبنعدي من تحت الممرات اللي واصلة بين المنصات، ونبقي وسط المنصات وبنشارك في أحداث الثورة، ونتنقل من منصة لمنصة، نهتف مع الممثلين، وننشن علي دمي بتمثل الارستقراطية، واللي نيشانه يصيب، يعلق له الممثل علي صدره رمز الثورة الفرنسية ثلاثي الألوان، ونعيش مع الممثلين أحداث الثورة الفرنسية لغاية ما نهجم علي الباستيل، وتنجح الثورة وتسودنا حالة فرح عمومية (زي اللي عشناها في التحرير)، وفجأة يظهر الجنرال لافاييت علي إحدي المنصات، ويصرخ بصوت صارم: الثورة انتهت، نرجع للنظام بقي، وينزل سهم الله علي الجمهور كله، لحظات ويتفجر الحوار بين الجمهور اللي معظمه ما يعرفش بعضه :
ما هو ده اللي حصل معانا بعد مايو
هيه السلطة كده دايما
ويشتبك الجمهور كله في حوار لا ينتهي، وعلي غير انتظار، وفي وسط الحوار والإحباط، يظهر مارا علي منصة في أقصي المسرح ويعلن : لا.. الثورة لازم تستمر، الثورة مش فورة غضب تنطفي، الثورة بداية طريق لازم نكمله، وطريقنا لسه في أوله، وما دام بدأنا نكمله.. إلخ...
ويندفع الجمهور كله في اتجاه مارا عشان نكمل الثورة سوا.
واليومين دول، وانا باسترجع المسرحية دي ف خيالي، بالاقي سيل أسئلة بيخطر علي بالي :
هوه التاريخ بيكرر نفسه ولا ايه ؟! ومين لافاييت المصري اللي عايز يفرض علينا ان الثورة انتهت والنظام لازم يسود ؟ وهل النظام القديم ح يقدر يعود؟ ومين مارا المصري اللي ح يكمل معانا الثورة لحد ما توصل لأهدافها في العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وباتمني وبادعي ربنا ان القيادة اللي اختارها الشعب بإجماع كبير، تعلن القطيعة الفعلية مع كهنة نظام التبعية والفساد والاستبداد، والانحياز الواضح للشعب وثورته.
أصحابي الصغار: عايدة حامد
حكيت لكو قبل كده عن بعض أصحابي الكبار اللي اتعلمت منهم كتير، وعن بعض أصحابي الصغار اللي برضه – اتعلمت وباتعلم منهم كتير – وواحدة من أصحابي الصغار اللي ح احكي لكو عنهم النهاردة عايدة حامد العويضي بنت عديلي فنان الخط العربي الراحل حامد العويضي، وأخت توأم صلاح حامد اللي سبق وحكيت لكو عنه.
وعايدة دلوقت علي وشك إنهاء دراستها الثانوية والاستعداد لدخول الجامعة، عمرها سبعتاشر سنة، يعني من جيل القدر اللي استوي ونضج علي نار ثورة 25 يناير، واللي – ان شاء الله – يستكمل هذه الثورة ويوصل بها لأهدافها، وده جيل غير كل الأجيال اللي سبقته في العصر الحديث، بكل ما لها من انجازات مبهرة، واخفاقات وأخطاء بل وخطايا، وانا مش باقول انه جيل أحسن، ولا أوحش، لكن باقول انه مختلف، وانه مؤهل لاستكمال ثورة الحداثة، اللي ح تحقق لبلدنا نقلة سياسية واجتماعية كبيرة، وح تخلينا نرجع نشارك في مسيرة الحضارة الانسانية.
عايدة واحدة من ابناء هذا الجيل، من صغرها شاطرة ومتفوقة في دراستها، وف نفس الوقت مليانة طاقة تعلم وابداع ومشاركة، يعني شوية تلاقيها بتتعلم وتمارس المزيكا أو كتابة السيناريو أو فاتحة الانترنت وبتتعلم تريكو وكروشيه أو حتي وصفات طبيخ أو حلويات ومخبوزات، وشوية تلاقيها غرقانة في القراية أو بترسم حلو أو ماسكة حتة قماش عمال بتشكلها كأجدع مصممة أزياء، ده غير مشاركاتها من وهيه طفلة في معسكرات وورشات عمل، مرة في تونس ومرات في مصر، بالإضافة لسفرها لعدة عواصم أوربية وزيارة متاحفها ومسارحها (بصحبة والدتها بحكم عملها).
والحياة الغنية بالاهتمامات والمشاركات دي، عملت من عايدة واللي زيها من أولاد جيلها شخصيات غنية بالقدرات والإمكانات، وخلو بالكو ده جيل ثورة المعلوماتية، وبيتميز عن اللي سبقه بحاجتين اساسيتين من وجهة نظري :
أول حاجة ان الجيل ده اتكونت عنده بدري العقلية النقدية اللي بتحكِّم عقلها في أمورها، وتعرف تقبل وتعرف ترفض، وعشان كده ما بقاش ممكن اخضاعهم لأي وصاية أبوية أو أي تراتبية اجتماعية، عقول وأرواح حرة ما تقبلش غير الحق.
وتاني حاجة ان الجيل ده يقدر يركز في أكتر من حاجة في نفس الوقت، يعني تشوف عايدة وهيه بتقرا حاجة ع اللاب توب وايديها شغالة في تريكو أو كروشيه وف نفس داخلة حوار ع النت مع صاحباتها، يعني جيل متعدد المهام والاهتمامات، وعارف قيمة الوقت والعلم والعمل، وعشان كده - ان شاء الله – عارف سكِّتُه ومالوش ملكة وما حدش يقدر يسكِّتُه.
أوراق قديمة
في تمانينيات القرن اللي فات، كان أخونا الفنان الجميل محمود الجندي بينتج فيلم »‬المرشد» وقصدني انا وعمار عشان نعمل له غنوة للشخصية اللي بيمثلها في الفيلم، وكانت شخصية واد ابن بلد عواطلي وآخر شقاوة، والجندي زي ما هوه ممثل كبير من يومه، غاوي مغني ومغنواتي جامد، عشان كده عملنا له غنوة تبتدي بموال يتسلطن بيه، قبل ما يخش ع الشقاوة والعفرتة، ويوم ما كانوا ح يصوروا الغنوة، رحت احضر التصوير، وكانوا مدوّرين تسجيل الغنوه أثناء البروفات، وسمعت عامل بيعلق ع الغنوة وبيقول لعامل تاني : الكلام ده مش أي كلام، ده بيقول أوي !! وساعتها حسيت ان انا وعمار حاجة عليها القيمة، شكلها هزار، بس بتقول أوي !! وأظنها لسه بتقول.
الموال : الدنيا كانت كُحيلة..
.. لازمها واد خيّال
لكنها الوقت شيلة..
..لازمها واد شيّال
عيني علينا يا دنيا..
..كل ليلة ف حال
بتكارمي أندال..
..وبتذلي سبوعه فحال
نامت القوالب براسها..
..وقامت انصاصها ّ
خد يا ابني نار قلبي..
..فوق الجوزة رصَّصها
وهَوِّي رفَّاصها..
..كيِّف صاحبك الميَّال
الغناء : ولا يا ابني الدنيا..
..ديه دنيا
ولا ناس الدنيا..
..دولا ناس
عالم سكسونيا..
..دنيا فونية !
وزمن كبَّاس..
..مالوش مقاس !
..الدنيا الوقت ايه؟..
..بتاعة
والناس دي عبارة..
..عن بتوع!!
فيها ناس واكلينّا بالنطاعة
آل ايه وْعايزينّا..
..نبقي طوع !!!
وآهي دنيا
.......................
ياما نفسي اعيش..
..وبالي خالي
نفسي ارتاح...
..بس مش بيدِّي
مش عارف..
..ليه مرنّخة لي ؟
ومزنّخة مخها المصدّي
فاحسن لي آخدها بالصياعة
أحسن ما تاخدني هيه كوع
ماهي الدنيا الوقت ايه؟..
..بتاعة !
والناس دي عبارة..
..عن بتوع !!
فيها ناس واكلينّا بالنطاعة
آل ايه وْعايزينّا..
..نبقي طوع !!!
وآهي دنيا
.......................
احنا اللي..
..أكم أكم خَدَمنا
آخرتها انداسنا واتردمنا
ما ح نعرف راسنا من قدمنا
الا ان هدِّينا..
مين هَدَمنا
واهي دي النظرية يا جواعي
سكة مفيش منّها رجوع
ماهي الدنيا الوقت ايه ؟..
..بتاعة !
والناس دي عبارة..
..عن بتوع !!
فيها ناس واكلينّا بالنطاعة
آل ايه وْعايزينّا..
..نبقي طوع !!!
وآهي دنيا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.