أياما قليلة تفصل البيت الأبيض عن غلق صفحة باراك أوباما الأخيرة في الحكم؛ ومع كل ما حملته فترتيه الرئاسيتين منذ 2009 وحتى اليوم، فلا يمكن إنكار التأييد الشعبي الكبير الذي حصل عليه مع بداية حكمة بصفته أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية جاء بالكثير من الوعود للشعب الأمريكي والشعوب الأخرى، خاصة العربية منها و التي رأت فيه "مخّلّصا..قبل أن يتحول مثل سابقيه." أوباما..المتحول يقول د. سعيد اللاوندي، خبير الشؤون الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم" "إن تولي أوباما الحكم أسعد الدول الإسلامية والعربية كثيرا، ربما بسبب أصوله التي جعلتنا نتوقع أنه سيتوقف مع مشكلاتنا، إلا أنه مع الوقت تحول مثل سابقيه، فمن أجل الحفاظ على السياسة الأمريكية دائما ما يبدأ الرؤساء الجدد من حيث انتهى الآخرون." ومن المتوقع أن تشهد الولاياتالمتحدة في نوفمبر 2016 انتخاباتها الرئاسية التي سيتم فيها اختيار الرئيس ال45، ومع تزايد الاحتمالات يحسم كل مرشح أمره كل يوم، سواء بإعلان ترشحه أو عدمه. كان "ميت رومني" يعتبر من أكثر المرشحين الجمهوريين المحتمل فوزهم مع صعود نجمه في الفترة الأخيرة وخسارته بنسبة قليلة أمام أوباما في الانتخابات الرئاسية 2012؛ وعلى الرغم من خبرته السياسية الطويلة فقد خيب رومني ظن مؤيديه بإعلانه تراجعه عن الترشيح في تصريحات الجمعة 30 يناير. من الأفضل لنا..جمهوري أم ديمقراطي؟ " في هذه اللحظة أيا كانت خلفية أو حزب المرشح الرئاسي القادم، فكلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري يحمل "اللوجو" اليهودي في شعاره وأيدلوجيته. الخارجية الأمريكية دائما ما كانت تقول أن أمريكا لا يهمها إلا أمن إسرائيل في المقام الأول، وهم لم يحيدوا يوما عن مشكلتها.." هكذا يصف اللاوندي المشهد الأمريكي وسياساته الحزبية، مؤكدا أن مقعد البيت الأبيض دائما مشروطا بأمن إسرائيل. وأضاف اللاوندي أنه على الرغم من انه يمكننا اعتبار بيل كبينتون أفضل الرؤساء في إستراتيجيتهم التي راعت دول الشرق الأوسط، والقضية الفلسطينية بشكل خاص، إلا أن الأمر انتهى بانتهاء فترته الرئاسية، غير ذلك "لا اعتقد أن خلفية الرئيس القادم أو حزبه ستشكل فارقا في سياسته الخارجية سواء كان ذلك بالنسبة لمصر بشكل خاص أو الدول العربية والإسلامية بشكل عام." وتعد المنافسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أشرس المنافسات الممتدة على مدار سنوات طويلة، فطوال هذه العقود فاز العديد من المرشحين الديمقراطيين بالبيت الأبيض، كان أبرزهم باراك أوباما وبيل كلينتون، وعلى الرغم من الفارق الذي اعتادت الدول العربية أن تلحظه بين مرشحي هذا الحزب وبين منافسة الجمهوري الذي حمل إلينا فترات رئاسية مثل جورج بوش الأب والابن ورونالد ريجن، فلا يعتقد اللاوندي أن هذا الأمر أصبح مهما في مشهدنا اليوم على الإطلاق. وتابع خبير العلاقات الدولية في تصريحاته،"دائما ما كانت السياسة الأمريكية تتعامل مع دول الشرق الأوسط ب"دونيه" فنحن بالنسبة لهم "معمل تفريخ للإرهابيين"؛ واشنطن لا تميز بين الألوان والأجناس والأديان عندما يكون الأمر متعلقا فقط ب"أمريكا" والدليل انتخابهم لأوباما وهو من أصول أفريقية، فعندما يتعلق الأمر بدول الشرق الأوسط تبدأ المعاملة ب "دونيه" و تفرقة. ولفت إلى أن الدليل على كلامه هو ما يتم تقديمه في هوليوود وهي عاصمة السينما حول العالم، "مشهد المسلمين دائما ما يظهر الأسوأ..هكذا يروننا." هل تنجح هيلاري هذه المرة؟ "هيلاري كلينتون ربما تبدو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية القادمة"..هكذا يوضح اللاوندي لبوابة أخبار اليوم، مشيرا إلى إن المرشحة الديمقراطية في مشهدنا الحالي ليست بالنشاط الذي كانت علية من قبل، وإذا نجحت هذه المرة ستكون إستراجيتها "سيئة للغاية" تجاه الدول العربية. ويوضح خبير العلاقات الدولية أن هذا الرأي يمكن بناءه على خبرة كلينتون في التعامل مع الدول العربية عندما كانت وزيرة للخارجية حتى عام 2013، فقد كانت "قاسية" في قراراتها تجاهنا. وتبدو القائمة طويلة عند الحديث عن المرشحين المحتملين لفترة الرئاسة الأمريكية القادمة، فبعد اعتذار رومني المخيب للظنون، يحمل الحزب الجمهوري عدد كبير من المرشحين الطموحين، على رأسهم بحسب صحيفة واشنطن تايمز، كريس كريستي، جب بوش - الابن الثاني للرئيس الأسبق جورج بوش الأب والأخ الأصغر للرئيس السابق جورج دبليو بوش-، و سكوت واكر. أما عن مرشحي الحزب الديمقراطي، فيأتي على رأس القائمة هيلاري كلينتون، مارتن اومالي و جو بايدن.