"نريد أن نقول للعالم: لقد عدنا .. مصر رجعت إلى دورها ومكانتها، هذا هو الهدف من زياراتي إلى الدول العربية والأجنبية". هذه كانت إجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على سؤال طرحه بنفسه: "لماذا جئنا إلى الكويت؟"، وكان الرئيس يتحدث مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وأعضاء الوفد الإعلامي المصري الكبير في ختام زيارة اليومين التي قام بها إلى العاصمة الكويتية. على أجندة الرئيس خلال هذا الشهر، زيارات أخرى تحدد مواعيدها بالفعل، وتشمل الإمارات، ودافوس بسويسرا حيث المنتدى الاقتصادي العالمي، وأديس أبابا حيث قمة الاتحاد الأفريقي. قبلها يلتقي الرئيس في القاهرة مع شينزو آبى رئيس وزراء اليابان، وبعدها يزور البحرين . كل هذه الزيارات لنفس الغرض: مصر تستعيد دورها كقوة إقليمية محورية، في منطقة هي في أضعف حالاتها، ووسط حالة انكشاف تخل بمعادلة التوازن الاستراتيجي في الإقليم، بما يحمله ذلك من أخطار فوق مخاطر. مع قادة الدول العربية، ومنهم الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، يركز السيسي على لملمة الصف العربي لمواجهة التحديات الكبرى في دول عربية مؤثرة شرقاً وغرباً، ومجابهة تهديد الإرهاب الذي يكاد يعصف بالمنطقة. تلك الملفات كانت لها أولوية متقدمة على جدول أعمال مباحثات القمة المصرية الكويتية، لأسباب عديدة، في صدارتها، أن أمير الكويت الذي يترأس القمة العربية في دورتها الحالية، سوف يسلم رئاسة القمة إلى الرئيس السيسي في الدورة المقبلة التي ستعقد بمصر في نهاية مارس المقبل. يتهيأ السيسي إذن لحمل هموم فوق هم شئون أمة يقف مصيرها على المحك، فوق شئون بلد يتعافى ويستعد للانطلاق، يبدو الرئيس واثقا من قدرته على النهوض بتلك المسئوليات الجسيمة، ويبدو متفائلا بأنه مثلما استعادت مصر دورها، فالأمة العربية ستستعيد قوتها وقدرتها على اجتياز التحديات الصعبة . تطابق الأفكار والرؤى، ساد جولتي مباحثات السيسي والصباح، تجاه الملفات العربية المعقدة ومنها الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مثلما كان الأمر مع ملفات التعاون الثنائي، وبالأخص مشاركة الكويت حكومة ورجال أعمال في قمة مصر الاقتصادية المقرر عقدها بشرم الشيخ في مارس المقبل، ورغبة الكويتيين في زيادة استثماراتهم بمصر بمعدلات ضخمة، وهي الرغبة التي قابلها الرئيس في لقاءيه مع غرفة التجارة والصناعة ورجال الأعمال الكويتيين بقوله: "ولماذا انتظار انعقاد المؤتمر .. تعالوا من الآن للاستثمار، قانون الاستثمار الموحد أوشك على الصدور، ونظام الشباك الواحد للحصول على الموافقات والتراخيص سيتم تدشينه خلال أسابيع، ومكتبي مفتوح أمامكم". القيادة الكويتية ومعها الشعب، تكن إعجاباً كبيراً بشخصية السيسي واتزانه وصراحته، وتنظر إليه ليس فقط كمنقذ لمصر وإنما للدول العربية، والمسئولون الكويتيون يقولون دون مواربة : لو كانت مصر - لا سمح الله - سقطت في دوامة الفوضى، لتداعي بنيان بقية الدول العربية التي تتساند على الجدار المصري، كقطع الدومينو . هناك أيضاً تقدير بالغ عبر عنه الشيخ صباح الأحمد وكبار المسئولين الكويتيين في لقاءاتهم مع الرئيس لما حققه في غضون سبعة أشهر أو أقل من توليه المسئولية، على الصعيدين الأمني والاقتصادي، مما أدى إلى استعادة الاستقرار، وارتفاع المؤشرات الاقتصادية المصرية، وينظر الأمير والمسئولون الكويتيون بانبهار لمشروع شق قناة السويس الجديدة بمعدلات قياسية، والإعلان عن الانتهاء منه في أغسطس المقبل، وهو أمر قابله السيسى بالتأكيد على أن الغرض ليس مجرد انجاز مشروع في عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام، إنما هو في الأساس شحذ عزائم المصريين واستنهاض هممهم حينما يشاهدون هذا الحلم وقد أصبح حقيقة في 12 شهراً لا غير، مما يعيد لهم الثقة فى أنفسهم وفى قدرة بلدهم على الانطلاق. ذلك الإعجاب والتقدير للرئيس السيسي، مع صلات الرحم والقربى والمودة والعرفان التي تربط الشعبين المصري والكويتي، أفصحت عنه الحفاوة البالغة التي قوبل بها السيسى منذ وصوله إلى العاصمة الكويتية، وحتى إقلاع طائرته في رحلة العودة إلى القاهرة. ولم يفت الوفد الرسمي، والصحفي المتابع لزيارة السيسى إلى الكويت، الانتباه إلى اشارة لها مغزى أثناء حضورهم حفل العشاء الذي أقامه الأمير تكريما للرئيس، ففي اللحظة التي دخل فيها السيسي إلى قاعة الحفل وتهيأ للجلوس، صدحت أنغام فرقة الموسيقى العربية في جانب القاعة والتي تضم عازفين كويتيين ومصريين بعزف لحن "تسلم الأيادي" ، ونظر الأمير إلى الرئيس وهو يبتسم، ويبدو وكأنه يحييه بلسان كلمات الأغنية . قبل أن يستقل السيسي طائرته عائدا إلى أرض الوطن، حرص كعادته على لقاء أعضاء الوفد الصحفي والإعلامي المصري، معبرا عن تقديره لجهدهم ومحفزا لدورهم في إعادة اللحمة إلى نسيج الشعب واصطفاف المواطنين في مواجهة المخاطر التي تهدد بقاء الدولة . عدة رسائل أطلقها السيسى لجماهير الشعب من خلال اللقاء أهمها: - هدفنا هو استعادة مكانة الدولة المصرية، في سباق يقوم على استنهاض الأمة المصرية وعودة الثقة في نفوس المصريين، بعد ما جرى في عقود مضت آخرها السنوات الأربع الماضية . - لابد أن يعود التماسك إلى الشعب المصري، ونقبل أن يتعايش معنا المخالفون بفكرهم شريطة عدم الإضرار بالبلد، وأن يكون الفكر هو ما يجابه الفكر . - تجديد الخطاب الديني يحتل أولوية ملحة، ومسألة تعميق الوعي بصحيح الدين، وتصحيح صورة الإسلام في الخارج، أمر يحتاج إلى سنوات طويلة، نأمل في اختصارها، وهذا يستدعى منا الحفاظ على مكانة الأزهر الشريف كرمز للعالم الإسلامي، في ظل الإصلاح اللازم لمؤسسات التوعية . - أنا ضد أن يقال عن بلد تعداده 90 مليون نسمة أنه يفتقر للكفاءات، رغم ما ناله من تجريف خلال 30 عاماً مضت، فلدينا خبراء عالميون، لكن ليس عندنا الآلية التى تفرز وتختار، وأنا حريص على البحث عن النابغين والشرفاء للاستعانة بهم واسناد المناصب لهم . - الصين حققت انجازها بعد كفاح 60 عاماً، وانفتاح مضى عليه 35 عاماً، ومصر فى الستينيات كانت على أعتاب أن تكون قوة ذات شأن، فتكالبت عليها قوى خارجية لضرب نهضتها، لذا علينا أن ننطلق نحو بناء دولتنا الحديثة، وأن نحمى تجربتنا فى نفس الوقت، ووسيلتنا هى الاصطفاف والتماسك وأن نصبر بعض الوقت لنجنى الثمار. أهم رسائل السيسى عن مصر العائدة بقوة : "إننا دولة مؤسسات، يتداول على حكمها نظم يختارها الشعب، ولسنا نظاماً يتسلط على الدولة". ويرى السيسي نفسه على النحو الذي قبل به تكليف الشعب: "أنا مش حاكم . لست أحكمكم . أنا واحد منكم وليتموه أمركم لمهمة واحدة هي حماية مصر ". أدعو الله أن يديم عليه صفاء البصيرة . "نريد أن نقول للعالم: لقد عدنا .. مصر رجعت إلى دورها ومكانتها، هذا هو الهدف من زياراتي إلى الدول العربية والأجنبية". هذه كانت إجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على سؤال طرحه بنفسه: "لماذا جئنا إلى الكويت؟"، وكان الرئيس يتحدث مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وأعضاء الوفد الإعلامي المصري الكبير في ختام زيارة اليومين التي قام بها إلى العاصمة الكويتية. على أجندة الرئيس خلال هذا الشهر، زيارات أخرى تحدد مواعيدها بالفعل، وتشمل الإمارات، ودافوس بسويسرا حيث المنتدى الاقتصادي العالمي، وأديس أبابا حيث قمة الاتحاد الأفريقي. قبلها يلتقي الرئيس في القاهرة مع شينزو آبى رئيس وزراء اليابان، وبعدها يزور البحرين . كل هذه الزيارات لنفس الغرض: مصر تستعيد دورها كقوة إقليمية محورية، في منطقة هي في أضعف حالاتها، ووسط حالة انكشاف تخل بمعادلة التوازن الاستراتيجي في الإقليم، بما يحمله ذلك من أخطار فوق مخاطر. مع قادة الدول العربية، ومنهم الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت، يركز السيسي على لملمة الصف العربي لمواجهة التحديات الكبرى في دول عربية مؤثرة شرقاً وغرباً، ومجابهة تهديد الإرهاب الذي يكاد يعصف بالمنطقة. تلك الملفات كانت لها أولوية متقدمة على جدول أعمال مباحثات القمة المصرية الكويتية، لأسباب عديدة، في صدارتها، أن أمير الكويت الذي يترأس القمة العربية في دورتها الحالية، سوف يسلم رئاسة القمة إلى الرئيس السيسي في الدورة المقبلة التي ستعقد بمصر في نهاية مارس المقبل. يتهيأ السيسي إذن لحمل هموم فوق هم شئون أمة يقف مصيرها على المحك، فوق شئون بلد يتعافى ويستعد للانطلاق، يبدو الرئيس واثقا من قدرته على النهوض بتلك المسئوليات الجسيمة، ويبدو متفائلا بأنه مثلما استعادت مصر دورها، فالأمة العربية ستستعيد قوتها وقدرتها على اجتياز التحديات الصعبة . تطابق الأفكار والرؤى، ساد جولتي مباحثات السيسي والصباح، تجاه الملفات العربية المعقدة ومنها الأوضاع في سوريا والعراق واليمن وليبيا، مثلما كان الأمر مع ملفات التعاون الثنائي، وبالأخص مشاركة الكويت حكومة ورجال أعمال في قمة مصر الاقتصادية المقرر عقدها بشرم الشيخ في مارس المقبل، ورغبة الكويتيين في زيادة استثماراتهم بمصر بمعدلات ضخمة، وهي الرغبة التي قابلها الرئيس في لقاءيه مع غرفة التجارة والصناعة ورجال الأعمال الكويتيين بقوله: "ولماذا انتظار انعقاد المؤتمر .. تعالوا من الآن للاستثمار، قانون الاستثمار الموحد أوشك على الصدور، ونظام الشباك الواحد للحصول على الموافقات والتراخيص سيتم تدشينه خلال أسابيع، ومكتبي مفتوح أمامكم". القيادة الكويتية ومعها الشعب، تكن إعجاباً كبيراً بشخصية السيسي واتزانه وصراحته، وتنظر إليه ليس فقط كمنقذ لمصر وإنما للدول العربية، والمسئولون الكويتيون يقولون دون مواربة : لو كانت مصر - لا سمح الله - سقطت في دوامة الفوضى، لتداعي بنيان بقية الدول العربية التي تتساند على الجدار المصري، كقطع الدومينو . هناك أيضاً تقدير بالغ عبر عنه الشيخ صباح الأحمد وكبار المسئولين الكويتيين في لقاءاتهم مع الرئيس لما حققه في غضون سبعة أشهر أو أقل من توليه المسئولية، على الصعيدين الأمني والاقتصادي، مما أدى إلى استعادة الاستقرار، وارتفاع المؤشرات الاقتصادية المصرية، وينظر الأمير والمسئولون الكويتيون بانبهار لمشروع شق قناة السويس الجديدة بمعدلات قياسية، والإعلان عن الانتهاء منه في أغسطس المقبل، وهو أمر قابله السيسى بالتأكيد على أن الغرض ليس مجرد انجاز مشروع في عام واحد بدلا من ثلاثة أعوام، إنما هو في الأساس شحذ عزائم المصريين واستنهاض هممهم حينما يشاهدون هذا الحلم وقد أصبح حقيقة في 12 شهراً لا غير، مما يعيد لهم الثقة فى أنفسهم وفى قدرة بلدهم على الانطلاق. ذلك الإعجاب والتقدير للرئيس السيسي، مع صلات الرحم والقربى والمودة والعرفان التي تربط الشعبين المصري والكويتي، أفصحت عنه الحفاوة البالغة التي قوبل بها السيسى منذ وصوله إلى العاصمة الكويتية، وحتى إقلاع طائرته في رحلة العودة إلى القاهرة. ولم يفت الوفد الرسمي، والصحفي المتابع لزيارة السيسى إلى الكويت، الانتباه إلى اشارة لها مغزى أثناء حضورهم حفل العشاء الذي أقامه الأمير تكريما للرئيس، ففي اللحظة التي دخل فيها السيسي إلى قاعة الحفل وتهيأ للجلوس، صدحت أنغام فرقة الموسيقى العربية في جانب القاعة والتي تضم عازفين كويتيين ومصريين بعزف لحن "تسلم الأيادي" ، ونظر الأمير إلى الرئيس وهو يبتسم، ويبدو وكأنه يحييه بلسان كلمات الأغنية . قبل أن يستقل السيسي طائرته عائدا إلى أرض الوطن، حرص كعادته على لقاء أعضاء الوفد الصحفي والإعلامي المصري، معبرا عن تقديره لجهدهم ومحفزا لدورهم في إعادة اللحمة إلى نسيج الشعب واصطفاف المواطنين في مواجهة المخاطر التي تهدد بقاء الدولة . عدة رسائل أطلقها السيسى لجماهير الشعب من خلال اللقاء أهمها: - هدفنا هو استعادة مكانة الدولة المصرية، في سباق يقوم على استنهاض الأمة المصرية وعودة الثقة في نفوس المصريين، بعد ما جرى في عقود مضت آخرها السنوات الأربع الماضية . - لابد أن يعود التماسك إلى الشعب المصري، ونقبل أن يتعايش معنا المخالفون بفكرهم شريطة عدم الإضرار بالبلد، وأن يكون الفكر هو ما يجابه الفكر . - تجديد الخطاب الديني يحتل أولوية ملحة، ومسألة تعميق الوعي بصحيح الدين، وتصحيح صورة الإسلام في الخارج، أمر يحتاج إلى سنوات طويلة، نأمل في اختصارها، وهذا يستدعى منا الحفاظ على مكانة الأزهر الشريف كرمز للعالم الإسلامي، في ظل الإصلاح اللازم لمؤسسات التوعية . - أنا ضد أن يقال عن بلد تعداده 90 مليون نسمة أنه يفتقر للكفاءات، رغم ما ناله من تجريف خلال 30 عاماً مضت، فلدينا خبراء عالميون، لكن ليس عندنا الآلية التى تفرز وتختار، وأنا حريص على البحث عن النابغين والشرفاء للاستعانة بهم واسناد المناصب لهم . - الصين حققت انجازها بعد كفاح 60 عاماً، وانفتاح مضى عليه 35 عاماً، ومصر فى الستينيات كانت على أعتاب أن تكون قوة ذات شأن، فتكالبت عليها قوى خارجية لضرب نهضتها، لذا علينا أن ننطلق نحو بناء دولتنا الحديثة، وأن نحمى تجربتنا فى نفس الوقت، ووسيلتنا هى الاصطفاف والتماسك وأن نصبر بعض الوقت لنجنى الثمار. أهم رسائل السيسى عن مصر العائدة بقوة : "إننا دولة مؤسسات، يتداول على حكمها نظم يختارها الشعب، ولسنا نظاماً يتسلط على الدولة". ويرى السيسي نفسه على النحو الذي قبل به تكليف الشعب: "أنا مش حاكم . لست أحكمكم . أنا واحد منكم وليتموه أمركم لمهمة واحدة هي حماية مصر ". أدعو الله أن يديم عليه صفاء البصيرة .