قفزة كبيرة ل الدولار الأمريكي اليوم الجمعة 11-7-2025.. وهبوط بقية العملات الأجنبية    وزير الري: عدد الشكاوى من المياه انخفض بشكل كبير للغاية الفترة الماضية    بحيرات صناعية وسدود، مشروعات تنموية كبرى بمدينة مرسى علم بتكلفة 640.5 مليون جنيه    نتنياهو: من المرجح أن نتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال أيام قليلة    ترامب: حلفاؤنا في "الناتو" سيدفعون ثمن الأسلحة الأمريكية التي تتسلمها أوكرانيا    ترامب: كندا ستواجه رسومًا جمركية بنسبة 35% اعتبارًا من 1 أغسطس    إكرامي يفجر مفاجأة: وسام أبو علي مكمل مع الأهلي (فيديو)    رابط نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 الدور الأول.. تجاري وصناعي وزراعي وفندقي    السيطرة على حريق بورشة السكة الحديد بطريق الحسينية في الزقازيق    عمرو دياب يُحيي حفل في جدة.. ويغني ألبوم "ابتدينا" لأول مرة    ياسمين الخطيب للمطربين الراغبين في «التوبة»: «ما تتوب هو حد ماسكك؟»    آمال ماهر: «الأمومة حاجة حلوة وبتفرح لكن فيها تعب ومسؤولية»    نجم الأهلي لمصراوي: "زيزو ضربة موجعة للزمالك.. وخطأ كبير يسألون عنه"    «مش عايزين نقول الأهلي اللي عملك».. تعليق ناري من طارق يحيى بشأن أزمة وسام أبوعلي    حماس: تصريحات نتنياهو تؤكد نيته بوضع العراقيل .. وشهداء إثر قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين    مسؤول إسرائيلي: اليورانيوم الإيراني نجا من الهجمات الأمريكية    في جولة داخل المبنى، حجم الأضرار بسنترال رمسيس بعد تجدد اشتعال النيران (فيديو وصور)    سائق توك توك يشرع في قتل زوج شقيقته بسبب مبلغ مالي بسوهاج    وفاة طالب هندسة إثر سقوطه من سيارة خلال نقل منقولات زفاف بالفيوم    «الطقس× أسبوع».. شديد الحرارة والرطوبة والأرصاد تحذر من الشبورة والرياح بالمحافظات    السيطرة على حريق في مصنع كيما أسوان    الأوقاف تفتتح 8 مساجد اليوم الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله    تردد قناة MBC Action hd الناقلة لمباراة نهائي كأس العالم للأندية 2025    ممدوح عباس: المدير الرياضي المسؤول الأول والأخير عن الصفقات    الصحة: ولادة توأم ملتصق من الصدر والبطن بنجاح في مستشفى الفيوم العام    اختراق علمي، دواء يؤخر ظهور السكري من النوع الأول لسنوات    تنسيق الجامعات 2025، ضوابط وقواعد أداء اختبارات القدرات بكلية علوم الرياضة    "الإخوان المسلمون" : لا صلة لنا ب"حسم" ونلتزم بالعمل السلمي في مواجهة الانقلاب    باسم مرسي: فيريرا كان له دور كبير في مسيرتي وتعرضت للظلم مع المنتخب    أول تعليق من وائل القباني بعد غيابه عن تكريم الزمالك للرمادي وجهازه    سجل الآن، موقع التنسيق يفتح باب التسجيل لاختبارات القدرات    عاجل.. " المركزي "يثبت أسعار الفائدة لدعم استقرار التضخم وتحفيز النمو الاقتصادي.. البيان كاملًا    منة عرفة تنشر إطلالات جريئة مختلفة على البحر من إجازتها الصيفية والجمهور يعلق    الجبهة الوطنية بالبحيرة يناقش استعدادات الحزب لانتخابات مجلس الشيوخ    «الوطنية للصحافة»: بدل التدريب والتكنولوجيا عن شهر يولية 2025 الاثنين المقبل    طريقة عمل البان كيك، لإفطار خفيف ومغذي في الصيف    نجاح ولادة نادرة لتوأمين ملتصقين بمستشفى الفيوم العام    وزير الري: مصر تأثرت بملء السد الإثيوبي والأمطار خففت حدة الأزمة    سعر البطيخ والموز والفاكهة في الأسواق اليوم الجمعة 11 يوليو 2025    انطلاق معرض «ديارنا» للمنتجات البيئية اليدوية في مطروح.. صور    أخبار × 24 ساعة.. البنك المركزى يقرر تثبيت أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض    مدحت العدل يحيي ذكرى وفاة شقيقه سامي العدل ب"قصيدة حب"    لماذا حرم الله الربا؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم من حج ولم يزر قبر النبي صلى الله عليه وسلم .. أمين الفتوى يٌجيب    لبنان.. توغل جرافات إسرائيلية جنوب بلدة عديسة    "بيان حسم".. محاولة بث الحياة في تنظيم ميت    مجلس إدارة الزمالك يشكر الجنايني وإمام وميدو    ذعر جديد في رمسيس.. حريق جزئي داخل السنترال يعيد كابوس الانقطاع    رسميا بعد قرار المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 11 يوليو 2025    طائرات بدون طيار وصواريخ.. القصف الروسى لأوكرانيا عرض مستمر    ما حكم إفشاء الأسرار الزوجية؟.. أمين الفتوى يجيب (فيديو)    خالد الجندي: إذا خاطب الله عبده يوم القيامة فهو في دائرة الأمن والأمان    ساويرس و3 آخرين .. هؤلاء يملكون ثروة تعادل ممتلكات نصف سكان القارة السمراء    لماذا نحتاج إلى الثقافة (9).. عندما تغيب ثقافتنا نتوهم فوز الآخر    «بعد 25 سنة بالقائمة الحمراء».. القصة الكاملة لإعادة موقع أبو مينا الأثري لسجل التراث العالمي باليونسكو    خبير اقتصادي صيني: تسريبات ترامب "دعائية".. والصين ترفض الهزيمة الروسية    تعزز صحة الكبد- 3 توابل أضفها إلى طعامك    أمين الفتوى يحذر من الزواج العرفي: خطر جسيم على المرأة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقة وقلم
ياسر رزق يكتب عن زيارة الرئيس السيسي في الكويت يقولون : إنه عام مصر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 06 - 01 - 2015

عشية وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الكويت ظهر أمس، سألني صحفي كويتي شهير: هل تعرف الفرق بين السيسي ورؤساء مصر السابقين عبدالناصر والسادات ومبارك؟
هممت بالرد، لكنه أجاب: »‬أولهم جاء للحكم بإرادته ورفاقه أعضاء مجلس قيادة الثورة، والثاني والثالث جاءا بتصاريف القدر، بعد وفاة مفاجئة لرئيس، واغتيال مباغت لرئيس. أما السيسي فقد جاء بإرادة شعبية رغما عن رغبته. لهذا فمهمته أصعب، لأن الشعب يطالبه بما لم يطالب به سالفيه، وينتظر منه ما يتعذر علي غيره، مع ذلك أظن أنه سينجح».
قلت: »‬نعم.. لابد له أن ينجح، لابديل لنا عن هذا» فرد قائلا: »‬ولابديل لنا نحن أيضا».
كنا علي مأدبة عشاء في ضيافة الشيخ سلمان الصباح وزير الإعلام الكويتي، جمعت رؤساء تحرير الصحف المصرية ورؤساء تحرير الصحف الكويتية وأعضاء الوفد الإعلامي المصري المتابع لزيارة الرئيس السيسي الأولي للكويت.
الأحاديث المصرية الكويتية بطبيعة الحال كانت تنصب علي الزيارة، التي يترقبها الكويتيون في انتظار رجل، يرون أنه وضع سداً حال في اللحظة الأخيرة، دون انجراف مصر ومعها ما تبقي من الأمة العربية، في دوامة فوضي يغرق فيها الجميع دون أمل في نجاة.
وبين الجالسين إعلاميات كويتيات كن يرتدين دبوسا يحمل صورة السيسي، وآخر يحمل صورة الأمير الشيخ صباح الأحمد، في مشهد يصعب أن تراه في دولة أخري.
لا تحتاج وسط صحفيين كويتيين كبار، أن تشرح صورة ما يجري في مصر، فهم يتابعون الأحداث والتطورات لحظيا مثلما نتابعها وبنفس قدر الاهتمام، وبعضهم إما قادم لتوه من مصر، أو يستعد للذهاب إليها.
غير أنهم لا يستطيعون، حبا لمصر وإعجابا برئيسها، إخفاء سعادتهم بأنها أول زيارة لدولة خليجية يقوم بها السيسي، وأنها أول زيارة لدولة عربية يبيت فيها، ويقضي أكثر من 24 ساعة خارج مصر، وأنها أول زيارة خارجية للرئيس المصري تشهد هذا الحشد من رجال الإعلام، الذي يفوق عدده 80 صحفيا وإعلاميا.
لقاء العشاء، أتي في ختام لقاءات متتالية لرجال الصحافة والإعلام مع نخبة من كبار الكويتيين، بدأت بالشيخ سلمان وزير الإعلام، ثم الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، ثم عبدالوهاب البدر مدير الصندوق الكويتي للتنمية، واختتمت بلقاء مطول مع الشيخ صباح الخالد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي.
تلك اللقاءات لم تكن فقط تعبر عن حفاوة بالضيف الكبير الذي سيحل علي أرض الكويت في اليوم التالي لكنها في صلب حواراتها ومداولاتها كانت أقرب إلي استعراض مفصل للمباحثات التي سيجريها الرئيس المصري مع الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت بعدها بساعات فور وصوله إلي مطار العاصمة الكويتية، ثم في المساء علي مأدبة عشاء في قصر بيان. وكذلك لمضمون لقاءاته المكثفة علي مدار اليوم الأول لزيارته مع رجال الأعمال الكويتيين، ووزير الخارجية، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح.
مشاعر المحبة لمصر ولشعبها، لم يقتصد مسئول كويتي قابلناه، في أن يعبر عنها عرفانا بدور المعلم والطبيب والمهندس المصري في النهضة الكويتية، واحتراما للدماء المصرية والكويتية التي امتزجت علي أرض سيناء في حرب أكتوبر، وعلي أرض الكويت في حرب التحرير ووجدنا وزير الدولة الكويتي يقدم نفسه بأنه من مواليد مستشفي علي إبراهيم بالقاهرة وأنه أمضي طفولته بمصر، ويعتبر نفسه واحداً من المصريين.
أما عن مشاعر الارتياح لما جري خلال الشهور الستة الماضية في مصر، فلم يتردد مسئول كويتي في الإفصاح عنها.
فمصر علي حد قول وزير الخارجية هي قلب الأمة العربية، وعندما تأثر القلب بالمخاض العسير الذي تمر به المنطقة، تأثرت الأجنحة في دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا. وهي إذ تستعيد دورها القيادي، تعود العافية لأمتها.
ومصر علي حد تعبير مدير الصندوق الكويتي، تحقق بمشروع قناة السويس الجديدة، إنجازاً هائلا بحجم العمل في الحفر وزمن إنجازه وهذا المشروع كما وصفه، هو التربة الخصبة لاستثمارات هائلة منتظرة في محور تنمية قناة السويس الذي يعتبره الفرصة الذهبية للاستثمار في مصر، والفرصة الأكبر لمستقبل العالم العربي كله في منطقة واعدة ترشحها لأن تكون في الغد القريب أفضل من سنغافورة.
قضايا التعاون الثنائي المطروحة علي القمة المصرية الكويتية، محل اتفاق وتفاهم، ويحدد المسئولون الكويتيون موقفهم منها في النقاط التالية:
الكويت ستشارك في قمة مصر الاقتصادية بشرم الشيخ التي تبدأ 13 مارس المقبل، علي المستوي الرسمي ممثلا في الحكومة وهيئة الاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية، بجانب رجال الأعمال. وهذا القرار يسبق وصول الدعوة الرسمية، وقائمة المشروعات المطروحة للاستثمار في مجال البنية الأساسية وغيرها.
انخفاض الأسعار العالمية للنفط لن يؤثر علي المساعدات التي يقدمها الصندوق الكويتي لمصر، بل ستزداد لتصل إلي 1500 مليون دولار خلال 5 سنوات قادمة وسيزداد إجمالي مساعدات الصندوق بنسبة 20٪ اعتباراً من أبريل المقبل.
الجالية المصرية في الكويت التي تمثل 15٪ من تعداد البلاد، تحظي بكل تقدير وتسهيلات، ومشكلة تجديد الإقامات التي تأثر بها 1٪ من عدد أبناء الجالية يجري العمل علي تذليلها وفقا للقانون الكويتي.
نظام الكفيل محل دراسة في الحكومة الكويتية لإيجاد بدائل له.
التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصحيح صورة الإسلام، يتم بين البلدين علي المستوي الثنائي، وكذلك علي المستوي العربي عبر آليات الجامعة العربية التي يعكف خبراؤها علي وضع استراتيجية تستند إلي الفكر في مواجهة التطرف، ويعول الكويتيون كثيرا علي دور الأزهر الشريف في مجال محاربة التطرف وتصحيح صورة الدين السمح.
تثمن الكويت موقف القيادة المصرية من جهود المصالحة مع قطر التي تبنتها الكويت، وتضمنتها مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله، وتؤكد التزامها بالدفع في اتجاه تنفيذ اتفاق الرياض، ومتابعة تنفيذه وإزالة أي عوائق.
أما علي صعيد القضايا العربية والإقليمية.. فهناك توافق كامل بين مواقف البلدين تجاهها، واكتسب النقاش بين القيادتين المصرية والكويتية أهمية خاصة في هذا السياق، انطلاقا من أن أمير الكويت الرئيس الحالي للقمة العربية سيسلم رئاسة القمة في دورتها الجديدة نهاية مارس المقبل إلي الرئيس السيسي في مؤتمر القمة المقبل الذي تستضيفه مصر.
وتتطلع الكويت كما يؤكد وزير خارجيتها لأن يتسلم رئاسة القمة »‬أخ قادر» علي القيام بدور أكبر في حمل قضايا الأمة، خاصة مع تنامي الدور المصري في العراق وامتداده إلي سوريا وليبيا، وتأمل أن تنجح مصر في جهودها لجمع المعارضة وممثلي النظام السوري في اجتماع بالقاهرة.
ولا تخفي الكويت قلقها من مخاطر تنظيم داعش الذي يحتل مساحات شاسعة علي مرمي حجر منها داخل العراق، وأحال سوريا إلي بؤرة تجمع آلاف المتطرفين الأجانب القادمين من أوروبا وأمريكا.
كما لا تخفي قلقها من البرنامج النووي الإيراني، حتي لو كان يقتصر علي مجال الاستخدام السلمي، لأن بعض مفاعلاته تقع علي الشاطئ الآخر من الخليج، مما يهدد الكويت بمخاطر داهمة، علي الأقل بيئية في حالة حدوث تسرب في مياه الخليج.
وفي هذا المجال، تدعو الكويت إلي إحياء المبادرة المصرية بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة التدمير الشامل، لتجنب هذه المخاطر.
بالأمس.. جرت مباحثات القمة المصرية الكويتية، ولقاءات الرئيس السيسي مع كبار المسئولين الكويتيين، وسط حفاوة بالغة، واهتمام إعلامي كبير، تمثل في إذاعة وصول الرئيس وبث لقائه مع الأمير علي مأدبة العشاء علي الهواء مباشرة بالتليفزيون الكويتي وهو حدث يتم لأول مرة مع رئيس دولة، ووسط رغبة مشتركة في الوصول إلي قرارات ونتائج تدفع بعلاقات التعاون المشترك، وتطلع كويتي إلي دور مصري متزايد في استعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية.
هنا في الكويت.. يشعرون بالتفاؤل لزيارة السيسي في مطلع عام، تري القيادة الكويتية أنه سيكون عام مصر.
عشية وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي الكويت ظهر أمس، سألني صحفي كويتي شهير: هل تعرف الفرق بين السيسي ورؤساء مصر السابقين عبدالناصر والسادات ومبارك؟
هممت بالرد، لكنه أجاب: »‬أولهم جاء للحكم بإرادته ورفاقه أعضاء مجلس قيادة الثورة، والثاني والثالث جاءا بتصاريف القدر، بعد وفاة مفاجئة لرئيس، واغتيال مباغت لرئيس. أما السيسي فقد جاء بإرادة شعبية رغما عن رغبته. لهذا فمهمته أصعب، لأن الشعب يطالبه بما لم يطالب به سالفيه، وينتظر منه ما يتعذر علي غيره، مع ذلك أظن أنه سينجح».
قلت: »‬نعم.. لابد له أن ينجح، لابديل لنا عن هذا» فرد قائلا: »‬ولابديل لنا نحن أيضا».
كنا علي مأدبة عشاء في ضيافة الشيخ سلمان الصباح وزير الإعلام الكويتي، جمعت رؤساء تحرير الصحف المصرية ورؤساء تحرير الصحف الكويتية وأعضاء الوفد الإعلامي المصري المتابع لزيارة الرئيس السيسي الأولي للكويت.
الأحاديث المصرية الكويتية بطبيعة الحال كانت تنصب علي الزيارة، التي يترقبها الكويتيون في انتظار رجل، يرون أنه وضع سداً حال في اللحظة الأخيرة، دون انجراف مصر ومعها ما تبقي من الأمة العربية، في دوامة فوضي يغرق فيها الجميع دون أمل في نجاة.
وبين الجالسين إعلاميات كويتيات كن يرتدين دبوسا يحمل صورة السيسي، وآخر يحمل صورة الأمير الشيخ صباح الأحمد، في مشهد يصعب أن تراه في دولة أخري.
لا تحتاج وسط صحفيين كويتيين كبار، أن تشرح صورة ما يجري في مصر، فهم يتابعون الأحداث والتطورات لحظيا مثلما نتابعها وبنفس قدر الاهتمام، وبعضهم إما قادم لتوه من مصر، أو يستعد للذهاب إليها.
غير أنهم لا يستطيعون، حبا لمصر وإعجابا برئيسها، إخفاء سعادتهم بأنها أول زيارة لدولة خليجية يقوم بها السيسي، وأنها أول زيارة لدولة عربية يبيت فيها، ويقضي أكثر من 24 ساعة خارج مصر، وأنها أول زيارة خارجية للرئيس المصري تشهد هذا الحشد من رجال الإعلام، الذي يفوق عدده 80 صحفيا وإعلاميا.
لقاء العشاء، أتي في ختام لقاءات متتالية لرجال الصحافة والإعلام مع نخبة من كبار الكويتيين، بدأت بالشيخ سلمان وزير الإعلام، ثم الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح وزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، ثم عبدالوهاب البدر مدير الصندوق الكويتي للتنمية، واختتمت بلقاء مطول مع الشيخ صباح الخالد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي.
تلك اللقاءات لم تكن فقط تعبر عن حفاوة بالضيف الكبير الذي سيحل علي أرض الكويت في اليوم التالي لكنها في صلب حواراتها ومداولاتها كانت أقرب إلي استعراض مفصل للمباحثات التي سيجريها الرئيس المصري مع الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت بعدها بساعات فور وصوله إلي مطار العاصمة الكويتية، ثم في المساء علي مأدبة عشاء في قصر بيان. وكذلك لمضمون لقاءاته المكثفة علي مدار اليوم الأول لزيارته مع رجال الأعمال الكويتيين، ووزير الخارجية، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ورئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح.
مشاعر المحبة لمصر ولشعبها، لم يقتصد مسئول كويتي قابلناه، في أن يعبر عنها عرفانا بدور المعلم والطبيب والمهندس المصري في النهضة الكويتية، واحتراما للدماء المصرية والكويتية التي امتزجت علي أرض سيناء في حرب أكتوبر، وعلي أرض الكويت في حرب التحرير ووجدنا وزير الدولة الكويتي يقدم نفسه بأنه من مواليد مستشفي علي إبراهيم بالقاهرة وأنه أمضي طفولته بمصر، ويعتبر نفسه واحداً من المصريين.
أما عن مشاعر الارتياح لما جري خلال الشهور الستة الماضية في مصر، فلم يتردد مسئول كويتي في الإفصاح عنها.
فمصر علي حد قول وزير الخارجية هي قلب الأمة العربية، وعندما تأثر القلب بالمخاض العسير الذي تمر به المنطقة، تأثرت الأجنحة في دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا. وهي إذ تستعيد دورها القيادي، تعود العافية لأمتها.
ومصر علي حد تعبير مدير الصندوق الكويتي، تحقق بمشروع قناة السويس الجديدة، إنجازاً هائلا بحجم العمل في الحفر وزمن إنجازه وهذا المشروع كما وصفه، هو التربة الخصبة لاستثمارات هائلة منتظرة في محور تنمية قناة السويس الذي يعتبره الفرصة الذهبية للاستثمار في مصر، والفرصة الأكبر لمستقبل العالم العربي كله في منطقة واعدة ترشحها لأن تكون في الغد القريب أفضل من سنغافورة.
قضايا التعاون الثنائي المطروحة علي القمة المصرية الكويتية، محل اتفاق وتفاهم، ويحدد المسئولون الكويتيون موقفهم منها في النقاط التالية:
الكويت ستشارك في قمة مصر الاقتصادية بشرم الشيخ التي تبدأ 13 مارس المقبل، علي المستوي الرسمي ممثلا في الحكومة وهيئة الاستثمار والصندوق الكويتي للتنمية، بجانب رجال الأعمال. وهذا القرار يسبق وصول الدعوة الرسمية، وقائمة المشروعات المطروحة للاستثمار في مجال البنية الأساسية وغيرها.
انخفاض الأسعار العالمية للنفط لن يؤثر علي المساعدات التي يقدمها الصندوق الكويتي لمصر، بل ستزداد لتصل إلي 1500 مليون دولار خلال 5 سنوات قادمة وسيزداد إجمالي مساعدات الصندوق بنسبة 20٪ اعتباراً من أبريل المقبل.
الجالية المصرية في الكويت التي تمثل 15٪ من تعداد البلاد، تحظي بكل تقدير وتسهيلات، ومشكلة تجديد الإقامات التي تأثر بها 1٪ من عدد أبناء الجالية يجري العمل علي تذليلها وفقا للقانون الكويتي.
نظام الكفيل محل دراسة في الحكومة الكويتية لإيجاد بدائل له.
التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتصحيح صورة الإسلام، يتم بين البلدين علي المستوي الثنائي، وكذلك علي المستوي العربي عبر آليات الجامعة العربية التي يعكف خبراؤها علي وضع استراتيجية تستند إلي الفكر في مواجهة التطرف، ويعول الكويتيون كثيرا علي دور الأزهر الشريف في مجال محاربة التطرف وتصحيح صورة الدين السمح.
تثمن الكويت موقف القيادة المصرية من جهود المصالحة مع قطر التي تبنتها الكويت، وتضمنتها مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله، وتؤكد التزامها بالدفع في اتجاه تنفيذ اتفاق الرياض، ومتابعة تنفيذه وإزالة أي عوائق.
أما علي صعيد القضايا العربية والإقليمية.. فهناك توافق كامل بين مواقف البلدين تجاهها، واكتسب النقاش بين القيادتين المصرية والكويتية أهمية خاصة في هذا السياق، انطلاقا من أن أمير الكويت الرئيس الحالي للقمة العربية سيسلم رئاسة القمة في دورتها الجديدة نهاية مارس المقبل إلي الرئيس السيسي في مؤتمر القمة المقبل الذي تستضيفه مصر.
وتتطلع الكويت كما يؤكد وزير خارجيتها لأن يتسلم رئاسة القمة »‬أخ قادر» علي القيام بدور أكبر في حمل قضايا الأمة، خاصة مع تنامي الدور المصري في العراق وامتداده إلي سوريا وليبيا، وتأمل أن تنجح مصر في جهودها لجمع المعارضة وممثلي النظام السوري في اجتماع بالقاهرة.
ولا تخفي الكويت قلقها من مخاطر تنظيم داعش الذي يحتل مساحات شاسعة علي مرمي حجر منها داخل العراق، وأحال سوريا إلي بؤرة تجمع آلاف المتطرفين الأجانب القادمين من أوروبا وأمريكا.
كما لا تخفي قلقها من البرنامج النووي الإيراني، حتي لو كان يقتصر علي مجال الاستخدام السلمي، لأن بعض مفاعلاته تقع علي الشاطئ الآخر من الخليج، مما يهدد الكويت بمخاطر داهمة، علي الأقل بيئية في حالة حدوث تسرب في مياه الخليج.
وفي هذا المجال، تدعو الكويت إلي إحياء المبادرة المصرية بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة التدمير الشامل، لتجنب هذه المخاطر.
بالأمس.. جرت مباحثات القمة المصرية الكويتية، ولقاءات الرئيس السيسي مع كبار المسئولين الكويتيين، وسط حفاوة بالغة، واهتمام إعلامي كبير، تمثل في إذاعة وصول الرئيس وبث لقائه مع الأمير علي مأدبة العشاء علي الهواء مباشرة بالتليفزيون الكويتي وهو حدث يتم لأول مرة مع رئيس دولة، ووسط رغبة مشتركة في الوصول إلي قرارات ونتائج تدفع بعلاقات التعاون المشترك، وتطلع كويتي إلي دور مصري متزايد في استعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية.
هنا في الكويت.. يشعرون بالتفاؤل لزيارة السيسي في مطلع عام، تري القيادة الكويتية أنه سيكون عام مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.