دقائق من الرعب جنوب قنا.. 24 مصابًا بينهم أطفال في انقلاب ميكروباص بقفط    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    رغم هرولة الشرع للتطبيع، مروحيات إسرائيلية تستبيح مقر "الفرقة 15" بالسويداء    ليلة استمتع فيها الجمهور.. تامر حسنى يختتم حفل مهرجان العلمين بأغنية "قدها" وسط تصفيق حار    التنمية المحلية: بدء تنفيذ مشروع تطوير شارع إبراهيم بمنطقة الكوربة    وزير الخارجية يختتم جولته الأفريقية بشراكة اقتصادية تحقق التكامل بين مصر والقارة السمراء    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم بلدة المغير شرقي رام الله بالضفة الغربية    ترامب: لدينا فرصة للتوصل لاتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي    "الجبهة الوطنية": دعوات التظاهر أمام السفارات المصرية تخدم أجندات مشبوهة    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    تقرير يكشف موعد جراحة تير شتيجن في الظهر    رسميًا.. دي باول يزامل ميسي في إنتر ميامي الأمريكي    تردد قناة الأهلي الناقلة لمباريات الفريق بمعسكر تونس    "هما فين".. خالد الغندور يوجه رسالة لممدوح عباس    أسعار الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 26 يوليو 2025    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم السبت 26 يوليو 2025    24 مصابًا.. الدفع ب15 سيارة إسعاف لنقل مصابي «حادث ميكروباص قنا»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق كابينة كهرباء بشبرا| صور    الإسماعيلية تكشف تفاصيل مهرجان المانجو 2025.. الموعد وطريقة الاحتفال -صور    "الذوق العالى" تُشعل مسرح مهرجان العلمين.. وتامر حسنى: أتشرف بالعمل مع منير    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    مستشفى الناس تطلق خدمة القسطرة القلبية الطارئة بالتعاون مع وزارة الصحة    «لو شوكة السمك وقفت في حلقك».. جرب الحيلة رقم 3 للتخلص منها فورًا    محمد رياض يستعرض معايير التكريم بالمهرجان القومي للمسرح: لا تخضع للأهواء الشخصية    محافظ شمال سيناء: نجحنا في إدخال عدد كبير من الشاحنات لغزة بجهود مصرية وتضافر دولي    ترامب يحذر الأوروبيين من أمر مروع: نظموا أموركم وإلا لن تكون لديكم أوروبا بعد الآن    تامر حسني يهاجم عمرو دياب بعد تصنيف الهضبة لألبومه "لينا ميعاد": أنا تريند وأنت تحت    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية السبت 26 يوليو 2025    ليكيب: برشلونة يتوصل لاتفاق مع كوندي على تجديد عقده    خبر في الجول - اتفاق مبدئي بين بيراميدز وبانيك لضم إيفرتون.. ومدة التعاقد    رد فعل مفاجئ من كريم فؤاد بعد أنباء إصابته بالصليبي (صورة)    إحباط تهريب دقيق مدعم ومواد غذائية منتهية الصلاحية وسجائر مجهولة المصدر فى حملات تموينية ب الإسكندرية    أحمد السقا: «لما الكل بيهاجمني بسكت.. ومبشوفش نفسي بطل أكشن»    هاكل كشري بعد الحفلة.. المطرب الشامي يداعب جمهوره في مهرجان العلمين    روعوا المصطافين.. حبس 9 متهمين في واقعة مشاجرة شاطئ النخيل في الإسكندرية (صور)    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    أخبار كفر الشيخ اليوم.. شاب ينهي حياة آخر بسبب خلاف على درجة سلم    6 أبراج «الحظ هيبتسم لهم» في أغسطس: مكاسب مالية دون عناء والأحلام تتحول لواقع ملموس    تنسيق الثانوية العامة 2025.. التعليم العالي: هؤلاء الطلاب ممنوعون من تسجيل الرغبات    باحثة في قضايا المرأة: الفتيات المراهقات الأكثر عرضة للعنف الرقمي    عقود عمل لذوي الهمم بالشرقية لاستيفاء نسبة ال5% بالمنشآت الخاصة    مشروبات طبيعية تخفض ارتفاع ضغط الدم    الجلوكوما أو المياه الزرقاء: سارق البصر الصامت.. والكشف المبكر قد يساهم في تجنب العمى الدائم    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    شائعات كذّبها الواقع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد انتهاء المرحلة الاولى وهدم انفاقها

الجيش يستعيد مفاتيح رفح الحدودية ويقطع شريان الارهاب
الاخبار ترصد استعدادات البدء فى أخلاء المرحلة الثانية
الاهالى تتفهم مخاطر بقائهم على الامن القومى .. ويطالبون بسرعة الانتهاء من رفح الجديدة
مسنه برفح : قولوا لابنى السيسى قلبى وربى راضين عليك وربنا يحميك لمصر
تصوير: محمد الوشاحي
تطوي السجلات السرية للأمن القومي ما يكفي لمواصلة إقامة المنطقة العازلة بمدينة رفح المصرية الحدودية مع قطاع غزة والاراضي الفلسطينية المحتلة، وتستتر أهداف القوات المسلحة في تنفيذ عملية الإخلاء داخل مكنون قول الخضر للنبي موسى "كيف تصبر على ما لم تحط به خبراً"، لكن الراشدون يفهمون، والألغاز تتبدد مع إطلالة وجه الإرهاب القبيح من حولنا منادياً بالقتل والتخريب، متخفياً في الدين وهو من أعمالهم براء.
يعلم أهالي سيناء الصالح منهم والطالح يقيناً، أن منظور الامن القومي يتلخص في دولة حدودها آمنة غير مخترقة وأنه إذا حذرك الجيش فاحذر وإذا انذرك فلتتفادى غضبه .. إذن أيها الارهاب ارحل أو انتظر هلاكك!
ترتكز المشكلة في جوهرها على صعوبة انصهار حياة البادية في المجتمع ثقافيا، وعدد من الحالات الانسانية يستوجب أن تستوعبها الدولة وتشملها برعاياتها، وتحاول مديرية التضامن الاجتماعي والجمعيات الخيرية القيام بهذا الدور.
راحت بعثه " الاخبار " تشاهد وتراقب عن قرب ما جري بالمنطقة الحدودية بعد اخلاء المرحلة الاولى واستعاده القوات المسلحة مفاتيح رفح الحدودية ، واستعداد أهالي المرحلة لثانية للرحيل إلي مناطق أخري بعد استبيان ارائهم علي التعويضات المالية أو القبول بوحدات سكنية .
بدت الاوضاع الامنية اكثر استقراراً وتجلت سيطرة القوات المسلحة مع استمرارها فى قتل و مطاردة العناصر الارهابية فى كل البؤر المحتمل اختباءهم داخلها ، ورصدت رحلة " الاخبار " الى رفح جانب من حياة الاهالى ومعاناتهم والصعوبات التى توجههم قبل الرحيل تنفيذا لاخلاء المرحلة الثانية من المنطقة العازلة ، لتضعها امام القارى للتعرف على ما يحدث بالمنطقة الحدودية وبدا المشهد أكثر سكونا بعد أن قامت القوات المسلحة بازالة وتسوية المبان بالاراضى واصبحت المدارس خالية من الطلاب تمهيدا لهدمها هى الاخر ،الا ثلاث مساجد بالقرب من الجدار العازل تركتها القوات المسلحة داخل ال 500 متر الاولى بالمرحلة الاولى ، حاولت " الاخبار " التحرك تجاة الجدار الخرسانى الا ان رجال القوات المسلحة قامت باطلاق الطلقات التحذيرية تجاهنا ونصحتنا بالابتعاد عن المنطقة .
واثناء تواجد " محررى الاخبار" بالمنطقة الحدودية للوقوف على ما تم انجازه من المرحلة الاولى والتجهيز لاخلاء المنازل للمرحلة الثانية .. رصدت عدسة الاخبار عدد من المنازل البسيطة عبارة عن عشش خشبية صغيرة غير مجهزة للحياة الادمية الكريمة ، تأوى عشرات الاسر ، دفعنا الفضول للاقتراب منها للتعرف على أوضاعهم الحياتيه ، ومدى استجابتهم لقرار اخلاء المنطقة .
شكراً يا سيسي
وجدنا سيده مسنه تعيش داخل احدى العشش، تحمل بين ملامحه وجهها مظاهر الوطنية ، تعشق رمال سيناء ، كانت شاهده على حربى 67 و73 ، روت دماء زوجها أرض الفيزور وبعدها فقدت ابنها الاكبر فى حرب رد الكرامة .. صابرت وكافحت حتى عاد اليها شعاع الامل مع استرداد أرض الفيروز .. الحاجة " عواطف حماد " تعيش فى رفح الحدودية منذ أكثر من 65 عام ، تحكى الحاجة عواطف أن رفح كانت مدينة الابطال المدافعين عن وطنهم الا أن الانفاق هددت امنها واصبحت معبرا يمر فيه كل غريب مقابل المال وطلت علينا وجوه الارهابين المضللين عن طريقا ، وأكدت أن هناك موظفين تابعين للمحافظة جاءوا فى الامس للاطلاع علي أراء الاهالى ، وقالت إن مصلحة الوطن تقتضى من الجميع التكاتف ليس فقط لحماية حدودنا من المتسللين من فلسطين المحتلة من قبل اسرائيل ، ولكن لعودة الامن والامان فى ارجاء مصر ، وأنهت الحاجة عواطف حديثها قائله " يا ولدى عاوزك لو شوفت ابنى السيسى قوله قلبى وربى راضين عليك وربنا يحميك لمصر ويحميها ليك " .
تشرد الابناء
وداخل عشه لاتتعدى بضعه أمتار تجلس سنيه مع أبناءها الاربعة الصغار وهى شارده الذهن ، تفكر فى مستقبل أولادها بعد ترك المكان التى نشأت وترعرت فيه ، وضعت نصب أعينها أن مصلحة الوطن فوق مصالحها الشخصية ، فقد زوجها عمله كمزارع بعد اخلاء المرحلة الاولى من الاراضى والمنازل ، تشرد ابنها دراسياً بعد اغلاق وهدم مدرسة " التربية الحدودية " ، قالت سنيه أنها ستترك منزلها فوراً تنفيذا لقرار الاخلاء ولكن عقب توفير مكان أخر وقالت يجب على القوات المسلحة قبل اخلاء المنطقة الحدودية من المنازل بناء مدينة بديله تشمل كافه العائلات بدلا من فرقتهم وتشتتهم عن بعض ، و أضافت أن أبناءها لم يستطيعوا الذهاب الى مدرسة الشيخ زويد البديله ، لعدم استطاعتنا تكبد نفقات النقل يوميا الى المدرسة ، وخاصه بعد أن فقد زوجى عمله ، وليس لدينا مصدر رزق اخرن .
تحري الدقة
وأثناء تواجدنا بموقع المرحلة الثانية وجدنا رجل بلغ من العمر أرذله وكسا الشيب راسه ، وسط الاغنام والماغز ، يتمتم بصوت عذب بأيات القران الكريم جلسنا بجواره نستمع الى هذا الصوت الجميل ، ظن أننا مندوبين من محافظة شمال سيناء ، ولكن كالعاده خاب ظنه ، بعد أن تجاهل موظفى المحافظة تسجيل بياناته الشخصية للحصول على شقة بدلا من عشته الخشبية التى تقع داخل المرحلة الثانية ، حيث طالب محافظ شمال سيناء بالزام موظفيه بتحرى الدقة فى حصر كافة الاهالى وعدم السماح باهالى المرحلة الاولى من الاستفادة بالمرحلة الثانية ..
مصاعب الرحيل
وأمام احدى المنازل وجدنا سيارات نقل تصطف أمام منزل أحد أهالي المرحلة الثانية ، تحمل الاسرة أمتعتها الشخصية على ظهرها ، ومجموعة من الاهالى يتجمعون حول المنازل ، اقتربنا وعلمنا أن بعض الاهالى يحاولون اقناع رب المنزل بعدم تركه للمنزل بينما يرد هو بأن علينا الوقوف مع القوات المسلحة رغم صعوبة الرحيل علينا تحدثنا ،و قال اننا لن ننتظر وقت الاخلاء و لابد من مساعدة القوات المسلحة فى حماية حدودنا وان كلفنا ذلك الرحيل الكثير من المصاعب والمتاعب و اكد أن معظم أهالى المرحلة الاولى يتواجدوا فى المرحلة الثانية رغم حصولهم على مقابل لمنازلهم المهدمة وطالب بسرعة أنشاء المدينة الجديدة وسرعة تدخل المحافظة فى تحديد اسعار الاراضى وايجاد حل قانونى ينمنهم من مواجهة استغلال سماسرة الاراضى واصحاب العقارات وناشد الحاج محمد أهالى رفح الاحتكام الى العقل والمصلحة العليا للوطن .
عناء البحث
ومن جانبه قال ابو القاسم " مزارع " ان منطقة رفح الحدوية اصبحت خالية تماما من الارهابيين وان رحيل أبناء المنطقة ليس من السهل عليهم لما يكلفهم من عناء فى البحث فى وظائف جديده واشار قائلا ان معظم الرجال هنا يعملون فى مجال الزراعة والصناعة " الزيتون " يقومون بزراعته واعاده تصنيعه وبيعه لاهالى فمن الصعب ايجاد اراضى و استصلاحها بعد أن اخرجت اراضينا الخير يستفيد منه كافه ابناء المحافظة ويتم تصديره.
بعد انتهاء المرحلة الاولى وهدم انفاقها
الجيش يستعيد مفاتيح رفح الحدودية ويقطع شريان الارهاب
الاخبار ترصد استعدادات البدء فى أخلاء المرحلة الثانية
الاهالى تتفهم مخاطر بقائهم على الامن القومى .. ويطالبون بسرعة الانتهاء من رفح الجديدة
مسنه برفح : قولوا لابنى السيسى قلبى وربى راضين عليك وربنا يحميك لمصر
تصوير: محمد الوشاحي
تطوي السجلات السرية للأمن القومي ما يكفي لمواصلة إقامة المنطقة العازلة بمدينة رفح المصرية الحدودية مع قطاع غزة والاراضي الفلسطينية المحتلة، وتستتر أهداف القوات المسلحة في تنفيذ عملية الإخلاء داخل مكنون قول الخضر للنبي موسى "كيف تصبر على ما لم تحط به خبراً"، لكن الراشدون يفهمون، والألغاز تتبدد مع إطلالة وجه الإرهاب القبيح من حولنا منادياً بالقتل والتخريب، متخفياً في الدين وهو من أعمالهم براء.
يعلم أهالي سيناء الصالح منهم والطالح يقيناً، أن منظور الامن القومي يتلخص في دولة حدودها آمنة غير مخترقة وأنه إذا حذرك الجيش فاحذر وإذا انذرك فلتتفادى غضبه .. إذن أيها الارهاب ارحل أو انتظر هلاكك!
ترتكز المشكلة في جوهرها على صعوبة انصهار حياة البادية في المجتمع ثقافيا، وعدد من الحالات الانسانية يستوجب أن تستوعبها الدولة وتشملها برعاياتها، وتحاول مديرية التضامن الاجتماعي والجمعيات الخيرية القيام بهذا الدور.
راحت بعثه " الاخبار " تشاهد وتراقب عن قرب ما جري بالمنطقة الحدودية بعد اخلاء المرحلة الاولى واستعاده القوات المسلحة مفاتيح رفح الحدودية ، واستعداد أهالي المرحلة لثانية للرحيل إلي مناطق أخري بعد استبيان ارائهم علي التعويضات المالية أو القبول بوحدات سكنية .
بدت الاوضاع الامنية اكثر استقراراً وتجلت سيطرة القوات المسلحة مع استمرارها فى قتل و مطاردة العناصر الارهابية فى كل البؤر المحتمل اختباءهم داخلها ، ورصدت رحلة " الاخبار " الى رفح جانب من حياة الاهالى ومعاناتهم والصعوبات التى توجههم قبل الرحيل تنفيذا لاخلاء المرحلة الثانية من المنطقة العازلة ، لتضعها امام القارى للتعرف على ما يحدث بالمنطقة الحدودية وبدا المشهد أكثر سكونا بعد أن قامت القوات المسلحة بازالة وتسوية المبان بالاراضى واصبحت المدارس خالية من الطلاب تمهيدا لهدمها هى الاخر ،الا ثلاث مساجد بالقرب من الجدار العازل تركتها القوات المسلحة داخل ال 500 متر الاولى بالمرحلة الاولى ، حاولت " الاخبار " التحرك تجاة الجدار الخرسانى الا ان رجال القوات المسلحة قامت باطلاق الطلقات التحذيرية تجاهنا ونصحتنا بالابتعاد عن المنطقة .
واثناء تواجد " محررى الاخبار" بالمنطقة الحدودية للوقوف على ما تم انجازه من المرحلة الاولى والتجهيز لاخلاء المنازل للمرحلة الثانية .. رصدت عدسة الاخبار عدد من المنازل البسيطة عبارة عن عشش خشبية صغيرة غير مجهزة للحياة الادمية الكريمة ، تأوى عشرات الاسر ، دفعنا الفضول للاقتراب منها للتعرف على أوضاعهم الحياتيه ، ومدى استجابتهم لقرار اخلاء المنطقة .
شكراً يا سيسي
وجدنا سيده مسنه تعيش داخل احدى العشش، تحمل بين ملامحه وجهها مظاهر الوطنية ، تعشق رمال سيناء ، كانت شاهده على حربى 67 و73 ، روت دماء زوجها أرض الفيزور وبعدها فقدت ابنها الاكبر فى حرب رد الكرامة .. صابرت وكافحت حتى عاد اليها شعاع الامل مع استرداد أرض الفيروز .. الحاجة " عواطف حماد " تعيش فى رفح الحدودية منذ أكثر من 65 عام ، تحكى الحاجة عواطف أن رفح كانت مدينة الابطال المدافعين عن وطنهم الا أن الانفاق هددت امنها واصبحت معبرا يمر فيه كل غريب مقابل المال وطلت علينا وجوه الارهابين المضللين عن طريقا ، وأكدت أن هناك موظفين تابعين للمحافظة جاءوا فى الامس للاطلاع علي أراء الاهالى ، وقالت إن مصلحة الوطن تقتضى من الجميع التكاتف ليس فقط لحماية حدودنا من المتسللين من فلسطين المحتلة من قبل اسرائيل ، ولكن لعودة الامن والامان فى ارجاء مصر ، وأنهت الحاجة عواطف حديثها قائله " يا ولدى عاوزك لو شوفت ابنى السيسى قوله قلبى وربى راضين عليك وربنا يحميك لمصر ويحميها ليك " .
تشرد الابناء
وداخل عشه لاتتعدى بضعه أمتار تجلس سنيه مع أبناءها الاربعة الصغار وهى شارده الذهن ، تفكر فى مستقبل أولادها بعد ترك المكان التى نشأت وترعرت فيه ، وضعت نصب أعينها أن مصلحة الوطن فوق مصالحها الشخصية ، فقد زوجها عمله كمزارع بعد اخلاء المرحلة الاولى من الاراضى والمنازل ، تشرد ابنها دراسياً بعد اغلاق وهدم مدرسة " التربية الحدودية " ، قالت سنيه أنها ستترك منزلها فوراً تنفيذا لقرار الاخلاء ولكن عقب توفير مكان أخر وقالت يجب على القوات المسلحة قبل اخلاء المنطقة الحدودية من المنازل بناء مدينة بديله تشمل كافه العائلات بدلا من فرقتهم وتشتتهم عن بعض ، و أضافت أن أبناءها لم يستطيعوا الذهاب الى مدرسة الشيخ زويد البديله ، لعدم استطاعتنا تكبد نفقات النقل يوميا الى المدرسة ، وخاصه بعد أن فقد زوجى عمله ، وليس لدينا مصدر رزق اخرن .
تحري الدقة
وأثناء تواجدنا بموقع المرحلة الثانية وجدنا رجل بلغ من العمر أرذله وكسا الشيب راسه ، وسط الاغنام والماغز ، يتمتم بصوت عذب بأيات القران الكريم جلسنا بجواره نستمع الى هذا الصوت الجميل ، ظن أننا مندوبين من محافظة شمال سيناء ، ولكن كالعاده خاب ظنه ، بعد أن تجاهل موظفى المحافظة تسجيل بياناته الشخصية للحصول على شقة بدلا من عشته الخشبية التى تقع داخل المرحلة الثانية ، حيث طالب محافظ شمال سيناء بالزام موظفيه بتحرى الدقة فى حصر كافة الاهالى وعدم السماح باهالى المرحلة الاولى من الاستفادة بالمرحلة الثانية ..
مصاعب الرحيل
وأمام احدى المنازل وجدنا سيارات نقل تصطف أمام منزل أحد أهالي المرحلة الثانية ، تحمل الاسرة أمتعتها الشخصية على ظهرها ، ومجموعة من الاهالى يتجمعون حول المنازل ، اقتربنا وعلمنا أن بعض الاهالى يحاولون اقناع رب المنزل بعدم تركه للمنزل بينما يرد هو بأن علينا الوقوف مع القوات المسلحة رغم صعوبة الرحيل علينا تحدثنا ،و قال اننا لن ننتظر وقت الاخلاء و لابد من مساعدة القوات المسلحة فى حماية حدودنا وان كلفنا ذلك الرحيل الكثير من المصاعب والمتاعب و اكد أن معظم أهالى المرحلة الاولى يتواجدوا فى المرحلة الثانية رغم حصولهم على مقابل لمنازلهم المهدمة وطالب بسرعة أنشاء المدينة الجديدة وسرعة تدخل المحافظة فى تحديد اسعار الاراضى وايجاد حل قانونى ينمنهم من مواجهة استغلال سماسرة الاراضى واصحاب العقارات وناشد الحاج محمد أهالى رفح الاحتكام الى العقل والمصلحة العليا للوطن .
عناء البحث
ومن جانبه قال ابو القاسم " مزارع " ان منطقة رفح الحدوية اصبحت خالية تماما من الارهابيين وان رحيل أبناء المنطقة ليس من السهل عليهم لما يكلفهم من عناء فى البحث فى وظائف جديده واشار قائلا ان معظم الرجال هنا يعملون فى مجال الزراعة والصناعة " الزيتون " يقومون بزراعته واعاده تصنيعه وبيعه لاهالى فمن الصعب ايجاد اراضى و استصلاحها بعد أن اخرجت اراضينا الخير يستفيد منه كافه ابناء المحافظة ويتم تصديره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.