الأقصر عاصمة مصر الفرعونية، والآن تفتقد أكسجين الحياة وهم السائحون، وصفها الغرب بأنها أعظم وأكبر متحف مفتوح في العالم تحتضن بين بريها الشرقي والغربي معابد حتشبسوت ووادي الملوك والملكات وإدفو وطريق الكباش والكرنك. عبقرية المصريين تجسدها حكايات مرسومة على جدران معابدها، لكن أهالينا في هذه المحافظة الفريدة يعانون الآن كثيرا خلال السنوات الأربع الماضية بعد انحسار الحركة السياحية التي يعتمد 60% من سكانها على لقمة عيشهم منها وتسببت- الفنادق شبه الخاوية، فى تشرد 40% من العاملين بمهنة السياحة واتجهوا إلى العمل بقطاعات أخرى، هذا فضلًا عن أصحاب "الحناطير" الذين يكادوا عاجزين عن إطعام خيولهم رغم محاولات المحافظة إيجاد حلول مؤقتة لمساعدتهم ولكن الحل لن يكون إلا بعودة الحركة السياحية إلى سابق عهدها وهذا لن يكون إلا بعد استقرار الوضع السياسي والأمني وإجراء الانتخابات البرلمانية. محافظ الأقصر رجل عسكري يتميز بالانضباط والجهد الوفير فقد عمل مديرا لسلاح المهندسين بالقوات المسلحة، ورئيس أركان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وليس غريبا على السياحة، فقد عين رئيسا للجهاز التنفيذي لهيئة التنمية السياحية لعامين ونصف، وتولى قيادة المحافظة في ظروف صعبة وحاول جاهداً بحسب قوله، أن يعبر بها إلى بر الأمان رغم قلة الموارد، المتابع للموقف هناك يشعر أن الأقصر بدأت تتعافى خلال الأيام الماضية وستعود إليها الابتسامة في الأيام القادمة. انخفاض أعداد السائحين يبدو للمتابع والزائر وأهالي المدينة بصورة ملحوظة، رغم أننا نقترب من أعياد "الكريماس" نهاية عام 2014، فهل الاستقرار السياسي سيعيد السياحة إلى الأقصر؟ وهل تستعيد الأقصر عافيتها وتسترد بسمتها؟ وهل وضعت الدولة خطة لاستعادة السياحة؟ وما هي الخطة الاستثمارية لعام 2015، وما هو نصيب الشباب من المشروعات الحالية والمستقبلية أسئلة كثيرة، حملناها لمحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، على هامش استضافة الأقصر، فعاليات منتدى الشباب العربي الأفريقي الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، وتحدث معنا على مدار أكثر من ساعة بمكتبه الذي يتزين باللوحات الفرعونية بكل صراحة، حاولت أركز خلاله على الجانب الاقتصادي خلال حواره مع "بوابة أخبار اليوم"، لكن الوضع الأمني والسياسي برز بشكل أساسي بسبب المعطيات الحالية ليست في الأقصر وحدها ولكن في مصر، وإلى تفاصيل الحوار . في البداية ما هي حقيقة الحالة الأمنية في الأقصر حاليًا ؟ الآن الوضع الأمني مستقر تمامًا، ولابد أن يشعر السائح بالأمان حتى يستمتع بالرحلة، وتبذل وزارة الداخلية جهود مكثفة للحفاظ على الاستقرار بالأقصر، ويبذلون جهوداً كبيرة في عملهم وفى ظروف صعبة، وأنها لم تشهد أعمال عنف أو تخريب، وسوف يتم تكريم عدد من قيادات الأمن خلال الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الأقصر تقديراً لجهودهم في حفظ الأمن. وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لحفظ الأمن ؟ التنسيق والمتابعة الأمنية مستمرة لحفظ الأمن، بالإضافة إلى أنه تم تركيب كاميرات مراقبة كافة المناطق الحيوية في مدينة الأقصر، لزيادة الجانب الأمني، وأنه بالفعل تم تركيب 157 كاميرا ثابتة ومتحركة معظمها في المناطق الهامة بداية من المطار إلى البر الغربي، ومعابد الكرنك والأقصر، ومن المقرر ربطها مع وزارة الآثار والكاميرات الموجودة في المعابد . ما هو تأثير المظاهرات المستمرة لأنصار الإخوان على الانتعاشة الاقتصادية بالأقصر؟ وفقاً للدستور والقانون، التظاهر حق مكفول، لكن المظاهرات التي تخرج عن هذا الإطار وتمس الممتلكات العامة والخاصة، أهالي الأقصر تصدي لها، لأنها تؤدى إلى استمرار الأزمة الاقتصادية بالمحافظة . ما هو وضع السياحة الآن؟ إن مدينة الأقصر تعتمد على السياحة بنسبة 60%، وعندما توقفت الحركة السياحية تشرد عن العمل في هذا القطاع 40%، واتجهوا إلى صناعات أخرى لحين عودة السياحة. لماذا لم تلجأ المحافظة لتنشيط السياحة الداخلية عقب توقف الحركة الأجنبية؟ السياحة الداخلية تحتاج لمجهود كبير ومشترك، لذا قمنا بالتنسيق مع الجامعات والنوادي والنقابات في القاهرة وقمت بزيارة خاصة للجامعة الألمانية، وطلبت تنظيم رحلات لطاقم التدريس والطلبة وتنظيم ورش عمل وندوات بالأقصر، وسوف تبدأ وفود الجامعة الألمانية في زيارتنا بداية من 11 وحتى 13 أكتوبر، كما يدرس النادي الأهلي عرض المحافظة باستضافته وعمل مباريات ودية بها، ونحاول جذب أكبر عدد من الجامعات والمدارس للاستمتاع بالمعابد الأثرية العريقة والآثار الفرعونية التي تنعم بها الأقصر . ماذا فعلتم لاستعادة السائحين؟ وما هي الجهود التي بذلت لتنشيط السياحة الداخلية بالأقصر؟ نعمل مع وزارة السياحة وننسق مع محافظات مثل جنوبسيناء، ووضعنا خططا وأساليب للتسويق، من أبرز ملامحها مقابلة سفراء الدول في مصر والتقينا بسفراء دول كثيرة منها فرنساوألمانيا وروسيا والصين، وعرضنا عليهم الموقف الأمني بصدق خاصة أنهم يعيشون معنا ويعرفون كل شئ على أرض الواقع، وعقب ذلك أرسلت فرنسا واليابان خبراء أمنيين تحركوا بدون مرافقين ليتأكدوا بأنفسهم أن مصر آمنة، بل إن السفير الإنجليزي بنفسه جاء للمحافظة سراً دون أن يخبر أحد وتجول بمفرده في الشوارع. وبعدها ذهب إلى بورصة لندن بصحبة وزير السياحة والتقيا مسئولي عدة دول، ونتج عن الزيارة صدور قرارات من بعض الدول برفع الحظر على رأسهم ألمانيا، وبدأت الحركة السياحية في التعافي حتى أن اتحاد الشركات السياحية الألمانية عقدوا مؤتمرهم السنوي على أرض الأقصر، وقال المحافظ أن نسبة إشغال الفنادق العائمة 35%، والفنادق الثابتة 30. أما بالنسبة للسياحة الداخلية فقمت بزيارة عدد من الجامعات الخاصة مثل، الجامعة البريطانية والأمريكية ومودرن أكاديمي والفرنسية و الروسية، وعدد كبير من النقابات، والأندية الكبيرة، واتحاد الغرف السياحية والشركات، وأسفرت كل هذه المساعي بمختلف الاتجاهات إلى قدوم وفد من الجامعة الألمانية، وتنظيم مهرجان رياضي كبير مع فريق كرة القدم وكرة السلة بالجامعة مع مدرسة البنات الثانوية، وتم زيارة الأماكن السياحية ، والوفد كان مكونا من 60 طالب وطالبة. كما حضر إلى الأقصر الرئيس مدير الجامعة البريطانية لعمل بروتوكول لتنظيم رحالات دورية عن طريق الجامعة، وإقامة ندوات وورش عمل للجامعة المشاركة في الدراسات التنموية في الأقصر، كما تم تنظيم معرض من المنتجات الأقصرية في كل من جامعة شملت مدينة السادات والجامعة الألمانية والجامعة البريطانية. ما هي خطتكم لتطوير الأقصر بما يعود بالنفع علي القطاع السياحي؟ أعتقد أن أحد الحلول يكمن في تطوير وتنويع المنتج السياحي، وأن يمكث السائح أطول فترة ممكنة في الأقصر من أهم أهدافي التي وضعتها، حيث نهتم بالجانب الترفيهي وتطوير المزارات الأثرية، ونتجه للسياحة الخضراء للمحافظة علي البيئة ونشجع أي مجهود يبذل لعودة السياحة، كما نهتم بتطوير البنية التحتية والمرافق. وماذا فعلت المحافظة في ذلك الوقت؟ المحافظة اتجهت إلى فكرة تنويع مصادر الدخل من الأعمال التجارية الأخرى، واستثمرت أن مدينة أرمنت وإسنا زراعية بالأساس بالإضافة إلى بعض المدن لتعظيم العائد والفائدة الاقتصادية والفرص الاستثمارية، ومصادر الدخل التي تزيد دخل الأسرة، بالإضافة إلى خلق نشاط صناعي بالمنطقة الصناعية "بغدادي"، والتي لم يخصص لها أي قرار جمهوري للصناعة، ووضعها ضمن مخطط المجتمعات العمرانية على الرغم من ضخ بنية تحتية تقدر ي30 مليون جنيه من كهرباء وطرق، وخلال فترة الثورة تم سرقة أغلب الكابلات، علاوة على تعدي بعض الأفراد لمنطقة تقدر ب70 فدان. وتم العمل على إصدار قرار جمهوري ونجحت المساعي في صدوره بتخصيص 253 فدان كمنطقة صناعية، حاولنا أن تكون الأرض بدون مقابل أسوة بجنوب الصعيد، لكن لم يشملها هذا القرار، وحتى الآن لم يصدر . وبعد القرار تم ضخ 16 مليون جنيه لاستكمال البنية الأساسية للمنطقة الصناعية من الطرق وغيره، وينقصها الصرف الصحي فقط، ووعدني رئيس هيئة التنمية الصناعية لاستكمال الشبكة حتى تكون المرافق مكتملة . وهل تم جذب مستثمرين لإقامة مشروعات بهذه المنطقة الصناعية؟ لدينا أكثر من 7 طلبات لإنشاء مصانع مخططة مع هيئة التنمية الصناعية . وما حجم تكلفة هذه المشروعات ونوعيتها؟ المشروعات تقدر تكلفتها بحوالي 45 مليون جنيه، وهي عبارة عن إنشاء مصنع في مجال العجائن، والطماطم، وتقدر تكلفته بحوالي 25 مليون جنيه، وآخر للأعلاف والدواجن، بالإضافة إلى مصنع للأبواب المصفحة، آخر للمقطورات، علاوة أنه يوجد مصنع جاهز وكامل المرافق ومخطط مصنع للطوب الطفلة. وهل توجد فرص لمشروعات جديدة يمكن أن تطرحها المحافظة؟ توجد فرصة لإقامة مصنع للعسل الأسود للتصدير، وهو مطلوب في الخليج وأوروبا، كما توجد فرصة في نوعية مشروعات أخرى في مجالات المواد الغذائية، والخضروات المجمدة بالإضافة إلى قصب السكر، والأعلاف التي يمكن أن تكون "كومبوسد".. مع العلم أن الأقصر تمتلك مطارًا دوليًا وشبكة سكة حديد، لجنوب وشمال مصر، وثلاث طرق " إدفو – مرسى علم" و " إدفو – القصير" و " سوهاج – البحر الأحمر" ، كما يمكننا تصدير الخضروات إلى البحر الأحمر . وفي أرمنت وإسنا يوجد أكبر قدر من إنتاج قصب السكر، ويمكن توريد الإنتاج، لعصائر من الفواكه، بالإضافة إلى منتجات الألبان، علاوة ونعمل بعض المشروعات الإنتاجية . عرفت أنه يوجد مشروع للاستثمار في الثروة السمكية؟ بالفعل يوجد في أرمنت مزرعة سمكية بمساحة 4 فدادين تتم بالتنسيق مع هيئة الثروة السمكية، وتضم بالإضافة إلى المزرعة السمكية مزرعة صيادية، كما تضم 400 رأس حيواني، ووحدة تصنيع علف، وسماد عضوية، وغيرها من الوحدات الإنتاجية. وهل يتم مراعاة الاشتراطات البيئية عن إقامة المصانع والمشروعات الجديدة؟ أنا أهتم جدا بالمشروعات الإنتاجية ومهتم أن تكون المشروعات الجديدة صديقة للبيئة. وماذا سيضيف إذا أصبحت الأقصر مدينة خضراء؟ بالتأكيد ستستفيد من ذلك الكثير سياحيًا واقتصاديا وصحيًا، بالإضافة إلى رفع قيمة المحافظة، كما تعطي "براند" للأماكن في الأقصر. كمحافظ ما هي معوقات الاستثمار التي تواجهك ؟ الاستثمار ورجال الأعمال يحتاجون إلى سرعة الإجراءات، وانتهاء التراخيص اللازمة للإنشاءات، لكن هذا يتم ببطء شديد . ولك أن تعلم أنه يوجد شخص يرغب في إقامة مصنع فوسفات في إسنا، ويريد إنهاء التراخيص اللازمة .. لكن هناك بيروقراطية عالية جدًا، والمحافظ لا يستطيع السيطرة على ذلك .. موضحًا أهمية الاستثمار بخلق فرص العمل، مضيفًا تشتري بأقل سعر، وتبيع بأعلى سعر، هذا القانون لا يصح أن يكون موجودًا في التنمية، زي فكرة "المناقصات على الأرض" التي تطبقها الحكومة، لا يصح أن تكون موجودة في التنمية .. حتى يكون لدينا مخرجًا لتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب التي تأتي من الاستثمار وإقامة المشروعات، وأن تكلفة فرصة العمل على الحكومة تصل ل 185 ألف جنيه، كما هو معروف إعلاميًا . ما هي المشروعات التي من المقرر أن يفتتحها رئيس الوزراء خلال زيارته للمحافظة قريبًا؟ فعًلًا نحن في انتظار تحديد موعد نهائي لزيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والتي من المقرر أن يفتتح خلالها عدد من المشروعات خلال أيام وستكون إضافة كبيرة للأقصر ومنها كوبري طريق الكباش، وكوبري الكلابية، ومحطة مياه إسنا بتكلفة 300 مليون جنيه، ومحطة الطاقة الشمسية الرابعة في المحافظة، والمدرسة الفندقية بإسنا، وقصر ثقافة إسنا، ومتحف أرمنت الثالث، ووحدة صحية ومكتب بريد. الأقصر عاصمة مصر الفرعونية، والآن تفتقد أكسجين الحياة وهم السائحون، وصفها الغرب بأنها أعظم وأكبر متحف مفتوح في العالم تحتضن بين بريها الشرقي والغربي معابد حتشبسوت ووادي الملوك والملكات وإدفو وطريق الكباش والكرنك. عبقرية المصريين تجسدها حكايات مرسومة على جدران معابدها، لكن أهالينا في هذه المحافظة الفريدة يعانون الآن كثيرا خلال السنوات الأربع الماضية بعد انحسار الحركة السياحية التي يعتمد 60% من سكانها على لقمة عيشهم منها وتسببت- الفنادق شبه الخاوية، فى تشرد 40% من العاملين بمهنة السياحة واتجهوا إلى العمل بقطاعات أخرى، هذا فضلًا عن أصحاب "الحناطير" الذين يكادوا عاجزين عن إطعام خيولهم رغم محاولات المحافظة إيجاد حلول مؤقتة لمساعدتهم ولكن الحل لن يكون إلا بعودة الحركة السياحية إلى سابق عهدها وهذا لن يكون إلا بعد استقرار الوضع السياسي والأمني وإجراء الانتخابات البرلمانية. محافظ الأقصر رجل عسكري يتميز بالانضباط والجهد الوفير فقد عمل مديرا لسلاح المهندسين بالقوات المسلحة، ورئيس أركان الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، وليس غريبا على السياحة، فقد عين رئيسا للجهاز التنفيذي لهيئة التنمية السياحية لعامين ونصف، وتولى قيادة المحافظة في ظروف صعبة وحاول جاهداً بحسب قوله، أن يعبر بها إلى بر الأمان رغم قلة الموارد، المتابع للموقف هناك يشعر أن الأقصر بدأت تتعافى خلال الأيام الماضية وستعود إليها الابتسامة في الأيام القادمة. انخفاض أعداد السائحين يبدو للمتابع والزائر وأهالي المدينة بصورة ملحوظة، رغم أننا نقترب من أعياد "الكريماس" نهاية عام 2014، فهل الاستقرار السياسي سيعيد السياحة إلى الأقصر؟ وهل تستعيد الأقصر عافيتها وتسترد بسمتها؟ وهل وضعت الدولة خطة لاستعادة السياحة؟ وما هي الخطة الاستثمارية لعام 2015، وما هو نصيب الشباب من المشروعات الحالية والمستقبلية أسئلة كثيرة، حملناها لمحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، على هامش استضافة الأقصر، فعاليات منتدى الشباب العربي الأفريقي الذي ينظمه الاتحاد العربي للشباب والبيئة، وتحدث معنا على مدار أكثر من ساعة بمكتبه الذي يتزين باللوحات الفرعونية بكل صراحة، حاولت أركز خلاله على الجانب الاقتصادي خلال حواره مع "بوابة أخبار اليوم"، لكن الوضع الأمني والسياسي برز بشكل أساسي بسبب المعطيات الحالية ليست في الأقصر وحدها ولكن في مصر، وإلى تفاصيل الحوار . في البداية ما هي حقيقة الحالة الأمنية في الأقصر حاليًا ؟ الآن الوضع الأمني مستقر تمامًا، ولابد أن يشعر السائح بالأمان حتى يستمتع بالرحلة، وتبذل وزارة الداخلية جهود مكثفة للحفاظ على الاستقرار بالأقصر، ويبذلون جهوداً كبيرة في عملهم وفى ظروف صعبة، وأنها لم تشهد أعمال عنف أو تخريب، وسوف يتم تكريم عدد من قيادات الأمن خلال الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الأقصر تقديراً لجهودهم في حفظ الأمن. وما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لحفظ الأمن ؟ التنسيق والمتابعة الأمنية مستمرة لحفظ الأمن، بالإضافة إلى أنه تم تركيب كاميرات مراقبة كافة المناطق الحيوية في مدينة الأقصر، لزيادة الجانب الأمني، وأنه بالفعل تم تركيب 157 كاميرا ثابتة ومتحركة معظمها في المناطق الهامة بداية من المطار إلى البر الغربي، ومعابد الكرنك والأقصر، ومن المقرر ربطها مع وزارة الآثار والكاميرات الموجودة في المعابد . ما هو تأثير المظاهرات المستمرة لأنصار الإخوان على الانتعاشة الاقتصادية بالأقصر؟ وفقاً للدستور والقانون، التظاهر حق مكفول، لكن المظاهرات التي تخرج عن هذا الإطار وتمس الممتلكات العامة والخاصة، أهالي الأقصر تصدي لها، لأنها تؤدى إلى استمرار الأزمة الاقتصادية بالمحافظة . ما هو وضع السياحة الآن؟ إن مدينة الأقصر تعتمد على السياحة بنسبة 60%، وعندما توقفت الحركة السياحية تشرد عن العمل في هذا القطاع 40%، واتجهوا إلى صناعات أخرى لحين عودة السياحة. لماذا لم تلجأ المحافظة لتنشيط السياحة الداخلية عقب توقف الحركة الأجنبية؟ السياحة الداخلية تحتاج لمجهود كبير ومشترك، لذا قمنا بالتنسيق مع الجامعات والنوادي والنقابات في القاهرة وقمت بزيارة خاصة للجامعة الألمانية، وطلبت تنظيم رحلات لطاقم التدريس والطلبة وتنظيم ورش عمل وندوات بالأقصر، وسوف تبدأ وفود الجامعة الألمانية في زيارتنا بداية من 11 وحتى 13 أكتوبر، كما يدرس النادي الأهلي عرض المحافظة باستضافته وعمل مباريات ودية بها، ونحاول جذب أكبر عدد من الجامعات والمدارس للاستمتاع بالمعابد الأثرية العريقة والآثار الفرعونية التي تنعم بها الأقصر . ماذا فعلتم لاستعادة السائحين؟ وما هي الجهود التي بذلت لتنشيط السياحة الداخلية بالأقصر؟ نعمل مع وزارة السياحة وننسق مع محافظات مثل جنوبسيناء، ووضعنا خططا وأساليب للتسويق، من أبرز ملامحها مقابلة سفراء الدول في مصر والتقينا بسفراء دول كثيرة منها فرنساوألمانيا وروسيا والصين، وعرضنا عليهم الموقف الأمني بصدق خاصة أنهم يعيشون معنا ويعرفون كل شئ على أرض الواقع، وعقب ذلك أرسلت فرنسا واليابان خبراء أمنيين تحركوا بدون مرافقين ليتأكدوا بأنفسهم أن مصر آمنة، بل إن السفير الإنجليزي بنفسه جاء للمحافظة سراً دون أن يخبر أحد وتجول بمفرده في الشوارع. وبعدها ذهب إلى بورصة لندن بصحبة وزير السياحة والتقيا مسئولي عدة دول، ونتج عن الزيارة صدور قرارات من بعض الدول برفع الحظر على رأسهم ألمانيا، وبدأت الحركة السياحية في التعافي حتى أن اتحاد الشركات السياحية الألمانية عقدوا مؤتمرهم السنوي على أرض الأقصر، وقال المحافظ أن نسبة إشغال الفنادق العائمة 35%، والفنادق الثابتة 30. أما بالنسبة للسياحة الداخلية فقمت بزيارة عدد من الجامعات الخاصة مثل، الجامعة البريطانية والأمريكية ومودرن أكاديمي والفرنسية و الروسية، وعدد كبير من النقابات، والأندية الكبيرة، واتحاد الغرف السياحية والشركات، وأسفرت كل هذه المساعي بمختلف الاتجاهات إلى قدوم وفد من الجامعة الألمانية، وتنظيم مهرجان رياضي كبير مع فريق كرة القدم وكرة السلة بالجامعة مع مدرسة البنات الثانوية، وتم زيارة الأماكن السياحية ، والوفد كان مكونا من 60 طالب وطالبة. كما حضر إلى الأقصر الرئيس مدير الجامعة البريطانية لعمل بروتوكول لتنظيم رحالات دورية عن طريق الجامعة، وإقامة ندوات وورش عمل للجامعة المشاركة في الدراسات التنموية في الأقصر، كما تم تنظيم معرض من المنتجات الأقصرية في كل من جامعة شملت مدينة السادات والجامعة الألمانية والجامعة البريطانية. ما هي خطتكم لتطوير الأقصر بما يعود بالنفع علي القطاع السياحي؟ أعتقد أن أحد الحلول يكمن في تطوير وتنويع المنتج السياحي، وأن يمكث السائح أطول فترة ممكنة في الأقصر من أهم أهدافي التي وضعتها، حيث نهتم بالجانب الترفيهي وتطوير المزارات الأثرية، ونتجه للسياحة الخضراء للمحافظة علي البيئة ونشجع أي مجهود يبذل لعودة السياحة، كما نهتم بتطوير البنية التحتية والمرافق. وماذا فعلت المحافظة في ذلك الوقت؟ المحافظة اتجهت إلى فكرة تنويع مصادر الدخل من الأعمال التجارية الأخرى، واستثمرت أن مدينة أرمنت وإسنا زراعية بالأساس بالإضافة إلى بعض المدن لتعظيم العائد والفائدة الاقتصادية والفرص الاستثمارية، ومصادر الدخل التي تزيد دخل الأسرة، بالإضافة إلى خلق نشاط صناعي بالمنطقة الصناعية "بغدادي"، والتي لم يخصص لها أي قرار جمهوري للصناعة، ووضعها ضمن مخطط المجتمعات العمرانية على الرغم من ضخ بنية تحتية تقدر ي30 مليون جنيه من كهرباء وطرق، وخلال فترة الثورة تم سرقة أغلب الكابلات، علاوة على تعدي بعض الأفراد لمنطقة تقدر ب70 فدان. وتم العمل على إصدار قرار جمهوري ونجحت المساعي في صدوره بتخصيص 253 فدان كمنطقة صناعية، حاولنا أن تكون الأرض بدون مقابل أسوة بجنوب الصعيد، لكن لم يشملها هذا القرار، وحتى الآن لم يصدر . وبعد القرار تم ضخ 16 مليون جنيه لاستكمال البنية الأساسية للمنطقة الصناعية من الطرق وغيره، وينقصها الصرف الصحي فقط، ووعدني رئيس هيئة التنمية الصناعية لاستكمال الشبكة حتى تكون المرافق مكتملة . وهل تم جذب مستثمرين لإقامة مشروعات بهذه المنطقة الصناعية؟ لدينا أكثر من 7 طلبات لإنشاء مصانع مخططة مع هيئة التنمية الصناعية . وما حجم تكلفة هذه المشروعات ونوعيتها؟ المشروعات تقدر تكلفتها بحوالي 45 مليون جنيه، وهي عبارة عن إنشاء مصنع في مجال العجائن، والطماطم، وتقدر تكلفته بحوالي 25 مليون جنيه، وآخر للأعلاف والدواجن، بالإضافة إلى مصنع للأبواب المصفحة، آخر للمقطورات، علاوة أنه يوجد مصنع جاهز وكامل المرافق ومخطط مصنع للطوب الطفلة. وهل توجد فرص لمشروعات جديدة يمكن أن تطرحها المحافظة؟ توجد فرصة لإقامة مصنع للعسل الأسود للتصدير، وهو مطلوب في الخليج وأوروبا، كما توجد فرصة في نوعية مشروعات أخرى في مجالات المواد الغذائية، والخضروات المجمدة بالإضافة إلى قصب السكر، والأعلاف التي يمكن أن تكون "كومبوسد".. مع العلم أن الأقصر تمتلك مطارًا دوليًا وشبكة سكة حديد، لجنوب وشمال مصر، وثلاث طرق " إدفو – مرسى علم" و " إدفو – القصير" و " سوهاج – البحر الأحمر" ، كما يمكننا تصدير الخضروات إلى البحر الأحمر . وفي أرمنت وإسنا يوجد أكبر قدر من إنتاج قصب السكر، ويمكن توريد الإنتاج، لعصائر من الفواكه، بالإضافة إلى منتجات الألبان، علاوة ونعمل بعض المشروعات الإنتاجية . عرفت أنه يوجد مشروع للاستثمار في الثروة السمكية؟ بالفعل يوجد في أرمنت مزرعة سمكية بمساحة 4 فدادين تتم بالتنسيق مع هيئة الثروة السمكية، وتضم بالإضافة إلى المزرعة السمكية مزرعة صيادية، كما تضم 400 رأس حيواني، ووحدة تصنيع علف، وسماد عضوية، وغيرها من الوحدات الإنتاجية. وهل يتم مراعاة الاشتراطات البيئية عن إقامة المصانع والمشروعات الجديدة؟ أنا أهتم جدا بالمشروعات الإنتاجية ومهتم أن تكون المشروعات الجديدة صديقة للبيئة. وماذا سيضيف إذا أصبحت الأقصر مدينة خضراء؟ بالتأكيد ستستفيد من ذلك الكثير سياحيًا واقتصاديا وصحيًا، بالإضافة إلى رفع قيمة المحافظة، كما تعطي "براند" للأماكن في الأقصر. كمحافظ ما هي معوقات الاستثمار التي تواجهك ؟ الاستثمار ورجال الأعمال يحتاجون إلى سرعة الإجراءات، وانتهاء التراخيص اللازمة للإنشاءات، لكن هذا يتم ببطء شديد . ولك أن تعلم أنه يوجد شخص يرغب في إقامة مصنع فوسفات في إسنا، ويريد إنهاء التراخيص اللازمة .. لكن هناك بيروقراطية عالية جدًا، والمحافظ لا يستطيع السيطرة على ذلك .. موضحًا أهمية الاستثمار بخلق فرص العمل، مضيفًا تشتري بأقل سعر، وتبيع بأعلى سعر، هذا القانون لا يصح أن يكون موجودًا في التنمية، زي فكرة "المناقصات على الأرض" التي تطبقها الحكومة، لا يصح أن تكون موجودة في التنمية .. حتى يكون لدينا مخرجًا لتوفير فرص العمل وتشغيل الشباب التي تأتي من الاستثمار وإقامة المشروعات، وأن تكلفة فرصة العمل على الحكومة تصل ل 185 ألف جنيه، كما هو معروف إعلاميًا . ما هي المشروعات التي من المقرر أن يفتتحها رئيس الوزراء خلال زيارته للمحافظة قريبًا؟ فعًلًا نحن في انتظار تحديد موعد نهائي لزيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والتي من المقرر أن يفتتح خلالها عدد من المشروعات خلال أيام وستكون إضافة كبيرة للأقصر ومنها كوبري طريق الكباش، وكوبري الكلابية، ومحطة مياه إسنا بتكلفة 300 مليون جنيه، ومحطة الطاقة الشمسية الرابعة في المحافظة، والمدرسة الفندقية بإسنا، وقصر ثقافة إسنا، ومتحف أرمنت الثالث، ووحدة صحية ومكتب بريد.