صالح : " لما يأست من النجاه دورت على حبل اربطه على وسطى عشان لما اموت يلاقوا الجثة والبحر ميتاونيش " طاهر : السفينة التجارية صدمتنا مرتين ولم تفكر فى الوقوف وكنا نبحث عن أى شئ يطفوا للتعلق به والجاز العائم كان يخنقنا " إلحقنى يا محمد .. فى وابور داخل علينا .. إلحقنى يا محمد " كانت تلك الكلمات اخر ما قاله عبده عثمان شلبى، الشهير ب عبده ابو شلبى، ريس مركب بدر الاسلام قبل لحظات من اصطدام السفينة التجارية " الصافات " خلال ابحارها بخليج السويس، لتنقلب المركب غارقة بكل من عليها، 13 مصاب و28 صياد متوفى خرج منهم 13 ويتبقى 15 اخرين ببطن المركب لم تفلح جهود الانقاذ لاخراج جثامينهم السيد محمد طاهر 24 سنه، صياد كان على متن المركب، احد الناجين من الموت يتلقى العلاج بمستشفى الطور، يروى كيف كان الوضع قبل الحادث بلحظات " المشهد الاول : مركب صيد فى خليج السويس راسي يصطاد فى نقطة تقع قبالة جبل الزيت برأس شقير"، يروى لنا طاهر، كانت المركب راسية حيث نصطاد والمصابيح والكشافات مضاءه وهى كفيلة لتحيل المنطقة التى كنا متوقفين فيها الى نهار، فنحن نعتمد فى الصيد بحرفة الشنشولا على الضوء الذى تتجمع حولة الاسماك، وهذا الضوء يمكن رؤيته بقوة من على مسافة 3 اميال بحرية " خلية نحل.. بعضنا يجمع اوات الصيد، ومجموعة تجهز الثلاجات لتخزين الاسماك، واخرين يتولون رص الصنادين، ورفع الشباك " هكذا يصف طاهر المشهد الثانى على ظهر المركب فى الثانية عشر منتصف ليل السبت، كان ريس المركب يتحدث مع محمد النجارى ريس مركب " عبده الاشناوى "الذى يصطاد بالقرب منا واخبره ان حصيلة السمك فى يوم السبت اقل من المعتاد، مع وجود رياح بالمنطقة فجاة تظهر السفينة " الصافات " بالمشهد تعلن صافراتها عن دخولها فى "الكادر" ، كانت قريبة جدا من المركب لا يفصل بيننا سوى بضعة امتار، فجأة يصرخ ريس المركب " إلحقنا يا محمد فى وابور داخل علينا .. إلحقنا يا محمد " يصمت السيد طاهر وتلمع عيناه، يحبس دموعة ، ثم يستعيد المشهد قائلا، كانت اقتراب السفينة كفيل بالتسبب بصدمه لكل من على المركب، وقع أول اصتدام بجانب الايسر للسفينة، اختل توازن المركب فى الماء، كانت تقفز وتهبط كالسمكة التى خرجت من الماء، الاسوا لم يأتى بعد، فربان السفينة حاول حماية نفسة فأدار الدفه الى اليمين، لتنحرف سفينته بقوة، ينتج عنها الاصطدام الثانى من وسط السفينة، وقد كان كفيلا باغراق المركب وانقلابها رأسا على عقب يؤكد الصياد الناجى فى شهادته ان الاشارات الصوتية كالصافرات، والضوئية كومضات المصابيح هى اللغة الرسمية بين المراكب والسفن فى البحر، وقيام ربان السفينة باطلاق صافرات الانزار تعنى انه قد رأهم، لكن فى وقت كان فيه الاصطدام امر محتوم.. ربما كان غافلا او نائما ولم ينتبه الى ضوء المصابيح الاسوأ انه لم يفكر فى التوقف ليرى ماذا حدث، السفينة محملة ب 220 الف طن بضائع مخزنه فى ألاف الحاويات، والمركب لا يزيد حجمها عن 4 من تلك الحاويات، كان المشهد كالفيل الذى يدوس الفار المشهد الثالث " ليل حالك الظلام.. صراخ ونداءات يبتلعها البحر .. حطام متناثرة.. صناديق وانابيب واجوله خبز، واسماك .. والجاز .. " يقول طاهر الصياد، ان المركب انقلب فى البحر، وكان هناك بعض الصيادين فى الثلاجة واخرين فى العنابر كانت اخر مرة نراهم فيها قبل الحادث بلحظات، وكل ما كان على المركب بات عائما على وجة الماء، يبحث كل منا عن " طاولة" صندوق اسماك للتشبث بها والنجاة من الغرق، وكان " الجاز" وقود المركب قد طفى على سطح الماء يخنقنا برائحتة مع كل صفعة من الموج على سرير مجاور بمستشفى الطور يرقد صالح صالح حسن ، احد الصيادين الناجيين مصاب بخلع فى الكتف، نتيجة الاصتدام بالحطام، يكمل لنا رواية المشهد قبل الاخير، يقول كان كل صياد يبحث عن اى شئ يطفو على وجه الماء للتعلق به كيف يفكر الانسان حينما يفقد الامل، هذا ما يوصفه صالحقائلا حين بدأ اليأس يتملكنى فكرت كيف احافظ على جثمانى اذا مت غرقان " وبدأت ادور على اى حبل او سلبه اربطها على وسطى.. عشان لو مت يعرفوا يلاقونى والبحر ميتاونيش " لكن الله كان رحيما به وقدر له ان يمد فى اجله، فقد راى فتحة صغيرة فى جسم المركب الغاربة سبح إليها ومنها صعد على ظهر المركب المقلوبه، بدا ينادى على زملائة الصيادين، " تعالوا اطلعوا هنا .. ويلقى إليهم بما يجده من حبال لأنقاذهم تجمع المصابين على ظهر المركب، قوانين الطفو لها حسابات اخرى، فالمركب المحطمة بدات فى الغوص والنزول الى القاع، يؤكد صالح ان غوص المركب كان بمثابة الغرق الثانى لهم، وقد ضاعت المركب التى عقدوا الامل ليبقوا على حطامها لحين وصول اى منقذ يؤكد ان حطام المركب كانت تمتد على مسافة نصف ميل، وهناك سفن تجارية كثيرة مرت بالقرب منهم، وكانت تراهم ولم تفكر حتى فى توجيه اى كشاف عليهم لاستكشاف الأمر، آمال تعقد على ان تراهم سفينة فتتوقف لهم وتنقدهم، لكن سرعان ما تذوب بحرارة اللامبالاة المشهد الاخير لانقاذ الناجيين، كان بوصول مركب الصيد "عبده الاشناوى " وبعدها بلحظات وصل حسن الشحات ريس مركب " محمد الوردة " وذلك فى الواحدة والربع من صباح الاحد ، سلط ريس كل مركب اضاءة ما لدية من مصابيح نحو البقعة التى تنتشر فيها حطام المركب، لم يكن لدى الصيادين الناجين القدرة على التحدث، كانوا يضربون البحر بايديهم فيلمع ماء البحر المالح فى ضوء المركبين، انقذ الصيادين بالمركبين 11 صياد من زملائهم الغرقى، وانطلقت بهم مركب الصيد محمد الوردة قاصدة ميناء الطور، وفى السابعة صباحا عثر على 2 صيادين اخرين شردت بهم فلوكة صيد كانت ملحقة باخر المركب صالح : " لما يأست من النجاه دورت على حبل اربطه على وسطى عشان لما اموت يلاقوا الجثة والبحر ميتاونيش " طاهر : السفينة التجارية صدمتنا مرتين ولم تفكر فى الوقوف وكنا نبحث عن أى شئ يطفوا للتعلق به والجاز العائم كان يخنقنا " إلحقنى يا محمد .. فى وابور داخل علينا .. إلحقنى يا محمد " كانت تلك الكلمات اخر ما قاله عبده عثمان شلبى، الشهير ب عبده ابو شلبى، ريس مركب بدر الاسلام قبل لحظات من اصطدام السفينة التجارية " الصافات " خلال ابحارها بخليج السويس، لتنقلب المركب غارقة بكل من عليها، 13 مصاب و28 صياد متوفى خرج منهم 13 ويتبقى 15 اخرين ببطن المركب لم تفلح جهود الانقاذ لاخراج جثامينهم السيد محمد طاهر 24 سنه، صياد كان على متن المركب، احد الناجين من الموت يتلقى العلاج بمستشفى الطور، يروى كيف كان الوضع قبل الحادث بلحظات " المشهد الاول : مركب صيد فى خليج السويس راسي يصطاد فى نقطة تقع قبالة جبل الزيت برأس شقير"، يروى لنا طاهر، كانت المركب راسية حيث نصطاد والمصابيح والكشافات مضاءه وهى كفيلة لتحيل المنطقة التى كنا متوقفين فيها الى نهار، فنحن نعتمد فى الصيد بحرفة الشنشولا على الضوء الذى تتجمع حولة الاسماك، وهذا الضوء يمكن رؤيته بقوة من على مسافة 3 اميال بحرية " خلية نحل.. بعضنا يجمع اوات الصيد، ومجموعة تجهز الثلاجات لتخزين الاسماك، واخرين يتولون رص الصنادين، ورفع الشباك " هكذا يصف طاهر المشهد الثانى على ظهر المركب فى الثانية عشر منتصف ليل السبت، كان ريس المركب يتحدث مع محمد النجارى ريس مركب " عبده الاشناوى "الذى يصطاد بالقرب منا واخبره ان حصيلة السمك فى يوم السبت اقل من المعتاد، مع وجود رياح بالمنطقة فجاة تظهر السفينة " الصافات " بالمشهد تعلن صافراتها عن دخولها فى "الكادر" ، كانت قريبة جدا من المركب لا يفصل بيننا سوى بضعة امتار، فجأة يصرخ ريس المركب " إلحقنا يا محمد فى وابور داخل علينا .. إلحقنا يا محمد " يصمت السيد طاهر وتلمع عيناه، يحبس دموعة ، ثم يستعيد المشهد قائلا، كانت اقتراب السفينة كفيل بالتسبب بصدمه لكل من على المركب، وقع أول اصتدام بجانب الايسر للسفينة، اختل توازن المركب فى الماء، كانت تقفز وتهبط كالسمكة التى خرجت من الماء، الاسوا لم يأتى بعد، فربان السفينة حاول حماية نفسة فأدار الدفه الى اليمين، لتنحرف سفينته بقوة، ينتج عنها الاصطدام الثانى من وسط السفينة، وقد كان كفيلا باغراق المركب وانقلابها رأسا على عقب يؤكد الصياد الناجى فى شهادته ان الاشارات الصوتية كالصافرات، والضوئية كومضات المصابيح هى اللغة الرسمية بين المراكب والسفن فى البحر، وقيام ربان السفينة باطلاق صافرات الانزار تعنى انه قد رأهم، لكن فى وقت كان فيه الاصطدام امر محتوم.. ربما كان غافلا او نائما ولم ينتبه الى ضوء المصابيح الاسوأ انه لم يفكر فى التوقف ليرى ماذا حدث، السفينة محملة ب 220 الف طن بضائع مخزنه فى ألاف الحاويات، والمركب لا يزيد حجمها عن 4 من تلك الحاويات، كان المشهد كالفيل الذى يدوس الفار المشهد الثالث " ليل حالك الظلام.. صراخ ونداءات يبتلعها البحر .. حطام متناثرة.. صناديق وانابيب واجوله خبز، واسماك .. والجاز .. " يقول طاهر الصياد، ان المركب انقلب فى البحر، وكان هناك بعض الصيادين فى الثلاجة واخرين فى العنابر كانت اخر مرة نراهم فيها قبل الحادث بلحظات، وكل ما كان على المركب بات عائما على وجة الماء، يبحث كل منا عن " طاولة" صندوق اسماك للتشبث بها والنجاة من الغرق، وكان " الجاز" وقود المركب قد طفى على سطح الماء يخنقنا برائحتة مع كل صفعة من الموج على سرير مجاور بمستشفى الطور يرقد صالح صالح حسن ، احد الصيادين الناجيين مصاب بخلع فى الكتف، نتيجة الاصتدام بالحطام، يكمل لنا رواية المشهد قبل الاخير، يقول كان كل صياد يبحث عن اى شئ يطفو على وجه الماء للتعلق به كيف يفكر الانسان حينما يفقد الامل، هذا ما يوصفه صالحقائلا حين بدأ اليأس يتملكنى فكرت كيف احافظ على جثمانى اذا مت غرقان " وبدأت ادور على اى حبل او سلبه اربطها على وسطى.. عشان لو مت يعرفوا يلاقونى والبحر ميتاونيش " لكن الله كان رحيما به وقدر له ان يمد فى اجله، فقد راى فتحة صغيرة فى جسم المركب الغاربة سبح إليها ومنها صعد على ظهر المركب المقلوبه، بدا ينادى على زملائة الصيادين، " تعالوا اطلعوا هنا .. ويلقى إليهم بما يجده من حبال لأنقاذهم تجمع المصابين على ظهر المركب، قوانين الطفو لها حسابات اخرى، فالمركب المحطمة بدات فى الغوص والنزول الى القاع، يؤكد صالح ان غوص المركب كان بمثابة الغرق الثانى لهم، وقد ضاعت المركب التى عقدوا الامل ليبقوا على حطامها لحين وصول اى منقذ يؤكد ان حطام المركب كانت تمتد على مسافة نصف ميل، وهناك سفن تجارية كثيرة مرت بالقرب منهم، وكانت تراهم ولم تفكر حتى فى توجيه اى كشاف عليهم لاستكشاف الأمر، آمال تعقد على ان تراهم سفينة فتتوقف لهم وتنقدهم، لكن سرعان ما تذوب بحرارة اللامبالاة المشهد الاخير لانقاذ الناجيين، كان بوصول مركب الصيد "عبده الاشناوى " وبعدها بلحظات وصل حسن الشحات ريس مركب " محمد الوردة " وذلك فى الواحدة والربع من صباح الاحد ، سلط ريس كل مركب اضاءة ما لدية من مصابيح نحو البقعة التى تنتشر فيها حطام المركب، لم يكن لدى الصيادين الناجين القدرة على التحدث، كانوا يضربون البحر بايديهم فيلمع ماء البحر المالح فى ضوء المركبين، انقذ الصيادين بالمركبين 11 صياد من زملائهم الغرقى، وانطلقت بهم مركب الصيد محمد الوردة قاصدة ميناء الطور، وفى السابعة صباحا عثر على 2 صيادين اخرين شردت بهم فلوكة صيد كانت ملحقة باخر المركب