قال أمين عام مجمع البحوث الإسلامية د. محي الدين عفيفي، في لقائه ببرنامج "صباح الخير يا مصر أنَّ فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، أطلق حملةً باسم "حب الوطن من الإيمان" لترسيخ الانتماء للوطن. وأشار عفيفي إلى أن "هناك -للأسف الشديد- من المصريين مَن يعيشون بلا انتماء للوطن، ويُريدون أن يُزرَع هذا الشعور ويرسخ في نفوس الآخَرين، ونحن دورنا في الأزهر الشريف تحصين وحماية الأجيال وخاصَّة البراعم الصغيرة في المراحل الأولى في التعليم؛ لأنَّنا نريد أن نحتويهم ونحافظ عليهم قبل أن تُختطف عقولهم". وأضاف أن فضيلة الإمام الأكبر رأى ضرورة أن يُوجِّه هذه الحملةَ للتواصل مع النشء، وأن ينزل جميع المسؤولين في الأزهر الشريف لكل الشرائع المجتمعيَّة في المعاهد والمدارس للطلبة الأزهريين وغيرهم. واستنكر عفيفي بعض الهجمات التي تُحاول النيلَ من مكانة الأزهر ودورِه الريادي على المستوى المحلي والعالمي، ومنها بعض القنوات الخاصة التي تُحاول محاولات يائسةً للنيل من هذه المؤسسة. وأوضح أنَّ التحدِّيات التي تمرُّ بها مصر والأزهر في هذه المرحلة الخطيرة كثيرة جدًّا، وتساءل: فمَن يُواجه الفكرَ الإرهابي والمتطرِّف إذا استمرَّ هذا الهجوم على الأزهر بهذه الطريقة الفجَّة؟! التي تعرقل النهوض وتدعو للتسيب وتشتيت الشباب. ودعا عفيفي الذين يُهاجمون الأزهر إلى أن يقرؤوا تاريخ مصر وتاريخ الأزهر، وهو أكبر مؤسسة دينية وطنية؛ ليقف هؤلاء على الدور الكبير الذي يضطلع به الأزهر على المستوى المحلي والعالمي. وأوضح أنه بعد أنْ تولَّى فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب مشيخة الأزهر أخَذ على عاتقه إعادة هيكلة الأزهر وإعادة تشكيل شخصيَّة العالم الأزهري شكلاً ومضمونًا، خاصةً ما يتعلَّق بشأن إعادة النظَر في المناهج الأزهريَّة في الكم والمحتوى، والتركيز على رسم شخصيَّة الطالب الأزهريِّ، وتنمية ذِهن الطالب وصقل ثقافته المعرفيَّة. وقال إنَّ مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يضطلعُ بدورٍ كبير ضمن خطة شيخ الأزهر الشاملة في التطوير والتجديد وخاصة التواصل المجتمعي؛ فلدينا خطة محكمة وبرنامج مُحدَّد المعالم بالنسبة للتواصُل مثلاً مع نوادي الشباب، وسيتمُّ إقرار مقرر الثقافة الإسلامية، وسنصلُ - بمشيئة الله - إلى جميع شرائح المجتمع ونوصل إليهم رسالة الأزهر الوسطي. وأضاف عفيفي إنَّ مناهج الأزهر لا ترتكزُ على المناهج الشرعية والتراثية البحتة فحسب، بل تتَضمَّن أيضًا مواد فرعيَّة مُساندة تُربِّي وتُشكِّل وجدانَ الطالب، وتنمي في نفسِه عشقَ الجمال في الحياة من خِلال النُّصوص الأدبية والصور البلاغية والبيانية، ومن خلال مخزون التراث العربي والقصائد والنصوص الأدبيَّة التي تُنمي شخصيَّة الطالب، فضلاً عن وجود الموادِّ الثقافيَّة في مختلف الكليَّات الشرعيَّة. كما أوضح "إن الإشكاليَّة في العقود المنصرِمة ظهرت جماعاتٌ مُنحرِفة تُناوئ الأزهر وتُزاحمه في دوره الأساسي، وممَّا عزَّز دورَ هذه الجماعات وجود الدعم المادي الخارجي الكبير لها، والعمل على استقطاب البُسَطاء والعامَّة من الناس من خلال دغدغة مشاعرهم والحديث الدائم والمتكرِّر عن الجنة والنار، ممَّا يُغيِّب الوعيَ الإنساني". وأكَّد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أنَّ الإسلام لم يعرف مفهومَ الكراهية، بل يُؤمن بالرأي والرأي الآخَر، والتعدُّدية الدينية في الإسلام معروفة مشهورة، ولا تعني مخالفة العقيدة إهدار دمهم أبدًا.