ساعات. ويمضي عام 2013. ويولد عام جديد.. وبين الرحيل والميلاد. نود أن نقف في عدة مشاهد يرصدها د. محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر. باعتبارها مواقف تاريخية شهدتها مشيخة "العلم. والإسلام". أكد د. مهنا أن اختيار مفتي الجمهورية د. شوقي علام بالانتخاب عن طريق هيئة كبار العلماء. يعد أول ثمرة للإصلاح الذي بادر به فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر فور توليه المسئولية لإعادة الأزهر إلي سابق مجده.. مشيراً إلي أن هيئة كبار العلماء. ومجمع البحوث الإسلامية. كانا في سبيلهما لاتخاذ إجراءات إقالة د. يوسف القرضاوي منهما لكنه علم بذلك فبادر بتقديم الاستقالة. وكأن الأزهر ينفي خبثه أولاً بأول.. فقد باتت الإقالة حتمية حيث المواقف المخزية للقرضاوي نحو الوطن. ولانحرافه عن المنهج الأزهري علماً وأدباً.. فالقرضاوي لم يكن أزهرياً وإن حصل علي شهادة الأزهر. وارتدي زيه. ولم يكن يوماً انتماءه مصرياً. وإن كان يحمل جنسية مصر. قال إن الأزهر باعتباره ضميراً صادقاً للشعب المصري. ينبض بنبضه. فقد صدع بالحق في أحداث 30 يونيه وقد ركزت كل بياناته علي حث الشعب للتعبير عن رأيه دون انزلاق إلي العنف أو الفوضي أو التخريب ويذكره بأن يظل مدرسة حضارية للبشرية كما كان دائماً. أشار إلي موقف الأزهر الرصين الحكيم في لجنة وضع الدستور التي شهدت صراعاً حقيقياً بين الاتجاهات المتعارضة. حيث كان يمثل المرجعية الوسطية التي يحتكم إليها جميع الأطراف عند احتدام الخلاف. وقد انتهت لجنة الخمسين إلي نموذج فريد للدساتير العالمية. يحافظ علي هوية الدولة الإسلامية وتواجد الشريعة الإسلامية بروحها وأحكامها مع الحفاظ علي الطابع المدني للدولة وضمان الحقوق والحريات. أكد أن الأزهر كان مستهدفاً طوال العهد الماضي. فقد أراد أصحاب هذا التيار السياسي الذين وصلوا الحكم في مصر. متحدثين باسم الدين. القفز علي الأزهر واختطافه. لتبرير تجارتهم بالدين من أجل البقاء في السلطة. لكن الأزهر باعتباره ضميراً للأمة. منطلقاته تبدأ من ثوابته الوطنية. وقناعاته العلمية. فقد وقف حائلاً دون ذلك.. فالأزهر لم ولن يختطف أو يخترق. بل سيظل الحارس الأمين علي عقيدة وهوية الأمة. ينشر صحيح الدين ويرسخ وسطية الإسلام في كل مكان. أوضح أن للأزهر مواقفه الثابتة مما شهدته مصر خلال عام 2013. من الأعمال الإرهابية.. حيث أعلن كلمته أكثر من مرة. بأن الإرهاب خيانة للدين والوطن. ومن أخس الجرائم التي تتنافي مع الأديان بأحكامها. وروحها وقيمها ومبادئها. والقوانين والأعراف الدولية. وأنه غريب عن طبيعة مصر والمصريين.. مشيراً إلي الدور العالمي للأزهر الذي بدا واضحاً عند الدفاع عن حقوق المسلمين المستضعفين في بورما. وأنجولا. وافريقيا الوسطي من خلال الدبلوماسية الناعمة. وقد كان ومازال يرفض كل التجاوزات. وفي نفس الوقت يدعو المسلمين إلي ترجمة الروح الحقيقية للإسلام في التعايش مع مجتمعاتهم. قال إن عام 2013 شهد استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان. علي أن يتم إنشاء لجنة جديدة مصغرة لوضع أسس للحوار المتكافئ بين اتباع الأديان. يرسخ لاحترام العقائد والمقدسات. ويمنع ازدراء الأديان.. وذلك بعدما أبدي بابا الفاتيكان فرنسيس الأول. أن هناك رغبة جادة لدي الفاتيكان في عودة الحوار مع الأزهر. والعمل معه من أجل الإنسانية. مع التأكيد علي رغبة الأزهر في تعديل الاتفاقيات السابقة لإيجاد وسائل جديدة للحوار. والبحث عن وسائل أكثر فاعلية. وجدية للتواصل من أجل حوار يقوم علي التعاون والاحترام المتبادل. أكد د. مهنا أن اختيار فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. شخصية العام. يعد تجسيداً للتلاحم بين الأزهر. وكل من الشعب المصري والعالم الإسلامي والحضارة الإنسانية.. وقد أعاد الإمام الأكبر للمنهج الأزهري هذه الأبعاد الوطنية والإسلامية والعالمية.