بعثة المجموعة الإنمائية «SADC» تطلع على التجربة المصرية في التعليم الرقمي    «من كل فجٍّ عميق».. السعودية تكشف عدد الحجاج هذا العام    85 ساحة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك بمراكز الشباب والأندية ب كفر الشيخ    إيرادات فيلم اللعب مع العيال في 3 أيام عرض    تحذير مهم من «الإفتاء» بشأن تلويث البدن والثياب والممتلكات بدماء الأضاحي    هل يؤثر تناول العكاوي في عيد الأضحى على نسبة الكوليسترول بالدم؟    الهلال الأحمر الفلسطيني: الاستهدافات الإسرائيلية للمنشآت والمرافق تستهدف إبادة مقومات الحياة في غزة    جيش الاحتلال يؤكد مقتل 8 من ضباطه وجنوده في المعارك بجنوب قطاع غزة    أسقف جنوب سيناء ووفد كتدرائية السمائيين يهنئون المحافظ بعيد الأضحى    مصدر ليلا كورة: سيراميكا كليوباترا يقترب من تجديد عقد محمد إبراهيم    رونالدينيو: لن أشاهد البرازيل في كوبا أمريكا    تحرير 11 محضرا متنوعا خلال حملات على الأسواق في أسوان    البحيرة: اتخاذ كل إجراءات الحفاظ على سلامة المواطنين في عيد الأضحى    عودة البريق لألبومات الصيف بموسم غنائى ساخن    ما أسباب تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة؟.. خبير اقتصادي يجيب    لكل مشتاق لزيارة بيت الله الحرام.. شاهد| دعاء مؤثر لأزهري من جبل عرفات    د. أيمن أبو عمر: يوم عرفة فرصة للطاعة والتوبة    مساجد الإسكندرية انتهت استعداداتها لاداء صلاة عيد الأضحى    وزير سعودي خلال زيارته للفلسطينيين في مكة: لا مكان لمن يقتات على الفتن في هذه البلاد المباركة    بعد تريند «تتحبي».. تامر حسين يكشف تفاصيل تعاونه مع عمرو دياب للأغنية 69    محمد رمضان يشوق محبيه بطرح «مفيش كده» خلال ساعات | صور    عيد ميلاد صلاح.. عودة أوروبية وحلم إفريقي في عامه الجديد    حزب المؤتمر يهنئ الرئيس السيسى والشعب المصرى بعيد الأضحى    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    هل يجوز للحاج أن يغادر المزدلفة بعد منتصف الليل؟.. الإفتاء تُجيب    قبل احتفالات عيد الأضحى.. احذر من عقوبات التنمر والتحرش والتعدي على الغير    «الغذاء والدواء السعودية»: شرب الماء بانتظام وحمل المظلة يقي الحاج الإجهاد الحراري    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    محمد شريف يعلن تفاصيل فشل انتقاله ل الزمالك    خطبة وقفة عرفات الكبرى: الشيخ ماهر المعيقلي يخاطب أكثر من مليوني حاج    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    أردوغان: النصر سيكون للشعب الفلسطيني رغم همجية إسرائيل ومؤيديها    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يوم السبت 15 يونيو 2024    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    الدفاع المدنى الفلسطينى: قطاع غزة يشهد إبادة جماعية وقتلا متعمدا للأطفال والنساء    عروض الأضحى 2024.. «يوم عاصم جدا» يعود من جديد على مسرح السلام    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية بآداب القاهرة    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    الغرف العربية: 3 تريليونات دولار مساهمة القطاع الخاص العربي في الناتج المحلي الإجمالي    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في بورسعيد    بقرار من المحافظ.. دخول ذوي الهمم شواطئ الإسكندرية بالمجان خلال العيد (صور)    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    ميناء شرق بورسعيد يستقبل سفنينة تعمل بالوقود الأخضر    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    مصادر أمنية إسرائيلية: إنهاء عملية رفح خلال أسبوعين.. والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا    هيئة« الدواء» تعلن رقمنة 5 خدمات للتواصل والاستفسار عن توافر الأدوية والإبلاغ عن الآثار الجانبية    يسع نصف مليون مصلٍ.. مسجد نمرة يكتسى باللون الأبيض فى المشهد الأعظم يوم عرفة    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    دي لا فوينتي: الأمر يبدو أن من لا يفوز فهو فاشل.. وهذا هدفنا في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر رزق يكتب.. الطريق إلى "اتحاد شباب مصر"
ورقة وقلم
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 09 - 11 - 2014

لست أري غير الرئيس السيسي من يمكن أن يرعي هذا الكيان
ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها
كطاقة هائلة تتبدد في الفراغ، دون أن تجد لها موصلات إلى محركات توقفت عن الدوران، أو كأنه نهر متدفق يهدر إلى البحر، دون أن تتفرع منه قنوات تروي أرضا عطشى تكاد تبور.. ذلك هو حال الشباب في مصر!
نتحدث كلنا عن الشباب، عن حماسه ونقائه وإخلاصه، لكن بعضنا يضن عليه بحقه الأصيل في أن يشارك في صنع حاضر بلده، بدعوى نقص خبرته وميله الغريزي للاندفاع!
وبعضنا يريد أن يقصيه عن رسم ملامح مستقبل وطنه، وأن يستحوذ هو على زرع بذور غدٍ، لن يكون حاضراً فيه، بمعزل عن أصحابه الحقيقيين الذين سيجنون الحصاد!
لذا كتبت يوم الثلاثاء الماضي، أدعو إلى إنشاء كيان قوي يجمع شباب مصر، مستقل عن الحكومة وأجهزتها وعن الأحزاب وصراعاتها، له فروع بمراكز الشباب المنتشرة في أرجاء الجمهورية، وله مقر مركزي في العاصمة، طالبت بتشكيل مجلس إدارة لكل فرع بالانتخاب، على مستوى القرية والحي والمركز والمدينة والمحافظة، ولجنة تنفيذية مركزية من رؤساء مجالس فروع المحافظات.
واقترحت أن يسمي هذا الكيان ب "المنظمة القومية للشباب"، استلهاماً لتجربة "منظمة الشباب" التي تأسست عام 1963 وظلت تباشر عملها حتى ألغاها الرئيس الراحل السادات عام 1976، ورغم أي ملاحظات عليها، كان لهذه المنظمة دور لا ينكره أحد في بناء الكوادر وإعداد القيادات الشابة للعمل السياسي والتنفيذي.
***
للحق.. لم أفاجأ بالاهتمام الكبير الذي قوبلت به فكرة "المنظمة القومية للشباب" والمساندة الملحوظة لاقتراح إنشاء كيان مستقل يجمع شباب مصر، سواء من جانب الأحزاب السياسية، أو محطات التليفزيون والشخصيات العامة أو المسئولين، ومنهم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب، الذي أكد لي أن المنشآت والمراكز الشبابية هي ملك لشباب مصر يستفيد منها على الوجه الذي يرغب فيه، دونما تدخل من الوزارة.
تلقيت أيضا رسائل واتصالات تليفونية من شباب مصر، خاصة من المحافظات، يشكون التهميش، ويسألون عن سبل الانضمام إلي المنظمة المقترحة، لتوجيه طاقاتهم نحو إصلاح أحوال المجتمعات المحلية، والمشاركة بفاعلية في المشروعات الكبرى، واكتساب مهارات الإدارة والقيادة من خلال دورات وبرامج تثقيف في العاصمة والمحافظات.
وجمعتني حوارات مع شخصيات وطنية تدرك أهمية حشد طاقات الشباب، وإشراكه بالرأي والجهد والعمل في المشروع الوطني لثورتي 25 يناير و30 يونيو الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة بعد دولتي محمد علي وجمال عبد الناصر.. وكان من بين تلك الشخصيات الأستاذ عبد الغفار شكر رئيس التحالف الديمقراطي وصاحب المؤلف الموسوعي عن تجربة "منظمة الشباب الاشتراكي"، الذي تفضل بكتابة مقال عن رأيه في الاقتراح الذي قدمته، ننشره علي هذه الصفحة.
خلاصة المحاورات، أجمعت علي ضرورة إنشاء الكيان المستقل للشباب، واتجه معظمها إلى البحث عن اسم آخر له غير "منظمة الشباب" لتجنب أن يعلق بالكيان الجديد أي مثالب من تجربة المنظمة القديمة.
وكان المسمي الذي التقت عليه الآراء هو: "اتحاد شباب مصر".
***
غير أن الأسئلة التي ظلت تراود الكثيرين: من أين البداية؟.. من الذي سينشئ الكيان الجديد؟.. هل الحكومة أم وزارة الشباب؟.. إن هذا يعصف بفكرة استقلال الكيان الشبابي وقد يؤدي بكثير من الشباب إلي العزوف عن الانضمام إليه.. هل سيترك الأمر إلي مجالس إدارات مراكز الشباب الحالية؟.. إن هذا ينسف الفكرة من الأساس ويهدر جدواها، ويكرس سيطرة أفراد وعائلات بعينها علي الكيان الجديد عبر انتخابات شكلية أو اسمية.
ثم من الذي سيحدد الإطار الفكري للكيان الجديد؟!.. من الذي سيضع هيكله التنظيمي ولائحته الداخلية؟.. ومن أين سيتم الإنفاق عليه؟.
***
وأسمح لنفسي أن أحاول الإجابة على تلك الأسئلة والاستفسارات.
لا أعرف كياناً مستقلاً نشأ من تلقاء ذاته، دون نواة تتولى تصميمه وهندسته، ثم تتركه ينبني بتفاعلاته الذاتية.
ولست أري غير الرئيس السيسي، من يمكن أن يرعى هذا الكيان ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها.
فالسيسي هو أخلص من يؤمن بدور الشباب، وهو صاحب الدعوة الصادقة لهم بالانضمام إليه لبناء بلدنا. هو ليس عضوا في حزب، ولا منضوياً تحت لواء كتلة سياسية، بل هو المعبر عن تيار الوطنية المصرية الذي فجر ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وفي القلب منه شباب مصر باختلاف انتماءاتهم السياسية المدنية.
تحديداً.. أقترح أن يصدر الرئيس السيسي قراراً بتشكيل لجنة تأسيسية للكيان الشبابي المستقل وليكن اسمه "اتحاد شباب مصر".
هذه اللجنة مدتها ثلاثة أشهر وتنحل من تلقاء نفسها بعد انتخاب فروع "اتحاد شباب مصر" على كل المستويات وصولا إلى لجنته التنفيذية العليا أو مجلس إدارته، أو تنحصر مهمتها كلجنة استشارية تقدم الرأي للاتحاد فيما تستشار.
الاختصاصات المؤقتة لهذه اللجنة هي وضع الإطار الفكري لاتحاد الشباب، ومهامه وهيكله التنظيمي ولجانه النوعية ولوائحه وميزانيته، وتحديد مقاره، والإشراف علي انتخاباته في دورتها الأولى.
وأقترح أن تتشكل اللجنة التأسيسية المؤقتة علي النحو التالي:
رؤساء اتحادات الطلاب بجامعات مصر.
عضو من كل مجلس بمجالس النقابات المهنية علي أن يكون الأصغر سنًا من بين الأعضاء.
ممثلو الشباب من الأعضاء الأصليين والاحتياطيين بلجنة الخمسين التي وضعت دستور 2014.
مسئول الشباب بكل من اتحادي العمال والفلاحين، وأصغر العضوات سنًا بالمجلس القومي للمرأة.
عضو من المجلس القومي لذوي الإعاقة يختاره المجلس.
أصغر الأعضاء سنًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان.
عضو من مجلس شباب الأعمال يختاره المجلس.
الفائزون بالميداليات في آخر دورة أوليمبية.
خمسة من المفكرين والشخصيات العامة المعنية بقضايا الشباب.
اثنان من أساتذة القانون لمراجعة اللوائح وصياغة الإطار التشريعي لاتحاد شباب مصر.
***
وقد يتسع تشكيل اللجنة ليضم رئيس اتحاد جمعيات الكشافة والمرشدات، التي أرى أن دورها غائب عما يجب أن يكون، بل لعلنا ممن انضوى في تشكيلاتها أثناء سنوات الدراسة، قد نسي تأثيرها الكبير في إعداد النشء وخدمة المجتمع وإرساء قيم الأمانة والإخلاص والانضباط ومساعدة الضعيف والمحتاج.
ولعل تنشيط جمعيات الكشافة والمرشدات، يشكل عنصرا معاونا من النشء للكيان الشبابي المقترح، ورافدا مهما له حينما يشب هؤلاء وقد نشأوا على قيم نريد لها أن تتعزز وتنتشر.
أما عن الميزانية.. فقد تبدأ بتبرعات من الهيئات الوطنية والبنوك والراغبين، لحين إدراجها بالموازنة العامة للدولة.
أتمني أن نبدأ خطوات تأسيس اتحاد شباب مصر.. وأن نمضي فيها بإيقاع سريع ومدروس في نفس الوقت، لنتمكن من تهيئة كوادر شابة تكون قادرة علي خوض انتخابات المجالس المحلية المقبلة، وتولي المناصب والمهام التنفيذية في المحافظات وعلي المستوي القومي.
.. والحوار مفتوح ومتصل.
لست أري غير الرئيس السيسي من يمكن أن يرعي هذا الكيان
ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها
كطاقة هائلة تتبدد في الفراغ، دون أن تجد لها موصلات إلى محركات توقفت عن الدوران، أو كأنه نهر متدفق يهدر إلى البحر، دون أن تتفرع منه قنوات تروي أرضا عطشى تكاد تبور.. ذلك هو حال الشباب في مصر!
نتحدث كلنا عن الشباب، عن حماسه ونقائه وإخلاصه، لكن بعضنا يضن عليه بحقه الأصيل في أن يشارك في صنع حاضر بلده، بدعوى نقص خبرته وميله الغريزي للاندفاع!
وبعضنا يريد أن يقصيه عن رسم ملامح مستقبل وطنه، وأن يستحوذ هو على زرع بذور غدٍ، لن يكون حاضراً فيه، بمعزل عن أصحابه الحقيقيين الذين سيجنون الحصاد!
لذا كتبت يوم الثلاثاء الماضي، أدعو إلى إنشاء كيان قوي يجمع شباب مصر، مستقل عن الحكومة وأجهزتها وعن الأحزاب وصراعاتها، له فروع بمراكز الشباب المنتشرة في أرجاء الجمهورية، وله مقر مركزي في العاصمة، طالبت بتشكيل مجلس إدارة لكل فرع بالانتخاب، على مستوى القرية والحي والمركز والمدينة والمحافظة، ولجنة تنفيذية مركزية من رؤساء مجالس فروع المحافظات.
واقترحت أن يسمي هذا الكيان ب "المنظمة القومية للشباب"، استلهاماً لتجربة "منظمة الشباب" التي تأسست عام 1963 وظلت تباشر عملها حتى ألغاها الرئيس الراحل السادات عام 1976، ورغم أي ملاحظات عليها، كان لهذه المنظمة دور لا ينكره أحد في بناء الكوادر وإعداد القيادات الشابة للعمل السياسي والتنفيذي.
***
للحق.. لم أفاجأ بالاهتمام الكبير الذي قوبلت به فكرة "المنظمة القومية للشباب" والمساندة الملحوظة لاقتراح إنشاء كيان مستقل يجمع شباب مصر، سواء من جانب الأحزاب السياسية، أو محطات التليفزيون والشخصيات العامة أو المسئولين، ومنهم المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب، الذي أكد لي أن المنشآت والمراكز الشبابية هي ملك لشباب مصر يستفيد منها على الوجه الذي يرغب فيه، دونما تدخل من الوزارة.
تلقيت أيضا رسائل واتصالات تليفونية من شباب مصر، خاصة من المحافظات، يشكون التهميش، ويسألون عن سبل الانضمام إلي المنظمة المقترحة، لتوجيه طاقاتهم نحو إصلاح أحوال المجتمعات المحلية، والمشاركة بفاعلية في المشروعات الكبرى، واكتساب مهارات الإدارة والقيادة من خلال دورات وبرامج تثقيف في العاصمة والمحافظات.
وجمعتني حوارات مع شخصيات وطنية تدرك أهمية حشد طاقات الشباب، وإشراكه بالرأي والجهد والعمل في المشروع الوطني لثورتي 25 يناير و30 يونيو الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي لبناء الدولة المصرية الحديثة الثالثة بعد دولتي محمد علي وجمال عبد الناصر.. وكان من بين تلك الشخصيات الأستاذ عبد الغفار شكر رئيس التحالف الديمقراطي وصاحب المؤلف الموسوعي عن تجربة "منظمة الشباب الاشتراكي"، الذي تفضل بكتابة مقال عن رأيه في الاقتراح الذي قدمته، ننشره علي هذه الصفحة.
خلاصة المحاورات، أجمعت علي ضرورة إنشاء الكيان المستقل للشباب، واتجه معظمها إلى البحث عن اسم آخر له غير "منظمة الشباب" لتجنب أن يعلق بالكيان الجديد أي مثالب من تجربة المنظمة القديمة.
وكان المسمي الذي التقت عليه الآراء هو: "اتحاد شباب مصر".
***
غير أن الأسئلة التي ظلت تراود الكثيرين: من أين البداية؟.. من الذي سينشئ الكيان الجديد؟.. هل الحكومة أم وزارة الشباب؟.. إن هذا يعصف بفكرة استقلال الكيان الشبابي وقد يؤدي بكثير من الشباب إلي العزوف عن الانضمام إليه.. هل سيترك الأمر إلي مجالس إدارات مراكز الشباب الحالية؟.. إن هذا ينسف الفكرة من الأساس ويهدر جدواها، ويكرس سيطرة أفراد وعائلات بعينها علي الكيان الجديد عبر انتخابات شكلية أو اسمية.
ثم من الذي سيحدد الإطار الفكري للكيان الجديد؟!.. من الذي سيضع هيكله التنظيمي ولائحته الداخلية؟.. ومن أين سيتم الإنفاق عليه؟.
***
وأسمح لنفسي أن أحاول الإجابة على تلك الأسئلة والاستفسارات.
لا أعرف كياناً مستقلاً نشأ من تلقاء ذاته، دون نواة تتولى تصميمه وهندسته، ثم تتركه ينبني بتفاعلاته الذاتية.
ولست أري غير الرئيس السيسي، من يمكن أن يرعى هذا الكيان ويشكل نواته الأساسية التي تنفصل عنه بمجرد أن تفرغ من مهمتها.
فالسيسي هو أخلص من يؤمن بدور الشباب، وهو صاحب الدعوة الصادقة لهم بالانضمام إليه لبناء بلدنا. هو ليس عضوا في حزب، ولا منضوياً تحت لواء كتلة سياسية، بل هو المعبر عن تيار الوطنية المصرية الذي فجر ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وفي القلب منه شباب مصر باختلاف انتماءاتهم السياسية المدنية.
تحديداً.. أقترح أن يصدر الرئيس السيسي قراراً بتشكيل لجنة تأسيسية للكيان الشبابي المستقل وليكن اسمه "اتحاد شباب مصر".
هذه اللجنة مدتها ثلاثة أشهر وتنحل من تلقاء نفسها بعد انتخاب فروع "اتحاد شباب مصر" على كل المستويات وصولا إلى لجنته التنفيذية العليا أو مجلس إدارته، أو تنحصر مهمتها كلجنة استشارية تقدم الرأي للاتحاد فيما تستشار.
الاختصاصات المؤقتة لهذه اللجنة هي وضع الإطار الفكري لاتحاد الشباب، ومهامه وهيكله التنظيمي ولجانه النوعية ولوائحه وميزانيته، وتحديد مقاره، والإشراف علي انتخاباته في دورتها الأولى.
وأقترح أن تتشكل اللجنة التأسيسية المؤقتة علي النحو التالي:
رؤساء اتحادات الطلاب بجامعات مصر.
عضو من كل مجلس بمجالس النقابات المهنية علي أن يكون الأصغر سنًا من بين الأعضاء.
ممثلو الشباب من الأعضاء الأصليين والاحتياطيين بلجنة الخمسين التي وضعت دستور 2014.
مسئول الشباب بكل من اتحادي العمال والفلاحين، وأصغر العضوات سنًا بالمجلس القومي للمرأة.
عضو من المجلس القومي لذوي الإعاقة يختاره المجلس.
أصغر الأعضاء سنًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان.
عضو من مجلس شباب الأعمال يختاره المجلس.
الفائزون بالميداليات في آخر دورة أوليمبية.
خمسة من المفكرين والشخصيات العامة المعنية بقضايا الشباب.
اثنان من أساتذة القانون لمراجعة اللوائح وصياغة الإطار التشريعي لاتحاد شباب مصر.
***
وقد يتسع تشكيل اللجنة ليضم رئيس اتحاد جمعيات الكشافة والمرشدات، التي أرى أن دورها غائب عما يجب أن يكون، بل لعلنا ممن انضوى في تشكيلاتها أثناء سنوات الدراسة، قد نسي تأثيرها الكبير في إعداد النشء وخدمة المجتمع وإرساء قيم الأمانة والإخلاص والانضباط ومساعدة الضعيف والمحتاج.
ولعل تنشيط جمعيات الكشافة والمرشدات، يشكل عنصرا معاونا من النشء للكيان الشبابي المقترح، ورافدا مهما له حينما يشب هؤلاء وقد نشأوا على قيم نريد لها أن تتعزز وتنتشر.
أما عن الميزانية.. فقد تبدأ بتبرعات من الهيئات الوطنية والبنوك والراغبين، لحين إدراجها بالموازنة العامة للدولة.
أتمني أن نبدأ خطوات تأسيس اتحاد شباب مصر.. وأن نمضي فيها بإيقاع سريع ومدروس في نفس الوقت، لنتمكن من تهيئة كوادر شابة تكون قادرة علي خوض انتخابات المجالس المحلية المقبلة، وتولي المناصب والمهام التنفيذية في المحافظات وعلي المستوي القومي.
.. والحوار مفتوح ومتصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.