تحدى إعاقته وأستطاع أن يثبت أن الإرادة هي وحدها من تحقق المستحيل، لم ينتبه يوما لمضايقات المحيطين به وسخريتهم من عجزه بل جعله يصر على محاربة الجهل الذي تسبب في ضياع بصره. انه الراحل عميد الأدب العربي " طه حسين " الذي لن يرحل عن ذاكرة الأدب أبدا ، فقد مرت اليوم 41 عام على مغادرة جسده للحياة ولكن ظلت أعماله وتجربته حافزا باقياً يتعلم منه أجيال كثيرة . فقد كان الولد المطيع الهادئ ابن محافظة المنيا الأبن السابع لأبيه الموظف البسيط بشركة السكر لم يولد عميد الأدب العربي ضريرا ولكنه تعرض للرمد ولم يتلقى الدواء المناسب ولكن توجهن أمه للوصفات البلدية والتي كانت سببا رئيسيا في ضياع بصره للأبد . ومن هنا تحولت حياة الطفل صاحب الأربعة سنوات إلى ظلام أبدي لا يستطيع أحد إنارته ولكن ذكائه وإيمان والده بقضاء الله جعله يبصر طريق النور والعلم ، فقد اعتاد والده أخده لحلقات الذكر وأصر على تعليمه اللغه العربية والحساب وحفظ القرأن مما جعله يذهب إلى كتاب الشيخ محمد جاد الرب بقريته الصغيرة بمركز مغاغة بمحافظة المنيا ، تعرض الطفل المستنير للكثير من المضايقات من زملائه حين ذاك ولكنه لم ينتبه لهم فقد كان تميزه وقرته على الفهم والحفظ السريع وطلاقته في الحديث سببا لغيرتهم وموضع اعجاب وانبهار الكبار . وذلك ما جعل أبيه يتشجع ليلحقه بالأزهر الشريف ليكمل دراسته الذي استغرق فيه أربعة أعوام كانو بالنسبة له وعلى حد قوله " أربعين عاما " وفسر ذلك باعتراضه على عقم امناهج ورتابة الدراسة ولم يتقدم بعدها لجامعة الازهر ولكن عندما فتحت الجامعة المصرية كان حسين هو أول المنتسبين إليها ودرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعددا من اللغات ولم تشغله دراسته عن حرصه للذهاب لدروس العلم وحضور الندوات بالأزهر الشريف، إلى أن حصل على الدكتوراه والتي كان موضوع رسالته بها " ذكرى إبي العلاء " واستفز ذلك الكثيرين وجعلهم يلقون عليه بالاتهامات حيث اتهمه أحد أعضاء البرلمان المصري بالزندقة والخروج عن مبادئ الدين الحنيف . وفي نفس العام أوفدته الجامعة للسفر إلى فرنسا ليكمل دراسته وبعد عودته في عام 1915 وظل خوالي ثلاث شهور في صراعات وماكل محورها بين تدريس الأزهر والجامعات الغربية مما جعل المسئولين يحرمونه من المنحه المقدمه إليه للراسة بفرنسا ولكن تدخل السلطان حسين كامل وحال دون تطبيق القرار ، فعاد طه حسين إلى فرنسا واستطاع عمل دراسات متعدده وتعلم في الكثير من المجالات المختلفة وفي غضون تلك الأعوام تزوج من " سوزان بريسو" الفرنسية السويسرية والتي كان لها الدور العظيم في مساعدته للإطلاع أكثر وتعلم اللغات الأجنبية بشكل متمكن أكثر وكانت له القارئ وأمدته بالكتب المكتوبه بطريقة برايل ليتعلم القراءة بنفسه . كانت زوجت طه حسين هي ايضا قدوة ومثال للمرأة المحبه الصبورة والمعطائه وقد قال فيها حسين " منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم "، وانجب منها أمينة ومؤنس . وفي عام 1926 عاد طه حسين إلى مصر وتم تعيينه بالجامعة حتى وصل إلى منصب عميد كلية الأداب ولكن تنازل عنه عندما تم منح الدكتوراه الفخرية لمجموعة من السياسين والذي لم يرهم يستحقون ذلك ، فتقدم باستقالته . وانتقل إلى العمل الصحفي إلى أن أصبح رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ومع كل تلك المسئوليات لم ينشغل عن أدبه وابداعه فقد ألف مجموعه كبيرة من الأعمال الأدبية المتنوعه والتي يدرس معظمها بالجامعات المصرية الأن . توفي عميد الادب العربي طه حسين يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر 84 عام ، ولكنه حي بأدبه وإبداعه . تحدى إعاقته وأستطاع أن يثبت أن الإرادة هي وحدها من تحقق المستحيل، لم ينتبه يوما لمضايقات المحيطين به وسخريتهم من عجزه بل جعله يصر على محاربة الجهل الذي تسبب في ضياع بصره. انه الراحل عميد الأدب العربي " طه حسين " الذي لن يرحل عن ذاكرة الأدب أبدا ، فقد مرت اليوم 41 عام على مغادرة جسده للحياة ولكن ظلت أعماله وتجربته حافزا باقياً يتعلم منه أجيال كثيرة . فقد كان الولد المطيع الهادئ ابن محافظة المنيا الأبن السابع لأبيه الموظف البسيط بشركة السكر لم يولد عميد الأدب العربي ضريرا ولكنه تعرض للرمد ولم يتلقى الدواء المناسب ولكن توجهن أمه للوصفات البلدية والتي كانت سببا رئيسيا في ضياع بصره للأبد . ومن هنا تحولت حياة الطفل صاحب الأربعة سنوات إلى ظلام أبدي لا يستطيع أحد إنارته ولكن ذكائه وإيمان والده بقضاء الله جعله يبصر طريق النور والعلم ، فقد اعتاد والده أخده لحلقات الذكر وأصر على تعليمه اللغه العربية والحساب وحفظ القرأن مما جعله يذهب إلى كتاب الشيخ محمد جاد الرب بقريته الصغيرة بمركز مغاغة بمحافظة المنيا ، تعرض الطفل المستنير للكثير من المضايقات من زملائه حين ذاك ولكنه لم ينتبه لهم فقد كان تميزه وقرته على الفهم والحفظ السريع وطلاقته في الحديث سببا لغيرتهم وموضع اعجاب وانبهار الكبار . وذلك ما جعل أبيه يتشجع ليلحقه بالأزهر الشريف ليكمل دراسته الذي استغرق فيه أربعة أعوام كانو بالنسبة له وعلى حد قوله " أربعين عاما " وفسر ذلك باعتراضه على عقم امناهج ورتابة الدراسة ولم يتقدم بعدها لجامعة الازهر ولكن عندما فتحت الجامعة المصرية كان حسين هو أول المنتسبين إليها ودرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعددا من اللغات ولم تشغله دراسته عن حرصه للذهاب لدروس العلم وحضور الندوات بالأزهر الشريف، إلى أن حصل على الدكتوراه والتي كان موضوع رسالته بها " ذكرى إبي العلاء " واستفز ذلك الكثيرين وجعلهم يلقون عليه بالاتهامات حيث اتهمه أحد أعضاء البرلمان المصري بالزندقة والخروج عن مبادئ الدين الحنيف . وفي نفس العام أوفدته الجامعة للسفر إلى فرنسا ليكمل دراسته وبعد عودته في عام 1915 وظل خوالي ثلاث شهور في صراعات وماكل محورها بين تدريس الأزهر والجامعات الغربية مما جعل المسئولين يحرمونه من المنحه المقدمه إليه للراسة بفرنسا ولكن تدخل السلطان حسين كامل وحال دون تطبيق القرار ، فعاد طه حسين إلى فرنسا واستطاع عمل دراسات متعدده وتعلم في الكثير من المجالات المختلفة وفي غضون تلك الأعوام تزوج من " سوزان بريسو" الفرنسية السويسرية والتي كان لها الدور العظيم في مساعدته للإطلاع أكثر وتعلم اللغات الأجنبية بشكل متمكن أكثر وكانت له القارئ وأمدته بالكتب المكتوبه بطريقة برايل ليتعلم القراءة بنفسه . كانت زوجت طه حسين هي ايضا قدوة ومثال للمرأة المحبه الصبورة والمعطائه وقد قال فيها حسين " منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم "، وانجب منها أمينة ومؤنس . وفي عام 1926 عاد طه حسين إلى مصر وتم تعيينه بالجامعة حتى وصل إلى منصب عميد كلية الأداب ولكن تنازل عنه عندما تم منح الدكتوراه الفخرية لمجموعة من السياسين والذي لم يرهم يستحقون ذلك ، فتقدم باستقالته . وانتقل إلى العمل الصحفي إلى أن أصبح رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية ومع كل تلك المسئوليات لم ينشغل عن أدبه وابداعه فقد ألف مجموعه كبيرة من الأعمال الأدبية المتنوعه والتي يدرس معظمها بالجامعات المصرية الأن . توفي عميد الادب العربي طه حسين يوم الأحد الموافق 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر 84 عام ، ولكنه حي بأدبه وإبداعه .