بعد أن احتفل محرك البحث الشهير "جوجل" أمس بذكري ميلاد الكاتب الإسكتلندي روبرت ستيفنسون، أطلق محرك البحث الشهير اليوم شكل جديد لشعاره علي صفحته الرئيسية للإحتفال بذكري ميلاد عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين. وقد ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1889 بإحدي القري بالقرب من مغاغة بمحافظة المنياجنوب مصر. يعرف عن الأديب الكبير معاناته من مرض الرمد في عينيه عندما كان صغيراً وأدي سوء العلاج الذي تلقاه لفقدانه لحاسة البصر، ولكن لم يقف هذا عائقاً أمام عزيمته حيث بدأ في تلقي تعليمه من خلال كتاب القرية فتعلم القراءة، والكتابة، وحفظ القرآن الكريم. اتجه طه حسين إلي القاهرة لكي يبدأ رحلته العلمية فالتحق بالأزهر، ثم التحق بالجامعة المصرية فتلقي الدروس في الحضارة الإسلامية، والحضارة المصرية القديمة بالإضافة لدراسته للجغرافيا، والتاريخ، واللغات السامية والأدب، والفلسفة، وخلال هذه الفترة قام بتحضير رسالة الدكتوراه، والتي ناقشها في الخامس عشر من مايو 1914م، فتخرج من الجامعة حائزاً علي درجة الدكتوراه في الأدب العربي وكان موضوع رسالته عن أبي العلاء المعري، وهو أحد شعراء العرب البارزين، والذي فقد بصره صغيراً أيضاً مثل طه حسين. لم يكتفِ الأديب الكبير بهذا القدر من التعليم وكانت لديه رغبة دائمة لتلقي المزيد من العلم، فقرر أن يسعي من أجل السفر إلي فرنسا، وبالفعل تمكن من الحصول علي بعثة لفرنسا فبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة في حياته فالتحق بجامعة مونبليه في عام 1914م حيث تخصص في الأدب، والدراسات الكلاسيكية وتخرج منها بتفوق كالعادة، وكان الوحيد من ضمن طلبة البعثة الذي تمكن من تحقيق النجاح. ثم انتقل للعاصمة الفرنسية باريس للدراسة بجامعة السوربون الت تخرج منها حاصلاً علي درجة الليسانس، كما حصل علي شهادة الدكتوراه عن رسالة أعدها باللغة الفرنسية موضوعها "دراسة تحليلية نقدية لفلسفة ابن خلدون الاجتماعية". شغل الدكتور طه حسين العديد من المناصب، والمهام، نذكر منها عمله كأستاذ للتاريخ اليوناني، والروماني، وذلك في عام 1919م بالجامعة المصرية بعد عودته من فرنسا، ثم أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب وتدرج فيها في عدد من المناصب. ولقد فصل من الجامعة بعد الانتقادات، والهجوم العنيف الذي تعرض له بعد نشر كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926م، ولكن قامت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة بالتعاقد معه للتدريس فيها، وفي عام 1942 أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتي أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944م، وفي عام 1950 أصبح وزيراً للمعارف، وقاد دعوة من أجل مجانية التعليم وأحقية كل فرد أن يحصل علي العلم دون حصره علي الأغنياء فقط. أثري طه حسين المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، وكانت هذه الأعمال الفكرية تحتضن الكثير من الأفكار التي تدعو إلي النهضة الفكرية، والتنوير، والانفتاح علي ثقافات جديدة، هذا بالإضافة لتقديمه عدد من الروايات، والقصة القصيرة، والشعر نذكر من أعماله المتميزة " الأيام" عام 1929م والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية، إلي جانب اعماله الأخري مثل "علي هامش السيرة، حديث الأربعاء، مستقبل الثقافة في مصر، الوعد الحق، في الشعر الجاهلي، المعذبون في الأرض، دعاء الكروان، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية وغيرها كما قام بترجمة عدد من المؤلفات الهامة إلي العربية، وترجمت مؤلفاته هو شخصياً إلي عدد من اللغات، وله العديد من البحوث. وودعت الساحة الأدبية طه حسين في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 1973م. قال عنه محمود عباس العقّاد إنه"رجل جريء العقل مفطور علي المناجزة، والتحدي" فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم، والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلي مستوي أوسع وأرحب بكثير. * محيط*