أمس كانت الذكري العاشرة لرحيل شيخ المحررين العسكريين الاستاذ »فاروق الشاذلي».. والذي اختار الله »عز وجل» ان تكون وفاته في نفس ايام المعارك والانتصارات التي قام بتغطيتها ونشرها في اكتوبر 1973..لقد عشت سنوات طويلة أنهل من علمه وخبرته.. وأستمع لحكاياته عن الحرب ومغامراته الصحفية خاصة عن كيفية عودته من الجبهة علي سطح »فنطاس» مياه ليسلم الموضوعات واللقطات التي اخذها الاستاذ مكرم جاد الكريم لنشرها لأنه لم يكن في هذا الزمان »محمول أو انترنت».. وكان الحصول علي تليفون أرضي من المعجزات. لقد ارتبطت بالحرب منذ طفولتي عندما كان والدي –رحمة الله عليه- يأخذنا إلي »الملاجئ» او نختفي اسفل »الاسرة» اثناء الغارات الاسرائيلية بعد نكسة 67.. وأتذكر بكائي وأنا في المرحلة الابتدائية علي أقراني في مدرسة »بحر البقر».. وأتذكر ان اول شيء فعلته مع بدء انسحاب اسرائيل من سيناء عام 79 أن ذهبت وثلاثة من اصدقائي لنري ارضنا المحررة..وعشنا »مغامرة في العريش ».. فقد استقللنا قطار بورسعيد حتي القنطرة غرب.. وعبرنا بالمعدية إلي الشرق.. واخذنا اتوبيسا حتي العريش..وهناك لم نجد مكانا لمبيت.. فكل ما في »المدينة المحررة» باتفاقية السلام لوكاندة مشغولة بالكامل والقوات الاسرائيلية متواجدة علي حدودها .. حاولنا النوم امام باب احد المساجد لعدم وجود وسيلة مواصلات نعود بها ليلا.. وانقذنا من النوم في الشارع مجموعة من الجنود المصريين دعونا للمبيت في معسكرهم حتي الصباح.. وقدموا لنا »طبقا» من البيض المقلي ومجموعة من ارغفة» الجراية» مازال طعمها في فمي الي الآن.. وعدنا في الصباح من سيناء ونحن نحمل رملا واحجارا منها. كانت لي فرصة في شبابي بكلية الضابط الاحتياط ان استمع الي حكايات ومعارك النصر من اصحابها.. وقابلت في هذا الوقت المقدم » يسري عمارة » الذي اسر »عساف ياجوري» وحكي لي ولزملائي دفعة »72 ضباط احتياط »ما حدث في هذا اليوم الذي اطلقت عليه اسرائيل »الاثنين الحزين » وجعل »جولدا مائير» تبكي وتستنجد بالرئيس الأمريكي قائلة: »بهذا الوضع ستسقط إسرائيل بعد 48 ساعة». لقد استمعت لحكايات كثيرة من اصحابها ومن قادة الحرب والانتصارات.. وأكثر ما أعتز به انني رافقت 39 بطلا في نهاية التسعينيات الي النقطة الحصينة »كبريت» والتي بقيت صامدة امام العدو 141 يوما بعد تحريرها.. واستمعت لحكايات وذكريات الابطال عن المعارك وكيف تغلبوا علي »الحصار الاسرائيلي» ونقص الطعام والمياه والذخيرة.. وأفشلوا كل المخططات الإسرائيلية لاستعادة النقطة حتي إن معظمهم استشهد. سجل البطولات طويل جدا لا يمكن حصره.. وقد حكي لي الفريق احمد نصر والذي كان برتبة عقيد طيار اثناء الحرب ويشغل منصب قائد قاعدة المنصورة تفاصيل أطول وأضخم معركة جوية استمرت 53 دقيقة وكيف تفوقت »الميج والسخوي» علي »الفانتوم والسكاي هوك والميراج» في 14 أكتوبر 73. أمس كانت الذكري العاشرة لرحيل شيخ المحررين العسكريين الاستاذ »فاروق الشاذلي».. والذي اختار الله »عز وجل» ان تكون وفاته في نفس ايام المعارك والانتصارات التي قام بتغطيتها ونشرها في اكتوبر 1973..لقد عشت سنوات طويلة أنهل من علمه وخبرته.. وأستمع لحكاياته عن الحرب ومغامراته الصحفية خاصة عن كيفية عودته من الجبهة علي سطح »فنطاس» مياه ليسلم الموضوعات واللقطات التي اخذها الاستاذ مكرم جاد الكريم لنشرها لأنه لم يكن في هذا الزمان »محمول أو انترنت».. وكان الحصول علي تليفون أرضي من المعجزات. لقد ارتبطت بالحرب منذ طفولتي عندما كان والدي –رحمة الله عليه- يأخذنا إلي »الملاجئ» او نختفي اسفل »الاسرة» اثناء الغارات الاسرائيلية بعد نكسة 67.. وأتذكر بكائي وأنا في المرحلة الابتدائية علي أقراني في مدرسة »بحر البقر».. وأتذكر ان اول شيء فعلته مع بدء انسحاب اسرائيل من سيناء عام 79 أن ذهبت وثلاثة من اصدقائي لنري ارضنا المحررة..وعشنا »مغامرة في العريش ».. فقد استقللنا قطار بورسعيد حتي القنطرة غرب.. وعبرنا بالمعدية إلي الشرق.. واخذنا اتوبيسا حتي العريش..وهناك لم نجد مكانا لمبيت.. فكل ما في »المدينة المحررة» باتفاقية السلام لوكاندة مشغولة بالكامل والقوات الاسرائيلية متواجدة علي حدودها .. حاولنا النوم امام باب احد المساجد لعدم وجود وسيلة مواصلات نعود بها ليلا.. وانقذنا من النوم في الشارع مجموعة من الجنود المصريين دعونا للمبيت في معسكرهم حتي الصباح.. وقدموا لنا »طبقا» من البيض المقلي ومجموعة من ارغفة» الجراية» مازال طعمها في فمي الي الآن.. وعدنا في الصباح من سيناء ونحن نحمل رملا واحجارا منها. كانت لي فرصة في شبابي بكلية الضابط الاحتياط ان استمع الي حكايات ومعارك النصر من اصحابها.. وقابلت في هذا الوقت المقدم » يسري عمارة » الذي اسر »عساف ياجوري» وحكي لي ولزملائي دفعة »72 ضباط احتياط »ما حدث في هذا اليوم الذي اطلقت عليه اسرائيل »الاثنين الحزين » وجعل »جولدا مائير» تبكي وتستنجد بالرئيس الأمريكي قائلة: »بهذا الوضع ستسقط إسرائيل بعد 48 ساعة». لقد استمعت لحكايات كثيرة من اصحابها ومن قادة الحرب والانتصارات.. وأكثر ما أعتز به انني رافقت 39 بطلا في نهاية التسعينيات الي النقطة الحصينة »كبريت» والتي بقيت صامدة امام العدو 141 يوما بعد تحريرها.. واستمعت لحكايات وذكريات الابطال عن المعارك وكيف تغلبوا علي »الحصار الاسرائيلي» ونقص الطعام والمياه والذخيرة.. وأفشلوا كل المخططات الإسرائيلية لاستعادة النقطة حتي إن معظمهم استشهد. سجل البطولات طويل جدا لا يمكن حصره.. وقد حكي لي الفريق احمد نصر والذي كان برتبة عقيد طيار اثناء الحرب ويشغل منصب قائد قاعدة المنصورة تفاصيل أطول وأضخم معركة جوية استمرت 53 دقيقة وكيف تفوقت »الميج والسخوي» علي »الفانتوم والسكاي هوك والميراج» في 14 أكتوبر 73.