محافظ الدقهلية يلتقي المواطنين أمام اللجنة الانتخابية بمدرسة فيشا الإعدادية ب أجا    حزب العدل يرصد مخالفات اليوم الأول من إعادة المرحلة الثانية لانتخابات النواب    وزارة الداخلية: ضبط 40 شخصاً لمحاولتهم دفع الناخبين للتصويت لعدد من المرشحين في 9 محافظات    أمريكا تسجل أعلى معدل بطالة منذ 2019 مع استمرا تقلب سوق العمل    بنيامين نتنياهو يُصدق على اتفاق الغاز مع مصر.. «مستقبل الأجيال القادمة»    بريطانيا تطلق تحقيقا في التدخل المالي الأجنبي بالسياسة بعد فضيحة رشاوى    اتحاد الكرة يدعو للالتفاف حول المنتخب قبل انطلاق أمم أفريقيا بالمغرب    ارتفاع حصيلة البعثة المصرية بدورة الألعاب الأفريقية للشباب إلى 52 ميدالية    موعد نهائي كأس العرب بين المغرب والأردن والقنوات الناقلة والمعلقون    ضبط مخزن غير مرخص يحوي كميات ضخمة من الأدوية مجهولة المصدر بمدينة سوهاج    نيابة المنتزة بالإسكندرية تُصرح بدفن جثمان الفنانة نيفين مندور    بدء عرض حفلات الأوسكار من عام 2029 على يوتيوب    حفل موسيقى حجرة بالمتحف القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية    محمود حميدة وشريف منير وهانى رمزى يشاركون فى عزاء شقيقة عادل إمام بمسجد الشرطة    أستاذ بالأزهر عن كتاب زعماء دولة التلاوة: قدم رؤية تحليلية جديدة لتاريخ القراءة    حكومة نتنياهو تجتمع غدا لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة    ضبط شخص يوزع أموالا على الناخبين ببركة السبع    السعودية تلغي المدفوعات على العمالة الوافدة في المنشآت الصناعية    الرقابة المالية توافق على التأسيس والترخيص ل 6 شركات بأنشطة صندوق الاستثمار العقاري    41 مؤشرًا لقياس أداء المدن الجديدة للتحول نحو مدن خضراء مستدامة    وكيل تعليم القاهرة في جولة ميدانية بمدرسة الشهيد طيار محمد جمال الدين    رسالة مفاجئة من ياسر جلال لمصطفى أبو سريع بعد انفصاله عن زوجته    ما حكم حلاقة القزع ولماذا ينهى عنها الشرع؟.. أمين الفتوى يجيب بقناة الناس    إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من سكان قطاع غزة    خالد الجندي: من الشِرْك أن ترى نفسك ولا ترى ربك    محافظ الجيزة: زيادة عدد ماكينات الغسيل الكلوى بمستشفى أبو النمرس إلى 62    محمود كارم: خطاب الكراهية أخطر التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة    الداخلية تكشف حقيقة إجبار سيدة على ترك مسكنها بالبحر الأحمر    جلسة صعود وهبوط: 6 قطاعات فى مكسب و10 قطاعات تتراجع    بوتين: روسيا ستسعى لتوسيع مكاسبها في أوكرانيا حال فشل محادثات السلام    السيسي يرحب بتوقيع اتفاق الدوحة للسلام الشامل بين حكومة وتحالف نهر الكونغو الديمقراطية    البنك الزراعي المصري يسهم في القضاء على قوائم الانتظار في عمليات زراعة القرنية    مستشار رئيس الجمهورية: مصر تمتلك كفاءات علمية وبحثية قادرة على قيادة البحث الطبى    أرفع أوسمة «الفاو» للرئيس السيسى    جامعة الدول العربية تطلق المنتدى العربي الأول للإنذار المبكر والاستعداد للكوارث    محافظ القاهرة يتفقد عددًا من اللجان الانتخابية للاطمئنان على سير العملية الانتخابية    التموين تنتهي من صرف مقررات ديسمبر بنسبة 73%    الصحة: إجراء جراحة ميكروسكوبية دقيقة لطفل 3 سنوات بمستشفى زايد التخصصى    جوائز مالية ضخمة للمنتخبات المشاركة في كأس العالم 2026    تأييد حبس الفنان محمد رمضان عامين بسبب أغنية رقم واحد يا أنصاص    18 فبراير 2026 أول أيام شهر رمضان فلكيًا    مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي    محافظ القليوبية يكرم البطلة جنة صليح لحصولها على برونزية قذف القرص بدورة الألعاب الأفريقية    مفتي الجمهورية يلتقي نظيره الكازاخستاني على هامش الندوة الدولية الثانية للإفتاء    أسوان تكرم 41 سيدة من حافظات القرآن الكريم ضمن حلقات الشيخ شعيب أبو سلامة    المحمدي: ظُلمت في الزمالك.. ومباريات الدوري سنلعبها كالكؤوس    أوكرانيا تعلن استهداف مصفاة نفطية روسية ومنصة بحر القزوين    اليونيفيل: التنسيق مع الجيش اللبناني مستمر للحفاظ على الاستقرار على طول الخط الأزرق    اتجاه في الزمالك لتسويق أحمد حمدي في يناير    المصرف المتحد يرعى المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والثلاثين    إقبال على التصويت بجولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب بالسويس    إصابة سيدة وابنها صدمتهما سيارة بقرية فى أبو النمرس    محافظ قنا يوجه بحملات مرورية مكثفة للحد من حوادث الطرق    متحدث وزارة الصحة يقدم نصائح إرشادية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية داخل المدارس    أجواء شتوية وفرص لسقوط أمطار.. الأمطار تكشف تفاصيل حالة الطقس    النائب أيمن محسب: الخروقات الإسرائيلية تهدد الانتقال للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار    إصابة ثلاثة طلاب من جامعة بنها جراء اعتداء بمياه النار في كفر شكر    مصطفى عثمان حكما لمباراة البنك الأهلي ومودرن سبورت في كأس عاصمة مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
العيد يذهب.. والذكريات العزيزة تبقي

ما هي الأعياد؟.. إنها وقفات في صحراء الحياة.. لفتات إلي الوراء والأمام..؟
الجمعة:
أحب ما في العيد إلي نفسي أنه يعيد إلي خاطري ذكريات عزيزة، العيد يذهب وتبقي هذه الذكريات، انه يجعلني أعيش في الماضي لحظات هي أسعد ما في الحياة، أحب ما فيه إليّ أن أخلو إلي نفسي، فأعود بها وتعود بي إلي الأعزاء الذين فقدت، والذين كانوا في مثل هذا اليوم من كل عام نعمة القلب، أسكن إليهم ويسكنون، أفرح بهم ويفرحون، أحس وإياهم نعمة الحياة ويحسون، أما الآن فما هو العيد وقد حرمت هناء القلب في بكور العمر، إلا أن أعود إلي هؤلاء الذين يثرون في القبور.. ان الموت ليجردهم أمامي من كل أطماعهم وأوزارهم وشهواتهم، إنه ليسمو بهم إلي الملكوت الأعلي فأحسبهم كالملائكة طهراً ونوراً، وأحس وأنا علي هذه القبور ضآلة كل ما يشغل الناس ويحزنهم ويقلقهم من الشهوات والأحقاد والآمال والآلام.. لماذا لا يزورون القبور في يوم العيد؟.. إن من القبر - كما يقول واشنجطون ارفنح - ينبعث صوت أحلي من النغم، وانه مع الموتي من الذكريات ما تطيب له النفس أكثر مما تطيب مع الأحياء!.
وأخيراً.. ما هي الأعياد؟ إنها وقفات في صحراء الحياة، ولفتات إلي الوراء والأمام، أما الموكب الأكبر الحافل الزاخر الصاخب، موكب الحياة، فإنه يسير.. يسير حتماً إلي غايته، يتخلف عنه من يتخلف، ويلحق به من يستطيع اللحاق.
صلاة العيد
السبت :
والقاهرة تستقبل الصباح الجميل رأيت مئات المؤمنين الذاهبين إلي صلاة العيد، كنت في طريقي لكي أؤدي واجب الراقدين الأعزاء في الثري، كان المصلون في المساجد التي مررت بها أكثرهم من الفقراء.. تري هل يوثق الفقر صلة الإيمان بين الإنسان وربه وهل الغني يوهنها..؟ هل يهرب الفقراء من حظهم التعسكك في الحياة ويستبدلون به رجاء في مثوبة واملا في جنة عرضها السموات؟ هل الفقراء لضآلة حظهم من متاع الدنيا لا يجدون ما يشغلهم، فينصرفوا إلي وجه الله، ولو وجدوا لضلوا وغووا وكانوا الأخسرين أعمالاً؟
من يدري.. لعل عبداً غنياً لا يصلي ولا يصوم أقرب إلي الله من فقير يحسب انه يشتري الجنة بالصوم والصلاة؟ لقد أراد الشيوعيون أن يذودوا الناس عن الإيمان، فأعلنوها حرباً لا هوادة فيها، هدموا المساجد والكنائس وسموا الأديان »أفيون الشعوب»‬ لأنها تخدرهم وتجعلهم يهربون من الواقع الكريه إلي الغيب الحبيب ولكنهم فشلوا وانتصر الإيمان، لأنه بعض حاجات القلب والعاطفة، ولأن أكثر الناس جحوداً بالدين يرتد إلي نوع من الإيمان، أي إيمان حينما يهن العظم منه ويشتعل الرأس شيباً، ويجد العام الذي استند إليه أعجز من أن يحل له مشكلة الموت والحياة.
ولكن مالي استطردت.. فلم تمض غير ساعتين، حتي كنت أقف علي الثري العزيز الذي يضم رفات الراحلين، الذين أحببت، وكانوا زهرة الحياة وضوءها، وبسمة في فم لم يعرف بعدهم إلا العبوس.
أي شعور في هذه المدينة الصامتة يشمل النفس والقلب والعقل والفكر.. انها في صمتها أبلغ من كل ما في الحياة من ضجيج، وفي همسها أحلي من كل ما في الحياة من متاع وغرور.
وهذه الحشائش النابتة وسط القبور كأنها الحياة تنبع من الموت، والأمل يومض في الظلام.. حشائش تسقيها الرفات، أعجوبة الحياة لا يقف في وجهها الموت، وأعجوبة الموت تهزأ بالحياة، لماذا نجفل منه إذن؟ انها غفاءة رقيقة تمر في سلام فإذا الحياة منطفئة، إنه سكون قلب قلق، وجسد مسهد، وشهوة متأججة، انه حياة تتحول إلي ذكري، وأخطاء يسترها ثوب من الغفران، انه والنوم سواء، عبر عنه »‬توماس هود» في هذه العبارات الرقيقة وهو يصف موت فتاة قال »‬ددت آمالنا مخاوفنا، وبددت مخاوفنا آمالنا، حسبناها ميتة بينما كانت نائمة، وحسبناها نائمة بينما كانت قد ذهبت إلي السماء».
معجزة الإيمان!
الإثنين :
دعيت أكثر من مرة لازور مهبط الوحي في مكة والمدينة وغار حراء، وتاقت نفسي في كل مرة أن أذهب وأتأمل وأفكر وأنا في الأرض، وفي البطاح والجبال التي شهدت حادثاً من أروع الحوادث في تاريخ البشرية، ولكن التوفيق لم يواتني حتي اليوم.
وما أكثر ما قرأت عن قصة النبي صلي الله عليه وسلم.. ما أكثر ما قرأت لكتاب من العرب ومن غير العرب، مسلمين وغير مسلمين، وفي كل مرة يبدو لي كأن القصة جديدة، وكأن حوادثها تهزني هزا.
ربما كان إيمان الوراثة وصلة الدم والقربي هي التي تفعل هذا الفعل.. ولكنني في أحيان كثيرة أستطيع أن أتخلص من هذا كله، فإذا الأثر هو لم يتغير، وإذا الهزة هي لم تتغير.. انها قطعة من الحياة الانسانية وكفاحها في سبيل التحرر من الأوهام والأضاليل، انها معجزة الإيمان التي خلقت من الصحراء الصماء شعاعاً من نور بلغ أقصي الأرض في أقل ما يمكن من سنين.
لم يكن فتح جيوش، ولا شجاعة يد وسلاح، ولكنه كان فتح إيمان، وشجاعة قلب وجنان، هذه المعجزة التي طارت من أقصي الصحراء إلي أقصي المحيط، وكأنها لمح الضوء ونثر الشعاع.. ماذا كان فيها من مجد وحق ونفاذ، تلك التي اكتسحت الامبراطوريات وهزت الجيوش ومرقت كالسهم، فإذا المآذن ترتفع من شرق وغرب، وإذا حضارة جديدة تغزو العالم، وتدق أبواب أوروبا وتلمع كالشهب في السماء؟
هذا الفقير اليتيم، ابن الصحراء، كما يقول توماس كارليل: أكان ممكناً أن يبلغ بدعوته ما بلغ مالم يكن الصدق والإيمان أساسها؟ ان محمداً في نظر المسلمين، نبي، وهو في نظر غير المسلمين بطل معجزة من المعجزات.
العزاء لله وحده!
الثلاثاء :
أخذت أتأمل هذا الرجل، كان ذلك مساء يوم العيد، كان يسير مطأطيء الرأس يمسح دموعه بمنديل، وأمامه علي بضع خطوات نعش صغير وراءه بضعة أشخاص رقاق الحال، لم تكن الجنازة تنبيء عن ثروة، ولا عن جاه، ولاح أن كل السائرين فيها من أهل الميت، ولا أحد غيرهم، وما حاجتهم إلي الباكين كذباً ونفاقاً، لقد تأثرت كثيراً بمنطر الفقر، لمحت هنا الحزن الحقيقي ينبع من القلب، وكان الرجل أكثر الباكين حزناً وأشد المحزونين تفجعاً، من يدري لعله والد الميت، فقده وهو في طراوة العمر، كان يدخره لشيخوخة مقبلة ورأس مشتعل شيبة وعظام واهنة، من يدري لعله ابنه الوحيد، أصابه المرض ولم تستطع يد الفقر أن تنقذه بالطب والدواء، أي الخواطر السوداء تملأ رأسه، وأي الأحزان تضغط علي قلبه وصدره!.
كان ينظر إلي النعش في حسرة وانكسار ولهفة وحنان، أي عيد هذا الذي يستقبله وقد خلت الدار من الأمل المبتسم في نضارة العمر.
تصورت الرجل وقد عاد بعد دفن ابنه إلي داره، تصورته ينظر الي فراش الراحل وإلي زجاجات الدواء الفارغة، تصورته يسير هنا وهناك يسأل الجماد لعله يتكلم، ويناجي ابنه لعله يجيب، والناس من حوله في فرح بالعيد، يري الفتيات والصبيان والفتيان في مثل سن ابنه، وقد خرجوا في ملابسهم الجديدة، والبسمات علي وجوههم، تصورته ينظر إليهم في قلبه حسرة.. ما أشقي هذا الأب لو لم يعصمه الإيمان من الكفر.
هناك لحظات في الحياة لا ينفع فيها العلم ولا العقل ولا الحكمة، هناك لحظات تنهار فيها قوة الأقوياء، وفلسفة الفلاسفة وحكمة الحكماء وصبر الصابرين، في مثل هذه اللحظات لا يكون العزاء في شيء آخر غير الله، غير أن نفني فيه محبة ورهبة وحكمة وأملاً!!.
الجنة.. فيها عيد؟
الأربعاء :
سأل وفي وجهه إشراقة كأنها نبع من قلب ملاك: الميتين عندهم عيد يا بابا؟
قال الأب وفي عينيه دمعة: إنهم في السماء، في الجنة.
قال الطفل: في السماء.. الجنة فيها عيد؟
قال الأب: بل هي العيد الأكبر..
سأل الطفل: عندهم لعب كتير؟
قال الأب: كل شيء هناك جميل.
هل كان الأب واثقاً من كل ما قال؟ لقد حيره كل شيء، ولكن شيئاً واحداً رده إلي الايمان.. بسمة طفل ينمو كالزهرة، وإشراقة طفلة كأنها سر الله.. العيد لهم.. تمني لو استطاع ان ينشر علي وجوههم جميعاً بسمة واحدة كبيرة يقتسمونها بالتساوي.. ولكن ياللحياة! ان عيونهم أول ما تتفتح، تتفتح علي حرمان واغداق، علي طفل يجر الشقاء وطفل مدلل، عيونه اذا دمعت فعشرون يداً تمسح الدمع عنها، وعيون إذا دمعت ظلت تبكي حتي تدمي، ليس من يد تمسح، ولا من قلب يرحم، ولا من لسان يعطف!
هل هم يشعرون بالحقد والحسد، أم أن الله ينشر عليهم الحرمان مع الرضا ومع اليتم الهناء؟
رأيت ليلة العيد اطفالاً ضالين، ليس لهم بيوت ولا أهل، ما من قلب يحنو عليهم، وما من قلب يعطف عليهم، نبات طفيلي جاء إلي الدنيا دون ان يريده أحد، ومع ذلك فقد أحسست ان الله ينبع من قلوبهم، ونور رحمته تضيء عيونهم، فقد كانوا يضحكون ويبتسمون ويتحدثون عن العيد. ورأيت رجالاً أكثر ضلالاً من الأطفال، ليس لهم بيت ولا زوجة ولا ولد، يعيشون ليلة العيد، كما يعيشون آلاف الليالي في برودة الوحدة وجفاف القلب.
ماذا يكون العيد لهم؟ دمعة علي عام مضي، ومرحلة اقتربت بهم في مشوار الحياة نحو النهاية!
الحب قدر!
الخميس :
هي: أشعر أنك تهتم بي أكثر مما استحق!
هو: رأيت الحزن في عينيك!
هي: ولكنك رأيتني أيضاً وأنا أضحك!!
هو : الضحك ليس دليلاً علي السعادة.. إنه أحياناً يظهر الحزن أكثر مما يخفيه!!
هي : هل هذا هو السبب الوحيد لاهتمامك بي؟
هو : أحسسن أن شعاعاً خفياً - لا أدري مصدره - يربطني بك ويجذبني إليك!!
هي : أنا أيضاً شعرت أنك لست غريباً عني.. وإنني أعرفك منذ زمن!!
هو : عندما التقيت بك صدفة، ورأيتك أمامي وجهاً لوجه، وصافحتك لأول مرة، أصابني الارتباك، وتاهت مني الكلمات، ولم أعرف ماذا أقول لك!!
هي : لم أكن أتوقع أن أراك.. كانت مفاجأة بالنسبة لي.. ولكنها أسعدتني ..
هو : هل تصدقين أنني تمنيت في هذه اللحظة أن أراك.. وفجأة وجدتك أمامي.. أنت لا تعرفين ماذا تكونين بالنسبة لي!!
هي : ما أنا إلا فتاة عادية؟!
هو : ولكنني أراك مختلفة عن كل النساء.. في عينيك بريق حنان، وفي وجهك إشراقة تتم عن الطيبة، وفي صوتك دفء ورقة.
هي : أنا أعيش حياتي وحيدة، قلقة حائرة، أقرب الناس إلي لا يفهمونني، ولا أعرف كيف أتعامل معهم.. إنني في حاجة إلي صديق، فهل تقبل أن أكون صديقتك؟
هو : فارق السن بيننا كبير، أنت عذراء لا تتجاوزين العشرين، فكيف تجمع بيننا الصداقة ؟
هي : ولكني أري فيك الأب والصديق.. الخبرة والتجربة والحكمة، شعرك الأبيض يمنحني الشعور بالطمأنينة والأمان..
هو : لقد تمنيت فعلاً أن تكوني صديقتي منذ اللحظة الأولي التي رأيتك فيها!!
هي : إذا كان ما تقوله صحيحاً.. فأنا الأن أسعد إنسانة في الدنيا!!
هو : هل تعرفين ما هي السعادة؟
هي : أنا لا أعرفها ولكني أحسها، وهل تعرفها أنت؟
هو : أعرف أن السعادة هي تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ كل قلب، وأنا أعيش الآن بعض هذه اللحظات !
هي : أخشي أن تتحول صداقتنا إلي حب!!
هو : الحب شعور ينبع من القلب، والقلب ينبض بلا إرادة.
هي : أنا أؤمن أن الحب قدر لا يد للإنسان فيه!!
هو : القدر هو الذي وضعك في طريقي!!
هي: ووضعك أنت أيضاً في طريقي!!
هو: وكلانا لا يستطيع أن يرد القدر أو يعترض علي إرادته!
وهنا أخذ يدها بين يديه، وضغط عليها في حنان ورفق، فأحس بأحلي ما في الدنيا!!
أفكار للتأمل:
الضمائر مثل الساعات لا يوجد شيء منها مضبوط تماما، ولكن كل إنسان يعتمد ان ساعته مضبوطه!
الرجل الدبلوماسي هو الذي يتذكر عيد ميلاد السيدة وينسي عمرها!
لا توجد امرأة تحفظ السر، ولكن توجد نساء ضعيفات الذاكرة!
ما هي الأعياد؟.. إنها وقفات في صحراء الحياة.. لفتات إلي الوراء والأمام..؟
الجمعة:
أحب ما في العيد إلي نفسي أنه يعيد إلي خاطري ذكريات عزيزة، العيد يذهب وتبقي هذه الذكريات، انه يجعلني أعيش في الماضي لحظات هي أسعد ما في الحياة، أحب ما فيه إليّ أن أخلو إلي نفسي، فأعود بها وتعود بي إلي الأعزاء الذين فقدت، والذين كانوا في مثل هذا اليوم من كل عام نعمة القلب، أسكن إليهم ويسكنون، أفرح بهم ويفرحون، أحس وإياهم نعمة الحياة ويحسون، أما الآن فما هو العيد وقد حرمت هناء القلب في بكور العمر، إلا أن أعود إلي هؤلاء الذين يثرون في القبور.. ان الموت ليجردهم أمامي من كل أطماعهم وأوزارهم وشهواتهم، إنه ليسمو بهم إلي الملكوت الأعلي فأحسبهم كالملائكة طهراً ونوراً، وأحس وأنا علي هذه القبور ضآلة كل ما يشغل الناس ويحزنهم ويقلقهم من الشهوات والأحقاد والآمال والآلام.. لماذا لا يزورون القبور في يوم العيد؟.. إن من القبر - كما يقول واشنجطون ارفنح - ينبعث صوت أحلي من النغم، وانه مع الموتي من الذكريات ما تطيب له النفس أكثر مما تطيب مع الأحياء!.
وأخيراً.. ما هي الأعياد؟ إنها وقفات في صحراء الحياة، ولفتات إلي الوراء والأمام، أما الموكب الأكبر الحافل الزاخر الصاخب، موكب الحياة، فإنه يسير.. يسير حتماً إلي غايته، يتخلف عنه من يتخلف، ويلحق به من يستطيع اللحاق.
صلاة العيد
السبت :
والقاهرة تستقبل الصباح الجميل رأيت مئات المؤمنين الذاهبين إلي صلاة العيد، كنت في طريقي لكي أؤدي واجب الراقدين الأعزاء في الثري، كان المصلون في المساجد التي مررت بها أكثرهم من الفقراء.. تري هل يوثق الفقر صلة الإيمان بين الإنسان وربه وهل الغني يوهنها..؟ هل يهرب الفقراء من حظهم التعسكك في الحياة ويستبدلون به رجاء في مثوبة واملا في جنة عرضها السموات؟ هل الفقراء لضآلة حظهم من متاع الدنيا لا يجدون ما يشغلهم، فينصرفوا إلي وجه الله، ولو وجدوا لضلوا وغووا وكانوا الأخسرين أعمالاً؟
من يدري.. لعل عبداً غنياً لا يصلي ولا يصوم أقرب إلي الله من فقير يحسب انه يشتري الجنة بالصوم والصلاة؟ لقد أراد الشيوعيون أن يذودوا الناس عن الإيمان، فأعلنوها حرباً لا هوادة فيها، هدموا المساجد والكنائس وسموا الأديان »أفيون الشعوب»‬ لأنها تخدرهم وتجعلهم يهربون من الواقع الكريه إلي الغيب الحبيب ولكنهم فشلوا وانتصر الإيمان، لأنه بعض حاجات القلب والعاطفة، ولأن أكثر الناس جحوداً بالدين يرتد إلي نوع من الإيمان، أي إيمان حينما يهن العظم منه ويشتعل الرأس شيباً، ويجد العام الذي استند إليه أعجز من أن يحل له مشكلة الموت والحياة.
ولكن مالي استطردت.. فلم تمض غير ساعتين، حتي كنت أقف علي الثري العزيز الذي يضم رفات الراحلين، الذين أحببت، وكانوا زهرة الحياة وضوءها، وبسمة في فم لم يعرف بعدهم إلا العبوس.
أي شعور في هذه المدينة الصامتة يشمل النفس والقلب والعقل والفكر.. انها في صمتها أبلغ من كل ما في الحياة من ضجيج، وفي همسها أحلي من كل ما في الحياة من متاع وغرور.
وهذه الحشائش النابتة وسط القبور كأنها الحياة تنبع من الموت، والأمل يومض في الظلام.. حشائش تسقيها الرفات، أعجوبة الحياة لا يقف في وجهها الموت، وأعجوبة الموت تهزأ بالحياة، لماذا نجفل منه إذن؟ انها غفاءة رقيقة تمر في سلام فإذا الحياة منطفئة، إنه سكون قلب قلق، وجسد مسهد، وشهوة متأججة، انه حياة تتحول إلي ذكري، وأخطاء يسترها ثوب من الغفران، انه والنوم سواء، عبر عنه »‬توماس هود» في هذه العبارات الرقيقة وهو يصف موت فتاة قال »‬ددت آمالنا مخاوفنا، وبددت مخاوفنا آمالنا، حسبناها ميتة بينما كانت نائمة، وحسبناها نائمة بينما كانت قد ذهبت إلي السماء».
معجزة الإيمان!
الإثنين :
دعيت أكثر من مرة لازور مهبط الوحي في مكة والمدينة وغار حراء، وتاقت نفسي في كل مرة أن أذهب وأتأمل وأفكر وأنا في الأرض، وفي البطاح والجبال التي شهدت حادثاً من أروع الحوادث في تاريخ البشرية، ولكن التوفيق لم يواتني حتي اليوم.
وما أكثر ما قرأت عن قصة النبي صلي الله عليه وسلم.. ما أكثر ما قرأت لكتاب من العرب ومن غير العرب، مسلمين وغير مسلمين، وفي كل مرة يبدو لي كأن القصة جديدة، وكأن حوادثها تهزني هزا.
ربما كان إيمان الوراثة وصلة الدم والقربي هي التي تفعل هذا الفعل.. ولكنني في أحيان كثيرة أستطيع أن أتخلص من هذا كله، فإذا الأثر هو لم يتغير، وإذا الهزة هي لم تتغير.. انها قطعة من الحياة الانسانية وكفاحها في سبيل التحرر من الأوهام والأضاليل، انها معجزة الإيمان التي خلقت من الصحراء الصماء شعاعاً من نور بلغ أقصي الأرض في أقل ما يمكن من سنين.
لم يكن فتح جيوش، ولا شجاعة يد وسلاح، ولكنه كان فتح إيمان، وشجاعة قلب وجنان، هذه المعجزة التي طارت من أقصي الصحراء إلي أقصي المحيط، وكأنها لمح الضوء ونثر الشعاع.. ماذا كان فيها من مجد وحق ونفاذ، تلك التي اكتسحت الامبراطوريات وهزت الجيوش ومرقت كالسهم، فإذا المآذن ترتفع من شرق وغرب، وإذا حضارة جديدة تغزو العالم، وتدق أبواب أوروبا وتلمع كالشهب في السماء؟
هذا الفقير اليتيم، ابن الصحراء، كما يقول توماس كارليل: أكان ممكناً أن يبلغ بدعوته ما بلغ مالم يكن الصدق والإيمان أساسها؟ ان محمداً في نظر المسلمين، نبي، وهو في نظر غير المسلمين بطل معجزة من المعجزات.
العزاء لله وحده!
الثلاثاء :
أخذت أتأمل هذا الرجل، كان ذلك مساء يوم العيد، كان يسير مطأطيء الرأس يمسح دموعه بمنديل، وأمامه علي بضع خطوات نعش صغير وراءه بضعة أشخاص رقاق الحال، لم تكن الجنازة تنبيء عن ثروة، ولا عن جاه، ولاح أن كل السائرين فيها من أهل الميت، ولا أحد غيرهم، وما حاجتهم إلي الباكين كذباً ونفاقاً، لقد تأثرت كثيراً بمنطر الفقر، لمحت هنا الحزن الحقيقي ينبع من القلب، وكان الرجل أكثر الباكين حزناً وأشد المحزونين تفجعاً، من يدري لعله والد الميت، فقده وهو في طراوة العمر، كان يدخره لشيخوخة مقبلة ورأس مشتعل شيبة وعظام واهنة، من يدري لعله ابنه الوحيد، أصابه المرض ولم تستطع يد الفقر أن تنقذه بالطب والدواء، أي الخواطر السوداء تملأ رأسه، وأي الأحزان تضغط علي قلبه وصدره!.
كان ينظر إلي النعش في حسرة وانكسار ولهفة وحنان، أي عيد هذا الذي يستقبله وقد خلت الدار من الأمل المبتسم في نضارة العمر.
تصورت الرجل وقد عاد بعد دفن ابنه إلي داره، تصورته ينظر الي فراش الراحل وإلي زجاجات الدواء الفارغة، تصورته يسير هنا وهناك يسأل الجماد لعله يتكلم، ويناجي ابنه لعله يجيب، والناس من حوله في فرح بالعيد، يري الفتيات والصبيان والفتيان في مثل سن ابنه، وقد خرجوا في ملابسهم الجديدة، والبسمات علي وجوههم، تصورته ينظر إليهم في قلبه حسرة.. ما أشقي هذا الأب لو لم يعصمه الإيمان من الكفر.
هناك لحظات في الحياة لا ينفع فيها العلم ولا العقل ولا الحكمة، هناك لحظات تنهار فيها قوة الأقوياء، وفلسفة الفلاسفة وحكمة الحكماء وصبر الصابرين، في مثل هذه اللحظات لا يكون العزاء في شيء آخر غير الله، غير أن نفني فيه محبة ورهبة وحكمة وأملاً!!.
الجنة.. فيها عيد؟
الأربعاء :
سأل وفي وجهه إشراقة كأنها نبع من قلب ملاك: الميتين عندهم عيد يا بابا؟
قال الأب وفي عينيه دمعة: إنهم في السماء، في الجنة.
قال الطفل: في السماء.. الجنة فيها عيد؟
قال الأب: بل هي العيد الأكبر..
سأل الطفل: عندهم لعب كتير؟
قال الأب: كل شيء هناك جميل.
هل كان الأب واثقاً من كل ما قال؟ لقد حيره كل شيء، ولكن شيئاً واحداً رده إلي الايمان.. بسمة طفل ينمو كالزهرة، وإشراقة طفلة كأنها سر الله.. العيد لهم.. تمني لو استطاع ان ينشر علي وجوههم جميعاً بسمة واحدة كبيرة يقتسمونها بالتساوي.. ولكن ياللحياة! ان عيونهم أول ما تتفتح، تتفتح علي حرمان واغداق، علي طفل يجر الشقاء وطفل مدلل، عيونه اذا دمعت فعشرون يداً تمسح الدمع عنها، وعيون إذا دمعت ظلت تبكي حتي تدمي، ليس من يد تمسح، ولا من قلب يرحم، ولا من لسان يعطف!
هل هم يشعرون بالحقد والحسد، أم أن الله ينشر عليهم الحرمان مع الرضا ومع اليتم الهناء؟
رأيت ليلة العيد اطفالاً ضالين، ليس لهم بيوت ولا أهل، ما من قلب يحنو عليهم، وما من قلب يعطف عليهم، نبات طفيلي جاء إلي الدنيا دون ان يريده أحد، ومع ذلك فقد أحسست ان الله ينبع من قلوبهم، ونور رحمته تضيء عيونهم، فقد كانوا يضحكون ويبتسمون ويتحدثون عن العيد. ورأيت رجالاً أكثر ضلالاً من الأطفال، ليس لهم بيت ولا زوجة ولا ولد، يعيشون ليلة العيد، كما يعيشون آلاف الليالي في برودة الوحدة وجفاف القلب.
ماذا يكون العيد لهم؟ دمعة علي عام مضي، ومرحلة اقتربت بهم في مشوار الحياة نحو النهاية!
الحب قدر!
الخميس :
هي: أشعر أنك تهتم بي أكثر مما استحق!
هو: رأيت الحزن في عينيك!
هي: ولكنك رأيتني أيضاً وأنا أضحك!!
هو : الضحك ليس دليلاً علي السعادة.. إنه أحياناً يظهر الحزن أكثر مما يخفيه!!
هي : هل هذا هو السبب الوحيد لاهتمامك بي؟
هو : أحسسن أن شعاعاً خفياً - لا أدري مصدره - يربطني بك ويجذبني إليك!!
هي : أنا أيضاً شعرت أنك لست غريباً عني.. وإنني أعرفك منذ زمن!!
هو : عندما التقيت بك صدفة، ورأيتك أمامي وجهاً لوجه، وصافحتك لأول مرة، أصابني الارتباك، وتاهت مني الكلمات، ولم أعرف ماذا أقول لك!!
هي : لم أكن أتوقع أن أراك.. كانت مفاجأة بالنسبة لي.. ولكنها أسعدتني ..
هو : هل تصدقين أنني تمنيت في هذه اللحظة أن أراك.. وفجأة وجدتك أمامي.. أنت لا تعرفين ماذا تكونين بالنسبة لي!!
هي : ما أنا إلا فتاة عادية؟!
هو : ولكنني أراك مختلفة عن كل النساء.. في عينيك بريق حنان، وفي وجهك إشراقة تتم عن الطيبة، وفي صوتك دفء ورقة.
هي : أنا أعيش حياتي وحيدة، قلقة حائرة، أقرب الناس إلي لا يفهمونني، ولا أعرف كيف أتعامل معهم.. إنني في حاجة إلي صديق، فهل تقبل أن أكون صديقتك؟
هو : فارق السن بيننا كبير، أنت عذراء لا تتجاوزين العشرين، فكيف تجمع بيننا الصداقة ؟
هي : ولكني أري فيك الأب والصديق.. الخبرة والتجربة والحكمة، شعرك الأبيض يمنحني الشعور بالطمأنينة والأمان..
هو : لقد تمنيت فعلاً أن تكوني صديقتي منذ اللحظة الأولي التي رأيتك فيها!!
هي : إذا كان ما تقوله صحيحاً.. فأنا الأن أسعد إنسانة في الدنيا!!
هو : هل تعرفين ما هي السعادة؟
هي : أنا لا أعرفها ولكني أحسها، وهل تعرفها أنت؟
هو : أعرف أن السعادة هي تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ كل قلب، وأنا أعيش الآن بعض هذه اللحظات !
هي : أخشي أن تتحول صداقتنا إلي حب!!
هو : الحب شعور ينبع من القلب، والقلب ينبض بلا إرادة.
هي : أنا أؤمن أن الحب قدر لا يد للإنسان فيه!!
هو : القدر هو الذي وضعك في طريقي!!
هي: ووضعك أنت أيضاً في طريقي!!
هو: وكلانا لا يستطيع أن يرد القدر أو يعترض علي إرادته!
وهنا أخذ يدها بين يديه، وضغط عليها في حنان ورفق، فأحس بأحلي ما في الدنيا!!
أفكار للتأمل:
الضمائر مثل الساعات لا يوجد شيء منها مضبوط تماما، ولكن كل إنسان يعتمد ان ساعته مضبوطه!
الرجل الدبلوماسي هو الذي يتذكر عيد ميلاد السيدة وينسي عمرها!
لا توجد امرأة تحفظ السر، ولكن توجد نساء ضعيفات الذاكرة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.