سمية الألفي تتصدر تريند جوجل.. وزواجها من فاروق الفيشاوي يعود للواجهة من جديد    مطارات مصر بين الخصخصة والأمن القومي.. لماذا يندفع ساويرس نحو السيطرة على البوابات السيادية؟    خلاف علني بين رئيسي البرازيل والأرجنتين بسبب حصار فنزويلا    معركة السيطرة على أموال التنظيم الدولي.. انقسام حاد بين قيادات «إخوان لندن»    تصريحات مثيرة قبل مواجهة مصر، مدرب زيمبابوي: لا نخاف من صلاح أو مرموش    تأجيل محاكمة عصام صاصا وآخرين بتهمة التشاجر داخل ملهى ليلي بالمعادي    النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركزي إصلاح وتأهيل وادي النطرون و«أبي زعبل 1»    مصرع شاب بالقليوبية أثناء اللعب بسلاح شقيقه الضابط    حبس المتهم بقتل زميله وتقطيع جثمانه إلى أربعة أجزاء وإخفائها داخل صندوق قمامة بالإسكندرية    فيديو جراف| بشرى سارة.. مترو الأنفاق سيصل هذه المناطق قريبًا    لأول مرة.. "الصحة": أعداد المواليد لم يتجاوز مليوني مولود سنويًا    وزير البترول: صادراتنا من الذهب تفوق مليار دولار    يوفنتوس يحسم قمة روما ويواصل انتصاراته في الكالتشيو    أمم إفريقيا - ندالا حكم مباراة الافتتاح بين المغرب وجُزر القُمر    أبرزها الأدانه والتحويل إلى اللجنة التأديبية.. كاف يعلن قراره الأول بشأن أحداث مباراة الأهلي والجيش الملكي المغربي بدوري أبطال إفريقيا    10 نجوم إفريقية فى صراع بمعارك الأدغال    وزير الطيران:إجمالي عدد الركاب بكافة المطارات المصرية 60 مليون راكب بنهاية العام الجاري    ضعف المياه بمركز طهطا بسوهاج لأعمال تطهير محطة شطورة السطحية    بعد ابتزازه بمقاطع فاضحة.. «ناصر» يستنجد بالهارب محمد جمال والأخير يرفض التدخل    وزير البترول: مليار قدم مكعب حجم الغاز القادم من إسرائيل عبر الأنابيب.. فيديو    الاحتلال يتوغل في ريف القنيطرة الشمالي بسوريا    إيمي سمير غانم: كنت بقفل بالمفتاح على أبويا وأمي وقت كورونا    تامر حسنى يشكر راعى مصر فى ختام حفل عابدين    العرض الخاص لفيلم «بكرا» بحضور أشرف زكى ومحمد رياض    أميرة الإيقاع نسمة عبد العزيز تشعل مسرح أوبرا الإسكندرية بحفل فني مميز    «كتاب جدة» يقرأ ملامح الفنون السعودية المعاصرة    «القصص» ل أمير المصرى يفوز بالتانيت الذهبى كأفضل فيلم فى مهرجان قرطاج السينمائى    الإفتاء: الدعاء في أول ليلة من رجب مستحب ومرجو القبول    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    باريس سان جيرمان يتأهل لدور ال32 من بطولة كأس فرنسا    وزارة الداخلية تنفذ أكثر من 60 ألف حكم قضائي في حملات أمنية مكثفة    محمد صبحي: المقاومة الفلسطينية لن تموت.. والمعركة على الوجود الفلسطيني كاملا    إعلام الاحتلال: الجيش ينهي عملية نزع السلاح من غزة داخل الخط الأصفر    مبابي يعادل رقم رونالدو التاريخي ويحتفل على طريقته    بركلة جزاء قاتلة.. أرسنال يهزم إيفرتون ويعود لاعتلاء صدارة البريميرليج    اتحاد الكرة: حسام حسن وعدنا بلقب أمم إفريقيا.. وفينجر رشح مدير فني لتعيينه    وزير خارجية روسيا: ناقشنا مع الشركاء إصلاح مجلس الأمن وتعزيز ميثاق الأمم المتحدة    خبير عسكري: مصر تمتلك أوراق ضغط دولية لم تستخدمها بشأن سد النهضة    محمد صبحي عن فيلم «الست»: أم كلثوم ليست ملاكا لكنها رمز.. اهتموا بالفن ولا تنبشوا في السلوكيات الشخصية    14 توصية لدعم وتعزيز صناعة الغذاء في مصر    محمد صبحي: غزة اختبار سقطت فيه كل الشعارات والمواثيق.. والقوى الدولية تلعب دور محامي العدو    الصيام تطوعا في رجب وشعبان دون غيرهما.. الإفتاء توضح التفاصيل    الدفاع المدني يرفع ركام شقة منهارة وإصابة طالب في العجوزة    9 عادات يومية تعيق بناء العضلات    أسماء ضحايا ومصابي حادث تصادم تريلا وموتوسكلين بقنا    مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر ل"صوت الأمة": التدخل الرئاسي أنقذ الانتخابات.. ولا يوجد أي غبار على مجلس النواب الجديد    المصل واللقاح: انتشار الفيروسات التنفسية طبيعي في الخريف والشتاء.. و65% من الإصابات إنفلونزا    6 أعراض مبكرة للإصابة ب الذئبة الحمراء    تحسين حياة المواطن بالأقصر تتصدر اهتمامات البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة    خلال 10 أيام.. التفتيش على 3605 منشآت يعمل بها أكثر من 49 ألف عامل    رئيس جامعة بنها يحيل طبيبين بالمستشفى الجامعى للتحقيق    النبراوي أول نقيب مهندسين مصري يتقلد رئاسة اتحاد المهندسين العرب    وزير التعليم العالي يشهد حفل تخريج أول دفعة من خريجي جامعة المنصورة الجديدة الأهلية    رئيس جامعة الأزهر: الجميع مع القرآن فائز.. والإمام الأكبر حريص على دعم الحفظة    الداخلية تكشف تفاصيل سرقة فيلا أحد الدبلوماسيين فى الشيخ زايد    النيابة الإدارية تواصل تلقى طلبات التعيين بوظيفة معاون نيابة إلكترونيا.. المواعيد    «المنشاوي» يستقبل أسامة الأزهري وزير الأوقاف بجامعة أسيوط    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيهان السادات عائدة وبقوة.. من أجل " تحيا مصر"
في الذكرى ال41 على نصر اكتوبر و34 على اغتيال السادات
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 05 - 10 - 2014

هذا هو لقاؤنا الثالث مع الدكتورة جيهان السادات. منذ قيام ثورة 25 يناير وعدتنا السيدة جيهان بهذا اللقاء السنوي بمناسبة ذكرى اكتوبر. ارتباط اللقاء بذكري أكتوبر ينطوي على شق مجهد، فبعد مرور 41 سنة على انتصار أكتوبر الذي كان الرئيس الراحل أنور السادات هو بطله، ومرور 34 عاماً على اغتياله قد يدخل حديث الذكريات إلى منطقة الملل الرمادية وقد يشوبه التكرار والرتابة، وربما تتوه بعض التفاصيل وتخفت بفعل الزمن.
لكن الحديث مع الدكتورة جيهان السادات لا يعرف الملل، وبين احتجابها عن الصحافة وعودتها إليها هناك دائماً الجديد. هذه المرة كان ثمة شيئ مختلف. دخولها الى الصالون يشع طاقة إيجابية في المكان. حضور فيه بهجة، عيون عفية براقة، حماس غير عادي. فما الذي استجد؟
س: أين أنت؟ حين شاهدناك لحظة الدخول المهيب في مراسم تنصيب الرئيس السيسي توقعنا نشاطاً وحضوراً مكثفاً للسيدة جيهان السادات في المشهد العام لاسيما انه ترددت أخبار ان ثمة محاولات لإقناعك بخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.. هل هذا صحيح ؟
ج: لا لا أنا كبرت ياهالة ! لن اخوض أي انتخابات ولن ادخل في السياسة لكني سأظل أخدم بلدي بأقصى طاقتي وكل ما أتمناه ان ينهض صندوق تحيا مصر ويجمع مبالغ كبيرة. هذا هو محط تركيزي الآن. واطمئني .. أنا موجودة.
تلمع عيناها بإصرار واضح وتحدٍ كبير وتضيف: إن شاء الله سأقوم بنشاط كبير جداً خلال الفترة القادمة من أجل صندوق تحيا مصر. وسيكون هناك دور ملموس في عدة مجالات وسنبدأ بجمعية تحسين الصحة التي ستقيم يوماً يخصص دخله من أجل صندوق "تحيا مصر"، وكذلك ستقيم بعض السفيرات أياماً بتذاكر ليخصص دخل تلك الأنشطة لصالح الصندوق. كذلك أقوم الآن بالتحضير لعدة دعوات على الغذاء هنا في المنزل (منزل السادات بالجيزة) بدءاً من شهر اكتوبر لمن سيقومون بالتبرع بمبالغ كبيرة للصندوق سواء من الرجال أو النساء وسيذكر في الدعوة انها للتبرع لصالح صندوق "تحيا مص"ر. وبعدها بأسبوعين إن شاء الله سأخصص يوماً آخرلدعوة السيدات فقط على الغذاء لنفس الغرض. الشرط ان تكون مبالغ التبرع كبيرة لتفي بالهدف. وسأقوم بتقسيم الأيام حسب فئات التبرع.
س: لماذا صندوق تحيا مصر بالذات هناك مجالات أخرى يمكن للأثرياء المساهمة فيها كبناء المدارس وتأسيسها أو رعاية البحث العلمي في مجالات فريدة تحتاجها البلاد ..أو الرعاية الصحية وخدمات القرى الفقيرة.. وما شابه؟
ج: لأني أعتقد بل أنا واثقة من ان هذا الصندوق سيفعل أشياء كثيرة للبلد. يعني مثلا مشروع تفريعة قناة السويس مشروع هايل لكنه يعطي عائداً للمساهمين، أما صندوق تحيا مصر فلا يعطي عائداً مادياً. الفكرة هنا هي ضرورة الوقوف بجوار مصر في الوقت الذي تحتاجنا فيه. هذا واجب كل مصري ومصر تحتاجنا جميعا فهي تعتبر في محنة ، إن لم نقف الآن فمتى إذاً؟
س: كيف ترين الإقبال الضعيف من رجال الأعمال على المساهمة في صندوق تحيا مصر؟
ج: تتحفظ السيدة جيهان على صياغتي للسؤال وتقول: لا هو ليس إقبالاً ضعيفاً ربما ليس كالمأمول منهم لكنني واثقة انهم سياسهمون وسيأتون بهدوء لأنهم وطنيون أيضاً. ولو وقعت مصر لاسمح الله فسيقعون معها وهم مدركون لذلك. سوف ترين قريباً ان شاء الله مساهماتهم. تستدرك: بالمناسبة من ساهموا في مشروع القناة كانوا من أبناء الطبقة المتوسطة.. لهذا أدعو كل مواطن حتى من هم على المعاش ان يترك ولو 10 جنيه لصالح الصندوق. لا أتحدث هنا عن الطبقات الفقيرة من ذوي المعاشات الضئيلة لكني أقصد الطبقات المتوسطة والموظفين هذا المبلغ يساوي طبق كشري. ما أتمناه هو تشجيع الإحساس بالمسؤولية والمساهمة لأن هذا الصندوق سيوفر الرخاء الذي سنستفيد منه جميعاً، نحن والأجيال القادمة. شوفي مدى الإقبال على شهادات قناة السويس، ومعنى ان يتوفر 64 مليار جنيه في هذه المدة القصيرة ان فيه فلوس في البلد.
س: الناس ترى أن العائد المادي كان محفزاً للشراء وأيضاً لأنهم رأوا في توسعة القناة مشروعاً استراتيجياً محدداً له ملامح وأهداف.. لكنهم يتساءلون ماهي الأغراض التي ستوجه لها أموال صندوق تحيا مصر؟
ج: شوفي لازم نثق في الرئيس السيسي. هو مسؤول عن كل تلك المشروعات وهو لا يبادر الي شيئ ويتحمس له قبل ان يكون درسه دراسة وافية وقدمت له كافة الآراء العلمية من مختلف التخصصات. وكما وثق المصريون في مشروع القناة لأن السيسي دعا اليه يجب ان يثقوا أيضاً في صندوق تحيا مصر لأن السيسي هو الذي دعا اليه. ثم شوفي مثلا ً فتح الطرق من وادي النيل حتى البحر الأحمر هذا مشروع ينطوي على رواج ويحقق تيسيرات لانتقال الناس والسلع فينتعش الاقتصاد.هذا بخلاف بناء قرى على جوانب الطرق .
أسرح قليلا وأنا أرى الحماس البادي على وجهها وتدفق الكلمات دون تفكير وبريق عينيها عندما نأتي على سيرة الرئيس السيسي،وأتساءل بيني وبين نفسي: هل لو قُدر لي أن ألتقي وأحاور والدة الرئيس أكنت أسمع منها حماساً أقوى من ذلك الذي ألتقطه الآن في نبرات صوت السيدة جيهان السادات؟
أسجل لها ملاحظتي تلك فتؤكد صوابها بكل ثقة وصدق فتقول: نعم أشعر أنه إبني فعلاً. وأحبه حباً شديداً. لاتنسي انني تزوجت أنور السادات وكان عمري 15 سنة لم يكن يملك شيئاً سوى وطنيته، عانى من السجن وكافح ضد الاحتلال الانجليزي، وضحى من أجل حرية مصر. السيسي مثله زعيم وطنى.
س: هل تجدين تشابهاً بين الرئيس الراحل انور السادات والرئيس السيسي؟
ج: نعم والله.. هو يشبهه ولديه دهاء السادات.قد تظنين انه مش واخد باله لكنه عارف كل حاجة وواخد باله كويس. ربنا يوفقه .. ثم ان حديثه صادق لا يختلق وكلامه من قلبه. وليس حديثه فقط ولكن فعله أيضاًيضاً
قدر السيدة الأولى في بلدنا
س: ألا تعتبركل الأنشطة التي تزمعين القيام بها من صميم دور السيدة الأولى؟
ج: لا هي من صميم أولويات أي مواطن في مصر. كل من لديه القدرة أو الوسيلة أو الجهد للقيام بشيئ لصالح الوطن لا يجب ان يبخل به. ولعلمك حرم الرئيس السيسي سيدة غاية في الذكاء والتهذب. هي ليست سيدة عادية وتتمنى أن تفعل أي شيئ من أجل مصر، وأيضاً لمساندة زوجها، لكنها حريصة على أن تفعل الشيئ الصائب بما لا يغضب الناس أو يدعوهم لانتقادها.وبرضه الناس قاسية. لكنها محبة جداً للشعب وعاقلة متأنية وليست متعجلة.
س: من واقع تجربتك وتجربة السيدة سوزان مبارك هل تعتقدين انه من الصعب إيجاد المعادلة بين دور السيدة الأولى في مصر وبين حب الناس وعدم انتقادها؟
ج: ليس صعباً على الإطلاق. هناك مجالات كثيرة يمكن للسيدة الأولى ان تساهم فيها بشكل قوي، مثل محو الأمية ومكافحة الفقر والصحة العامة والمعوقين. وقريباً سترون السيدة الأولى وسوف تقدرونها. ومن يدخل العمل العام طبيعي ان يتعرض للنقد. لكن البعض يكون مفهومه عن دور السيدة الأولى خاطئاً. والشطارة هي عدم الظهور كثيراً مع الوزراء حتى لا تتهم بالتدخل في إدارة البلاد
كعادتها تجرني السيدة جيهان السادات مبكراً الى نطاقات كانت مؤجلة في الحوار، أسألها ( وأنا أعرف الإجابة مسبقاً)
س: ماهو تقييمك إذاً للمائة يوم الأولى من ولاية الرئيس السيسي؟ ألا ترين أخطاءً أو إبطاءً أو حتى تعجلاً في بعض القضايا؟ هل تأثرت شعبيته ولو قليلاً؟
ج: يكفينا مشروع توسعة القناة، لو لم يوجد غيره لكفى. كما ان هناك ما يرافقه من مشروعات ومصانع ومدن وطرق سيتم إنشاؤها وتنمية وخير لم يأت بعد. طبعاً هناك مشاكل عويصة مثل "الكهرباء" لكن الرئيس يوليها اهتماماً كبيراً ولن يهدأ إلا بعد أن يحلها وسوف يحلها إن شاء الله. يكفينا ان لدينا رئيساً وطنياً مهموم بمصالح بلده ولا ينظر الى مصالحه الشخصية، ,اهم شيئ إنه "حاسس بالناس" وهذا ينبغي ان يبث التفاؤل في نفوسنا.
ولاتنسيّ أمراً هاماً هو اننا نواجه حرباً بشعة وممن؟ من أمريكا وانضمت لها أوروبا وأصبح العالم ينظر الينا على اننا انقلابيون وتجاهلوا حقيقة خروج 35 مليون مصري يقولون نريده. إنها ثورة الجماهير تريده ان ينقذها مما كانت فيه. ويكفي هذا الرجل انه أنقذ مصر لنظل أوفياء له ونسانده لصالح بلدنا.
س: معروف ان لك علاقات واسعة مع دوائر ورموز سياسية في أمريكا فهل حاولت تغيير وجهة نظرهم وإطلاعهم على حقيقة الوضع في مصر؟
ج: طبعاً بالتأكيد.. لكن دعيني أؤكد ان هناك تحسناً ملموساً في النظرة الأمريكية الآن نحو مصر. هم كانت وجهة نظرهم أن مرسي تم انتخابه عبر صناديق الاقتراع ولم يكن ينبغي إزاحته إلا عبر الانتخابات أيضاً. لكن أوضحت للكثيرين في الخارج ان إزاحته تمت بإرادة شعبية، وان المصريين الذين انتخبوه كانوا حسني النية وعلقوا عليه وعلى الإخوان آمالاً عريضة باعتبارهم "ناس بتوع ربنا". وحتى الذين لم ينتخبوه وأنا منهم بالمناسبة وقلت: "له أنا لم انتخبك".. هؤلاء قالوا بعد نجاحه لعله خير.. لكننا رأينا الكوارث التي فعلها الإخوان بمصر.
ثم دعينا نعترف أن الشعب الأمريكي منعزل ولا يحصل على معلوماته إلا من الإعلام فحين تأتي محطة سي إن إن بصور الجماهير المؤيدة للسيسي وتكذب وتقول انهم مؤيدون لمرسي نعذر الأمريكان الذين يتعرضون للتضليل الإعلامي.لكننا في نفس الوقت لا ننسى انه كانت لديهم خطة لتقسيم مصر وحين نتذكر ما قالته كوندوليزا رايس (وزيرة خارجية بوش الإبن) عن الفوضى الخلاقة وننظر الى ما مررنا به ندرك اننا عشنا هذه الفوضي الخلاقة. ولهذا نحمد الله على أن ارسل الينا الرئيس السيسي لكي يُفشِل المخطط الذي كان سيعيدنا مائة سنة للوراء.
ظروف الاغتيال .. من تاني
لايمكن ان يكون لقاؤنا السنوي مع السيدة جيهان السادات بمناسبة 6 اكتوبر دون أن نتناول ما يحيط بأحداث ذلك اليوم من ذكريات تتجدد في صورة شهادات معاصريه أو ذكرياتهم وتحليلاتهم. أثناء بحثي عن تلك الشهادات استعداداً لهذا الحوار لفتت نظري تصريحات مهمة أدلى بها الأستاذ محمد عبد الجواد الرئيس السابق لوكالة أنباء الشرق الأوسط في مقابلة صحفية لبوابة الأهرام نشرت في عام 2012 بصفته المستشار الإعلامي السابق للرئيس السادات.. التاريخ هنا له دلالة حيث كان هذا العام هو عام الأخونة في كل أجهزة الدولة المصرية.
استوقفتني نقطتان مثيرتان. الأولى أن الأستاذ عبد الجواد برّأ الإخوان من اغتيال السادات وقال مانصه: لم يكن للإخوان أي علاقة بقتل السادات، وعزا الاغتيال لأسباب وظروف سبقت الحادث. بل إنه في نفس المقابلة الصحفية نسب الى جيهان السادات الإبنة قولها له: "أبو غزالة قتل بابا يا أنكل" وزاد بأن لمّح تلميحاً خطيراً بأن المشير أبو غزالة إن لم يكن متورطاً بمؤامرة اغتيال الرئيس السادات فقد كان على الأقل عالماً بها.
أعرض عليها هذا التصريحات فتنقبض قسماتها ويرتفع حاجباها في ذعر ودهشة حقيقيين. ولأنها تستطيع ضبط مشاعرها وانتقاء ألفاظها بعناية خاصة عند الحديث عن المقربين فكان استنكارها شديداً
وتساءلت: جيهان بنتي؟ وأين التقى بها ومتى؟ أبو غزالة؟ دا كان قاعد جنبي. شوفي كلام كتير طلع يتهم سياسيين ومسؤولين في الدولة بالمؤامرة. هناك من اتهم مبارك وهاهو من يتهم أبو غزالة ..هذا غير صحيح. لا أبو غزالة ولامبارك لهما علاقة باغتيال السادات.
ثم إن لم يكن الإخوان هم من قتلوا السادات فمن إذاً؟ أليس خالد الإسلامبولي إخوانياً؟ كل الجهاديين وغيرهم من الفصائل المختلفة خرجوا من بطن الإخوان حتى داعش وكل التسميات الأخرى كأنصار بيت المقدس وعفاريت دمنهور وغيرهم. لعله (تقصد عبد الجواد) أراد مجاملتهم بهذا الكلام في زمن حكمهم. الإخوان فعلوها ونجحوا، ثم انهم اعتذروا أخيراً وقالوا ان قتل السادات كان خطاً أليس هذا اعترافاً منهم؟
س: لو استبعدنا المؤامرة من الدولة فكيف نفسرعدم الاحتراز إزاء تنبيهات قبل الحادث بأيام عن الاشتباه في عبود الزمر تحديداً وإعداده لعملية اغتيال للرئيس؟
ج: عبود كان هارباً. والسادات أعلن ذلك في إحدى خطبه ووجه له كلاماً بالإسم وقال له انا عارف وانت ياعبود مش هاسيبك. والحقيقة وزير الداخلية النبوي اسماعيل بلغ الرئيس أكثر من مرة لكن عبود كان ضابط في الجيش و ليس للنبوي ان يتخذ معه اجراء احترازي. أنا من كثرة التحذيرات التي بلغها النبوي كنت أشعر في كل مرة يخرج فيها السادات إنه لن يعود. ومع كل ذلك كان السادات مؤمناً إيماناً عميقاً بالقدر وكان يقول حين ينتهي الأجل سينتهي ولو كنت راقداً بمنزلي. وهذا لم يمنعه أبداً من القيام بسؤولياته تجاه الوطن.
اكتوبر وخداع اسرائيل
س: هناك إجماع على نجاح السادات في خداع اسرائيل قبل موعد الحرب، لكن الاختلاف يظهر حين يأتي الحديث عن دور أشرف مروان سكرتير الرئيس السادات للمعلومات سابقاً . ماذا تعرفين؟
ج: الحقيقة لا أعرف كثيراً فهذه امور الشغل وتحضيرات الحرب. لم أكن أتدخل إطلاقاً. الناس فاكرة انني كنت أتدخل وعلى علم بالأسرار وأني كنت اقوم بتعيين ناس وإبعاد آخرين وهذا غير صحيح. لكن هو (السادات) كان يعامل أشرف كأنه زوج بنته لأن منى كانت قريبة مننا وزي بنتنا.
س: بعد الوفاة حصل نوع من الجفاء بين الأسرتين...؟
ج: تقاطعني بسرعة.. عمر ما حصل جفاء من منى عبد الناصر أبداً وعمرها ما غلطت فينا إطلاقاً وهي الوحيدة فيهم (أسرة عبد الناصر) التي احتفظت بصلاتها الطيبة معنا. هي متعلقة بنا ونحن متعلقين بها وبلا دخل لأشرف في هذا.
س: بمناسبة الحديث عن اشرف مروان نذكر ان الرئيس مبارك قام بتبرئته وقال انه رجل وطني، فلماذا لم يكن بنفس الحرص على إنصاف أسرة السادات؟
ج: تضحك كثيراً وتقول: إسأليه هو موجود. لكن ربما يكون صدق بعض الناس الذين روجوا لأنني كنت أريد تعيين المرحوم منصور حسن بدلاً منه، وهذا غير صحيح. حقيقي انني كنت اعتز بمنصور حسن والسادات كان يحبه جداً ويعرف انه سياسي جيد وكان يؤهله فعلاً ليكون رئيساً للوزراء وليس نائباً للرئيس. ربما صدق مبارك هذا الكلام وظن أنني اشجع منصور حسن وأفتح له الأبواب ولكنه ظن لا أساس له.
السادات والصحافة وزيارة القدس
كتب كثيرة ظهرت بأقلام كبار الصحفيين عن علاقتهم بالسادات وتباينت شهاداتهم حول فترة حكمه. ترى هل كان السادات محظوظاً بإعلامه وهو الذي فتح الباب لأول مرة بعد ثورة يوليو للصحافة الحزبية والمعارضة؟ أم ان عبد الناصر كان أكثر حظاً؟هل ضاق صدرالسادات بالمعارضة ، فانقلب على حرية التعبيرالتي أتاحها وندم عليها فجاءت قرارات سبتمبر القاسية؟ أسئلة كثيرة أثيرت من قبل، لكني وجدت في أيامنا الراهنة ما يستحق إعادة طرحها
س: من كان أقرب الصحفيين الى الرئيس السادات؟ يتحدث باسمه ويكتب له المقالات ويشير عليه؟
ج: موسى صبري كان أقرب الصحفيين له وكان هو الذي يكتب له خطاباته ولعل أشهرها خطابه الذي ألقاه في الكنيست. بعد وفاة موسى كان أنيس منصور. لكن لم يكن لدى السادات صحفي مقرب أو "أوحد" يخصه بالمعلومات ليتحدث باسمه وينقلها للآخرين. طبعاً السادات كان مزهواً بحرية التعبير التي أتاحها. لكن بالنسبة لقرارت سبتمبر هو كان يتطلع الى 25 ابريل موعد تسلم سيناء، فلما يجيله وزير الداخلية بقائمة فيها أسماء ويقول له هؤلاء يثيرون القلاقل طبيعي ان يستمع لوزير داخليته. السادات كان حريصاً جدا على الهدوء حتى لا تتذرع اسرائيل بعدم الاستقرار في مصر وتتراجع عن تسليم سيناء. ثم هو أعلن انه إجراء مؤقت حتى ابريل يعني كانت كلها كام شهر.
س: أعارضها في هذه الرؤية لأن الجدل حول خنق المعارضة ومبدأ الاعتقال لا مدته. السادات كان يتمسك برأي وأمامه معارضة شرسة. فهل يكون الحل بالاعتقال؟ ودعينا نعترف ان المعارضة بدأت تتصاعد فعلاً منذ إعلانه عن زيارة القدس.
ج: الكلام سهل. أنا عشت هذه الفترة كانت كل القوى تعارضه، الإخوان مع اليسار، مع اقصى اليمين. شكلوا كتلة ضد كامب ديفيد. فالسادات استمع لوزير داخليته . السادات نفسه كان صحفي ويكره السجن لأنه تعرض له في الماضي. وبالعكس اختلاف الآراء لم يغضبه بالعكس كان يثري المناقشات والمشاورات.
س: إذاً ما هي الحدود التي وقفت عندها طاقة احتمال السادات للخلاف في الرأي؟
ج: ليست مسألة حدود للمعارضة ولكن هناك أمرين الأول هو ان هناك آداب للحوار حتى في المعارضة وعدم استخدام ألفاظ قاسية او نابية. الأمر الثاني انها لم تكن مجرد معارضة عادية لكنها اتخذت شكل الإثارة للجماهير. هو لم يضق بالمعارضة لكنه تضايق من البلبة
س: الآ تجدين تشابهاً بين ماحدث وقتها وما يحدث الآن؟ توجد معارضة للرئيس السيسي وقوانين يعتبرها البعض مقيدة للحريات مثل قانون "تنظيم التظاهر" وهناك اعتقالات دون محاكمات. ما رأيك؟
ج: المعارضة شيئ طبيعي والرئيس السيسي ملتزم بالقانون. لكن حين يخرج أحدهم وهو على باب السجن يسب رئيس الجمهورية او يشتم في جيش بلده أو شرطتها لا يمكن ان نعتبر هذا معارضة، إنه إسفاف.
الجيش هو سبب حماية هذا البلد ولولاه لكنا مثل سوريا وليبيا.يجب ان نضع الجيش على رؤوسنا وشرطتنا أيضاً لو لم تفرض الأمن هل كنا عشنا في بيوتنا آمنين.يجب ان نضع في اعتبارنا كم الخسائر في أرواح أفراد الجيش والشرطة وتضحياتهم في مواجهة الإرهابيين.
س: في كتابه "حواراتي مع السادات" يقول الأستاذ احمد بهاء الدين أن الوحيدة التي يمكنها تفسير وكشف السر وراء كثير من قرارات السادات غير المفهومة هي السيدة جيهان السادات "إن أرادت" ومن ذلك فكرته بزيارة القدس. فكيف عنّت له؟
ج: أنا فوجئت تماماً. يوم جلسة مجلس الشعب التي أعلن فيها عن استعداده لزيارة القدس كنت خارج المنزل ولدى عودتي فوجئت بابنتي تقول لي: بابا بيقول هيروح اسرائيل! ظننتها تمزح ودخلت اليه فوجدته على جلسته الهادئة المعهودة ولا شيئ يبدو عليه. سألته: صحيح رايح اسرائيل؟ قال لي : أيوة! طيب البلاد العربية عملت حسابها؟ ستقاطعنا. قال : عارف! كيف تستغني عن الدول العربية؟ قال: لن أستغني .. سينضمون إلىّ حين يروا النتيجة ولازم حد يكون عنده الشجاعة ليبدأ هذه الخطوة لكي نسترد الأرض.الحرب وحاربنا ووصلت لمرحلة ان أمريكا تحاربنا مع اسرائيل، وترسل جسراً جويا خلف خطوطنا تنزل منها الدبابات والطيارات بأطقمها الأمريكية.هو كان مؤمن بضرورة عمل شيئ، حارب وانتصر واسترد كرامتنا واصبح نداً للعدو، فبات ضرورياً أن يفعل شيئ يفادي به أرواح ولادنا وده عين العقل (تكررها بحماس ظاهر)
س: لكن من الذي أوعز اليه بالفكرة هل كان الرئيس الروماني شاوشيسكو كما تردد؟
ج: كلا.. أنا كنت معه في تلك الزيارة لرومانيا, وكان السادات يسأل شاوشيسكو عن مدى استعداد بيجن للسلام لأن اليهود متعصبين جداً فشاوشيسكو قام بالدور للحق وسأل وبعد اتصالات أرسل الرد ان بيجن مستعد . السادات كان مقتنعاً بما يفعله لأنه من أجل مصر. لم يكن سهلاً عليه اتخاذ هذه المبادرة بعد كل ماحدث، ولو فكرنا انه لم يقم بتلك المبادرة وبدأت بعدها المفاوضات لم يكن ليحدث أي تحرك ولا كنا أخدنا سيناء.
هذا هو لقاؤنا الثالث مع الدكتورة جيهان السادات. منذ قيام ثورة 25 يناير وعدتنا السيدة جيهان بهذا اللقاء السنوي بمناسبة ذكرى اكتوبر. ارتباط اللقاء بذكري أكتوبر ينطوي على شق مجهد، فبعد مرور 41 سنة على انتصار أكتوبر الذي كان الرئيس الراحل أنور السادات هو بطله، ومرور 34 عاماً على اغتياله قد يدخل حديث الذكريات إلى منطقة الملل الرمادية وقد يشوبه التكرار والرتابة، وربما تتوه بعض التفاصيل وتخفت بفعل الزمن.
لكن الحديث مع الدكتورة جيهان السادات لا يعرف الملل، وبين احتجابها عن الصحافة وعودتها إليها هناك دائماً الجديد. هذه المرة كان ثمة شيئ مختلف. دخولها الى الصالون يشع طاقة إيجابية في المكان. حضور فيه بهجة، عيون عفية براقة، حماس غير عادي. فما الذي استجد؟
س: أين أنت؟ حين شاهدناك لحظة الدخول المهيب في مراسم تنصيب الرئيس السيسي توقعنا نشاطاً وحضوراً مكثفاً للسيدة جيهان السادات في المشهد العام لاسيما انه ترددت أخبار ان ثمة محاولات لإقناعك بخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.. هل هذا صحيح ؟
ج: لا لا أنا كبرت ياهالة ! لن اخوض أي انتخابات ولن ادخل في السياسة لكني سأظل أخدم بلدي بأقصى طاقتي وكل ما أتمناه ان ينهض صندوق تحيا مصر ويجمع مبالغ كبيرة. هذا هو محط تركيزي الآن. واطمئني .. أنا موجودة.
تلمع عيناها بإصرار واضح وتحدٍ كبير وتضيف: إن شاء الله سأقوم بنشاط كبير جداً خلال الفترة القادمة من أجل صندوق تحيا مصر. وسيكون هناك دور ملموس في عدة مجالات وسنبدأ بجمعية تحسين الصحة التي ستقيم يوماً يخصص دخله من أجل صندوق "تحيا مصر"، وكذلك ستقيم بعض السفيرات أياماً بتذاكر ليخصص دخل تلك الأنشطة لصالح الصندوق. كذلك أقوم الآن بالتحضير لعدة دعوات على الغذاء هنا في المنزل (منزل السادات بالجيزة) بدءاً من شهر اكتوبر لمن سيقومون بالتبرع بمبالغ كبيرة للصندوق سواء من الرجال أو النساء وسيذكر في الدعوة انها للتبرع لصالح صندوق "تحيا مص"ر. وبعدها بأسبوعين إن شاء الله سأخصص يوماً آخرلدعوة السيدات فقط على الغذاء لنفس الغرض. الشرط ان تكون مبالغ التبرع كبيرة لتفي بالهدف. وسأقوم بتقسيم الأيام حسب فئات التبرع.
س: لماذا صندوق تحيا مصر بالذات هناك مجالات أخرى يمكن للأثرياء المساهمة فيها كبناء المدارس وتأسيسها أو رعاية البحث العلمي في مجالات فريدة تحتاجها البلاد ..أو الرعاية الصحية وخدمات القرى الفقيرة.. وما شابه؟
ج: لأني أعتقد بل أنا واثقة من ان هذا الصندوق سيفعل أشياء كثيرة للبلد. يعني مثلا مشروع تفريعة قناة السويس مشروع هايل لكنه يعطي عائداً للمساهمين، أما صندوق تحيا مصر فلا يعطي عائداً مادياً. الفكرة هنا هي ضرورة الوقوف بجوار مصر في الوقت الذي تحتاجنا فيه. هذا واجب كل مصري ومصر تحتاجنا جميعا فهي تعتبر في محنة ، إن لم نقف الآن فمتى إذاً؟
س: كيف ترين الإقبال الضعيف من رجال الأعمال على المساهمة في صندوق تحيا مصر؟
ج: تتحفظ السيدة جيهان على صياغتي للسؤال وتقول: لا هو ليس إقبالاً ضعيفاً ربما ليس كالمأمول منهم لكنني واثقة انهم سياسهمون وسيأتون بهدوء لأنهم وطنيون أيضاً. ولو وقعت مصر لاسمح الله فسيقعون معها وهم مدركون لذلك. سوف ترين قريباً ان شاء الله مساهماتهم. تستدرك: بالمناسبة من ساهموا في مشروع القناة كانوا من أبناء الطبقة المتوسطة.. لهذا أدعو كل مواطن حتى من هم على المعاش ان يترك ولو 10 جنيه لصالح الصندوق. لا أتحدث هنا عن الطبقات الفقيرة من ذوي المعاشات الضئيلة لكني أقصد الطبقات المتوسطة والموظفين هذا المبلغ يساوي طبق كشري. ما أتمناه هو تشجيع الإحساس بالمسؤولية والمساهمة لأن هذا الصندوق سيوفر الرخاء الذي سنستفيد منه جميعاً، نحن والأجيال القادمة. شوفي مدى الإقبال على شهادات قناة السويس، ومعنى ان يتوفر 64 مليار جنيه في هذه المدة القصيرة ان فيه فلوس في البلد.
س: الناس ترى أن العائد المادي كان محفزاً للشراء وأيضاً لأنهم رأوا في توسعة القناة مشروعاً استراتيجياً محدداً له ملامح وأهداف.. لكنهم يتساءلون ماهي الأغراض التي ستوجه لها أموال صندوق تحيا مصر؟
ج: شوفي لازم نثق في الرئيس السيسي. هو مسؤول عن كل تلك المشروعات وهو لا يبادر الي شيئ ويتحمس له قبل ان يكون درسه دراسة وافية وقدمت له كافة الآراء العلمية من مختلف التخصصات. وكما وثق المصريون في مشروع القناة لأن السيسي دعا اليه يجب ان يثقوا أيضاً في صندوق تحيا مصر لأن السيسي هو الذي دعا اليه. ثم شوفي مثلا ً فتح الطرق من وادي النيل حتى البحر الأحمر هذا مشروع ينطوي على رواج ويحقق تيسيرات لانتقال الناس والسلع فينتعش الاقتصاد.هذا بخلاف بناء قرى على جوانب الطرق .
أسرح قليلا وأنا أرى الحماس البادي على وجهها وتدفق الكلمات دون تفكير وبريق عينيها عندما نأتي على سيرة الرئيس السيسي،وأتساءل بيني وبين نفسي: هل لو قُدر لي أن ألتقي وأحاور والدة الرئيس أكنت أسمع منها حماساً أقوى من ذلك الذي ألتقطه الآن في نبرات صوت السيدة جيهان السادات؟
أسجل لها ملاحظتي تلك فتؤكد صوابها بكل ثقة وصدق فتقول: نعم أشعر أنه إبني فعلاً. وأحبه حباً شديداً. لاتنسي انني تزوجت أنور السادات وكان عمري 15 سنة لم يكن يملك شيئاً سوى وطنيته، عانى من السجن وكافح ضد الاحتلال الانجليزي، وضحى من أجل حرية مصر. السيسي مثله زعيم وطنى.
س: هل تجدين تشابهاً بين الرئيس الراحل انور السادات والرئيس السيسي؟
ج: نعم والله.. هو يشبهه ولديه دهاء السادات.قد تظنين انه مش واخد باله لكنه عارف كل حاجة وواخد باله كويس. ربنا يوفقه .. ثم ان حديثه صادق لا يختلق وكلامه من قلبه. وليس حديثه فقط ولكن فعله أيضاًيضاً
قدر السيدة الأولى في بلدنا
س: ألا تعتبركل الأنشطة التي تزمعين القيام بها من صميم دور السيدة الأولى؟
ج: لا هي من صميم أولويات أي مواطن في مصر. كل من لديه القدرة أو الوسيلة أو الجهد للقيام بشيئ لصالح الوطن لا يجب ان يبخل به. ولعلمك حرم الرئيس السيسي سيدة غاية في الذكاء والتهذب. هي ليست سيدة عادية وتتمنى أن تفعل أي شيئ من أجل مصر، وأيضاً لمساندة زوجها، لكنها حريصة على أن تفعل الشيئ الصائب بما لا يغضب الناس أو يدعوهم لانتقادها.وبرضه الناس قاسية. لكنها محبة جداً للشعب وعاقلة متأنية وليست متعجلة.
س: من واقع تجربتك وتجربة السيدة سوزان مبارك هل تعتقدين انه من الصعب إيجاد المعادلة بين دور السيدة الأولى في مصر وبين حب الناس وعدم انتقادها؟
ج: ليس صعباً على الإطلاق. هناك مجالات كثيرة يمكن للسيدة الأولى ان تساهم فيها بشكل قوي، مثل محو الأمية ومكافحة الفقر والصحة العامة والمعوقين. وقريباً سترون السيدة الأولى وسوف تقدرونها. ومن يدخل العمل العام طبيعي ان يتعرض للنقد. لكن البعض يكون مفهومه عن دور السيدة الأولى خاطئاً. والشطارة هي عدم الظهور كثيراً مع الوزراء حتى لا تتهم بالتدخل في إدارة البلاد
كعادتها تجرني السيدة جيهان السادات مبكراً الى نطاقات كانت مؤجلة في الحوار، أسألها ( وأنا أعرف الإجابة مسبقاً)
س: ماهو تقييمك إذاً للمائة يوم الأولى من ولاية الرئيس السيسي؟ ألا ترين أخطاءً أو إبطاءً أو حتى تعجلاً في بعض القضايا؟ هل تأثرت شعبيته ولو قليلاً؟
ج: يكفينا مشروع توسعة القناة، لو لم يوجد غيره لكفى. كما ان هناك ما يرافقه من مشروعات ومصانع ومدن وطرق سيتم إنشاؤها وتنمية وخير لم يأت بعد. طبعاً هناك مشاكل عويصة مثل "الكهرباء" لكن الرئيس يوليها اهتماماً كبيراً ولن يهدأ إلا بعد أن يحلها وسوف يحلها إن شاء الله. يكفينا ان لدينا رئيساً وطنياً مهموم بمصالح بلده ولا ينظر الى مصالحه الشخصية، ,اهم شيئ إنه "حاسس بالناس" وهذا ينبغي ان يبث التفاؤل في نفوسنا.
ولاتنسيّ أمراً هاماً هو اننا نواجه حرباً بشعة وممن؟ من أمريكا وانضمت لها أوروبا وأصبح العالم ينظر الينا على اننا انقلابيون وتجاهلوا حقيقة خروج 35 مليون مصري يقولون نريده. إنها ثورة الجماهير تريده ان ينقذها مما كانت فيه. ويكفي هذا الرجل انه أنقذ مصر لنظل أوفياء له ونسانده لصالح بلدنا.
س: معروف ان لك علاقات واسعة مع دوائر ورموز سياسية في أمريكا فهل حاولت تغيير وجهة نظرهم وإطلاعهم على حقيقة الوضع في مصر؟
ج: طبعاً بالتأكيد.. لكن دعيني أؤكد ان هناك تحسناً ملموساً في النظرة الأمريكية الآن نحو مصر. هم كانت وجهة نظرهم أن مرسي تم انتخابه عبر صناديق الاقتراع ولم يكن ينبغي إزاحته إلا عبر الانتخابات أيضاً. لكن أوضحت للكثيرين في الخارج ان إزاحته تمت بإرادة شعبية، وان المصريين الذين انتخبوه كانوا حسني النية وعلقوا عليه وعلى الإخوان آمالاً عريضة باعتبارهم "ناس بتوع ربنا". وحتى الذين لم ينتخبوه وأنا منهم بالمناسبة وقلت: "له أنا لم انتخبك".. هؤلاء قالوا بعد نجاحه لعله خير.. لكننا رأينا الكوارث التي فعلها الإخوان بمصر.
ثم دعينا نعترف أن الشعب الأمريكي منعزل ولا يحصل على معلوماته إلا من الإعلام فحين تأتي محطة سي إن إن بصور الجماهير المؤيدة للسيسي وتكذب وتقول انهم مؤيدون لمرسي نعذر الأمريكان الذين يتعرضون للتضليل الإعلامي.لكننا في نفس الوقت لا ننسى انه كانت لديهم خطة لتقسيم مصر وحين نتذكر ما قالته كوندوليزا رايس (وزيرة خارجية بوش الإبن) عن الفوضى الخلاقة وننظر الى ما مررنا به ندرك اننا عشنا هذه الفوضي الخلاقة. ولهذا نحمد الله على أن ارسل الينا الرئيس السيسي لكي يُفشِل المخطط الذي كان سيعيدنا مائة سنة للوراء.
ظروف الاغتيال .. من تاني
لايمكن ان يكون لقاؤنا السنوي مع السيدة جيهان السادات بمناسبة 6 اكتوبر دون أن نتناول ما يحيط بأحداث ذلك اليوم من ذكريات تتجدد في صورة شهادات معاصريه أو ذكرياتهم وتحليلاتهم. أثناء بحثي عن تلك الشهادات استعداداً لهذا الحوار لفتت نظري تصريحات مهمة أدلى بها الأستاذ محمد عبد الجواد الرئيس السابق لوكالة أنباء الشرق الأوسط في مقابلة صحفية لبوابة الأهرام نشرت في عام 2012 بصفته المستشار الإعلامي السابق للرئيس السادات.. التاريخ هنا له دلالة حيث كان هذا العام هو عام الأخونة في كل أجهزة الدولة المصرية.
استوقفتني نقطتان مثيرتان. الأولى أن الأستاذ عبد الجواد برّأ الإخوان من اغتيال السادات وقال مانصه: لم يكن للإخوان أي علاقة بقتل السادات، وعزا الاغتيال لأسباب وظروف سبقت الحادث. بل إنه في نفس المقابلة الصحفية نسب الى جيهان السادات الإبنة قولها له: "أبو غزالة قتل بابا يا أنكل" وزاد بأن لمّح تلميحاً خطيراً بأن المشير أبو غزالة إن لم يكن متورطاً بمؤامرة اغتيال الرئيس السادات فقد كان على الأقل عالماً بها.
أعرض عليها هذا التصريحات فتنقبض قسماتها ويرتفع حاجباها في ذعر ودهشة حقيقيين. ولأنها تستطيع ضبط مشاعرها وانتقاء ألفاظها بعناية خاصة عند الحديث عن المقربين فكان استنكارها شديداً
وتساءلت: جيهان بنتي؟ وأين التقى بها ومتى؟ أبو غزالة؟ دا كان قاعد جنبي. شوفي كلام كتير طلع يتهم سياسيين ومسؤولين في الدولة بالمؤامرة. هناك من اتهم مبارك وهاهو من يتهم أبو غزالة ..هذا غير صحيح. لا أبو غزالة ولامبارك لهما علاقة باغتيال السادات.
ثم إن لم يكن الإخوان هم من قتلوا السادات فمن إذاً؟ أليس خالد الإسلامبولي إخوانياً؟ كل الجهاديين وغيرهم من الفصائل المختلفة خرجوا من بطن الإخوان حتى داعش وكل التسميات الأخرى كأنصار بيت المقدس وعفاريت دمنهور وغيرهم. لعله (تقصد عبد الجواد) أراد مجاملتهم بهذا الكلام في زمن حكمهم. الإخوان فعلوها ونجحوا، ثم انهم اعتذروا أخيراً وقالوا ان قتل السادات كان خطاً أليس هذا اعترافاً منهم؟
س: لو استبعدنا المؤامرة من الدولة فكيف نفسرعدم الاحتراز إزاء تنبيهات قبل الحادث بأيام عن الاشتباه في عبود الزمر تحديداً وإعداده لعملية اغتيال للرئيس؟
ج: عبود كان هارباً. والسادات أعلن ذلك في إحدى خطبه ووجه له كلاماً بالإسم وقال له انا عارف وانت ياعبود مش هاسيبك. والحقيقة وزير الداخلية النبوي اسماعيل بلغ الرئيس أكثر من مرة لكن عبود كان ضابط في الجيش و ليس للنبوي ان يتخذ معه اجراء احترازي. أنا من كثرة التحذيرات التي بلغها النبوي كنت أشعر في كل مرة يخرج فيها السادات إنه لن يعود. ومع كل ذلك كان السادات مؤمناً إيماناً عميقاً بالقدر وكان يقول حين ينتهي الأجل سينتهي ولو كنت راقداً بمنزلي. وهذا لم يمنعه أبداً من القيام بسؤولياته تجاه الوطن.
اكتوبر وخداع اسرائيل
س: هناك إجماع على نجاح السادات في خداع اسرائيل قبل موعد الحرب، لكن الاختلاف يظهر حين يأتي الحديث عن دور أشرف مروان سكرتير الرئيس السادات للمعلومات سابقاً . ماذا تعرفين؟
ج: الحقيقة لا أعرف كثيراً فهذه امور الشغل وتحضيرات الحرب. لم أكن أتدخل إطلاقاً. الناس فاكرة انني كنت أتدخل وعلى علم بالأسرار وأني كنت اقوم بتعيين ناس وإبعاد آخرين وهذا غير صحيح. لكن هو (السادات) كان يعامل أشرف كأنه زوج بنته لأن منى كانت قريبة مننا وزي بنتنا.
س: بعد الوفاة حصل نوع من الجفاء بين الأسرتين...؟
ج: تقاطعني بسرعة.. عمر ما حصل جفاء من منى عبد الناصر أبداً وعمرها ما غلطت فينا إطلاقاً وهي الوحيدة فيهم (أسرة عبد الناصر) التي احتفظت بصلاتها الطيبة معنا. هي متعلقة بنا ونحن متعلقين بها وبلا دخل لأشرف في هذا.
س: بمناسبة الحديث عن اشرف مروان نذكر ان الرئيس مبارك قام بتبرئته وقال انه رجل وطني، فلماذا لم يكن بنفس الحرص على إنصاف أسرة السادات؟
ج: تضحك كثيراً وتقول: إسأليه هو موجود. لكن ربما يكون صدق بعض الناس الذين روجوا لأنني كنت أريد تعيين المرحوم منصور حسن بدلاً منه، وهذا غير صحيح. حقيقي انني كنت اعتز بمنصور حسن والسادات كان يحبه جداً ويعرف انه سياسي جيد وكان يؤهله فعلاً ليكون رئيساً للوزراء وليس نائباً للرئيس. ربما صدق مبارك هذا الكلام وظن أنني اشجع منصور حسن وأفتح له الأبواب ولكنه ظن لا أساس له.
السادات والصحافة وزيارة القدس
كتب كثيرة ظهرت بأقلام كبار الصحفيين عن علاقتهم بالسادات وتباينت شهاداتهم حول فترة حكمه. ترى هل كان السادات محظوظاً بإعلامه وهو الذي فتح الباب لأول مرة بعد ثورة يوليو للصحافة الحزبية والمعارضة؟ أم ان عبد الناصر كان أكثر حظاً؟هل ضاق صدرالسادات بالمعارضة ، فانقلب على حرية التعبيرالتي أتاحها وندم عليها فجاءت قرارات سبتمبر القاسية؟ أسئلة كثيرة أثيرت من قبل، لكني وجدت في أيامنا الراهنة ما يستحق إعادة طرحها
س: من كان أقرب الصحفيين الى الرئيس السادات؟ يتحدث باسمه ويكتب له المقالات ويشير عليه؟
ج: موسى صبري كان أقرب الصحفيين له وكان هو الذي يكتب له خطاباته ولعل أشهرها خطابه الذي ألقاه في الكنيست. بعد وفاة موسى كان أنيس منصور. لكن لم يكن لدى السادات صحفي مقرب أو "أوحد" يخصه بالمعلومات ليتحدث باسمه وينقلها للآخرين. طبعاً السادات كان مزهواً بحرية التعبير التي أتاحها. لكن بالنسبة لقرارت سبتمبر هو كان يتطلع الى 25 ابريل موعد تسلم سيناء، فلما يجيله وزير الداخلية بقائمة فيها أسماء ويقول له هؤلاء يثيرون القلاقل طبيعي ان يستمع لوزير داخليته. السادات كان حريصاً جدا على الهدوء حتى لا تتذرع اسرائيل بعدم الاستقرار في مصر وتتراجع عن تسليم سيناء. ثم هو أعلن انه إجراء مؤقت حتى ابريل يعني كانت كلها كام شهر.
س: أعارضها في هذه الرؤية لأن الجدل حول خنق المعارضة ومبدأ الاعتقال لا مدته. السادات كان يتمسك برأي وأمامه معارضة شرسة. فهل يكون الحل بالاعتقال؟ ودعينا نعترف ان المعارضة بدأت تتصاعد فعلاً منذ إعلانه عن زيارة القدس.
ج: الكلام سهل. أنا عشت هذه الفترة كانت كل القوى تعارضه، الإخوان مع اليسار، مع اقصى اليمين. شكلوا كتلة ضد كامب ديفيد. فالسادات استمع لوزير داخليته . السادات نفسه كان صحفي ويكره السجن لأنه تعرض له في الماضي. وبالعكس اختلاف الآراء لم يغضبه بالعكس كان يثري المناقشات والمشاورات.
س: إذاً ما هي الحدود التي وقفت عندها طاقة احتمال السادات للخلاف في الرأي؟
ج: ليست مسألة حدود للمعارضة ولكن هناك أمرين الأول هو ان هناك آداب للحوار حتى في المعارضة وعدم استخدام ألفاظ قاسية او نابية. الأمر الثاني انها لم تكن مجرد معارضة عادية لكنها اتخذت شكل الإثارة للجماهير. هو لم يضق بالمعارضة لكنه تضايق من البلبة
س: الآ تجدين تشابهاً بين ماحدث وقتها وما يحدث الآن؟ توجد معارضة للرئيس السيسي وقوانين يعتبرها البعض مقيدة للحريات مثل قانون "تنظيم التظاهر" وهناك اعتقالات دون محاكمات. ما رأيك؟
ج: المعارضة شيئ طبيعي والرئيس السيسي ملتزم بالقانون. لكن حين يخرج أحدهم وهو على باب السجن يسب رئيس الجمهورية او يشتم في جيش بلده أو شرطتها لا يمكن ان نعتبر هذا معارضة، إنه إسفاف.
الجيش هو سبب حماية هذا البلد ولولاه لكنا مثل سوريا وليبيا.يجب ان نضع الجيش على رؤوسنا وشرطتنا أيضاً لو لم تفرض الأمن هل كنا عشنا في بيوتنا آمنين.يجب ان نضع في اعتبارنا كم الخسائر في أرواح أفراد الجيش والشرطة وتضحياتهم في مواجهة الإرهابيين.
س: في كتابه "حواراتي مع السادات" يقول الأستاذ احمد بهاء الدين أن الوحيدة التي يمكنها تفسير وكشف السر وراء كثير من قرارات السادات غير المفهومة هي السيدة جيهان السادات "إن أرادت" ومن ذلك فكرته بزيارة القدس. فكيف عنّت له؟
ج: أنا فوجئت تماماً. يوم جلسة مجلس الشعب التي أعلن فيها عن استعداده لزيارة القدس كنت خارج المنزل ولدى عودتي فوجئت بابنتي تقول لي: بابا بيقول هيروح اسرائيل! ظننتها تمزح ودخلت اليه فوجدته على جلسته الهادئة المعهودة ولا شيئ يبدو عليه. سألته: صحيح رايح اسرائيل؟ قال لي : أيوة! طيب البلاد العربية عملت حسابها؟ ستقاطعنا. قال : عارف! كيف تستغني عن الدول العربية؟ قال: لن أستغني .. سينضمون إلىّ حين يروا النتيجة ولازم حد يكون عنده الشجاعة ليبدأ هذه الخطوة لكي نسترد الأرض.الحرب وحاربنا ووصلت لمرحلة ان أمريكا تحاربنا مع اسرائيل، وترسل جسراً جويا خلف خطوطنا تنزل منها الدبابات والطيارات بأطقمها الأمريكية.هو كان مؤمن بضرورة عمل شيئ، حارب وانتصر واسترد كرامتنا واصبح نداً للعدو، فبات ضرورياً أن يفعل شيئ يفادي به أرواح ولادنا وده عين العقل (تكررها بحماس ظاهر)
س: لكن من الذي أوعز اليه بالفكرة هل كان الرئيس الروماني شاوشيسكو كما تردد؟
ج: كلا.. أنا كنت معه في تلك الزيارة لرومانيا, وكان السادات يسأل شاوشيسكو عن مدى استعداد بيجن للسلام لأن اليهود متعصبين جداً فشاوشيسكو قام بالدور للحق وسأل وبعد اتصالات أرسل الرد ان بيجن مستعد . السادات كان مقتنعاً بما يفعله لأنه من أجل مصر. لم يكن سهلاً عليه اتخاذ هذه المبادرة بعد كل ماحدث، ولو فكرنا انه لم يقم بتلك المبادرة وبدأت بعدها المفاوضات لم يكن ليحدث أي تحرك ولا كنا أخدنا سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.