"الأزمات الجيوسياسية تزداد, ومنتجو الذهب الأسود مستمرون في ضخ النفط بكثافة تتخطى الاحتياجات العالمية" العالم يلتهب بجماعة ارهابية تدعي الاسلام لتجتاح الشرق الأوسط الهائج.. البيت الأبيض يلوح بغزو جديد للعراق.. روسيا وأوروبا لاتزالان تتبادلان فرض العقوبات واطلاق النار.. اليمن ينفجر داخليا.. ومنطقة شمال افريقيا تخرج من فوضى الى اخرى.. ليس هذا فقط, هناك حمى قاتلة تتفشى في افريقيا. ومع ذلك, تواصل اسعار النفط الهبوط وهي الآن في ادنى مستوياتها منذ أكثر من عام, يالها من قضية محيرة كما وصفتها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. الأسواق ليست مجنونة: ببساطة هي لعبة العرض والطلب.. الاقتصاد العالمي خاصة في آسيا اصطدم بحجر عثرة اثر بشدة على نمو الطلب على النفط مما دفعه الى التدني لمستويات لم نشهدها منذ الكساد الكبير. علاوة على ذلك, حافظت الدول المنتجة على ضخ النفط.. واستمرت الولاياتالمتحدة في اضافة ثلاثة ملايين برميل يوميا خلال السنوات الثلاث الماضية.. وسجلت الزيادة السنوية في انتاج النفط الأمريكي رقما قياسيا.. الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبيك) يتحدون الصعاب للحفاظ على معدلات الانتاج.. حتى ليبيا التي تفتقر لحكومة تقوم بوظائفها, والسعودية التي اعتادت التصرف باعتبارها صوت الحكمة للحفاظ على التوازن في اسواق النفط.. فقط في أغسطس بدأ السعوديون في تخفيض انتاجهم من النفط, لكن بشكل جزئي ازداد العرض في اماكن اخرى. النتيجة: تم اغراق الأسواق بالنفط لتصل اسعار الخام الى ادنى مستوياتها.. بلغ سعر خام برنت في بورصة لندن حوالي 97 دولار للبرميل قبل ايام, بينما تنذر تبادلات ويست تكساس انترميديت في بورصة نيويورك بتخفيض سعر البرميل 80 سنتا. وقال دانيال يارجين نائب رئيس "اي اتش اس" الاستشارية للطاقة ومؤلف "الطاقة والأمن ومؤشرات العالم الحديث", "اذا كان هناك عالم جيوسياسي يقود اسعار النفط للارتفاع, لكان قد اتضح هذا العالم الآن.. لكن هذا الأمر يوضح مدى قوة اساسيات السوق, فحتى الآن ركائز السوق هي الرابحة". السؤال الكبير: هو ما اذا كان النفط الرخيص سيستمر لفترة قصيرة ام يمثل تغييرا اساسيا لفترة طويلة يكون لها تداعياتها على الدول النفطية في الشرق الأوسط وافريقيا وامريكا اللاتينية وأوروبا. بعيدا عن سؤال, لماذا تنخفض اسعار النفط مع كل الاضطرابات في العالم.. ربما يكون السؤال الأحرى يحوم حول ما اذا كانت الاضطرابات هي الشئ الوحيد الذي يحافظ على اسعار الخام من الانهيار؟؟. لايبدو ان الاقتصاد العالمي سيجد الوصفة السحرية للاستمرار في النمو: الانكماش المروع في اليابان الذي بلغ 7% في الربع الثاني من العام المالي قد يكون امرا غير مألوف.. لكن هناك اقتصاديات آسيوية اخرى ايضا تتنفس الصعداء.. الطلب السنوي من النفط ومواد خام اخرى في الصين يتناقص مما يدفع اسعار النفط والحديد وسلع اساسية اخرى للانخفاض.. أوروبا اصبحت لا حول لها, حتى بدون القلق مما سيفعله الدب الروسي المرة القادمة.. يأتي بعد ذلك الاقتصاد الأمريكي واحتياجاته للنفظ التي تبدو نشطة الى حد ما, لكن حتى مع الطلب الأمريكي على النفط فهو اقل من المتوسط في السنوات الخمس الماضية. وقالت امريتا سين المحللة النفطية في انيرجي اسبيكتس الاستشارية بلندن ان "الطلب هو الذي يقود الهبوط والعرض الزائد فقط يضيف الى هذا الانخفاض.. ومن الصعب جدا ان نعرف كيف نخرج من هذا في وقت قريب". وبسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي, تراجعت اوبيك عن توقعاتها للطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام التالي في آخر تقرير شهري لها.. وهكذا فعلت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الشهري الخاص بالنفط. وقالت الوكالة ان "التباطؤ الاخير في زيادة الطلب يعد لا شئ مقارنة بما هو ملاحظ". وقدرت "ادارة معلومات الطاقة" الأمريكية ان تظل اسعار النفط اقل من 100 دولار للبرميل حتى بداية العقد المقبل.. كما اعادت تقييم تقديراتها بما سيكون عليه اسعار النفط الخام بحلول 2040 وقالت ان سعر البرميل سيصل فقط الى 141 دولار للبرميل بدلا من 165 دولار بحسب توقعات العام الماضي.. واذا استمر النمو الاقتصادي العالمي في التباطؤ, ترى ادارة معلومات الطاقة ان اسعار النفط ستصل الى اقل من 75 دولار للبرميل لمدة عقد قادم. تذبذب الاسعار يثير مخاوف كل منتج ومستهلك للنفط خاصة على مستوى الدول – مثل دول الشرق الأوسط وروسيا واجزاء من امريكا اللاتينية التي تعتمد على الارتفاع المستمر لاسعار النفط للحفاط على اقتصادياتها متزنة وهدوء شعبها. العراق الذي يمثل النفط 93% من دخل حكومته يحتاج الى ان يصل الخام الى اعلى من 106 دولارات للبرميل حتى تتوازن ميزانيتها.. وهناك دول اخرى في اوبيك في نفس المركب مثل ايران ونيجيريا. روسيا تحتاج الى ان تجلب 114 دولار لكل برميل حتى تظل في تكتل اوبيك.. وحتى كندا تحتاج الى اسعار اعلى للنفط للانفاق على استخلاص الخام من الرمال الكثبية. "الأزمات الجيوسياسية تزداد, ومنتجو الذهب الأسود مستمرون في ضخ النفط بكثافة تتخطى الاحتياجات العالمية" العالم يلتهب بجماعة ارهابية تدعي الاسلام لتجتاح الشرق الأوسط الهائج.. البيت الأبيض يلوح بغزو جديد للعراق.. روسيا وأوروبا لاتزالان تتبادلان فرض العقوبات واطلاق النار.. اليمن ينفجر داخليا.. ومنطقة شمال افريقيا تخرج من فوضى الى اخرى.. ليس هذا فقط, هناك حمى قاتلة تتفشى في افريقيا. ومع ذلك, تواصل اسعار النفط الهبوط وهي الآن في ادنى مستوياتها منذ أكثر من عام, يالها من قضية محيرة كما وصفتها مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. الأسواق ليست مجنونة: ببساطة هي لعبة العرض والطلب.. الاقتصاد العالمي خاصة في آسيا اصطدم بحجر عثرة اثر بشدة على نمو الطلب على النفط مما دفعه الى التدني لمستويات لم نشهدها منذ الكساد الكبير. علاوة على ذلك, حافظت الدول المنتجة على ضخ النفط.. واستمرت الولاياتالمتحدة في اضافة ثلاثة ملايين برميل يوميا خلال السنوات الثلاث الماضية.. وسجلت الزيادة السنوية في انتاج النفط الأمريكي رقما قياسيا.. الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبيك) يتحدون الصعاب للحفاظ على معدلات الانتاج.. حتى ليبيا التي تفتقر لحكومة تقوم بوظائفها, والسعودية التي اعتادت التصرف باعتبارها صوت الحكمة للحفاظ على التوازن في اسواق النفط.. فقط في أغسطس بدأ السعوديون في تخفيض انتاجهم من النفط, لكن بشكل جزئي ازداد العرض في اماكن اخرى. النتيجة: تم اغراق الأسواق بالنفط لتصل اسعار الخام الى ادنى مستوياتها.. بلغ سعر خام برنت في بورصة لندن حوالي 97 دولار للبرميل قبل ايام, بينما تنذر تبادلات ويست تكساس انترميديت في بورصة نيويورك بتخفيض سعر البرميل 80 سنتا. وقال دانيال يارجين نائب رئيس "اي اتش اس" الاستشارية للطاقة ومؤلف "الطاقة والأمن ومؤشرات العالم الحديث", "اذا كان هناك عالم جيوسياسي يقود اسعار النفط للارتفاع, لكان قد اتضح هذا العالم الآن.. لكن هذا الأمر يوضح مدى قوة اساسيات السوق, فحتى الآن ركائز السوق هي الرابحة". السؤال الكبير: هو ما اذا كان النفط الرخيص سيستمر لفترة قصيرة ام يمثل تغييرا اساسيا لفترة طويلة يكون لها تداعياتها على الدول النفطية في الشرق الأوسط وافريقيا وامريكا اللاتينية وأوروبا. بعيدا عن سؤال, لماذا تنخفض اسعار النفط مع كل الاضطرابات في العالم.. ربما يكون السؤال الأحرى يحوم حول ما اذا كانت الاضطرابات هي الشئ الوحيد الذي يحافظ على اسعار الخام من الانهيار؟؟. لايبدو ان الاقتصاد العالمي سيجد الوصفة السحرية للاستمرار في النمو: الانكماش المروع في اليابان الذي بلغ 7% في الربع الثاني من العام المالي قد يكون امرا غير مألوف.. لكن هناك اقتصاديات آسيوية اخرى ايضا تتنفس الصعداء.. الطلب السنوي من النفط ومواد خام اخرى في الصين يتناقص مما يدفع اسعار النفط والحديد وسلع اساسية اخرى للانخفاض.. أوروبا اصبحت لا حول لها, حتى بدون القلق مما سيفعله الدب الروسي المرة القادمة.. يأتي بعد ذلك الاقتصاد الأمريكي واحتياجاته للنفظ التي تبدو نشطة الى حد ما, لكن حتى مع الطلب الأمريكي على النفط فهو اقل من المتوسط في السنوات الخمس الماضية. وقالت امريتا سين المحللة النفطية في انيرجي اسبيكتس الاستشارية بلندن ان "الطلب هو الذي يقود الهبوط والعرض الزائد فقط يضيف الى هذا الانخفاض.. ومن الصعب جدا ان نعرف كيف نخرج من هذا في وقت قريب". وبسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي, تراجعت اوبيك عن توقعاتها للطلب العالمي على النفط لهذا العام والعام التالي في آخر تقرير شهري لها.. وهكذا فعلت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الشهري الخاص بالنفط. وقالت الوكالة ان "التباطؤ الاخير في زيادة الطلب يعد لا شئ مقارنة بما هو ملاحظ". وقدرت "ادارة معلومات الطاقة" الأمريكية ان تظل اسعار النفط اقل من 100 دولار للبرميل حتى بداية العقد المقبل.. كما اعادت تقييم تقديراتها بما سيكون عليه اسعار النفط الخام بحلول 2040 وقالت ان سعر البرميل سيصل فقط الى 141 دولار للبرميل بدلا من 165 دولار بحسب توقعات العام الماضي.. واذا استمر النمو الاقتصادي العالمي في التباطؤ, ترى ادارة معلومات الطاقة ان اسعار النفط ستصل الى اقل من 75 دولار للبرميل لمدة عقد قادم. تذبذب الاسعار يثير مخاوف كل منتج ومستهلك للنفط خاصة على مستوى الدول – مثل دول الشرق الأوسط وروسيا واجزاء من امريكا اللاتينية التي تعتمد على الارتفاع المستمر لاسعار النفط للحفاط على اقتصادياتها متزنة وهدوء شعبها. العراق الذي يمثل النفط 93% من دخل حكومته يحتاج الى ان يصل الخام الى اعلى من 106 دولارات للبرميل حتى تتوازن ميزانيتها.. وهناك دول اخرى في اوبيك في نفس المركب مثل ايران ونيجيريا. روسيا تحتاج الى ان تجلب 114 دولار لكل برميل حتى تظل في تكتل اوبيك.. وحتى كندا تحتاج الى اسعار اعلى للنفط للانفاق على استخلاص الخام من الرمال الكثبية.