بين النبذ والترحيب ..بين الحرية المسئولة والفوضى غير المعقولة..بين الساحة المفتوحة لطرح الآراء والمناقشات وبين من يصفون المدونات الإلكترونية بالهراءات.. بين من يعي أهمية أدب المدونات وبين من يرفضه ويعتبره أشبه بترهات.. تبدأ رحلتنا مع كاتبة انطلقت من التدوين الإلكتروني إلى عالم الأدب الورقي.حيث إستطاعت كاتبتنا "سارة فوزي" ان تعكس واقع الحياة الجامعية لطلاب كلية الإعلام بطريقة ساخرة و لطيفة من خلال مدونتها "سنة أولي إعلام" . في بداية الأمر علمنا من "سارة فوزي" انها كانت مجرد فتاة مراهقة لم تتجاوز 18 عاماً حينما تأثرت بنجاح مدونة "عايزة اتجوز" والتي اطلقتها الكاتبة "غادة عبد العال"، لتلتحق بعد ذلك بعالم التدوين الإلكتروني وتبدأ في كتابة يومياتها بالكلية على أمل نشرها يوماً في كتاب خاص بها. ففكرت في عام 2009 أثناء دراستها بالسنة الأولى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة،أن تَطلق مدونة إلكترونية حملت اسم "سنة أولى إعلام تخاريف وتهييس قلم طالبة إعلامية جدا" وبدأت تنتقد بأسلوب ساخر أوجه القصور والسلبيات بكلية الإعلام و المشكلات اليومية التي تواجه الطلبة ،كما تطرقت في كتابتها بالمدونة إلى النقد الساخر لطرق تدريس بعض الأساتذة التي لم تعد تواكب العصر الحالي ، وتقادم بعض المناهج الدراسية وعدم صلاحيتها لسوق العمل الحالي ، فضلاً عن استيائها من محدودية طرق البحث العلمي ، كما استطاعت سارة من خلال تلك المدونة أن تقدم للقارئ قصصاً منوعة وطريفة لأحداث كليتها وعلاقتها بالأساتذة وبزملائها ،معتمدة في ذلك علي إسلوبها الرشيق الساخر الذي إشتهرت به دائماً . و أشتهرت المدونة بالعديد من الموضوعات مثل "قواعد كلية الإعلام الأربعون " و " الدروس العشر المستفادة من كلية الإعلام" و "إضحك إعلام هتطلع حلوة " و في الوقت الذي ظنت سارة أن يومياتها لن تهم سوى طلبة كليتها وأساتذتها وجدت العكس تماماً فقد استقطبت المدونة شرائح متنوعة من القراء من مختلف الأعمار لتعطيها دفعة للاستمرار في تناول موضوعات اجتماعية أخري بأسلوب ساخر. فلم يعد الأمر قاصراً على مجرد يوميات تكتبها بشكل ساخر وتستخدمها كسلاح للانتقاد البناء، بل سوف تجد تقسيمات فرعية بداخل المدونة أهمها قسم بعنوان "مقالات وخواطر" والذي يشتمل على مجموعة من المقالات الفلسفية والسياسية والاجتماعية يفوق عددها 120 مقال وسوف تجد قسماً آخر بعنوان "آه يا دماغي" وهو عمود ثابت داخل المدونة يشتمل على حصاد أسبوعي لأهم الأحداث المصرية والعالمية التي تعلق عليها سارة بأسلوب ذكي ساخر ، وسوف تجد "الفلسفة على طريقة سارة فوزي" وهى مجموعة مستقلة من المقولات و النصائح التي تقدمها سارة لقرائها. وقد يتساءل البعض عن آراء وردود فعل أساتذة كلية الإعلام في بعض الانتقادات التي وجهتها سارة بمدونتها للكلية ،وفي هذا الصدد تجيب سارة "قبل كل شئ اتشرف بإنتسابي لكلية الإعلام بإعتباري حالياً معيدة بقسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية، واتشرف أيضاً بأن أساتذتي لم يكسروا لي قلما قط بل أجد دوماً تفاعلاً من جانبهم فيما اكتبه على صفحتي الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" عن كلية الإعلام ،كما ان الكثير منهم يشاركونني الرأي في ضرورة تطوير الكلية كماً وكيفاً وعلى مستوى المناهج المقررة والمواد العلمية وطرق التدريس والبحث العلمي ،ولعل تشجيعم هو ما دفعني للاستمرار في الكتابة دون قيود وهم على ثقة بأنني أعي جيداً الفارق بين النقد المهذب البناء وبين الإساءة والسخرية الفجة التي لا تنتمي إلى عالم الأدب الساخر الراقي ،كما انهم منحوني جائزة أفضل مقال على مستوى الكلية لثلاث أعوام متتالية 2011 ، 2012 ،2013 " كما إنطلقت سارة بعد نجاح مدونتها "سنة أولي إعلام" إلى عالم نشر الكتب ،حيث قامت إحدى دور النشر بتحويل بعض المقالات الاجتماعية والفلسفية والسياسية المنشورة بالمدونة إلى كتاب بعنوان "إسكريبتورا" الذي طرح بعام 2013 ليحقق نجاحاً جيداً بمصر وليشارك في عدد من المهرجانات الدولية للكتاب بالرياض و تونس و أبو ظبي و الخرطوم ، فضلا عن مشاركته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. أما عن حلم سارة في أن تُنشر يومياتها الجامعية في كتاب،فقد تحقق بقرب صدور كتابها الثاني "محاضرتين وكوباية شاي" فأنه يمزج بين الفكاهة والسخرية تارة والنزعة الجادة في التقييم الذاتي لأفعالنا الإنسانية تارة أخرى ويلقي الضوء على السلبيات التي تعاني منها منظومة التعليم الجامعي ككل عبر تجربة سارة في كلية الإعلام ،وكيف استطاعت الجامعة أن تغير قناعات ونمط تفكير كل طالب وطريقة تعامله مع الحياة والعمل. بين النبذ والترحيب ..بين الحرية المسئولة والفوضى غير المعقولة..بين الساحة المفتوحة لطرح الآراء والمناقشات وبين من يصفون المدونات الإلكترونية بالهراءات.. بين من يعي أهمية أدب المدونات وبين من يرفضه ويعتبره أشبه بترهات.. تبدأ رحلتنا مع كاتبة انطلقت من التدوين الإلكتروني إلى عالم الأدب الورقي.حيث إستطاعت كاتبتنا "سارة فوزي" ان تعكس واقع الحياة الجامعية لطلاب كلية الإعلام بطريقة ساخرة و لطيفة من خلال مدونتها "سنة أولي إعلام" . في بداية الأمر علمنا من "سارة فوزي" انها كانت مجرد فتاة مراهقة لم تتجاوز 18 عاماً حينما تأثرت بنجاح مدونة "عايزة اتجوز" والتي اطلقتها الكاتبة "غادة عبد العال"، لتلتحق بعد ذلك بعالم التدوين الإلكتروني وتبدأ في كتابة يومياتها بالكلية على أمل نشرها يوماً في كتاب خاص بها. ففكرت في عام 2009 أثناء دراستها بالسنة الأولى بكلية الإعلام بجامعة القاهرة،أن تَطلق مدونة إلكترونية حملت اسم "سنة أولى إعلام تخاريف وتهييس قلم طالبة إعلامية جدا" وبدأت تنتقد بأسلوب ساخر أوجه القصور والسلبيات بكلية الإعلام و المشكلات اليومية التي تواجه الطلبة ،كما تطرقت في كتابتها بالمدونة إلى النقد الساخر لطرق تدريس بعض الأساتذة التي لم تعد تواكب العصر الحالي ، وتقادم بعض المناهج الدراسية وعدم صلاحيتها لسوق العمل الحالي ، فضلاً عن استيائها من محدودية طرق البحث العلمي ، كما استطاعت سارة من خلال تلك المدونة أن تقدم للقارئ قصصاً منوعة وطريفة لأحداث كليتها وعلاقتها بالأساتذة وبزملائها ،معتمدة في ذلك علي إسلوبها الرشيق الساخر الذي إشتهرت به دائماً . و أشتهرت المدونة بالعديد من الموضوعات مثل "قواعد كلية الإعلام الأربعون " و " الدروس العشر المستفادة من كلية الإعلام" و "إضحك إعلام هتطلع حلوة " و في الوقت الذي ظنت سارة أن يومياتها لن تهم سوى طلبة كليتها وأساتذتها وجدت العكس تماماً فقد استقطبت المدونة شرائح متنوعة من القراء من مختلف الأعمار لتعطيها دفعة للاستمرار في تناول موضوعات اجتماعية أخري بأسلوب ساخر. فلم يعد الأمر قاصراً على مجرد يوميات تكتبها بشكل ساخر وتستخدمها كسلاح للانتقاد البناء، بل سوف تجد تقسيمات فرعية بداخل المدونة أهمها قسم بعنوان "مقالات وخواطر" والذي يشتمل على مجموعة من المقالات الفلسفية والسياسية والاجتماعية يفوق عددها 120 مقال وسوف تجد قسماً آخر بعنوان "آه يا دماغي" وهو عمود ثابت داخل المدونة يشتمل على حصاد أسبوعي لأهم الأحداث المصرية والعالمية التي تعلق عليها سارة بأسلوب ذكي ساخر ، وسوف تجد "الفلسفة على طريقة سارة فوزي" وهى مجموعة مستقلة من المقولات و النصائح التي تقدمها سارة لقرائها. وقد يتساءل البعض عن آراء وردود فعل أساتذة كلية الإعلام في بعض الانتقادات التي وجهتها سارة بمدونتها للكلية ،وفي هذا الصدد تجيب سارة "قبل كل شئ اتشرف بإنتسابي لكلية الإعلام بإعتباري حالياً معيدة بقسم الإذاعة والتليفزيون بالكلية، واتشرف أيضاً بأن أساتذتي لم يكسروا لي قلما قط بل أجد دوماً تفاعلاً من جانبهم فيما اكتبه على صفحتي الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" عن كلية الإعلام ،كما ان الكثير منهم يشاركونني الرأي في ضرورة تطوير الكلية كماً وكيفاً وعلى مستوى المناهج المقررة والمواد العلمية وطرق التدريس والبحث العلمي ،ولعل تشجيعم هو ما دفعني للاستمرار في الكتابة دون قيود وهم على ثقة بأنني أعي جيداً الفارق بين النقد المهذب البناء وبين الإساءة والسخرية الفجة التي لا تنتمي إلى عالم الأدب الساخر الراقي ،كما انهم منحوني جائزة أفضل مقال على مستوى الكلية لثلاث أعوام متتالية 2011 ، 2012 ،2013 " كما إنطلقت سارة بعد نجاح مدونتها "سنة أولي إعلام" إلى عالم نشر الكتب ،حيث قامت إحدى دور النشر بتحويل بعض المقالات الاجتماعية والفلسفية والسياسية المنشورة بالمدونة إلى كتاب بعنوان "إسكريبتورا" الذي طرح بعام 2013 ليحقق نجاحاً جيداً بمصر وليشارك في عدد من المهرجانات الدولية للكتاب بالرياض و تونس و أبو ظبي و الخرطوم ، فضلا عن مشاركته بمعرض القاهرة الدولي للكتاب. أما عن حلم سارة في أن تُنشر يومياتها الجامعية في كتاب،فقد تحقق بقرب صدور كتابها الثاني "محاضرتين وكوباية شاي" فأنه يمزج بين الفكاهة والسخرية تارة والنزعة الجادة في التقييم الذاتي لأفعالنا الإنسانية تارة أخرى ويلقي الضوء على السلبيات التي تعاني منها منظومة التعليم الجامعي ككل عبر تجربة سارة في كلية الإعلام ،وكيف استطاعت الجامعة أن تغير قناعات ونمط تفكير كل طالب وطريقة تعامله مع الحياة والعمل.