سارة فوزي عمرها لايزيد عن 21 عاماً وتخرجت حديثا من قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة .. وهي صاحبة مدونة " سنة أولي إعلام "الإلكترونية والتى نالت متابعة عالية جداً ، والكتابة في رأيها وسيلة لتخليد الذكريات التى يجب أن نستدعيها وقتما نشاء ، ومنذ أيام اصدرت سارة مؤلفها الأول والذى اختارت له عنواناً غامضاً وهو " «إسكريبتورا " وهي كلمة لاتنية يقصد بها فن الكتابة الإبداعية ، ويشتمل علي مجموعة متنوعة من المقالات تندرج ضمن الأدب الإجتماعي الساخر، ونحن هنا لا نقيم حالة أدبية مازالت في بداياتها .. لكنها تجربة شابة تحمل وجهة نظر جيلها . هل بدأت مشوار الكتابة منذ صغرك ؟ من أولى أعدادى بدأت اكتب خواطر صغيرة وكنت ألقيها فى إذاعة مدرستى في بورسعيد , وبدأ اساتذتى يشجعوننى على الكتابة حتى حققت حلمى بدخول كلية الإعلام جامعة القاهرة ، كما أدين بالفضل للدكتورة أميرة الزهيرى الاستاذة بقسم اللغة الانجيلزية كلية الاداب والتى كانت تدرس اللغة الانجليزية لنا فى أول سنة بكلية الإعلام ، وكانت تشجعنى ونصحتنى بعمل مدونة خاصة بي انشر فيها كتاباتى ، وبالفعل أنشأت " سنة أولى إعلام " ونشرت عليها مقالاتى لانتقاد كل ما هو خاطئ فى الكلية , إلي جانب مقالات اجتماعية وفلسفية ساخرة ، ووصل عدد زوارها إلي أكثر من 100 ألف شخص . كيف جاءتك فكرة " اسكريبتورا " ؟ فكرت ان اجمع بعض مقالاتى فى كتاب .. وبالفعل بدأت افكر فى عمل " اسكريبتورا " بعدما وجدت تشجيعاً من الجميع على اتخاذ هذه الخطوة ، وبعدما جهزت الكتاب احترت فى اسمه ، في البداية اخترت له اسم " اسكريبتات " لكون تخصصي اذاعة وتلفزيون في الكلية ، لكنني قررت اطلاق اسم " اسكريبتورا " كتحريف لكلمة اسكريبت .. لكن الغريب أن الكلمة أصلاً لها معنى مشتق من اللغة اللاتينية ويقصد بها " فن الكتابة الإبداعية " ! وأوضحت فى خاتمة الكتاب أن " اسكريبتورا " لا أعنى بها فن الكتابة فقط ، بل فن الكتابة للحياة وللشغف وللتجارب التى نمر بها , وببساطة .. كل شخص لى يمثل " اسكريبتورا " لان حياتنا كتاب مفتوح نشكله بخبراتنا الحياتية المستمرة . ماهى دوافعك وراء تأليف هذا الكتاب ؟ أحاول البحث عن مكانى فى عالم الأدب وتكون لى شريحة جماهيرية ، كما انى مؤمنة بمقولة المناضل الإجتماعى جان جاك روسو " إذا أردت أن تحيا بعد موتك .. فأفعل واحدا من اثنين : اكتب شيئا يستحق أن يقرأ , أو أفعل شيئا يستحق أن يكتب عنه " ، فأنا لم اكتب لكى يعرفنى الناس , بل اكتب حتى لاينسانى الناس ! والكتاب أدب اجتماعى ساخر يضم 20 مقالاً فلسفياً واجتماعياً ونفسياً ، وقبل كل مقال وضعت مقولة من تأليفى أو زجل ساخر لتشجع القارئ على التعمق فى القراءة ، والحمد الله انا فخورة برأى الناس جداً وخاصة أصدقائى ، وانا بحكم دراستي في قسم اذاعة وتلفزيون وعشقي لكتابة السيناريوهات فهذا انعكس على كل مقال أكتبه .. حيث تكون لغته مرئية ويشعر القارئ بأنه يقرأ حدوتة ويشاهدها في خياله . كلمينا عن أفكار بعض المقالات التى يضمها كتابك ؟ تحدثت عن الناس التى تدرك مفهوم الحب خطأ .. كما أننى انتقدت فى مقال الفجوة بين الشباب وابائهم بسب عامل السن والخبرة , كما تحدثت عن الناس التى بتسعى لإرضاء الجميع بأى شكل حتى ولو تخلت عن شخصيتها الجميلة لصالح شخصية أخرى زائفة , كما انتقدت فى مقال أخر الناس التى تصنف البشر دائما بدون وجه حق .. ولا يعلمون أن الله خلقنا جميعا سواسية , كما أتناول ظواهر شبابية لها علاقة بالفيس بوك ، والعبقرية , والرومانسية , والبحث عن الذات وغيرها ، والحمد لله أنني وجدت دار نشر اقتنعت بكاتبة مبتدئه مثلى . لماذا لم تسيرين وراء " موضة " الكتابة السياسية الساخرة ؟ انا لست من هواة النقد السياسى ، وفى ذات الوقت لست " مصلحة اجتماعية " لكن هاك أوضاع إجتماعية وأخطاء بداخلى وداخلنا جميعا كنت فى بعض المقالات انتقدها فى نفسى قبل الآخرين لان كنت أوجه الكلام لنفسى قبل توجيهه للقارئ ، وأرى أن ذلك أعظم درجات النقد ، وعموماً الحركة الأدبية فى مصر والعالم العربى اجدها غريبة .. فمن المعتاد ونحن نعيش مرحلة ثورية أن تحدث طفرة فكرية وأدبية ، ولكنى لا أرى ذلك فى مصر .. وبعض الكتاب يمتنعون عن الكتابة والناشرين يرفضون المغامرة مع ان عندنا مواهب وكوادر ابداعية متميزة .. والحركة الأدبية تعطى أولوية للروايات والمجموعات القصصية على أساس أن لها شرائح جماهيرية .. بينما الأشعار والمقالات فى مرتبة أقل .