تبدو المسلسلات التركية وكأنها "دروس تركية في الحب" تغزو الشاشات العربية لتنقل الدموع والأشجان وقصص الحب المستحيلة والتي تعلم المشاهدين الرهان على "الأحلام". وقد انتشرت المسلسلات التركية في بلادنا العربية وخاصة مصر للدرجة التي جعلت مواعيدها مقدسة للفتيات والسيدات لذا كان لابد أن نقوم بإلقاء الضوء على سر تعلق النساء بالمسلسلات التركية وتأثير ذلك على مجتمعاتنا العربية. في البداية تقول سالي إبراهيم " نشاهد المسلسلات التركية كنوع من الهرب من مشكلات الحياة وبسبب الافتقار للرومانسية ولأنها تقدم صورة أشبه بالخيال الجميل ليس على مستوى المشاهد الرومانسية فقط ولكن أيضا مستوى الشوارع النظيفة وطريقة تعامل الناس مع بعضهم بشكل راق كما أن الجميع مهندمون رجالا ونساء" . وأضافت "تركيا بالنسبة إلينا "حلم" رغم أنها في الحقيقة قد تكون لديها نفس المشكلات التي نعاني منها من زحام وفقر لكن المسلسلات تحرص على تقديم بلدهم بشكل رائع ولا تركز على العيوب مثل مسلسلاتنا وهناك سبب آخر لتعلقي بتلك المسلسلات وهو طريقة الكتابة والمعالجة والمواقف الدرامية غير التقليدية التي تختلف تماما عن مسلسلاتنا العربية التي نتوقع نهايتها بعد 3 حلقات فقط". أما أميرة مراد فقالت "لست مدمنة للمسلسلات التركية ولكن يعجبني جدا الجرأة في الطرح والأفكار التي يقدمونها ورغم أن المسلسلات التركية طويلة نوعا ما ولكنهم يجذبون المشاهدين بالمناظر السياحية للبلد والديكورات الجميلة والألوان المبهجة والملابس وحتى ماركات وموديلات السيارات". واستطردت قائلة "تتميز المسلسلات التركية أيضا بإلقاء الضوء على فكرة الارتباط العائلي وصلة الرحم واحترام الكبير في العائلة وكذلك تلقي هذه المسلسلات الضوء على كيفية تربية الأطفال بشكل جيد وعدم تجاهل مشاعرهم واحترام أفكارهم خاصة مسلسلي " نور" و "عاصي". ومن جانبها قالت إيمان إبراهيم "النساء تجد في المسلسلات التركية عالما مختلفاً تماماً عما نعيشه في عالمنا العربي فقصص الحب مثالية وخيالية تماما مثل القصص الرومانسية حتى المشاكل الأخلاقية والاجتماعية يتم حلها بصورة جذابة ومبهرة فمثلا مسلسل "فاطمة" يشبه في قصته مسلسل "قضية رأي عام" لكن هناك اختلافا كبيرا في التناول تجعلك متفائلا وليس كأفلامنا التي تصدر صورة كئيبة عن مجتمعنا وكذلك تتميز المسلسلات التركية بالاعتماد على الممثلين الشباب كما أنهم لا يكررون الممثلين ولا أماكن التصوير فلا نشعر بالملل". وبعد تلك الآراء التي كشفت جوانب متعددة لسبب انتشار المسلسلات التركية يبدو أنها ستظل مثاراً للجدل خاصة بعد فتوى الشيخ فرحات إبراهيم بعدم جواز مشاهدة المسلسلات التركية التي تقدم مفاهيم سيئة كالحب والغرام وأكد أن مشاهدتها حرام وانه على الإنسان أن يشغل وقته بعيدا عن النظر إلى ما يشيع الفساد بين الناس وتعلق القلوب بشباب ذوي صور حسنة وفتيات بهذه الصفة أيضا ووصف فرحات من يعرضون هذه المسلسلات ب "الآثمون"