جامعة النيل الأهلية تستقبل خريجي كلياتها خلال العشر سنوات الماضية    وزير التعليم يلتقى بممثلي هيئة كامبريدج الدولية لتعزيز التعاون    وزير الإسكان: 1.7 مليار جنيه استثمارات مدينة الفيوم الجديدة    القباج تفتتح ورشة عمل لتبادل الأقران بشأن توسيع نطاق التأمينات الاجتماعية الشاملة    محافظ دمياط تتابع الإيرادات في الوحدة المحلية في السنانية    عاجل.. وزارة التموين تتخذ قرار جرئ قبل عيد الاضحي    ارتفاع حصيلة شهداء العدوان على غزة إلى 35 ألفا و647    رسميا.. توني كروس يعتزل كرة القدم بعد يورو 2024    تقارير مغربية: كاف يستعين بمخرج إسباني لمباراة الأهلي والترجي    المواجهة الأولى مع حسام حسن.. موعد انضمام صلاح لمعسكر المنتخب    التشكيل المثالي للدوري الانجليزي 2023-24    أحمد حمدى يجرى أشعة اليوم لتحديد حجم إصابة نهائى الكونفدرالية    السجن 5 سنوات لسائق ببورسعيد تسبب في قتل 3 طلاب وسيدة بالخطأ    جنايات المنصورة تقضي بإعدام مدرس الفيزياء قاتل الطالب إيهاب أشرف    وزيرة التضامن تصرف مساعدات لأسر المتوفين والمصابين بميكروباص بالقناطر    السيطرة على مشاجرة بسبب خلافات الجيرة فى الطالبية    بعد تقطيعها 7 أجزاء.. الإعدام لشخص والمؤبد و10 أعوام لمعاونيه قتلوا سيدة بالإسكندرية    وزير الأوقاف: قارئ القرآن داعية بقراءته ومجاهد بها.. وانضمام 12 قارئ للإذاعة لأول مرة    بهجة واحتفال: فرحة المصريين بقدوم عيد الأضحى 2024 وتبادل التهاني    نقطة تحول ل برج الحوت والميزان.. تأثير الخسوف والكسوف على الأبراج في 2024    يجعلنا مركزًا إقليميًا.. رئيس هيئة الدواء من داخل أول مركز التبرع بالبلازما بمصر    الرعاية الصحية تدشن برنامج الاستجابة للإصابات الجماعية بحضور نائب السفير الياباني ووفد الصحة العالمية    في اليوم العالمي للشاي.. 6 أسباب تدفعك إلى شرب الشاي في الصيف    الجامعة العربية والحصاد المر!    مبادرات التخفيض "فشنك" ..الأسعار تواصل الارتفاع والمواطن لا يستطيع الحصول على احتياجاته الأساسية    «غرفة الإسكندرية» تستقبل وفد سعودي لبحث سبل التعاون المشترك    السيسي: مكتبة الإسكندرية تكمل رسالة مصر في بناء الجسور بين الثقافات وإرساء السلام والتنمية    تفاصيل حجز أراضي الإسكان المتميز في 5 مدن جديدة (رابط مباشر)    يوسف زيدان يرد على أسامة الأزهري.. هل وافق على إجراء المناظرة؟ (تفاصيل)    تحقيق جديد في اتهام سائق بالتحرش.. وتوصيات برلمانية بمراقبة تطبيقات النقل الذكي    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 35 ألفا و647 شهيدا    هيدي كرم تكشف عن البوستر الرسمي لمسلسل الوصفة السحرية.. يعرض قريبا    كيت بلانشيت بفستان مستوحى من علم فلسطين.. واحتفاء بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب (صور)    دعاء النبي في الحر الشديد: كيفية الدعاء أثناء موجة الطقس الحار    150 هزة ارتدادية تضرب غرب نابولي.. وزلزال الأمس هو الأقوى خلال العشرين عامًا الماضية    بتهم القتل والبلطجة.. إحالة أوراق عاطل بالقليوبية لفضيلة المفتي (تفاصيل)    تأجيل 12 متهما ب «رشوة وزارة الرى» ل 25 يونيو    «الشراء الموحد»: الشراكة مع «أكياس الدم اليابانية» تشمل التصدير الحصري للشرق الأوسط    وزير الري: أكثر من 400 مليون أفريقي يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى مياه الشرب    الخارجية الأردنية: الوضع في قطاع غزة كارثي    لهذا السبب.. عباس أبو الحسن يتصدر تريند "جوجل" بالسعودية    «التضامن»: مغادرة أول أفواج حج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة 29 مايو    أحمد الفيشاوي يحتفل بالعرض الأول لفيلمه «بنقدر ظروفك»    هل يصبح "خليفة صلاح" أول صفقات أرني سلوت مع ليفربول؟    حفل تأبين الدكتور أحمد فتحي سرور بحضور أسرته.. 21 صورة تكشف التفاصيل    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    الهجرة تعقد عددًا من الاجتماعات التنسيقية لوضع ضوابط السفر للفتيات المصريات    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    حسام المندوه: الكونفدرالية جاءت للزمالك في وقت صعب.. وهذا ما سيحقق المزيد من الإنجازات    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مدحت شلبي يكشف العقوبات المنتظرة ضد الزمالك بسبب سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



500 ألف عقار مخالف في 23 محافظة بين قرارات الإزالة وقانون المصالحة

أحدث مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء ردود أفعال متباينة في أوساط الخبراء والمقاولين والمواطنين.
ورحب معظم ممثلي هذه الفئات بالقانون باعتباره وسيلة لتوفيق أوضاع ظاهرة المباني المخالفة، وضمان توافر عامل الأمن الإنشائي حفاظا على حياة المواطنين، كما اعتبره البعض الأخر بابا لتوفير موارد مالية للخزانة العامة يمكن استخدامها في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتخفيض عجز الموازنة، حيث يتوقع أن يحقق مابين 300 - 500 مليار جنيه.
الأخبار في هذا التحقيق تستعرض جوانب القانون والقواعد التنفيذية الخاصة به ورؤية خبراء الإسكان والبناء والتخطيط العمراني في مزايا القانون وعيوبه.
وفقا لأخر إحصاء أجرته وزارة الإسكان في يناير 2013، بلغ عدد العقارات المخالفة 318 ألف عقار، علي مستوي الجمهورية موزعة على 23 محافظة، بالإضافة إلى 120 ألف فدان زراعي تم البناء عليها مباني مخالفة أيضا، لكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد العقارات المخالفة يتجاوز 500 ألف عقار.
أيا كان الرقم فهو يمثل ثروة ضخمة يجب التعامل معها بما يحفظ للقانون هيبته مع عدم إهدار تلك الثروة بشكل كامل في نفس الوقت، ومن هنا جاء قانون التعامل مع مخالفات البناء الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرا .
ومن جهته أوضح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية د.مصطفى مدبولي، أن مشروع قانون التعامل مع مخالفات البناء لن يتجاوز عن المخالفات التي تُشكل خطرا على الأرواح أو الممتلكات أو تتضمن خروجا على خطوط التنظيم أو تجاوزا لقيود الارتفاع المقررة قانونا والصادر بها قرار من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية أو المقررة من قانون الطيران المدني أو المتعلقة بالبناء على الأراضي الخاضعة لقانون حماية الآثار أو البناء على الأراضي خارج حدود الأحوزة العمرانية المعتمدة وكذلك المخالفات التي تتعارض مع شؤون الدفاع عن الدولة أو ضوابط وقواعد الاستغلال التي تقررها القوات المسلحة.
5 مواد
وقالت المهندسة نفيسة هاشم وكيل أول الوزارة رئيس قطاع الإسكان بالوزارة، إن مشروع القانون يتضمن 5 مواد، تنص مادته الأولى على أنه يجوز لمن أقام أعمالا بنائية بالمخالفة لأحكام القوانين المنظمة للبناء – قبل العمل بهذا القانون – أن يتقدم بطلب إلى الوحدة المحلية أو الهيئة المختصة بإصدار قانون البناء لوقف الإجراءات التي اتخذت أو تتخذ ضده على ألا يتم وقفها إلا بعد سداد الغرامة المنصوص عليها بالمادة الثانية من هذا القانون، مشيرة إلى أن البت في موضوع المخالفة سيتم بواسطة لجنة فنية أو أكثر يصدر بتشكيلها وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ المختص أو رئيس الهيئة المختص وتكون اللجنة برئاسة مهندس استشاري وعضوية اثنين من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية، وتختص هذه اللجنة بالموافقة على التجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات إذا ما ثبت لها السلامة الإنشائية للمبني في ضوء معاينتها للأعمال موضوع المخالفة والمستندات التي تحددها اللائحة التنفيذية للقانون والتي تحدد قواعد ومعايير اختيار رئيس وأعضاء اللجنة والضوابط والإجراءات التي تتبعها في مباشرة أعمالها وأسس وقواعد تحديد قيمة الأعمال المخالفة.
وأضافت أن المادة الثانية من مشروع القانون تنص علي أنه يصدر قرار بالتجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات مقابل غرامة تعادل "ضعفي" قيمة الأعمال المخالفة، أما المادة الثالثة فتنص على سريان الأحكام السابقة على الدعاوى الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي ويوقف نظر هذه الدعاوى بحكم القانون إلى أن يصدر قرار بالموافقة على التجاوز عن المخالفات أو رفض التجاوز، وفي حال صدور قرار بالرفض يتعين عرض الأمر على المحافظ أو رئيس الهيئة المختص لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لإزالة أو تصحيح الأعمال المخالفة.
إزالة غير المطابق
وأضافت نفيسة هاشم، أن القانون سوف يبدأ تطبيقه فور نشره في الجريدة الرسمية كما سوف تصدر اللائحة التنفيذية المنظمة له خلال شهر من صدوره، مشيرة إلى أن اللائحة ستتضمن أعضاء اللجان التي سيتم تشكيلها في كل حي ووحدة محلية هذا بجانب معايير اختيار هذه اللجان وضوابط عملها ومدد استقبال طلبات توفيق الأوضاع وإصداره وأسعار الغرامات التي ستفرض علي كل متر مخالفة، موضحة أن الغرض من القانون هو تأمين العقارات المخالفة والتأكد من سلامتها الإنشائية حفاظا على أرواح المواطنين من خلال فحص هذه اللجان للعقارات التي ستتقدم بطلب.
وأشارت إلى أن المنشآت السياحية سوف تستفيد من هذا القانون هذا بجانب الكثير من المباني الحكومية التي تم إنشاؤها بدون ترخيص سوف ينطبق عليها القانون أيضا لإصدار رخص لها، موضحة أن أي عقار إذا ثبت عدم سلامته سيتم إزالته بقرار من المحافظ الواقع بنطاقه العقار كما نتوقع إقبالا شديدا من قبل أصحاب العقارات المخالفة، وأضافت نفيسة هاشم أن اللجان الفنية سيتم تشكيلها برئاسة مهندس استشاري وعضوية 2 من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية ويصدر بتشكيل وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ أو رئيس الهيئة المختص، موضحه أن القانون يسري على الدعاوي الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي.
لجنة شفافة عادلة
يقول المهندس- صلاح حجاب الخبير العقاري- أن فكرة القانون جيدة ولكن الأهم هو مدى شفافية اللجنة التي ستشكل للبت في سلامة المبني، موضحا أنه يجب توفر الحيادية والشفافية في عمل اللجنة عند تقييم المبني، حتى لا يفتح الباب على مصراعيه للرشاوى في المحليات، مع وضع الضوابط والآليات التي سيتم من خلالها عمل اللجنة.
ويوضح أن قانون المباني الموحد رقم 119 عام 2008 لم يكن يسمح بالتصالح مع المباني المخالفة، ولكن بصدور هذا القانون سوف يتم التصالح مع المباني المخالفة في مقابل غرامة تساوي قيمة المبني المخالف – مما يعني تحصيل ما يترواح بين 300-500 مليار جنيه، بحيث لا يستفيد المخالف من مخالفته ماديا، على أن يكون التقييم مبنيا على قواعد أساسية، وان يكون المبني آمن إنشائيا، بحيث يدمج المبني في العمران القائم أي توصيل المرافق له الكهرباء والماء والصرف الصحي، بحيث لا يكون نواه لمبان عشوائية، وفي هذه الحالة يمكن أن توافق اللجنة على استمرارية المنشأ، وتقييم قيمته وتوجيه حصيلة الغرامة إلى إسكان محدودي الدخل.
معايير قانونية وهندسية
يقول د. نبيل حلمي – عميد كلية حقوق الزقازيق السابق - إن قانون التصالح هو محاولة للإصلاح ولكن لا يمكن أن تستمر مدى الحياة، لتنوع وتعدد الأماكن التي يتم البناء المخالف فيها، وتتراوح أسعارها وفقا لتميز مناطق عن مناطق وبالتالي قد يكون من الصعب تحقيق مبدأ العدالة في تطبيق الغرامة والتصالح، بالإضافة إلى أن بناء شقة أو عقار لا يمثل ثمنه الفعلي بعد الانتهاء من بنائه لأنه قد يصل إلى 10 أضعاف تكلفته نظرا لارتفاع قيمة العقارات وخاصة التمليك.
وأبدى د. نبيل، تخوفه من انتشار الرشاوى والفساد بين بعض اللجان التي سوف تقيم العقار لذلك يجب وضع قواعد قانونية ثابتة يتم حساب التصالح عليها ولا تخضع لتقدير أشخاص مهما كانت شفافيتهم أو أمانتهم، لان تقييم العقار يختلف من مكان إلى أخر، وشدد نبيل على ضرورة وضع معايير وقواعد هندسية ثابتة وانه من الممكن الاعتماد على استهلاك الكهرباء كمؤشر تقديري للقيمة، حتى لا يفتح باب الفساد على مصراعيه.
300 مليار
د. حسن علام - خبير الإسكان وأستاذ الهندسة بمركز بحوث الإسكان- انه لكي يطبق قانون التصالح ويفي بالغرض المنوط له يجب وضع خريطة متكاملة وتصور شامل تشارك في وضعه وزارات الخدمات مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، وهذه الوزارات هي التي تحدد الأماكن التي لا يتم فيها تحميل زائد للمرافق، لان هذه المباني المخالفة من أهم أسباب انقطاع الكهرباء، لافتا أن المباني المخالفة تشكل 30% من الثروة العقارية، وان حوالي 20 مليون شقة ركبت عداد كهرباء، ولكن يظل 6 ملايين شقة مخالف وبدون ترخيص تنتظر تركيب العدادات.
ويتساءل د. حسن ماذا يحدث إذا دخلت العدادات لهذه المباني المخالفة وما ستسببه من انقطاع وتحميل علي شبكات الكهرباء.
أحدث مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء ردود أفعال متباينة في أوساط الخبراء والمقاولين والمواطنين.
ورحب معظم ممثلي هذه الفئات بالقانون باعتباره وسيلة لتوفيق أوضاع ظاهرة المباني المخالفة، وضمان توافر عامل الأمن الإنشائي حفاظا على حياة المواطنين، كما اعتبره البعض الأخر بابا لتوفير موارد مالية للخزانة العامة يمكن استخدامها في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتخفيض عجز الموازنة، حيث يتوقع أن يحقق مابين 300 - 500 مليار جنيه.
الأخبار في هذا التحقيق تستعرض جوانب القانون والقواعد التنفيذية الخاصة به ورؤية خبراء الإسكان والبناء والتخطيط العمراني في مزايا القانون وعيوبه.
وفقا لأخر إحصاء أجرته وزارة الإسكان في يناير 2013، بلغ عدد العقارات المخالفة 318 ألف عقار، علي مستوي الجمهورية موزعة على 23 محافظة، بالإضافة إلى 120 ألف فدان زراعي تم البناء عليها مباني مخالفة أيضا، لكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد العقارات المخالفة يتجاوز 500 ألف عقار.
أيا كان الرقم فهو يمثل ثروة ضخمة يجب التعامل معها بما يحفظ للقانون هيبته مع عدم إهدار تلك الثروة بشكل كامل في نفس الوقت، ومن هنا جاء قانون التعامل مع مخالفات البناء الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرا .
ومن جهته أوضح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية د.مصطفى مدبولي، أن مشروع قانون التعامل مع مخالفات البناء لن يتجاوز عن المخالفات التي تُشكل خطرا على الأرواح أو الممتلكات أو تتضمن خروجا على خطوط التنظيم أو تجاوزا لقيود الارتفاع المقررة قانونا والصادر بها قرار من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية أو المقررة من قانون الطيران المدني أو المتعلقة بالبناء على الأراضي الخاضعة لقانون حماية الآثار أو البناء على الأراضي خارج حدود الأحوزة العمرانية المعتمدة وكذلك المخالفات التي تتعارض مع شؤون الدفاع عن الدولة أو ضوابط وقواعد الاستغلال التي تقررها القوات المسلحة.
5 مواد
وقالت المهندسة نفيسة هاشم وكيل أول الوزارة رئيس قطاع الإسكان بالوزارة، إن مشروع القانون يتضمن 5 مواد، تنص مادته الأولى على أنه يجوز لمن أقام أعمالا بنائية بالمخالفة لأحكام القوانين المنظمة للبناء – قبل العمل بهذا القانون – أن يتقدم بطلب إلى الوحدة المحلية أو الهيئة المختصة بإصدار قانون البناء لوقف الإجراءات التي اتخذت أو تتخذ ضده على ألا يتم وقفها إلا بعد سداد الغرامة المنصوص عليها بالمادة الثانية من هذا القانون، مشيرة إلى أن البت في موضوع المخالفة سيتم بواسطة لجنة فنية أو أكثر يصدر بتشكيلها وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ المختص أو رئيس الهيئة المختص وتكون اللجنة برئاسة مهندس استشاري وعضوية اثنين من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية، وتختص هذه اللجنة بالموافقة على التجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات إذا ما ثبت لها السلامة الإنشائية للمبني في ضوء معاينتها للأعمال موضوع المخالفة والمستندات التي تحددها اللائحة التنفيذية للقانون والتي تحدد قواعد ومعايير اختيار رئيس وأعضاء اللجنة والضوابط والإجراءات التي تتبعها في مباشرة أعمالها وأسس وقواعد تحديد قيمة الأعمال المخالفة.
وأضافت أن المادة الثانية من مشروع القانون تنص علي أنه يصدر قرار بالتجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات مقابل غرامة تعادل "ضعفي" قيمة الأعمال المخالفة، أما المادة الثالثة فتنص على سريان الأحكام السابقة على الدعاوى الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي ويوقف نظر هذه الدعاوى بحكم القانون إلى أن يصدر قرار بالموافقة على التجاوز عن المخالفات أو رفض التجاوز، وفي حال صدور قرار بالرفض يتعين عرض الأمر على المحافظ أو رئيس الهيئة المختص لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لإزالة أو تصحيح الأعمال المخالفة.
إزالة غير المطابق
وأضافت نفيسة هاشم، أن القانون سوف يبدأ تطبيقه فور نشره في الجريدة الرسمية كما سوف تصدر اللائحة التنفيذية المنظمة له خلال شهر من صدوره، مشيرة إلى أن اللائحة ستتضمن أعضاء اللجان التي سيتم تشكيلها في كل حي ووحدة محلية هذا بجانب معايير اختيار هذه اللجان وضوابط عملها ومدد استقبال طلبات توفيق الأوضاع وإصداره وأسعار الغرامات التي ستفرض علي كل متر مخالفة، موضحة أن الغرض من القانون هو تأمين العقارات المخالفة والتأكد من سلامتها الإنشائية حفاظا على أرواح المواطنين من خلال فحص هذه اللجان للعقارات التي ستتقدم بطلب.
وأشارت إلى أن المنشآت السياحية سوف تستفيد من هذا القانون هذا بجانب الكثير من المباني الحكومية التي تم إنشاؤها بدون ترخيص سوف ينطبق عليها القانون أيضا لإصدار رخص لها، موضحة أن أي عقار إذا ثبت عدم سلامته سيتم إزالته بقرار من المحافظ الواقع بنطاقه العقار كما نتوقع إقبالا شديدا من قبل أصحاب العقارات المخالفة، وأضافت نفيسة هاشم أن اللجان الفنية سيتم تشكيلها برئاسة مهندس استشاري وعضوية 2 من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية ويصدر بتشكيل وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ أو رئيس الهيئة المختص، موضحه أن القانون يسري على الدعاوي الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي.
لجنة شفافة عادلة
يقول المهندس- صلاح حجاب الخبير العقاري- أن فكرة القانون جيدة ولكن الأهم هو مدى شفافية اللجنة التي ستشكل للبت في سلامة المبني، موضحا أنه يجب توفر الحيادية والشفافية في عمل اللجنة عند تقييم المبني، حتى لا يفتح الباب على مصراعيه للرشاوى في المحليات، مع وضع الضوابط والآليات التي سيتم من خلالها عمل اللجنة.
ويوضح أن قانون المباني الموحد رقم 119 عام 2008 لم يكن يسمح بالتصالح مع المباني المخالفة، ولكن بصدور هذا القانون سوف يتم التصالح مع المباني المخالفة في مقابل غرامة تساوي قيمة المبني المخالف – مما يعني تحصيل ما يترواح بين 300-500 مليار جنيه، بحيث لا يستفيد المخالف من مخالفته ماديا، على أن يكون التقييم مبنيا على قواعد أساسية، وان يكون المبني آمن إنشائيا، بحيث يدمج المبني في العمران القائم أي توصيل المرافق له الكهرباء والماء والصرف الصحي، بحيث لا يكون نواه لمبان عشوائية، وفي هذه الحالة يمكن أن توافق اللجنة على استمرارية المنشأ، وتقييم قيمته وتوجيه حصيلة الغرامة إلى إسكان محدودي الدخل.
معايير قانونية وهندسية
يقول د. نبيل حلمي – عميد كلية حقوق الزقازيق السابق - إن قانون التصالح هو محاولة للإصلاح ولكن لا يمكن أن تستمر مدى الحياة، لتنوع وتعدد الأماكن التي يتم البناء المخالف فيها، وتتراوح أسعارها وفقا لتميز مناطق عن مناطق وبالتالي قد يكون من الصعب تحقيق مبدأ العدالة في تطبيق الغرامة والتصالح، بالإضافة إلى أن بناء شقة أو عقار لا يمثل ثمنه الفعلي بعد الانتهاء من بنائه لأنه قد يصل إلى 10 أضعاف تكلفته نظرا لارتفاع قيمة العقارات وخاصة التمليك.
وأبدى د. نبيل، تخوفه من انتشار الرشاوى والفساد بين بعض اللجان التي سوف تقيم العقار لذلك يجب وضع قواعد قانونية ثابتة يتم حساب التصالح عليها ولا تخضع لتقدير أشخاص مهما كانت شفافيتهم أو أمانتهم، لان تقييم العقار يختلف من مكان إلى أخر، وشدد نبيل على ضرورة وضع معايير وقواعد هندسية ثابتة وانه من الممكن الاعتماد على استهلاك الكهرباء كمؤشر تقديري للقيمة، حتى لا يفتح باب الفساد على مصراعيه.
300 مليار
د. حسن علام - خبير الإسكان وأستاذ الهندسة بمركز بحوث الإسكان- انه لكي يطبق قانون التصالح ويفي بالغرض المنوط له يجب وضع خريطة متكاملة وتصور شامل تشارك في وضعه وزارات الخدمات مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، وهذه الوزارات هي التي تحدد الأماكن التي لا يتم فيها تحميل زائد للمرافق، لان هذه المباني المخالفة من أهم أسباب انقطاع الكهرباء، لافتا أن المباني المخالفة تشكل 30% من الثروة العقارية، وان حوالي 20 مليون شقة ركبت عداد كهرباء، ولكن يظل 6 ملايين شقة مخالف وبدون ترخيص تنتظر تركيب العدادات.
ويتساءل د. حسن ماذا يحدث إذا دخلت العدادات لهذه المباني المخالفة وما ستسببه من انقطاع وتحميل علي شبكات الكهرباء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.