«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



500 ألف عقار مخالف في 23 محافظة بين قرارات الإزالة وقانون المصالحة

أحدث مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء ردود أفعال متباينة في أوساط الخبراء والمقاولين والمواطنين.
ورحب معظم ممثلي هذه الفئات بالقانون باعتباره وسيلة لتوفيق أوضاع ظاهرة المباني المخالفة، وضمان توافر عامل الأمن الإنشائي حفاظا على حياة المواطنين، كما اعتبره البعض الأخر بابا لتوفير موارد مالية للخزانة العامة يمكن استخدامها في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتخفيض عجز الموازنة، حيث يتوقع أن يحقق مابين 300 - 500 مليار جنيه.
الأخبار في هذا التحقيق تستعرض جوانب القانون والقواعد التنفيذية الخاصة به ورؤية خبراء الإسكان والبناء والتخطيط العمراني في مزايا القانون وعيوبه.
وفقا لأخر إحصاء أجرته وزارة الإسكان في يناير 2013، بلغ عدد العقارات المخالفة 318 ألف عقار، علي مستوي الجمهورية موزعة على 23 محافظة، بالإضافة إلى 120 ألف فدان زراعي تم البناء عليها مباني مخالفة أيضا، لكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد العقارات المخالفة يتجاوز 500 ألف عقار.
أيا كان الرقم فهو يمثل ثروة ضخمة يجب التعامل معها بما يحفظ للقانون هيبته مع عدم إهدار تلك الثروة بشكل كامل في نفس الوقت، ومن هنا جاء قانون التعامل مع مخالفات البناء الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرا .
ومن جهته أوضح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية د.مصطفى مدبولي، أن مشروع قانون التعامل مع مخالفات البناء لن يتجاوز عن المخالفات التي تُشكل خطرا على الأرواح أو الممتلكات أو تتضمن خروجا على خطوط التنظيم أو تجاوزا لقيود الارتفاع المقررة قانونا والصادر بها قرار من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية أو المقررة من قانون الطيران المدني أو المتعلقة بالبناء على الأراضي الخاضعة لقانون حماية الآثار أو البناء على الأراضي خارج حدود الأحوزة العمرانية المعتمدة وكذلك المخالفات التي تتعارض مع شؤون الدفاع عن الدولة أو ضوابط وقواعد الاستغلال التي تقررها القوات المسلحة.
5 مواد
وقالت المهندسة نفيسة هاشم وكيل أول الوزارة رئيس قطاع الإسكان بالوزارة، إن مشروع القانون يتضمن 5 مواد، تنص مادته الأولى على أنه يجوز لمن أقام أعمالا بنائية بالمخالفة لأحكام القوانين المنظمة للبناء – قبل العمل بهذا القانون – أن يتقدم بطلب إلى الوحدة المحلية أو الهيئة المختصة بإصدار قانون البناء لوقف الإجراءات التي اتخذت أو تتخذ ضده على ألا يتم وقفها إلا بعد سداد الغرامة المنصوص عليها بالمادة الثانية من هذا القانون، مشيرة إلى أن البت في موضوع المخالفة سيتم بواسطة لجنة فنية أو أكثر يصدر بتشكيلها وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ المختص أو رئيس الهيئة المختص وتكون اللجنة برئاسة مهندس استشاري وعضوية اثنين من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية، وتختص هذه اللجنة بالموافقة على التجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات إذا ما ثبت لها السلامة الإنشائية للمبني في ضوء معاينتها للأعمال موضوع المخالفة والمستندات التي تحددها اللائحة التنفيذية للقانون والتي تحدد قواعد ومعايير اختيار رئيس وأعضاء اللجنة والضوابط والإجراءات التي تتبعها في مباشرة أعمالها وأسس وقواعد تحديد قيمة الأعمال المخالفة.
وأضافت أن المادة الثانية من مشروع القانون تنص علي أنه يصدر قرار بالتجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات مقابل غرامة تعادل "ضعفي" قيمة الأعمال المخالفة، أما المادة الثالثة فتنص على سريان الأحكام السابقة على الدعاوى الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي ويوقف نظر هذه الدعاوى بحكم القانون إلى أن يصدر قرار بالموافقة على التجاوز عن المخالفات أو رفض التجاوز، وفي حال صدور قرار بالرفض يتعين عرض الأمر على المحافظ أو رئيس الهيئة المختص لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لإزالة أو تصحيح الأعمال المخالفة.
إزالة غير المطابق
وأضافت نفيسة هاشم، أن القانون سوف يبدأ تطبيقه فور نشره في الجريدة الرسمية كما سوف تصدر اللائحة التنفيذية المنظمة له خلال شهر من صدوره، مشيرة إلى أن اللائحة ستتضمن أعضاء اللجان التي سيتم تشكيلها في كل حي ووحدة محلية هذا بجانب معايير اختيار هذه اللجان وضوابط عملها ومدد استقبال طلبات توفيق الأوضاع وإصداره وأسعار الغرامات التي ستفرض علي كل متر مخالفة، موضحة أن الغرض من القانون هو تأمين العقارات المخالفة والتأكد من سلامتها الإنشائية حفاظا على أرواح المواطنين من خلال فحص هذه اللجان للعقارات التي ستتقدم بطلب.
وأشارت إلى أن المنشآت السياحية سوف تستفيد من هذا القانون هذا بجانب الكثير من المباني الحكومية التي تم إنشاؤها بدون ترخيص سوف ينطبق عليها القانون أيضا لإصدار رخص لها، موضحة أن أي عقار إذا ثبت عدم سلامته سيتم إزالته بقرار من المحافظ الواقع بنطاقه العقار كما نتوقع إقبالا شديدا من قبل أصحاب العقارات المخالفة، وأضافت نفيسة هاشم أن اللجان الفنية سيتم تشكيلها برئاسة مهندس استشاري وعضوية 2 من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية ويصدر بتشكيل وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ أو رئيس الهيئة المختص، موضحه أن القانون يسري على الدعاوي الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي.
لجنة شفافة عادلة
يقول المهندس- صلاح حجاب الخبير العقاري- أن فكرة القانون جيدة ولكن الأهم هو مدى شفافية اللجنة التي ستشكل للبت في سلامة المبني، موضحا أنه يجب توفر الحيادية والشفافية في عمل اللجنة عند تقييم المبني، حتى لا يفتح الباب على مصراعيه للرشاوى في المحليات، مع وضع الضوابط والآليات التي سيتم من خلالها عمل اللجنة.
ويوضح أن قانون المباني الموحد رقم 119 عام 2008 لم يكن يسمح بالتصالح مع المباني المخالفة، ولكن بصدور هذا القانون سوف يتم التصالح مع المباني المخالفة في مقابل غرامة تساوي قيمة المبني المخالف – مما يعني تحصيل ما يترواح بين 300-500 مليار جنيه، بحيث لا يستفيد المخالف من مخالفته ماديا، على أن يكون التقييم مبنيا على قواعد أساسية، وان يكون المبني آمن إنشائيا، بحيث يدمج المبني في العمران القائم أي توصيل المرافق له الكهرباء والماء والصرف الصحي، بحيث لا يكون نواه لمبان عشوائية، وفي هذه الحالة يمكن أن توافق اللجنة على استمرارية المنشأ، وتقييم قيمته وتوجيه حصيلة الغرامة إلى إسكان محدودي الدخل.
معايير قانونية وهندسية
يقول د. نبيل حلمي – عميد كلية حقوق الزقازيق السابق - إن قانون التصالح هو محاولة للإصلاح ولكن لا يمكن أن تستمر مدى الحياة، لتنوع وتعدد الأماكن التي يتم البناء المخالف فيها، وتتراوح أسعارها وفقا لتميز مناطق عن مناطق وبالتالي قد يكون من الصعب تحقيق مبدأ العدالة في تطبيق الغرامة والتصالح، بالإضافة إلى أن بناء شقة أو عقار لا يمثل ثمنه الفعلي بعد الانتهاء من بنائه لأنه قد يصل إلى 10 أضعاف تكلفته نظرا لارتفاع قيمة العقارات وخاصة التمليك.
وأبدى د. نبيل، تخوفه من انتشار الرشاوى والفساد بين بعض اللجان التي سوف تقيم العقار لذلك يجب وضع قواعد قانونية ثابتة يتم حساب التصالح عليها ولا تخضع لتقدير أشخاص مهما كانت شفافيتهم أو أمانتهم، لان تقييم العقار يختلف من مكان إلى أخر، وشدد نبيل على ضرورة وضع معايير وقواعد هندسية ثابتة وانه من الممكن الاعتماد على استهلاك الكهرباء كمؤشر تقديري للقيمة، حتى لا يفتح باب الفساد على مصراعيه.
300 مليار
د. حسن علام - خبير الإسكان وأستاذ الهندسة بمركز بحوث الإسكان- انه لكي يطبق قانون التصالح ويفي بالغرض المنوط له يجب وضع خريطة متكاملة وتصور شامل تشارك في وضعه وزارات الخدمات مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، وهذه الوزارات هي التي تحدد الأماكن التي لا يتم فيها تحميل زائد للمرافق، لان هذه المباني المخالفة من أهم أسباب انقطاع الكهرباء، لافتا أن المباني المخالفة تشكل 30% من الثروة العقارية، وان حوالي 20 مليون شقة ركبت عداد كهرباء، ولكن يظل 6 ملايين شقة مخالف وبدون ترخيص تنتظر تركيب العدادات.
ويتساءل د. حسن ماذا يحدث إذا دخلت العدادات لهذه المباني المخالفة وما ستسببه من انقطاع وتحميل علي شبكات الكهرباء.
أحدث مشروع قانون التصالح في مخالفات البناء ردود أفعال متباينة في أوساط الخبراء والمقاولين والمواطنين.
ورحب معظم ممثلي هذه الفئات بالقانون باعتباره وسيلة لتوفيق أوضاع ظاهرة المباني المخالفة، وضمان توافر عامل الأمن الإنشائي حفاظا على حياة المواطنين، كما اعتبره البعض الأخر بابا لتوفير موارد مالية للخزانة العامة يمكن استخدامها في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتخفيض عجز الموازنة، حيث يتوقع أن يحقق مابين 300 - 500 مليار جنيه.
الأخبار في هذا التحقيق تستعرض جوانب القانون والقواعد التنفيذية الخاصة به ورؤية خبراء الإسكان والبناء والتخطيط العمراني في مزايا القانون وعيوبه.
وفقا لأخر إحصاء أجرته وزارة الإسكان في يناير 2013، بلغ عدد العقارات المخالفة 318 ألف عقار، علي مستوي الجمهورية موزعة على 23 محافظة، بالإضافة إلى 120 ألف فدان زراعي تم البناء عليها مباني مخالفة أيضا، لكن هناك تقديرات غير رسمية تشير إلى أن عدد العقارات المخالفة يتجاوز 500 ألف عقار.
أيا كان الرقم فهو يمثل ثروة ضخمة يجب التعامل معها بما يحفظ للقانون هيبته مع عدم إهدار تلك الثروة بشكل كامل في نفس الوقت، ومن هنا جاء قانون التعامل مع مخالفات البناء الذي أقره مجلس الوزراء مؤخرا .
ومن جهته أوضح وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية د.مصطفى مدبولي، أن مشروع قانون التعامل مع مخالفات البناء لن يتجاوز عن المخالفات التي تُشكل خطرا على الأرواح أو الممتلكات أو تتضمن خروجا على خطوط التنظيم أو تجاوزا لقيود الارتفاع المقررة قانونا والصادر بها قرار من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية أو المقررة من قانون الطيران المدني أو المتعلقة بالبناء على الأراضي الخاضعة لقانون حماية الآثار أو البناء على الأراضي خارج حدود الأحوزة العمرانية المعتمدة وكذلك المخالفات التي تتعارض مع شؤون الدفاع عن الدولة أو ضوابط وقواعد الاستغلال التي تقررها القوات المسلحة.
5 مواد
وقالت المهندسة نفيسة هاشم وكيل أول الوزارة رئيس قطاع الإسكان بالوزارة، إن مشروع القانون يتضمن 5 مواد، تنص مادته الأولى على أنه يجوز لمن أقام أعمالا بنائية بالمخالفة لأحكام القوانين المنظمة للبناء – قبل العمل بهذا القانون – أن يتقدم بطلب إلى الوحدة المحلية أو الهيئة المختصة بإصدار قانون البناء لوقف الإجراءات التي اتخذت أو تتخذ ضده على ألا يتم وقفها إلا بعد سداد الغرامة المنصوص عليها بالمادة الثانية من هذا القانون، مشيرة إلى أن البت في موضوع المخالفة سيتم بواسطة لجنة فنية أو أكثر يصدر بتشكيلها وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ المختص أو رئيس الهيئة المختص وتكون اللجنة برئاسة مهندس استشاري وعضوية اثنين من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية، وتختص هذه اللجنة بالموافقة على التجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات إذا ما ثبت لها السلامة الإنشائية للمبني في ضوء معاينتها للأعمال موضوع المخالفة والمستندات التي تحددها اللائحة التنفيذية للقانون والتي تحدد قواعد ومعايير اختيار رئيس وأعضاء اللجنة والضوابط والإجراءات التي تتبعها في مباشرة أعمالها وأسس وقواعد تحديد قيمة الأعمال المخالفة.
وأضافت أن المادة الثانية من مشروع القانون تنص علي أنه يصدر قرار بالتجاوز عن إزالة أو تصحيح المخالفات مقابل غرامة تعادل "ضعفي" قيمة الأعمال المخالفة، أما المادة الثالثة فتنص على سريان الأحكام السابقة على الدعاوى الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي ويوقف نظر هذه الدعاوى بحكم القانون إلى أن يصدر قرار بالموافقة على التجاوز عن المخالفات أو رفض التجاوز، وفي حال صدور قرار بالرفض يتعين عرض الأمر على المحافظ أو رئيس الهيئة المختص لاتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة لإزالة أو تصحيح الأعمال المخالفة.
إزالة غير المطابق
وأضافت نفيسة هاشم، أن القانون سوف يبدأ تطبيقه فور نشره في الجريدة الرسمية كما سوف تصدر اللائحة التنفيذية المنظمة له خلال شهر من صدوره، مشيرة إلى أن اللائحة ستتضمن أعضاء اللجان التي سيتم تشكيلها في كل حي ووحدة محلية هذا بجانب معايير اختيار هذه اللجان وضوابط عملها ومدد استقبال طلبات توفيق الأوضاع وإصداره وأسعار الغرامات التي ستفرض علي كل متر مخالفة، موضحة أن الغرض من القانون هو تأمين العقارات المخالفة والتأكد من سلامتها الإنشائية حفاظا على أرواح المواطنين من خلال فحص هذه اللجان للعقارات التي ستتقدم بطلب.
وأشارت إلى أن المنشآت السياحية سوف تستفيد من هذا القانون هذا بجانب الكثير من المباني الحكومية التي تم إنشاؤها بدون ترخيص سوف ينطبق عليها القانون أيضا لإصدار رخص لها، موضحة أن أي عقار إذا ثبت عدم سلامته سيتم إزالته بقرار من المحافظ الواقع بنطاقه العقار كما نتوقع إقبالا شديدا من قبل أصحاب العقارات المخالفة، وأضافت نفيسة هاشم أن اللجان الفنية سيتم تشكيلها برئاسة مهندس استشاري وعضوية 2 من المهندسين المتخصصين من غير العاملين بالجهة الإدارية ويصدر بتشكيل وتحديد مكافآتها قرار من المحافظ أو رئيس الهيئة المختص، موضحه أن القانون يسري على الدعاوي الجنائية والإدارية المنظورة أمام المحاكم ما لم يكن قد صدر فيها حكم نهائي.
لجنة شفافة عادلة
يقول المهندس- صلاح حجاب الخبير العقاري- أن فكرة القانون جيدة ولكن الأهم هو مدى شفافية اللجنة التي ستشكل للبت في سلامة المبني، موضحا أنه يجب توفر الحيادية والشفافية في عمل اللجنة عند تقييم المبني، حتى لا يفتح الباب على مصراعيه للرشاوى في المحليات، مع وضع الضوابط والآليات التي سيتم من خلالها عمل اللجنة.
ويوضح أن قانون المباني الموحد رقم 119 عام 2008 لم يكن يسمح بالتصالح مع المباني المخالفة، ولكن بصدور هذا القانون سوف يتم التصالح مع المباني المخالفة في مقابل غرامة تساوي قيمة المبني المخالف – مما يعني تحصيل ما يترواح بين 300-500 مليار جنيه، بحيث لا يستفيد المخالف من مخالفته ماديا، على أن يكون التقييم مبنيا على قواعد أساسية، وان يكون المبني آمن إنشائيا، بحيث يدمج المبني في العمران القائم أي توصيل المرافق له الكهرباء والماء والصرف الصحي، بحيث لا يكون نواه لمبان عشوائية، وفي هذه الحالة يمكن أن توافق اللجنة على استمرارية المنشأ، وتقييم قيمته وتوجيه حصيلة الغرامة إلى إسكان محدودي الدخل.
معايير قانونية وهندسية
يقول د. نبيل حلمي – عميد كلية حقوق الزقازيق السابق - إن قانون التصالح هو محاولة للإصلاح ولكن لا يمكن أن تستمر مدى الحياة، لتنوع وتعدد الأماكن التي يتم البناء المخالف فيها، وتتراوح أسعارها وفقا لتميز مناطق عن مناطق وبالتالي قد يكون من الصعب تحقيق مبدأ العدالة في تطبيق الغرامة والتصالح، بالإضافة إلى أن بناء شقة أو عقار لا يمثل ثمنه الفعلي بعد الانتهاء من بنائه لأنه قد يصل إلى 10 أضعاف تكلفته نظرا لارتفاع قيمة العقارات وخاصة التمليك.
وأبدى د. نبيل، تخوفه من انتشار الرشاوى والفساد بين بعض اللجان التي سوف تقيم العقار لذلك يجب وضع قواعد قانونية ثابتة يتم حساب التصالح عليها ولا تخضع لتقدير أشخاص مهما كانت شفافيتهم أو أمانتهم، لان تقييم العقار يختلف من مكان إلى أخر، وشدد نبيل على ضرورة وضع معايير وقواعد هندسية ثابتة وانه من الممكن الاعتماد على استهلاك الكهرباء كمؤشر تقديري للقيمة، حتى لا يفتح باب الفساد على مصراعيه.
300 مليار
د. حسن علام - خبير الإسكان وأستاذ الهندسة بمركز بحوث الإسكان- انه لكي يطبق قانون التصالح ويفي بالغرض المنوط له يجب وضع خريطة متكاملة وتصور شامل تشارك في وضعه وزارات الخدمات مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي، وهذه الوزارات هي التي تحدد الأماكن التي لا يتم فيها تحميل زائد للمرافق، لان هذه المباني المخالفة من أهم أسباب انقطاع الكهرباء، لافتا أن المباني المخالفة تشكل 30% من الثروة العقارية، وان حوالي 20 مليون شقة ركبت عداد كهرباء، ولكن يظل 6 ملايين شقة مخالف وبدون ترخيص تنتظر تركيب العدادات.
ويتساءل د. حسن ماذا يحدث إذا دخلت العدادات لهذه المباني المخالفة وما ستسببه من انقطاع وتحميل علي شبكات الكهرباء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.