اللجنة العامة للدائرة الثالثة بمحافظة الإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي لأصوات الناخبين    نتيجة الحصر العددي لانتخابات الدائرة الثالثة بالإسماعيلية    أسعار الدواجن البيضاء والبلدي اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025    مصر تهدد بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك مع السودان    السلام الملتهب في غزة: تحديات المرحلة الثانية من خطة ترامب    حمد الله يعتزل اللعب الدولي بعد التتويج بكأس العرب    اليوم.. الأهلي يواجه سيراميكا كليوباترا في الجولة الثانية من كأس عاصمة مصر    المنتخب يخوض أولى تدريباته بمدينة أكادير المغربية استعدادا لأمم إفريقيا    تفحم 7 منهم.. كواليس مصرع وإصابة 11 شخصًا في حريق سيارة بالجيزة    النرويج تعلن عن قرار هام بشأن اللاجئين السوريين يبدأ تطبيقه مطلع العام المقبل    طقس اليوم الجمعة| تحذير من برودة شديدة.. الحرارة تقل ل5 درجات    ثقافة الاختلاف    سنن وآداب يوم الجمعة – وصايا نبوية للحياة اليومية    هل يجوز للمرأة صلاة الجمعة في المسجد.. توضيح الفقهاء اليوم الجمعة    فضل الخروج المبكر للمسجد يوم الجمعة – أجر وبركة وفضل عظيم    أوبرا الإسكندرية تحيي ذكرى رحيل فريد الأطرش بنغمات ملك العود    دمياط تطلق مظلة صحية تاريخية للتجار وأسرهم في خطوة مجتمعية رائدة    ما حضرتش فرح ابنها، نجل حنان ترك يحتفل بزفافه بعيدًا عن الأضواء دون ظهور والدته (صور)    من الإسكندرية إلى القاهرة والعكس، جدول كامل لمواعيد قطارات اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025    نائب وزير الإسكان يبحث التعاون مع شركة كورية متخصصة في تصنيع مكونات محطات تحلية المياه والصرف الصحي    ننشر الحصر العددي للدائرة السابعة في انتخابات النواب 2025 بالشرقية    زيلينسكى: وفدنا فى طريقه إلى أمريكا لجولة جديدة من مفاوضات التسوية    مشاجرة عنيفة وألعاب نارية باللجان الانتخابية في القنطرة غرب بالإسماعيلية، والقبض على 20 متورطا    العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتابع إجراءات تشغيل البالون الطائر بالأقصر    مستشار الرئيس للصحة: لا يوجد وباء والوضع لا يدعو للقلق.. والمصاب بالإنفلونزا يقعد في البيت 3 أو 4 أيام    انفجارات في أوريول.. أوكرانيا تستهدف محطة كهرباء روسية    اللجنة العامة للدائرة الثالثة بالإسماعيلية تعلن نتيجة الحصر العددي للناخبين    واشنطن تفرض عقوبات على سفن وشركات شحن مرتبطة بإيران    اللجنة العامة ببنها تعلن الحصر العددي لجولة الإعادة بانتخابات النواب 2025    الحصر العددي للدقهلية: تقدم عبدالسلام وأبو وردة والجندي ومأمون وشرعان    بعد جدل أمني، تيك توك تبيع أصولها في أمريكا    بالأرقام، الحصر العددي للدائرة الثامنة بميت غمر    بسبب خطأ.. إعادة فرز أصوات الناخبين في اللجنة الفرعية الرابعة بالدائرة الأولى بالزقازيق    نجاة الفنان وائل كفوري من حادث طائرة خاصة.. اعرف التفاصيل    مؤشرات أولية طبقا للحصر العددي، تقدم عيد حماد في دائرة حلوان والتبين والمعصرة    كأس عاصمة مصر - إبراهيم محمد حكم مباراة الزمالك ضد حرس الحدود    بالأرقام، الحصر العددي لجولة الإعادة بالدائرة الأولى بالمنصورة    عادل عقل: فيفا يحسم مصير برونزية كأس العرب بين السعودية والإمارات.. فيديو    وكيل فرجاني ساسي يصدم الزمالك: سداد المستحقات أو استمرار إيقاف القيد    محافظ القليوبية يستجيب ل محمد موسى ويأمر بترميم طريق بهادة – القناطر الخيرية    رئيس الوزراء يرد على أسئلة الشارع حول الدين العام (إنفوجراف)    جوتيريش يدعو إلى تسخير قوة الهجرة لتعزيز التنمية المستدامة    مش فيلم.. دي حقيقة ! شاب مصري يصنع سيارة فوق سطح منزله مع "فتحى شو"    أزهر اللغة العربية    بميزانية تتجاوز 400 مليون دولار وب3 ساعات كاملة.. بدء عرض الجزء الثالث من «أفاتار: نار ورماد»    مصطفى بكري: الطبقة المتوسطة بتدوب يجب أن تأخذ حقها.. وننقد حرصا على هذا البلد واستقراره    الاحتلال الإسرائيلى يحتجز 4 فلسطينيين فى بيت لحم    تحرش وتدافع وسقوط سيدات| محمد موسى يفتح النار على صاحب محلات بِخّة بالمنوفية    كونتي: هويلوند يمتلك مستقبلا واعدا.. ولهذا السبب نعاني في الموسم الحالي    رحلة التزوير تنتهي خلف القضبان.. المشدد 10 سنوات ل معلم صناعي بشبرا الخيمة    غدا.. انطلاق ماراثون انتخابات نادي الرواد الرياضي بالعاشر    «قلبي اتكسر»| أب مفجوع ينهار على الهواء بعد انتهاك حرمة قبر نجلته    رئيس غرفة البترول: مصر تستهدف تعظيم القيمة المضافة لقطاع التعدين    هل يرى المستخير رؤيا بعد صلاة الاستخارة؟.. أمين الفتوى يجيب    اللجنة العليا للتفتيش الأمني والبيئي تتفقد مطار الأقصر (صور)    عجة الخضار الصحية في الفرن، وجبة متكاملة بطعم خفيف وفوائد عديدة    محافظ الدقهلية يكرم أبناء المحافظة الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    وزير الصحة: الذكاء الاصطناعى داعم لأطباء الأشعة وليس بديلًا عنهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الأخبار« تعيش 120 دقيقة في مدينة الأشباح

عندما أعلنت الحكومة عن تخصيص أراض للمواطنين لاقامة منازل خاصة بهم تحت عنوان «مشروع ابني بيتك» قوبل القرار بفرحة عارمة من محدودي الدخل وتسابقوا للحصول علي أراض وجمعوا كل مايملكون لتحويلها إلي بيوت تجمعهم وأبناءهم لكن الحلم تحول إلي كابوس. ورفع الكثير من المستفيدين لافتة « بيع بيتك» بدلا من ابني بيتك.
«الاخبار» في هذا التحقيق ترصد الاوضاع علي الطبيعة للوقوف علي اسرار هجرة المواطنين من منازلهم في مشروع ابني بيتك بمدينة 6 اكتوبر وسعي بعضهم لبيعها.
لاحظنا لاول وهلة ان المشروع بمبانيه الجميلة اشبه بمدينة للاشباح فليس هناك اي اثر لوجود حياة بشرية بل اننا لانبالغ اذا قلنا اننا لم نصادف بشرا الا نادرا. اما عن الاسباب فكما يبدو من اول نظرة انها متشعبة فالشوارع غير ممهدة واشبه بالمدقات الجبلية.
ويبقي السؤال متي ستتحرك الدولة لكي يتم الاستفادة من هذه الثروة العقارية المهدرة التي يمكن ان تضم 42 الف اسرة ؟
اختفي الملاك او كادوا من المشروع وسيطر عليه السماسرة والمقاولون فالمستفيدون من المشروع انتهوا من بناء الوحدات بمراحلها المختلفة ودفعوا فيها « تحويشة العمر» ولكنهم لم يستطيعوا السكن لعدم توافر مقومات الحياة وهم الان يعرضونها للبيع والسماسرة يستغلون ذلك لتحقيق ارباح طائلة حتي وصل سعر المنزل المكون من دور واحد 120 الف جنيه والدورين 160 الفا والثلاثة ادوار كاملة التشطيب ب350 الف جنيه.
مدينة للبيع !
مجرد الدخول إلي مناطق المشروع بمدينة 6 اكتوبر تجد المباني مصطفة باشكالها والوانها المتميزة لكن لا تجد في المنطقة اي شخص فالجميع انتهوا من بناء معظم المراحل ولم يستطيعوا السكن فيها ولكن ما تجده فقط هو ارقام تليفونات السماسرة مكتوبة علي حوائط المنازل كما تجد لافتات وضعها اصحاب المنازل مدون عليها عبارة للبيع ومدون تحتها ارقام تليفونات المحمول وعند دخولنا المنطقة الرابعة بالمدينة وجدنا هذا الكم الهائل من ارقام التيلفونات الخاصة بالسمسارة.
استكملت «الاخبار» جولتها في المنطقة الثانية حيث لم تختلف المنطقتان عن المنطقة الرابعة حيث كان الصرف الصحي هو بطل المشهد فوجدنا «مواسير» صرف صحي مع ايقاف التنفيذ حيث انها لا تعمل ولا توجد بها اي مياه بالاضافة إلي عدم وجود وصلات المواسير التي اختفت من الشوارع حيث اكد لنا خفير بالمنطقة ان البدو يقومون بسرقتها لانها تصنع من الحديد حيث يتم جمعها وبيعها بالكيلو مما جعل وصول المياه إلي المنازل امرا مستحيلا مضيفا ان ابواب اكشاك الكهرباء يتم جمعها وبيعها هي الاخري مشيرا ان الامر لم يتوقف عند ذلك بل امتد ليقوموا بجمع الرمال الموجودة بالمنطقة وبيعها إلي المواطنين.
اما المشهد الاغرب الذي رصدته عدسة «الاخبار» ويؤكد غياب جهاز مدينة 6 اكتوبر تماما عن المتابعة او المراقبة للمشروع هو قيام احد زعماء القبائل ويدعي الشيخ ف.ن بعمل ميدان باسمه في المنطقة الثانية للمشروع حيث قام بعمل لافتة كبيرة كتب عليها ميدان الرياض يرحب بكم واضعا صورته واسمه مع ترحيب من القبيلة لكل الزائرين هذا المشهد يعكس الغياب الرقابي للجهاز فاذا كان الجهاز يتابع اعمال المرافق في المنطقة الثانية لقام بازالة هذه المخالفة للقانون ولكن يبدو ان القبائل العربية التي تقوم بعمل ميادين باسمها لا تجد رادعا لها.
اكشاك الكهرباء..خرابة
بعد ذلك استكملنا جولتنا في المنطقة الثانية فوجدنا ان اكشاك الكهرباء هي الاخري لم تنج من عمليات السطو المسلح حيث وجدنا اكشاك الكهرباء مفتوحة والكابلات الداخلية الموجودة بها «مقطوعة» وهو ما يؤكد عملية السطو عليها ناهيك عن بعض الادوات الكهربائية الجديدة التي لم تستخدم حيث مازالت داخل «اكياسها الجديدة» وهو ما يؤكد ان هذه الادوات الملقاة علي الارض دون استخدام هو اهدار للمال العام من قبل الشركات الكهربائية التي تقوم بتنفيذ المشروع وهو ما يحتاج إلي تحقيق فوري من قبل المسئولين عن التعاقدات مع هذه الشركات.
هروب المستفيدين
حسن محمدين احد المستفيدين قال ان لافتات البيع المعلقة علي المنازل تعكس رغبة المستفيدين في الهروب من جحيم البلطجية والبدو ووعود المجلس الزائفة التي افسدت فرحتهم واطاحت «بتحويشة العمر» التي تكبدها كل محدود دخل مستفيد من مشروع ابني بيتك ويتساءل لماذ لا يتدخل المسئولون لحماية منازل ابني بيتك قبل ان تتحول إلي مساكن الاشباح، وتزداد مشكلة الاسكان مرة اخري. ويضيف احمد السيد احد المستفيدين من مشروع ابني بيتك في المنطقة الرابعة: دفعت «دم قلبي» في بناء الدور الاول والثاني املا في ان اجد مسكنا اقيم فيه انا واسرتي وانتظرت مجلس مدينة اكتوبر ان ينفذ وعوده بتشغيل الوحدات الصحية التي وعدنا بها بالاضافة إلي تشغيل المول التجاري وعودة التواجد الامني حتي استطيع ان اعيش في هذه المنطقة «المقطوعة» ولكن للاسف كانت الوعود مجرد حبر علي ورق وتركونا فريسة سهلة «للعرب» واضاف قائلا « منذ استلام ارض المشروع التي بلغت مساحتها 150 مترا قائلا جئنا إلي هنا وكانت هذه الارض صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء وقمنا باستلام قطعة الارض وحدد الجهاز المساحة التي يتم البناء عليها وقدرت ب 75 مترا ولا نعرف لماذا قرر ان يكون البناء علي نصف المساحة فقط ؟ واضاف قائلا «بدأنا في البناء وكان طن الحديد في هذا التوقيت 9800 جنيه حيث يبلغ تكلفة الدور الاول فقط 70 ألف جنيه ودعم الدولة 5 آلاف جنيه فقط وعندما شرعنا في البناء جاء بعض من عناصر البدو «الاعراب» ليعلنوا فرض سيطرتهم حيث كانوا يفرضون اتاوات 250 جنيها علي «فنطاس» المياه ومن لا يدفع يقومو بوقف العمل بالقوة في منزله مؤكدا انهم لن يتوقفوا عند هذا الحد بل فرضوا اتاوة «الغفرة» وهي اكرامية يقوم بدفعها اي مستفيد للبدو رغم انهم لا يقدمون اي خدمة مقابل هذه الاموال ولكنهم يبدأون في الظهور عندما يرون اي شخص يظهر في المنطقة ويقولون له « الغفرة» ونقوم علي الفور بدفعها إتقاء لشرهم مشيرا إلي ان المستفيدين صرخوا لرجال الشرطة قبل وبعد الثورة ولكن «لاحياة لمن تنادي».
اتاوات الجهاز
ويضيف محمد عاطف - مستفيد- ان المرافق والخدمات حتي الان لم تصل إلي المنطقة الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ولا نعرف السبب موضحا ان الجهاز طلب تحصيل رسوم نظافة قدرها 85 جنيها بالاضافة إلي 105 جنيهات رسم اشغال طريق و90جنيها دمغات هندسية و445 جنيها رسوم تأمينات واخيرا وليس اخرا 450 جنيها لشهادات اتمام الاشراف من اجل توصيل الكهرباء إلي المنزل وبالاضافة إلي تلك الرسوم يتم تحصيل مبلغ 2800 جنيه كرسوم للعدادات الاربعة التي يتم تركيبها مشيرا في دهشة كيف يحصل المجلس رسوم نظافة ولا يوجد احد في المشروع ؟ ولماذا ندفع «اتاوات» للجهاز تتمثل في رسوم اشغال طريق ولا توجد طرق إلي الان؟!
مطالب عاجلة
بعد ذلك استمعنا إلي مطالب المستفيدين والتي نقلها طه جادو نائب رئيس جمعية ابني بيتك والذي قال ان هناك مشكلات كبيرة تواجه 42 الف اسرة مستفيدة من المشروع وتقدمنا بشكاوي إلي جهاز المدينة ومديرية امن الجيزة ولكن بقي الوضع عليه وكان شيء لم يكن ولذلك لجا المستفيدون إلي بيع منازلهم مضيفا ان مطالب المستفيدين هي عودة التواجد الامني للقضاء علي اتاوات وغفرات البدو واحكام القبضة الامنية علي المنطقة وسرعة افتتاح المولات الخاصة بالمناطق المختلفة مع اخطار وزارة الصحة لسرعة تشغيل الوحدات الصحية لاستقبال اي حالات طارئة بالاضافة إلي سرعة افتتاح مدرسة تجريبية او تعليم مجاني لضمان المحافظة علي مستقبل اولاد المستفيدين وكذلك توفير مواصلات ادمية للوصول إلي المنازل وتخفيض رسوم المرافق التي اصبحت عقبة كبيرة امام استكمال المشروع مثل رسوم النظافة واشغال الطريق والدمغات الهندسية والتأمينات وشهادات اتمام الاشراف.مؤكدا ان شركة «الانشاءات الخاصة بتمهيد الطرق « سحبت معداتها وعندما تحدثنا مع الجهاز قال لنا انه اخطر الشركة بضرورة عودة الشركة للعمل مضيفا ان المواطن المستفيد من مشروع ابني بيتك يدفع 20 جنيها لاصحاب « التك تك» والسزوكي « من اجل « توصيله» للخروج من المكان إلي اول طريق الواحات مشيرا انه يطالب وزير الكهرباء بان يقوم بصرف كشافات إلي الاعمدة التي تم زراعتها ولكن بدون كشافات لان المنطقة «ضلمة».
من شكوي عدم التواجد الشرطي إلي شكوي الوعود الزائفة التي تنطلق من جهاز مدينة اكتوبر الذي اصبح الحل لديه سهلا للغاية فعندما يعجز الجهاز عن تنفيذ خطة البرنامج الزمني الخاص بتشغيل المرافق يكون الحل السحري هو تعديل الجدول الزمني حيث ان الجهاز حدد اقامة مول تجاري في المنطقة الرابعة والخامسة لتوفير احتياجات السكان من غذاء ومياه بالاضافة إلي تشغيل وحدة صحية لاستقبال اي حالة طارئة مع وعود بانتشار امني للقضاء علي السرقات والبلطجة التي انتشرت في المشروع حتي لا يتحول ابني بيتك إلي جحيم ولكن للاسف حتي الان لم يتم تشغيل المركز التجاري او افتتاح الوحدة الصحية او حتي المدرسة التجريبية ناهيك عن تدهور الطرق المؤدية إلي المشروع بالاضافة إلي عدم وجود اي وسيلة مواصلات للوصول إلي مناطق ابني بيتك ولكن يبدو ان تصريحات المسئولين فشنك.
والجهاز يرد
في نهاية الجولة نقلنا هموم ومشكلات المستفيدين إلي المهندس عبد المطلب ممدوح رئيس جهاز مدينة 6 اكتوبر قال ان الجهاز يدرس الان جميع طلبات المواطنين الخاصة بالصرف الصحي مشيرا إلي ان الجهاز تقدم بطلب إلي وزارة النقل لتوفير خمس سيارات نقل عام لكي يتم نقل المستفيدين من امام طريق الواحات إلي داخل المشروع لكي لا يقعوا تحت رحمة المستغلين من اصحاب التك تك مضيفا ان الجهاز وفر مدرسة وتم الانتهاء منها ودخلت الخدمة ويتم الان الانتهاء من بناء 6 مدارس للمراحل المختلفة.
و يضيف رئيس جهاز 6 اكتوبر ان بالنسبة لمشاكل الطرق غير الممهدة بان الجهاز وضع خطة لتطوير الشوارع الداخلية والرئيسية مشيرا إلي ان الواقعة التي رصدتها عدسة «الاخبار» بقيام احد مشايخ البدو بتسمية احد الميادين باسمه لن تمر مرور الكرام حيث سيتخذ الجهاز كل الاجراءات القانونية ضد هذا الشخص مشددا علي ان هذا التصرف فردي ولن يسمح به مشيرا إلي ان الجهاز يقوم الان بوضع خطة شاملة لتسمية جميع الشوارع والميادين مع رفع دعوي قضائية ضد المستغل والمخالف بوضع اسمه.
عندما أعلنت الحكومة عن تخصيص أراض للمواطنين لاقامة منازل خاصة بهم تحت عنوان «مشروع ابني بيتك» قوبل القرار بفرحة عارمة من محدودي الدخل وتسابقوا للحصول علي أراض وجمعوا كل مايملكون لتحويلها إلي بيوت تجمعهم وأبناءهم لكن الحلم تحول إلي كابوس. ورفع الكثير من المستفيدين لافتة « بيع بيتك» بدلا من ابني بيتك.
«الاخبار» في هذا التحقيق ترصد الاوضاع علي الطبيعة للوقوف علي اسرار هجرة المواطنين من منازلهم في مشروع ابني بيتك بمدينة 6 اكتوبر وسعي بعضهم لبيعها.
لاحظنا لاول وهلة ان المشروع بمبانيه الجميلة اشبه بمدينة للاشباح فليس هناك اي اثر لوجود حياة بشرية بل اننا لانبالغ اذا قلنا اننا لم نصادف بشرا الا نادرا. اما عن الاسباب فكما يبدو من اول نظرة انها متشعبة فالشوارع غير ممهدة واشبه بالمدقات الجبلية.
ويبقي السؤال متي ستتحرك الدولة لكي يتم الاستفادة من هذه الثروة العقارية المهدرة التي يمكن ان تضم 42 الف اسرة ؟
اختفي الملاك او كادوا من المشروع وسيطر عليه السماسرة والمقاولون فالمستفيدون من المشروع انتهوا من بناء الوحدات بمراحلها المختلفة ودفعوا فيها « تحويشة العمر» ولكنهم لم يستطيعوا السكن لعدم توافر مقومات الحياة وهم الان يعرضونها للبيع والسماسرة يستغلون ذلك لتحقيق ارباح طائلة حتي وصل سعر المنزل المكون من دور واحد 120 الف جنيه والدورين 160 الفا والثلاثة ادوار كاملة التشطيب ب350 الف جنيه.
مدينة للبيع !
مجرد الدخول إلي مناطق المشروع بمدينة 6 اكتوبر تجد المباني مصطفة باشكالها والوانها المتميزة لكن لا تجد في المنطقة اي شخص فالجميع انتهوا من بناء معظم المراحل ولم يستطيعوا السكن فيها ولكن ما تجده فقط هو ارقام تليفونات السماسرة مكتوبة علي حوائط المنازل كما تجد لافتات وضعها اصحاب المنازل مدون عليها عبارة للبيع ومدون تحتها ارقام تليفونات المحمول وعند دخولنا المنطقة الرابعة بالمدينة وجدنا هذا الكم الهائل من ارقام التيلفونات الخاصة بالسمسارة.
استكملت «الاخبار» جولتها في المنطقة الثانية حيث لم تختلف المنطقتان عن المنطقة الرابعة حيث كان الصرف الصحي هو بطل المشهد فوجدنا «مواسير» صرف صحي مع ايقاف التنفيذ حيث انها لا تعمل ولا توجد بها اي مياه بالاضافة إلي عدم وجود وصلات المواسير التي اختفت من الشوارع حيث اكد لنا خفير بالمنطقة ان البدو يقومون بسرقتها لانها تصنع من الحديد حيث يتم جمعها وبيعها بالكيلو مما جعل وصول المياه إلي المنازل امرا مستحيلا مضيفا ان ابواب اكشاك الكهرباء يتم جمعها وبيعها هي الاخري مشيرا ان الامر لم يتوقف عند ذلك بل امتد ليقوموا بجمع الرمال الموجودة بالمنطقة وبيعها إلي المواطنين.
اما المشهد الاغرب الذي رصدته عدسة «الاخبار» ويؤكد غياب جهاز مدينة 6 اكتوبر تماما عن المتابعة او المراقبة للمشروع هو قيام احد زعماء القبائل ويدعي الشيخ ف.ن بعمل ميدان باسمه في المنطقة الثانية للمشروع حيث قام بعمل لافتة كبيرة كتب عليها ميدان الرياض يرحب بكم واضعا صورته واسمه مع ترحيب من القبيلة لكل الزائرين هذا المشهد يعكس الغياب الرقابي للجهاز فاذا كان الجهاز يتابع اعمال المرافق في المنطقة الثانية لقام بازالة هذه المخالفة للقانون ولكن يبدو ان القبائل العربية التي تقوم بعمل ميادين باسمها لا تجد رادعا لها.
اكشاك الكهرباء..خرابة
بعد ذلك استكملنا جولتنا في المنطقة الثانية فوجدنا ان اكشاك الكهرباء هي الاخري لم تنج من عمليات السطو المسلح حيث وجدنا اكشاك الكهرباء مفتوحة والكابلات الداخلية الموجودة بها «مقطوعة» وهو ما يؤكد عملية السطو عليها ناهيك عن بعض الادوات الكهربائية الجديدة التي لم تستخدم حيث مازالت داخل «اكياسها الجديدة» وهو ما يؤكد ان هذه الادوات الملقاة علي الارض دون استخدام هو اهدار للمال العام من قبل الشركات الكهربائية التي تقوم بتنفيذ المشروع وهو ما يحتاج إلي تحقيق فوري من قبل المسئولين عن التعاقدات مع هذه الشركات.
هروب المستفيدين
حسن محمدين احد المستفيدين قال ان لافتات البيع المعلقة علي المنازل تعكس رغبة المستفيدين في الهروب من جحيم البلطجية والبدو ووعود المجلس الزائفة التي افسدت فرحتهم واطاحت «بتحويشة العمر» التي تكبدها كل محدود دخل مستفيد من مشروع ابني بيتك ويتساءل لماذ لا يتدخل المسئولون لحماية منازل ابني بيتك قبل ان تتحول إلي مساكن الاشباح، وتزداد مشكلة الاسكان مرة اخري. ويضيف احمد السيد احد المستفيدين من مشروع ابني بيتك في المنطقة الرابعة: دفعت «دم قلبي» في بناء الدور الاول والثاني املا في ان اجد مسكنا اقيم فيه انا واسرتي وانتظرت مجلس مدينة اكتوبر ان ينفذ وعوده بتشغيل الوحدات الصحية التي وعدنا بها بالاضافة إلي تشغيل المول التجاري وعودة التواجد الامني حتي استطيع ان اعيش في هذه المنطقة «المقطوعة» ولكن للاسف كانت الوعود مجرد حبر علي ورق وتركونا فريسة سهلة «للعرب» واضاف قائلا « منذ استلام ارض المشروع التي بلغت مساحتها 150 مترا قائلا جئنا إلي هنا وكانت هذه الارض صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء وقمنا باستلام قطعة الارض وحدد الجهاز المساحة التي يتم البناء عليها وقدرت ب 75 مترا ولا نعرف لماذا قرر ان يكون البناء علي نصف المساحة فقط ؟ واضاف قائلا «بدأنا في البناء وكان طن الحديد في هذا التوقيت 9800 جنيه حيث يبلغ تكلفة الدور الاول فقط 70 ألف جنيه ودعم الدولة 5 آلاف جنيه فقط وعندما شرعنا في البناء جاء بعض من عناصر البدو «الاعراب» ليعلنوا فرض سيطرتهم حيث كانوا يفرضون اتاوات 250 جنيها علي «فنطاس» المياه ومن لا يدفع يقومو بوقف العمل بالقوة في منزله مؤكدا انهم لن يتوقفوا عند هذا الحد بل فرضوا اتاوة «الغفرة» وهي اكرامية يقوم بدفعها اي مستفيد للبدو رغم انهم لا يقدمون اي خدمة مقابل هذه الاموال ولكنهم يبدأون في الظهور عندما يرون اي شخص يظهر في المنطقة ويقولون له « الغفرة» ونقوم علي الفور بدفعها إتقاء لشرهم مشيرا إلي ان المستفيدين صرخوا لرجال الشرطة قبل وبعد الثورة ولكن «لاحياة لمن تنادي».
اتاوات الجهاز
ويضيف محمد عاطف - مستفيد- ان المرافق والخدمات حتي الان لم تصل إلي المنطقة الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ولا نعرف السبب موضحا ان الجهاز طلب تحصيل رسوم نظافة قدرها 85 جنيها بالاضافة إلي 105 جنيهات رسم اشغال طريق و90جنيها دمغات هندسية و445 جنيها رسوم تأمينات واخيرا وليس اخرا 450 جنيها لشهادات اتمام الاشراف من اجل توصيل الكهرباء إلي المنزل وبالاضافة إلي تلك الرسوم يتم تحصيل مبلغ 2800 جنيه كرسوم للعدادات الاربعة التي يتم تركيبها مشيرا في دهشة كيف يحصل المجلس رسوم نظافة ولا يوجد احد في المشروع ؟ ولماذا ندفع «اتاوات» للجهاز تتمثل في رسوم اشغال طريق ولا توجد طرق إلي الان؟!
مطالب عاجلة
بعد ذلك استمعنا إلي مطالب المستفيدين والتي نقلها طه جادو نائب رئيس جمعية ابني بيتك والذي قال ان هناك مشكلات كبيرة تواجه 42 الف اسرة مستفيدة من المشروع وتقدمنا بشكاوي إلي جهاز المدينة ومديرية امن الجيزة ولكن بقي الوضع عليه وكان شيء لم يكن ولذلك لجا المستفيدون إلي بيع منازلهم مضيفا ان مطالب المستفيدين هي عودة التواجد الامني للقضاء علي اتاوات وغفرات البدو واحكام القبضة الامنية علي المنطقة وسرعة افتتاح المولات الخاصة بالمناطق المختلفة مع اخطار وزارة الصحة لسرعة تشغيل الوحدات الصحية لاستقبال اي حالات طارئة بالاضافة إلي سرعة افتتاح مدرسة تجريبية او تعليم مجاني لضمان المحافظة علي مستقبل اولاد المستفيدين وكذلك توفير مواصلات ادمية للوصول إلي المنازل وتخفيض رسوم المرافق التي اصبحت عقبة كبيرة امام استكمال المشروع مثل رسوم النظافة واشغال الطريق والدمغات الهندسية والتأمينات وشهادات اتمام الاشراف.مؤكدا ان شركة «الانشاءات الخاصة بتمهيد الطرق « سحبت معداتها وعندما تحدثنا مع الجهاز قال لنا انه اخطر الشركة بضرورة عودة الشركة للعمل مضيفا ان المواطن المستفيد من مشروع ابني بيتك يدفع 20 جنيها لاصحاب « التك تك» والسزوكي « من اجل « توصيله» للخروج من المكان إلي اول طريق الواحات مشيرا انه يطالب وزير الكهرباء بان يقوم بصرف كشافات إلي الاعمدة التي تم زراعتها ولكن بدون كشافات لان المنطقة «ضلمة».
من شكوي عدم التواجد الشرطي إلي شكوي الوعود الزائفة التي تنطلق من جهاز مدينة اكتوبر الذي اصبح الحل لديه سهلا للغاية فعندما يعجز الجهاز عن تنفيذ خطة البرنامج الزمني الخاص بتشغيل المرافق يكون الحل السحري هو تعديل الجدول الزمني حيث ان الجهاز حدد اقامة مول تجاري في المنطقة الرابعة والخامسة لتوفير احتياجات السكان من غذاء ومياه بالاضافة إلي تشغيل وحدة صحية لاستقبال اي حالة طارئة مع وعود بانتشار امني للقضاء علي السرقات والبلطجة التي انتشرت في المشروع حتي لا يتحول ابني بيتك إلي جحيم ولكن للاسف حتي الان لم يتم تشغيل المركز التجاري او افتتاح الوحدة الصحية او حتي المدرسة التجريبية ناهيك عن تدهور الطرق المؤدية إلي المشروع بالاضافة إلي عدم وجود اي وسيلة مواصلات للوصول إلي مناطق ابني بيتك ولكن يبدو ان تصريحات المسئولين فشنك.
والجهاز يرد
في نهاية الجولة نقلنا هموم ومشكلات المستفيدين إلي المهندس عبد المطلب ممدوح رئيس جهاز مدينة 6 اكتوبر قال ان الجهاز يدرس الان جميع طلبات المواطنين الخاصة بالصرف الصحي مشيرا إلي ان الجهاز تقدم بطلب إلي وزارة النقل لتوفير خمس سيارات نقل عام لكي يتم نقل المستفيدين من امام طريق الواحات إلي داخل المشروع لكي لا يقعوا تحت رحمة المستغلين من اصحاب التك تك مضيفا ان الجهاز وفر مدرسة وتم الانتهاء منها ودخلت الخدمة ويتم الان الانتهاء من بناء 6 مدارس للمراحل المختلفة.
و يضيف رئيس جهاز 6 اكتوبر ان بالنسبة لمشاكل الطرق غير الممهدة بان الجهاز وضع خطة لتطوير الشوارع الداخلية والرئيسية مشيرا إلي ان الواقعة التي رصدتها عدسة «الاخبار» بقيام احد مشايخ البدو بتسمية احد الميادين باسمه لن تمر مرور الكرام حيث سيتخذ الجهاز كل الاجراءات القانونية ضد هذا الشخص مشددا علي ان هذا التصرف فردي ولن يسمح به مشيرا إلي ان الجهاز يقوم الان بوضع خطة شاملة لتسمية جميع الشوارع والميادين مع رفع دعوي قضائية ضد المستغل والمخالف بوضع اسمه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.