7 ساعات نقاش.. اللجنة الخاصة "للإجراءات الجنائية"توافق على تعديل المواد محل اعتراض الرئيس.. وتعد تقريرًا لعرضه على مجلس النواب    "أحكام التعدي اللفظي والبدني..التحرش نموذجًا" ضمن مبادرة "صحح مفاهيمك" بأوقاف الفيوم    تصريحات تهدد مصير خطة ترامب.. نتنياهو: حماس ستلقي سلاحها بالاتفاق أو بالقوة العسكرية    كوكا رجل مباراة الاهلي وكهرباء الاسماعيلية    الداخلية تضبط منادي سيارات أجبر مواطن على دفع إتاوة لركن سيارته بالعجوزة    داليا عبد الرحيم تقدم التهنئة ل"هاني رمزي" على زفاف ابنه    غدًا .. عرض 4 أفلام نادرة مرمَّمة توثّق لنصر أكتوبر المجيد    السكة الحديد ترفع قيمة غرامات الركوب بدون تذكرة على القطارات فى هذه الحالات    100 ألف جنيه جدية حجز، تفاصيل التقديم على أراضى الإسكان المتميز    روسيا: إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران "خطأ فادح"    حصاد ساكا في 200 مباراة بالدوري الإنجليزي    استعادت بريقها بعد 20 عامًا من الترميم |افتتاح مقبرة «فرعون الشمس» بالأقصر    اللواء أيمن عبد المحسن ل"الحياة اليوم": موافقة حماس تعكس الرؤية المصرية وتحطم طموحات نتنياهو    الحلو وثروت وهانى ب«الأوبرا»    شريف العماري: الزواج السري يجعل الزوجة تعيش في حالة خوف واختباء من أبنائها ومعارفها    نائب وزير الصحة يوفر سيارة إسعاف لنقل مريض للمستشفى ويتوعد المتغيبين عن العمل    هيئة الدواء لإكسترا نيوز: صدّرنا أدوية بأكثر من مليار دولار خلال 2024    مصطفى محمد على رأس تشكيل نانت أمام بريست في الدوري الفرنسي    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد القومسيون الطبي العام استعدادا لانتخابات مجلس الشعب    شبورة وسقوط أمطار.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الأحد    مات والدها فحاولت الانتحار حزنا عليه بالشرقية    افتتاح فرع جديد للخط الساخن لمكافحة الإدمان لأول مرة بالسويس لعلاج المرضى مجانا    لهذا المشروع.. الإسكندرية تفوز بجائزة سيول للمدن الذكية    نزال: خطة ترامب تؤجل الاعتراف بدولة فلسطين رغم دعم دول كبرى لها    أمل الحناوي: ترحيب عربي ودولي واسع بموافقة حماس على خطة ترامب    مركز الزرقا يروي المسطحات الخضراء ويُنعش وجه المدينة الحضاري    اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء: «أرض الفيروز 2030» مركز لوجيستى وتجارى عالمى    المدير الرياضى للأهلى ل «الأخبار»: احتراف الشحات مرفوض وعبدالقادر يرحب بالتجديد    الشوط الأول| بايرن ميونخ يضرب فرانكفورت في الدوري الألماني    بطلة مصر للسباحة بالزعانف: أحلم بحصد أكبر عدد من الميداليات ببطولة العالم    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    «النهر الجديد».. شريان أمل تشقه مصر في زمن المشهد المائي المربك    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي بين طلائع الجيش والجونة    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    أقوى عرض لشحن شدات ببجي موبايل 2025.. 22،800 UC مجانًا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    طوفان بشري.. مئات الآلاف يتظاهرون في برشلونة ضد الإبادة الجماعية في غزة والاحتلال الإسرائيلي    أسعار البنزين والسولار السبت 4 أكتوبر 2025    أضرار الزيت المعاد استخدامه أكثر من مرة.. سموم خفية    أبرز إنجازات خالد العنانى المرشح لمنصب مدير اليونسكو    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    السيسي يتابع توفير التغذية الكهربائية للمشروعات الزراعية الجديدة.. فيديو    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    " سي إن بي سي": توقعات باستمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي حتى 14 أكتوبر وسط تعثر المفاوضات    وكيل الشباب والرياضة بالفيوم يشهد انطلاق الدورة الأساسية رقم 578 للمدربين والإداريين    قوافل طبية وغذائية لدعم الأسر المتضررة من ارتفاع منسوب مياه النيل بدلهمو بالمنوفية    وزير الزراعة يعلن تحقيق الصادرات الزراعية المصرية 7.5 مليون طن حتى الآن    طرح النهر يغرق ومصر تُجيد إدارة الفيضان.. خطة استباقية تُثبت كفاءة الدولة في موازنة الأمن المائي وسلامة المواطنين    الرعاية الصحية ببورسعيد بعد إجراء جراحة دقيقة: التكنولوجيا الصحية لم تعد حكرا على أحد    ننشر أسماء المرشحين للفردى والقائمة للتحالف الوطني ببنى سويف للانتخابات البرلمانية 2025 (خاص)    هالة عادل: عمل الخير وصنع المعروف أخلاق نبيلة تبني المحبة بين البشر    بينهم طفلان.. 6 شهداء في قصف الاحتلال غزة وخان يونس    مصرع سيدتين وإصابة 7 في حادث تصادم مروّع بالفيوم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 4-10-2025 في محافظة قنا    موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق.. الكيلو وصل 35 جنيه    دار الإفتاء توضح: حكم الصلاة بالحركات فقط دون قراءة سور أو أدعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلسطينيون يتطلعون للانضمام إلى "الجنائية الدولية" بعد وقف عدوان غزة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 08 - 2014

يتطلع الفلسطينيون للانضمام إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين بعد وقف العدوان على قطاع غزة .
ويذكر أن العدوان على غزة خلف أكثر من ألفي شهيد ونحو 11 ألف جريح وتسبب في تدمير البنية التحتية وآلاف المنازل وتشريد نحو نصف مليون شخص.
وطلب الرئيس محمود عباس "أبو مازن" قبل نحو أسبوعين توقيع كافة الفصائل الفلسطينية على ورقة تفوضه بالتوقيع على "ميثاق روما" الذي يسمح بانضمام فلسطين إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي السبت 23 أغسطس ،:"نحن طالبنا إخواننا في التنظيمات الفلسطينية أن يكونوا على علم بذلك بل الموافقة على ذلك أيضا لأن لهذا الانضمام نتائج وعلينا أن نتحملها جميعا".
وأضاف "جرى الانضمام في السابق إلى 15 منظمة دولية, ويجري الآن الانتهاء من إجراءات الانضمام لمنظمات أخرى أبرزها محكمة الجنايات الدولية عقب موافقة كل الفصائل بما فيها حماس".
ووقع "أبو مازن" في أول أبريل الماضي على طلبات الانضمام ل15 اتفاقية ومعاهدة دولية من بينها اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولها الإضافي والتي تختص بأحكام الصراعات المسلحة والمناطق الواقعة تحت الاحتلال وذلك ردا على تعثر المفاوضات نتيجة تهرب الجانب الإسرائيلي من التزاماته واستمرار الاستيطان وتنكره لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو.
وقال الرئيس الفلسطيني:"هناك 48 منظمة دولية نستطيع الالتحاق بها بما فيها محكمة الجنايات الدولية".
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على التوقيع على وثيقة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة والذي يقيم في القاهرة في تصريح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل أيام :" إن حماس وقعت على الورقة التي اشترط الرئيس محمود عباس موافقة الفصائل عليها، قبل ذهابه للتوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية".
ويرى حقوقيون وقانونيون إنه إذا وقع الفلسطينيون على ميثاق روما فسيكون للمحكمة الدولية الولاية القضائية على جرائم الحرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية.
ويقول الخبير المختص في القانون الدولي د.عبد الكريم شبير "من الواجب الوطني والسياسي والقانوني أن يقوم الآن الرئيس أبو مازن بصفته رئيس دولة فلسطين بتقديم طلب الانضمام إلى ميثاق روما، حتى يتمكن شعبنا من ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية كمجرمي حرب".
ويضيف شبير "عدم انضمام إسرائيل إلى ميثاق روما لن يعيق الشعب الفلسطيني من ملاحقة دولة الاحتلال المارقة والخارجة عن القانون".
وتابع "بانضمام أي دوله لميثاق روما وبمجرد أن تصبح عضوا يحق لها أن تلاحق أي دولة أخرى حتى إن لم تكن عضوا في المحكمة".
وتتيح عضوية المحكمة الجنائية الدولية التحقيق بطلب من الدولة أو بطلب ضدها، ورفضت عدة دول الانضمام إلى ميثاق روما من بينها الولايات المتحدة متذرعة بأنه من الممكن أن تجرى محاكمات ذات دوافع سياسية.
وقلل شبير من إمكانية أن تلاحق إسرائيل قادة الفصائل والحركات الوطنية الفلسطينية أمام المحكمة الدولية قائلا:"هذا الادعاء مردود عليه بان المقاومة كفلتها المواثيق والقانون الدولي ونصت علي انه من حق الشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال حتى تقرير المصير وإنهاء الاحتلال".
وأضاف "بموجب القانون الدولي، المقاومة وقادتها محميون ولا يجوز ملاحقتهم ومقاضاتهم، ومن ثم فانه لا يجوز تقديم لوائح اتهام ضدهم".
وأصبح الطريق ممهدا أمام دولة فلسطين للانضمام للمعاهدات الدولية عقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012 اعتبارها دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات عقب اجتماعه في لاهاي هذا الشهر مع المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنسودا" إن رفع تمثيل السلطة الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو يؤهلها لعضوية المحكمة الجنائية الدولية وإن قرارا بطلب العضوية يمكن أن يصدر قريبا جدا.
وأضاف المالكي إن هناك دليلا واضحا على جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل خلال هجومها على قطاع غزة الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع وصلت إلى 2137 شهيدا من بينهم "577 طفلا و260 سيدة و101 مسنا" و11 ألف جريح من بينهم " 3307 طفلا و2042 سيدة و401 مسنا".
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن المنازل المهدمة منذ بدء الهجوم بلغت نحو 15671 منزلا، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي،إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة لكنها تحتاج إلى ترميم.
وفي وقت لاحق، قال المالكي في تصريحات صحفية:" كانت تعليمات الرئيس عباس واضحة جدا بتذليل العقبات الحائلة دون انضمام فلسطين إلى المحكمة"،مشيرا إلى حرص الرئيس على طلب موافقة من جميع الفصائل الفلسطينية والتوقيع على تعهد بعلمها وإدراكها لكل هذه المعطيات وأنها سوف تلتزم بتبعات هذا التوجه.
وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف نهاية يوليو الماضي تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وحسب بيان للأمم المتحدة فإن اللجنة ستحقق في "كل الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في إطار العمليات العسكرية التي بدأت في 13 يونيو باختطاف 3 مستوطنين يهود وقتلهم على أيدي فلسطينيين تزعم إسرائيل بان قرار الخطف والقتل تم بأمر من حركة حماس في غزة، مرورا بخطف وقتل الشاب المقدسي محمد أبو خضير حرقا على أيدي مستوطنين، وعمليات القتل في الضفة الغربية، وانتهاء بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
وتتمثل مهمة اللجنة التي من المقرر أن تقدم تقريرها للمجلس بحلول مارس 2015 بالتعرف على المسئولين عن خروقات القوانين الإنسانية الدولية وتحميلهم تبعات أعمالهم.
وبينما رحبت حماس بتشكيل اللجنة ودعت للإسراع في بدء عملها.رفضت إسرائيل القرار وأعلنت أنه ليس لديها النية في التعاون مع اللجنة.
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مجلس حقوق الإنسان من الهيئات التي تكره إسرائيل".
واتهمت الوزارة اللجنة بأنها "أعدت وكتبت التقرير مسبقا" أي قبل وصولها إلى إسرائيل، وقالت "التقرير جاهز ولكن تريد اللجنة من يوقع عليه ونحن لا نعترف بتلك اللجنة"،وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، لكنها تتهم حماس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الإسرائيليين واستخدام سكان غزة دروعا بشرية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ،السبت 23 أغسطس ،:"حماس تختبئ خلف سكان غزة وتطلق النيران على إسرائيل بهدف ارتكاب مذابح ضد المدنيين بها..إنها جريمة حرب مزدوجة... في الوقت الذي لا تلحق فيه إسرائيل الضرر بالمدنيين عن عمد".
واتهم نتنياهو حماس بخرق الهدنة 11 مرة في الوقت الذي التزمت بها إسرائيل ،معتبرا أن حماس التي وصفها بالتنظيم الإرهابي تتعمد قتل المدنيين الإسرائيليين .
وحاول نتنياهو الربط بين حماس وبين تنظيم "داعش" فى العراق والشام ، وقال: "حماس هي داعش ، وداعش هي حماس".
غير أن الحركة اعتبرت أن اتصال نتنياهو ببان كي مون رغم عيد السبت اليهودي يعكس حالة الهلع لدى قادة الاحتلال من الملاحقة الدولية بعد التوافق الفلسطيني على رفع ملف الجرائم الإسرائيلية إلى محكمة الجنايات.
وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح صحفي" هذا الاتصال وما رافقه من مزاعم، لن يغير حقيقة ارتكاب الاحتلال حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة".
وكان وزير العدل الفلسطيني سليم السقا قد وكل المحامي الفرنسي الشهير "جيل ديفير" نيابة عنه لرفع شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وقال ديفير في بيان تلاه ثم ترجم إلى الانجليزية والعربية نهاية يوليو الماضي"هذه الشكوى التي رفعت لدى مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا تستهدف جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في يونيو ويوليو 2014 في فلسطين، في إطار العملية العسكرية التي أسماها "الجرف الصامد".
وأضاف "كل يوم يشهد ارتكاب جرائم جديدة، ويشكل المدنيون أكثر من 80% من الضحايا، الجنود الإسرائيليون لا يحترمون شيئا، لا الأطفال ولا النساء والمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة..انه هجوم عسكري ضد الشعب الفلسطيني".
وأكد المحامي الفرنسي انه يمكن قبول الشكوى حتى لو لم توقع فلسطين "وثيقة روما" التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولم توقعها إسرائيل أيضا.كاشفا أن وزير العدل الفلسطيني السابق اعترف بصلاحية المحكمة في 21 يناير 2009 وما زال هذا الاعتراف "ساري المفعول".
يتطلع الفلسطينيون للانضمام إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين بعد وقف العدوان على قطاع غزة .
ويذكر أن العدوان على غزة خلف أكثر من ألفي شهيد ونحو 11 ألف جريح وتسبب في تدمير البنية التحتية وآلاف المنازل وتشريد نحو نصف مليون شخص.
وطلب الرئيس محمود عباس "أبو مازن" قبل نحو أسبوعين توقيع كافة الفصائل الفلسطينية على ورقة تفوضه بالتوقيع على "ميثاق روما" الذي يسمح بانضمام فلسطين إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي السبت 23 أغسطس ،:"نحن طالبنا إخواننا في التنظيمات الفلسطينية أن يكونوا على علم بذلك بل الموافقة على ذلك أيضا لأن لهذا الانضمام نتائج وعلينا أن نتحملها جميعا".
وأضاف "جرى الانضمام في السابق إلى 15 منظمة دولية, ويجري الآن الانتهاء من إجراءات الانضمام لمنظمات أخرى أبرزها محكمة الجنايات الدولية عقب موافقة كل الفصائل بما فيها حماس".
ووقع "أبو مازن" في أول أبريل الماضي على طلبات الانضمام ل15 اتفاقية ومعاهدة دولية من بينها اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولها الإضافي والتي تختص بأحكام الصراعات المسلحة والمناطق الواقعة تحت الاحتلال وذلك ردا على تعثر المفاوضات نتيجة تهرب الجانب الإسرائيلي من التزاماته واستمرار الاستيطان وتنكره لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو.
وقال الرئيس الفلسطيني:"هناك 48 منظمة دولية نستطيع الالتحاق بها بما فيها محكمة الجنايات الدولية".
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على التوقيع على وثيقة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة والذي يقيم في القاهرة في تصريح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل أيام :" إن حماس وقعت على الورقة التي اشترط الرئيس محمود عباس موافقة الفصائل عليها، قبل ذهابه للتوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية".
ويرى حقوقيون وقانونيون إنه إذا وقع الفلسطينيون على ميثاق روما فسيكون للمحكمة الدولية الولاية القضائية على جرائم الحرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية.
ويقول الخبير المختص في القانون الدولي د.عبد الكريم شبير "من الواجب الوطني والسياسي والقانوني أن يقوم الآن الرئيس أبو مازن بصفته رئيس دولة فلسطين بتقديم طلب الانضمام إلى ميثاق روما، حتى يتمكن شعبنا من ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية كمجرمي حرب".
ويضيف شبير "عدم انضمام إسرائيل إلى ميثاق روما لن يعيق الشعب الفلسطيني من ملاحقة دولة الاحتلال المارقة والخارجة عن القانون".
وتابع "بانضمام أي دوله لميثاق روما وبمجرد أن تصبح عضوا يحق لها أن تلاحق أي دولة أخرى حتى إن لم تكن عضوا في المحكمة".
وتتيح عضوية المحكمة الجنائية الدولية التحقيق بطلب من الدولة أو بطلب ضدها، ورفضت عدة دول الانضمام إلى ميثاق روما من بينها الولايات المتحدة متذرعة بأنه من الممكن أن تجرى محاكمات ذات دوافع سياسية.
وقلل شبير من إمكانية أن تلاحق إسرائيل قادة الفصائل والحركات الوطنية الفلسطينية أمام المحكمة الدولية قائلا:"هذا الادعاء مردود عليه بان المقاومة كفلتها المواثيق والقانون الدولي ونصت علي انه من حق الشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال حتى تقرير المصير وإنهاء الاحتلال".
وأضاف "بموجب القانون الدولي، المقاومة وقادتها محميون ولا يجوز ملاحقتهم ومقاضاتهم، ومن ثم فانه لا يجوز تقديم لوائح اتهام ضدهم".
وأصبح الطريق ممهدا أمام دولة فلسطين للانضمام للمعاهدات الدولية عقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012 اعتبارها دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات عقب اجتماعه في لاهاي هذا الشهر مع المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنسودا" إن رفع تمثيل السلطة الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو يؤهلها لعضوية المحكمة الجنائية الدولية وإن قرارا بطلب العضوية يمكن أن يصدر قريبا جدا.
وأضاف المالكي إن هناك دليلا واضحا على جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل خلال هجومها على قطاع غزة الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع وصلت إلى 2137 شهيدا من بينهم "577 طفلا و260 سيدة و101 مسنا" و11 ألف جريح من بينهم " 3307 طفلا و2042 سيدة و401 مسنا".
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن المنازل المهدمة منذ بدء الهجوم بلغت نحو 15671 منزلا، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي،إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة لكنها تحتاج إلى ترميم.
وفي وقت لاحق، قال المالكي في تصريحات صحفية:" كانت تعليمات الرئيس عباس واضحة جدا بتذليل العقبات الحائلة دون انضمام فلسطين إلى المحكمة"،مشيرا إلى حرص الرئيس على طلب موافقة من جميع الفصائل الفلسطينية والتوقيع على تعهد بعلمها وإدراكها لكل هذه المعطيات وأنها سوف تلتزم بتبعات هذا التوجه.
وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف نهاية يوليو الماضي تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وحسب بيان للأمم المتحدة فإن اللجنة ستحقق في "كل الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في إطار العمليات العسكرية التي بدأت في 13 يونيو باختطاف 3 مستوطنين يهود وقتلهم على أيدي فلسطينيين تزعم إسرائيل بان قرار الخطف والقتل تم بأمر من حركة حماس في غزة، مرورا بخطف وقتل الشاب المقدسي محمد أبو خضير حرقا على أيدي مستوطنين، وعمليات القتل في الضفة الغربية، وانتهاء بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
وتتمثل مهمة اللجنة التي من المقرر أن تقدم تقريرها للمجلس بحلول مارس 2015 بالتعرف على المسئولين عن خروقات القوانين الإنسانية الدولية وتحميلهم تبعات أعمالهم.
وبينما رحبت حماس بتشكيل اللجنة ودعت للإسراع في بدء عملها.رفضت إسرائيل القرار وأعلنت أنه ليس لديها النية في التعاون مع اللجنة.
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مجلس حقوق الإنسان من الهيئات التي تكره إسرائيل".
واتهمت الوزارة اللجنة بأنها "أعدت وكتبت التقرير مسبقا" أي قبل وصولها إلى إسرائيل، وقالت "التقرير جاهز ولكن تريد اللجنة من يوقع عليه ونحن لا نعترف بتلك اللجنة"،وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، لكنها تتهم حماس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الإسرائيليين واستخدام سكان غزة دروعا بشرية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ،السبت 23 أغسطس ،:"حماس تختبئ خلف سكان غزة وتطلق النيران على إسرائيل بهدف ارتكاب مذابح ضد المدنيين بها..إنها جريمة حرب مزدوجة... في الوقت الذي لا تلحق فيه إسرائيل الضرر بالمدنيين عن عمد".
واتهم نتنياهو حماس بخرق الهدنة 11 مرة في الوقت الذي التزمت بها إسرائيل ،معتبرا أن حماس التي وصفها بالتنظيم الإرهابي تتعمد قتل المدنيين الإسرائيليين .
وحاول نتنياهو الربط بين حماس وبين تنظيم "داعش" فى العراق والشام ، وقال: "حماس هي داعش ، وداعش هي حماس".
غير أن الحركة اعتبرت أن اتصال نتنياهو ببان كي مون رغم عيد السبت اليهودي يعكس حالة الهلع لدى قادة الاحتلال من الملاحقة الدولية بعد التوافق الفلسطيني على رفع ملف الجرائم الإسرائيلية إلى محكمة الجنايات.
وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح صحفي" هذا الاتصال وما رافقه من مزاعم، لن يغير حقيقة ارتكاب الاحتلال حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة".
وكان وزير العدل الفلسطيني سليم السقا قد وكل المحامي الفرنسي الشهير "جيل ديفير" نيابة عنه لرفع شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وقال ديفير في بيان تلاه ثم ترجم إلى الانجليزية والعربية نهاية يوليو الماضي"هذه الشكوى التي رفعت لدى مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا تستهدف جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في يونيو ويوليو 2014 في فلسطين، في إطار العملية العسكرية التي أسماها "الجرف الصامد".
وأضاف "كل يوم يشهد ارتكاب جرائم جديدة، ويشكل المدنيون أكثر من 80% من الضحايا، الجنود الإسرائيليون لا يحترمون شيئا، لا الأطفال ولا النساء والمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة..انه هجوم عسكري ضد الشعب الفلسطيني".
وأكد المحامي الفرنسي انه يمكن قبول الشكوى حتى لو لم توقع فلسطين "وثيقة روما" التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولم توقعها إسرائيل أيضا.كاشفا أن وزير العدل الفلسطيني السابق اعترف بصلاحية المحكمة في 21 يناير 2009 وما زال هذا الاعتراف "ساري المفعول".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.