تفاصيل زيارة رئيس المكتب الثقافي الكويتي لجامعة القاهرة (صور)    سعر جرام الذهب ببداية تعاملات اليوم الإثنين 16 يونيو 2025    ارتفاع تأخيرات القطارات على الوجهين البحري والقبلي    رئيس مياه سوهاج يتفقد أعمال الاحلال والتجديد بمحطة معالجة صرف الكولا    الدكتور سويلم يتابع محطات رفع المياه ومجهودات مصلحة الميكانيكا والكهرباء خلال فترة أقصى الاحتياجات    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 16 يونيو في سوق العبور للجملة    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف مدينة حمد السكنية بخان يونس    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    Ynet: أحد الصواريخ سقط قرب مكتب السفارة الأمريكية في تل أبيب    الأخضر يعيد ل سعود عبد الحميد بريقه من جديد    استقرار نسبي في حركة المرور اليوم بالقاهرة الكبرى وأحجام مرورية    إصابة شخصين في مشاجرة بالأسلحة البيضاء بطهطا بسوهاج    طقس اليوم الإثنين.. تحسن كبير في الحالة الجوية    لهذا السبب.. لطيفة تتصدر تريند "جوجل"    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 في أسيوط بالاسم ورقم الجلوس.. رابط الاستعلام بعد الاعتماد    تفاصيل مأمورية أمنية تحولت لمعركة في أطفيح    اليوم.. نظر محاكمة 11 متهما بخلية التهريب    بوتافوجو يحقق فوزا ثمينا على سياتل في كأس العالم للأندية    تضرر شبكة الكهرباء فى وسط إسرائيل بسبب الضربات الإيرانية    ليس تريزيجيه.. ميدو يحمل هذا اللاعب مسؤولية إهدار ركلة جزاء الأهلي ضد إنتر ميامي    بعد عمله اليومى.. محافظ قنا يتجول بدراجة فى شوارع المحافظة    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 16-6-2025.. هبوط كبير تجاوز 900 جنيه    "معتصم النهار يخوض أولى تجاربه السينمائية في مصر ب«حين يكتب الحب».. قصة رومانسية وإنتاج ضخم"    ميدو يتحدث عن أمنيته ل الأهلي في كأس العالم.. ويوجه رسالة بشأن زيزو (فيديو)    مدرب بالميراس: مباراة بورتو ستساعدنا على التحضير لمواجهة الأهلي    الضربة الاستباقية الإسرائيلية ضد إيران بين الفشل والنجاح    أحمد السقا يرد على تهنئة نجله بعيد الأب.. ماذا قال؟    ارتفاع قتلى الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى 16 قتيلا    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    مراجعة اللغة الفرنسية الصف الثالث الثانوي 2025 الجزء الثاني «PDF»    فيديو.. الأمن الإيراني يطارد شاحنة تابعة للموساد    نجوى كرم تطلق ألبوم «حالة طوارئ» وسط تفاعل واسع وجمهور مترقب    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    إمام عاشور: أشكر الخطيب.. ما فعله ليس غريبا على الأهلي    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    نشرة أخبار الأهلي في أمريكا: صدمة تريزيجيه.. وغضب الخطيب وأزمة بن شرقي    صرف الخبز البلدي المدعم للمصطافين في عدد من المحافظات    بى إس جى ضد أتلتيكو مدريد.. إنريكى: نسير على الطريق الصحيح    حريق داخل مدينة البعوث الإسلامية بالدراسة    ختام فعاليات اليوم الأول من برنامج "المرأة تقود" بكفر الشيخ    ليلى عز العرب: كل عائلتى وأصحابهم واللى بعرفهم أشادوا بحلقات "نوستالجيا"    لا تسمح لطرف خارجي بالتأثير عليك سلبًا.. توقعات برج الجدي اليوم 16 يونيو    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل الدراسة في فارم دي صيدلة إكلينيكية حلوان    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    عانى من أضرار صحية وتسبب في تغيير سياسة «جينيس».. قصة مراهق ظل 11 يوما دون نوم    سبب رئيسي في آلام الظهر والرقبة.. أبرز علامات الانزلاق الغضروفي    لدغة نحلة تُنهي حياة ملياردير هندي خلال مباراة "بولو"    صحة الفيوم تعلن إجراء 4،441 جلسة غسيل كلوي خلال أيام عيد الأضحى المبارك    الثلاثاء.. تشييع جثمان شقيق الفنانة لطيفة    عميدة إعلام عين شمس: النماذج العربية الداعمة لتطوير التعليم تجارب ملهمة    "نقل النواب" تناقش طلبات إحاطة بشأن تأخر مشروعات بالمحافظات    3 طرق شهيرة لإعداد صوص الشيكولاتة في المنزل    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    تنسيقية شباب الأحزاب تحتفل بمرور 7 سنوات على تأسيسها.. وتؤكد: مستمرين كركيزة سياسية في الجمهورية الجديدة    جبل القلالي يحتفل بتجليس الأنبا باخوميوس أسقفًا ورئيسًا للدير (صور)    بمناسبة العام الهجري الجديد 1447.. عبارات تعليمية وإيمانية بسيطة للأطفال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفلسطينيون يتطلعون للانضمام إلى "الجنائية الدولية" بعد وقف عدوان غزة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 08 - 2014

يتطلع الفلسطينيون للانضمام إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين بعد وقف العدوان على قطاع غزة .
ويذكر أن العدوان على غزة خلف أكثر من ألفي شهيد ونحو 11 ألف جريح وتسبب في تدمير البنية التحتية وآلاف المنازل وتشريد نحو نصف مليون شخص.
وطلب الرئيس محمود عباس "أبو مازن" قبل نحو أسبوعين توقيع كافة الفصائل الفلسطينية على ورقة تفوضه بالتوقيع على "ميثاق روما" الذي يسمح بانضمام فلسطين إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي السبت 23 أغسطس ،:"نحن طالبنا إخواننا في التنظيمات الفلسطينية أن يكونوا على علم بذلك بل الموافقة على ذلك أيضا لأن لهذا الانضمام نتائج وعلينا أن نتحملها جميعا".
وأضاف "جرى الانضمام في السابق إلى 15 منظمة دولية, ويجري الآن الانتهاء من إجراءات الانضمام لمنظمات أخرى أبرزها محكمة الجنايات الدولية عقب موافقة كل الفصائل بما فيها حماس".
ووقع "أبو مازن" في أول أبريل الماضي على طلبات الانضمام ل15 اتفاقية ومعاهدة دولية من بينها اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولها الإضافي والتي تختص بأحكام الصراعات المسلحة والمناطق الواقعة تحت الاحتلال وذلك ردا على تعثر المفاوضات نتيجة تهرب الجانب الإسرائيلي من التزاماته واستمرار الاستيطان وتنكره لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو.
وقال الرئيس الفلسطيني:"هناك 48 منظمة دولية نستطيع الالتحاق بها بما فيها محكمة الجنايات الدولية".
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على التوقيع على وثيقة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة والذي يقيم في القاهرة في تصريح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل أيام :" إن حماس وقعت على الورقة التي اشترط الرئيس محمود عباس موافقة الفصائل عليها، قبل ذهابه للتوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية".
ويرى حقوقيون وقانونيون إنه إذا وقع الفلسطينيون على ميثاق روما فسيكون للمحكمة الدولية الولاية القضائية على جرائم الحرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية.
ويقول الخبير المختص في القانون الدولي د.عبد الكريم شبير "من الواجب الوطني والسياسي والقانوني أن يقوم الآن الرئيس أبو مازن بصفته رئيس دولة فلسطين بتقديم طلب الانضمام إلى ميثاق روما، حتى يتمكن شعبنا من ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية كمجرمي حرب".
ويضيف شبير "عدم انضمام إسرائيل إلى ميثاق روما لن يعيق الشعب الفلسطيني من ملاحقة دولة الاحتلال المارقة والخارجة عن القانون".
وتابع "بانضمام أي دوله لميثاق روما وبمجرد أن تصبح عضوا يحق لها أن تلاحق أي دولة أخرى حتى إن لم تكن عضوا في المحكمة".
وتتيح عضوية المحكمة الجنائية الدولية التحقيق بطلب من الدولة أو بطلب ضدها، ورفضت عدة دول الانضمام إلى ميثاق روما من بينها الولايات المتحدة متذرعة بأنه من الممكن أن تجرى محاكمات ذات دوافع سياسية.
وقلل شبير من إمكانية أن تلاحق إسرائيل قادة الفصائل والحركات الوطنية الفلسطينية أمام المحكمة الدولية قائلا:"هذا الادعاء مردود عليه بان المقاومة كفلتها المواثيق والقانون الدولي ونصت علي انه من حق الشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال حتى تقرير المصير وإنهاء الاحتلال".
وأضاف "بموجب القانون الدولي، المقاومة وقادتها محميون ولا يجوز ملاحقتهم ومقاضاتهم، ومن ثم فانه لا يجوز تقديم لوائح اتهام ضدهم".
وأصبح الطريق ممهدا أمام دولة فلسطين للانضمام للمعاهدات الدولية عقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012 اعتبارها دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات عقب اجتماعه في لاهاي هذا الشهر مع المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنسودا" إن رفع تمثيل السلطة الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو يؤهلها لعضوية المحكمة الجنائية الدولية وإن قرارا بطلب العضوية يمكن أن يصدر قريبا جدا.
وأضاف المالكي إن هناك دليلا واضحا على جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل خلال هجومها على قطاع غزة الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع وصلت إلى 2137 شهيدا من بينهم "577 طفلا و260 سيدة و101 مسنا" و11 ألف جريح من بينهم " 3307 طفلا و2042 سيدة و401 مسنا".
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن المنازل المهدمة منذ بدء الهجوم بلغت نحو 15671 منزلا، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي،إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة لكنها تحتاج إلى ترميم.
وفي وقت لاحق، قال المالكي في تصريحات صحفية:" كانت تعليمات الرئيس عباس واضحة جدا بتذليل العقبات الحائلة دون انضمام فلسطين إلى المحكمة"،مشيرا إلى حرص الرئيس على طلب موافقة من جميع الفصائل الفلسطينية والتوقيع على تعهد بعلمها وإدراكها لكل هذه المعطيات وأنها سوف تلتزم بتبعات هذا التوجه.
وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف نهاية يوليو الماضي تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وحسب بيان للأمم المتحدة فإن اللجنة ستحقق في "كل الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في إطار العمليات العسكرية التي بدأت في 13 يونيو باختطاف 3 مستوطنين يهود وقتلهم على أيدي فلسطينيين تزعم إسرائيل بان قرار الخطف والقتل تم بأمر من حركة حماس في غزة، مرورا بخطف وقتل الشاب المقدسي محمد أبو خضير حرقا على أيدي مستوطنين، وعمليات القتل في الضفة الغربية، وانتهاء بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
وتتمثل مهمة اللجنة التي من المقرر أن تقدم تقريرها للمجلس بحلول مارس 2015 بالتعرف على المسئولين عن خروقات القوانين الإنسانية الدولية وتحميلهم تبعات أعمالهم.
وبينما رحبت حماس بتشكيل اللجنة ودعت للإسراع في بدء عملها.رفضت إسرائيل القرار وأعلنت أنه ليس لديها النية في التعاون مع اللجنة.
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مجلس حقوق الإنسان من الهيئات التي تكره إسرائيل".
واتهمت الوزارة اللجنة بأنها "أعدت وكتبت التقرير مسبقا" أي قبل وصولها إلى إسرائيل، وقالت "التقرير جاهز ولكن تريد اللجنة من يوقع عليه ونحن لا نعترف بتلك اللجنة"،وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، لكنها تتهم حماس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الإسرائيليين واستخدام سكان غزة دروعا بشرية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ،السبت 23 أغسطس ،:"حماس تختبئ خلف سكان غزة وتطلق النيران على إسرائيل بهدف ارتكاب مذابح ضد المدنيين بها..إنها جريمة حرب مزدوجة... في الوقت الذي لا تلحق فيه إسرائيل الضرر بالمدنيين عن عمد".
واتهم نتنياهو حماس بخرق الهدنة 11 مرة في الوقت الذي التزمت بها إسرائيل ،معتبرا أن حماس التي وصفها بالتنظيم الإرهابي تتعمد قتل المدنيين الإسرائيليين .
وحاول نتنياهو الربط بين حماس وبين تنظيم "داعش" فى العراق والشام ، وقال: "حماس هي داعش ، وداعش هي حماس".
غير أن الحركة اعتبرت أن اتصال نتنياهو ببان كي مون رغم عيد السبت اليهودي يعكس حالة الهلع لدى قادة الاحتلال من الملاحقة الدولية بعد التوافق الفلسطيني على رفع ملف الجرائم الإسرائيلية إلى محكمة الجنايات.
وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح صحفي" هذا الاتصال وما رافقه من مزاعم، لن يغير حقيقة ارتكاب الاحتلال حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة".
وكان وزير العدل الفلسطيني سليم السقا قد وكل المحامي الفرنسي الشهير "جيل ديفير" نيابة عنه لرفع شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وقال ديفير في بيان تلاه ثم ترجم إلى الانجليزية والعربية نهاية يوليو الماضي"هذه الشكوى التي رفعت لدى مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا تستهدف جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في يونيو ويوليو 2014 في فلسطين، في إطار العملية العسكرية التي أسماها "الجرف الصامد".
وأضاف "كل يوم يشهد ارتكاب جرائم جديدة، ويشكل المدنيون أكثر من 80% من الضحايا، الجنود الإسرائيليون لا يحترمون شيئا، لا الأطفال ولا النساء والمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة..انه هجوم عسكري ضد الشعب الفلسطيني".
وأكد المحامي الفرنسي انه يمكن قبول الشكوى حتى لو لم توقع فلسطين "وثيقة روما" التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولم توقعها إسرائيل أيضا.كاشفا أن وزير العدل الفلسطيني السابق اعترف بصلاحية المحكمة في 21 يناير 2009 وما زال هذا الاعتراف "ساري المفعول".
يتطلع الفلسطينيون للانضمام إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لمقاضاة إسرائيل على جرائمها بحق المدنيين بعد وقف العدوان على قطاع غزة .
ويذكر أن العدوان على غزة خلف أكثر من ألفي شهيد ونحو 11 ألف جريح وتسبب في تدمير البنية التحتية وآلاف المنازل وتشريد نحو نصف مليون شخص.
وطلب الرئيس محمود عباس "أبو مازن" قبل نحو أسبوعين توقيع كافة الفصائل الفلسطينية على ورقة تفوضه بالتوقيع على "ميثاق روما" الذي يسمح بانضمام فلسطين إلى عضوية المحكمة الجنائية الدولية.
وقال عباس في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي السبت 23 أغسطس ،:"نحن طالبنا إخواننا في التنظيمات الفلسطينية أن يكونوا على علم بذلك بل الموافقة على ذلك أيضا لأن لهذا الانضمام نتائج وعلينا أن نتحملها جميعا".
وأضاف "جرى الانضمام في السابق إلى 15 منظمة دولية, ويجري الآن الانتهاء من إجراءات الانضمام لمنظمات أخرى أبرزها محكمة الجنايات الدولية عقب موافقة كل الفصائل بما فيها حماس".
ووقع "أبو مازن" في أول أبريل الماضي على طلبات الانضمام ل15 اتفاقية ومعاهدة دولية من بينها اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكولها الإضافي والتي تختص بأحكام الصراعات المسلحة والمناطق الواقعة تحت الاحتلال وذلك ردا على تعثر المفاوضات نتيجة تهرب الجانب الإسرائيلي من التزاماته واستمرار الاستيطان وتنكره لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو.
وقال الرئيس الفلسطيني:"هناك 48 منظمة دولية نستطيع الالتحاق بها بما فيها محكمة الجنايات الدولية".
ووافقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على التوقيع على وثيقة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي للحركة والذي يقيم في القاهرة في تصريح على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل أيام :" إن حماس وقعت على الورقة التي اشترط الرئيس محمود عباس موافقة الفصائل عليها، قبل ذهابه للتوقيع على ميثاق روما الممهد لعضوية فلسطين في محكمة الجنايات الدولية".
ويرى حقوقيون وقانونيون إنه إذا وقع الفلسطينيون على ميثاق روما فسيكون للمحكمة الدولية الولاية القضائية على جرائم الحرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب في الأراضي الفلسطينية.
ويقول الخبير المختص في القانون الدولي د.عبد الكريم شبير "من الواجب الوطني والسياسي والقانوني أن يقوم الآن الرئيس أبو مازن بصفته رئيس دولة فلسطين بتقديم طلب الانضمام إلى ميثاق روما، حتى يتمكن شعبنا من ملاحقة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية كمجرمي حرب".
ويضيف شبير "عدم انضمام إسرائيل إلى ميثاق روما لن يعيق الشعب الفلسطيني من ملاحقة دولة الاحتلال المارقة والخارجة عن القانون".
وتابع "بانضمام أي دوله لميثاق روما وبمجرد أن تصبح عضوا يحق لها أن تلاحق أي دولة أخرى حتى إن لم تكن عضوا في المحكمة".
وتتيح عضوية المحكمة الجنائية الدولية التحقيق بطلب من الدولة أو بطلب ضدها، ورفضت عدة دول الانضمام إلى ميثاق روما من بينها الولايات المتحدة متذرعة بأنه من الممكن أن تجرى محاكمات ذات دوافع سياسية.
وقلل شبير من إمكانية أن تلاحق إسرائيل قادة الفصائل والحركات الوطنية الفلسطينية أمام المحكمة الدولية قائلا:"هذا الادعاء مردود عليه بان المقاومة كفلتها المواثيق والقانون الدولي ونصت علي انه من حق الشعوب المحتلة أن تقاوم الاحتلال حتى تقرير المصير وإنهاء الاحتلال".
وأضاف "بموجب القانون الدولي، المقاومة وقادتها محميون ولا يجوز ملاحقتهم ومقاضاتهم، ومن ثم فانه لا يجوز تقديم لوائح اتهام ضدهم".
وأصبح الطريق ممهدا أمام دولة فلسطين للانضمام للمعاهدات الدولية عقب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 2012 اعتبارها دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في تصريحات عقب اجتماعه في لاهاي هذا الشهر مع المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنسودا" إن رفع تمثيل السلطة الوطنية الفلسطينية في الأمم المتحدة إلى دولة غير عضو يؤهلها لعضوية المحكمة الجنائية الدولية وإن قرارا بطلب العضوية يمكن أن يصدر قريبا جدا.
وأضاف المالكي إن هناك دليلا واضحا على جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل خلال هجومها على قطاع غزة الذي بدأ في الثامن من يوليو الماضي.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع وصلت إلى 2137 شهيدا من بينهم "577 طفلا و260 سيدة و101 مسنا" و11 ألف جريح من بينهم " 3307 طفلا و2042 سيدة و401 مسنا".
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن المنازل المهدمة منذ بدء الهجوم بلغت نحو 15671 منزلا، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي،إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة لكنها تحتاج إلى ترميم.
وفي وقت لاحق، قال المالكي في تصريحات صحفية:" كانت تعليمات الرئيس عباس واضحة جدا بتذليل العقبات الحائلة دون انضمام فلسطين إلى المحكمة"،مشيرا إلى حرص الرئيس على طلب موافقة من جميع الفصائل الفلسطينية والتوقيع على تعهد بعلمها وإدراكها لكل هذه المعطيات وأنها سوف تلتزم بتبعات هذا التوجه.
وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف نهاية يوليو الماضي تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة.
وحسب بيان للأمم المتحدة فإن اللجنة ستحقق في "كل الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان في إطار العمليات العسكرية التي بدأت في 13 يونيو باختطاف 3 مستوطنين يهود وقتلهم على أيدي فلسطينيين تزعم إسرائيل بان قرار الخطف والقتل تم بأمر من حركة حماس في غزة، مرورا بخطف وقتل الشاب المقدسي محمد أبو خضير حرقا على أيدي مستوطنين، وعمليات القتل في الضفة الغربية، وانتهاء بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
وتتمثل مهمة اللجنة التي من المقرر أن تقدم تقريرها للمجلس بحلول مارس 2015 بالتعرف على المسئولين عن خروقات القوانين الإنسانية الدولية وتحميلهم تبعات أعمالهم.
وبينما رحبت حماس بتشكيل اللجنة ودعت للإسراع في بدء عملها.رفضت إسرائيل القرار وأعلنت أنه ليس لديها النية في التعاون مع اللجنة.
واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان "مجلس حقوق الإنسان من الهيئات التي تكره إسرائيل".
واتهمت الوزارة اللجنة بأنها "أعدت وكتبت التقرير مسبقا" أي قبل وصولها إلى إسرائيل، وقالت "التقرير جاهز ولكن تريد اللجنة من يوقع عليه ونحن لا نعترف بتلك اللجنة"،وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، لكنها تتهم حماس بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الإسرائيليين واستخدام سكان غزة دروعا بشرية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي مع بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ،السبت 23 أغسطس ،:"حماس تختبئ خلف سكان غزة وتطلق النيران على إسرائيل بهدف ارتكاب مذابح ضد المدنيين بها..إنها جريمة حرب مزدوجة... في الوقت الذي لا تلحق فيه إسرائيل الضرر بالمدنيين عن عمد".
واتهم نتنياهو حماس بخرق الهدنة 11 مرة في الوقت الذي التزمت بها إسرائيل ،معتبرا أن حماس التي وصفها بالتنظيم الإرهابي تتعمد قتل المدنيين الإسرائيليين .
وحاول نتنياهو الربط بين حماس وبين تنظيم "داعش" فى العراق والشام ، وقال: "حماس هي داعش ، وداعش هي حماس".
غير أن الحركة اعتبرت أن اتصال نتنياهو ببان كي مون رغم عيد السبت اليهودي يعكس حالة الهلع لدى قادة الاحتلال من الملاحقة الدولية بعد التوافق الفلسطيني على رفع ملف الجرائم الإسرائيلية إلى محكمة الجنايات.
وقال الناطق باسمها سامي أبو زهري في تصريح صحفي" هذا الاتصال وما رافقه من مزاعم، لن يغير حقيقة ارتكاب الاحتلال حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة".
وكان وزير العدل الفلسطيني سليم السقا قد وكل المحامي الفرنسي الشهير "جيل ديفير" نيابة عنه لرفع شكوى رسمية إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في عملياتها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.
وقال ديفير في بيان تلاه ثم ترجم إلى الانجليزية والعربية نهاية يوليو الماضي"هذه الشكوى التي رفعت لدى مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا تستهدف جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في يونيو ويوليو 2014 في فلسطين، في إطار العملية العسكرية التي أسماها "الجرف الصامد".
وأضاف "كل يوم يشهد ارتكاب جرائم جديدة، ويشكل المدنيون أكثر من 80% من الضحايا، الجنود الإسرائيليون لا يحترمون شيئا، لا الأطفال ولا النساء والمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة..انه هجوم عسكري ضد الشعب الفلسطيني".
وأكد المحامي الفرنسي انه يمكن قبول الشكوى حتى لو لم توقع فلسطين "وثيقة روما" التي تأسست بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولم توقعها إسرائيل أيضا.كاشفا أن وزير العدل الفلسطيني السابق اعترف بصلاحية المحكمة في 21 يناير 2009 وما زال هذا الاعتراف "ساري المفعول".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.