الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى معرض دبى الدولى للطيران    جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    ارتفاع أسعار الذهب في آسيا مع تصاعد المخاوف من الإنفاق المالي والتقلبات في الأسواق العالمية    خلال جولته الترويجية بفرنسا.. رئيس اقتصادية قناة السويس يشارك في مؤتمر طموح أفريقيا    المشاط تبحث توسيع نطاق برنامج مبادلة الديون من أجل التنمية مع نظيرتها الألمانية    الحكومة: تسليم 265 كيلو ذهب بقيمة 1.65 مليار جنيه للبنك المركزي.. رسالة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    زيلينسكي في تركيا.. محادثات تغيب عنها روسيا بهدف إنهاء حرب أوكرانيا    زيلينسكي: روسيا أطلقت أكثر من 470 مسيرة و48 صاروخًا على أوكرانيا    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض دبى الدولى للطيران 2025    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    صلاح ينافس على جائزتين في جلوب سوكر 2025    حبس عاطل عثر بحوزته على ربع كيلو هيروين في العمرانية    أخبار الطقس في الكويت.. أجواء معتدلة خلال النهار ورياح نشطة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير مستشفى طلخا المركزي وإنشاء فرع جديد لعيادة التأمين الصحي    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    بولندا تستأنف عملياتها في مطارين شرق البلاد    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري أبطال أفريقيا.. والقنوات الناقلة    تنمية متكاملة للشباب    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشفيات تفرض شروطا مالية مجحفة على مصابي الطوارئ
رغم قرار رئيس الوزراء بالعلاج المجاني أول 48 ساعة..

"ادفع قبل العلاج" شعار يرفعه مديرو المستشفيات الخاصة في وجه مصابي الطوارئ رغم صدور قرار إبراهيم محلب رئيس الوزراء بالعلاج المجاني لمرضي الطوارئ في أول 48 ساعة سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة .
المفاجأة أن وزارة الصحة ليس لديها تعريف واضح لمرضي الطوارئ ولم تخاطب المستشفيات بأية قواعد أو آليات لتنفيذ قرار رئيس الوزراء والكارثة الأكبر أن الوزارة لا تراقب المستشفيات الخاصة لتقديم الخدمة طبقا لقرار محلب وكأنها اختارت «غض الطرف» عن المتابعة والمحاسبة لقلة حيلتها.
بوابة أخبار اليوم رصدت الأوضاع في أقسام الطوارئ بعدد من المستشفيات العامة والخاصة واستمعنا لمعاناة المرضي وحكاياتهم التي حملت الكثير من مرارة الألم وسوء المعاملة التي وصلت إلي فرض مطالب مالية علي أسر المرضي أمام غرف العمليات، وواجهنا وكيل وزارة الصحة بالواقع المر، التفاصيل في هذا التحقيق..
في مستشفي السلام الدولي بمجرد دخول المريض يبدأ عداد النقود في الارتفاع دون توقف بداية من الكشف الطبي والإشعات والتحاليل حتى التشخيص، ثم أجر الطبيب الجراح وطبيب التخدير وأجرة غرفة العمليات ثم سرير بالعناية الفائقة ولا ننسى إكرامية عمال النظافة والممرضات.
من جانبه قال أحمد السيد الذي يرقد في العناية المركزة إنه جاء إلى المستشفي مصابا بتوقف لوظائف الكلي وأصيب بالإغماء في المنزل ونقلته سيارة الإسعاف إلى المستشفي الذي استقبله، ووضع أمام أسرتي مطالب مالية قبل العلاج ولم يكن أمامهم إلا الاستجابة فورا خوفا على حياتي، واضطررنا للاستدانة لتوفير المال اللازم للعلاج.
وأضاف أن إدارة المستشفي أوصلت رسالة غير معلنة تحمل التهديد بالطرد بسبب التأخر عن سداد بعض المستحقات لمدة يوم واحد، وبصوت خافت بسبب المرض قال «إحنا بنندبح» ماليا في المستشفيات الخاصة ومجبرين عليها بسبب تردي حال المستشفيات الحكومية التي تحمل الموت لمرضاها.
وفي مستشفي النيل الخاصة بالمعادي اشتكى المرضى من انفلات أسعار الخدمة الطبية وتغيرها من مكان إلى آخر، عبد السلام محمد "موظف" ومريض بجلطة في القلب تم نقله إلى مستشفي النيل، قال إن "كل نفس في المستشفي له مقابل مادي" في إشارة منه إلى تكاليف العلاج المرتفعة.
وأشار إلى أن الخدمة الطبية المقدمة ليست على قدر ما يدفع، قائلا: "بعد أن نرضخ للتكاليف الباهظة لتلقي العلاج لا نجد خدمة طبية جيدة بل قد يتعرض المريض لكوارث بسبب الأخطاء والإهمال الطبي في المستشفيات الخاصة"، موضحا أن السبب غياب أي دور حقيقي لوزارة الصحة في مراقبة الأداء بالمستشفيات وتوقيع العقاب الرادع على كل مقصر.
وطالب بوضع كود أو تسعيرة للخدمات العلاجية والعمليات الجراحية يكون ملزما للجميع ولا يترك لأهواء مديري المستشفيات الخاصة التي لا يهمها إلا زيادة الأرباح دون أي اعتبار لأحوال المواطنين ومصالحهم.
أمل حمودي ربة منزل شعرت بآلام حادة في المعدة ونقلت إلى مستشفي هليوبوليس بمصر الجديدة، وتم تشخيص الحالة «انسداد في الأمعاء».. وفوجئت أسرتها بأن إدارة المستشفي قامت بنقلها إلى قسم الولادة لمده 3 أيام بدون رعاية ولا ممرضين، وهي في أمس الحاجة إلى العلاج وبعد عرضها على الطبيب الجراح، أشار إلى أن حياتها في خطر بعد تركها هذه المدة بدون إجراء الجراحة اللازمة.
وأضاف زوجها سامح الزهري ما حدث قائلا: "إنه فوجئ بعد دخول زوجته داخل غرفه العمليات لإجراء الجراحة بقيام الطبيب المعالج بفرض شروط مالية عليهم، وأعلن بشكل فج أن الجراحة ستتكلف 8 آلاف جنيه تسلم له «يدا بيد» بخلاف أتعاب الطبيب المشرف على الحالة المرضية، بالإضافة إلى 5 آلاف جنيه تكاليف الإقامة بالمستشفى، فضلا عن تكاليف غرفة العناية المركزة.
وأضاف بنبرة حزن أنهم لم يكن أمامهم إلا الرضوخ لهذه المطالب التي فرضت عليهم بطريقة «الإتاوة» حرصا على حياة زوجته وانفعل الزوج ووجه سهام النقد للحكومة وبشكل خاص وزارة الصحة لغياب أي رقابة من قبلها على المستشفيات، مؤكدا على ضرورة وجود مندوب تابع للوزارة في كل مستشفى يلجأ إليه المرضى بدلا من المعاناة الشديدة التي يواجهونها وأسرهم مع جشع المستشفيات الخاصة.
وخلال الجولة كانت المفاجأة أن هناك خلطا عند مديري أقسام الطوارئ حول تحديد المريض الذي له حق العلاج مجانا خلال أول 48 ساعة، هل هو المصاب في حوادث الطرق أو العمل أو الذي يعاني أعراضا مرضية مفاجئة بالمنزل أو العمل أم جميعهم؟، وقالوا إن مجلس الوزراء أو وزارة الصحة لم يحددا شروط مريض الطوارئ الذي ينطبق عليه القرار الذي صدر بدون دراسة أو آلية تنفيذ وبالتالي تحول إلى حبر علي ورق ولم يتم تنفيذه حتى اليوم.
وصلت جولتنا إلى مستشفي الهلال الحكومي التي تستقبل نسبة كبيرة من حالات الطوارئ وخاصة الحوادث، وأكد كل المرضي على أن المستشفى يحملهم نفقات الأشعة والتحاليل التي يتم إجراؤها بمجرد دخولهم لها.
وداخل قسم الطوارئ وقف علي سمير الذي يعاني من كسر في ساقه اليسرى من جراء حادث تصادم غابت عنه الكلمات وظل صامتا لفترة من الوقت ليجيب على سؤالنا عن طريقة تصرف المستشفى معه واستقباله بعد الحادث الذي تعرض له، مؤكدا على تحمله تحمل فاتورة جميع الاشعات التي أجراها في قسم طوارئ المستشفي فور دخوله.
وأضاف أنه لم يكن يمتلك تكاليف العلاج لولا مساعدة بعض أصدقائه مما أنقذه من الأضرار لبتر ساقه، وتساءل أين قرارات الحكومة على أرض الواقع؟ خاصة أن مستشفى الهلال من أهم المستشفيات لعلاج الكسور وغالبية مرضاها هم حالات طوارئ.
وداخل غرفة الاستقبال والطوارئ بمستشفي الجنزوري بالقبة، قال محسن محمد انه أصيب في حادث سيارة وانتقل إلى المستشفى الخاص على أمل الحصول على خدمة طبية راقية بعد أن فقد الثقة في المستشفيات الحكومية، وقام بدفع قيمة الكشف كشرط أساسي للكشف عليه وتشخيص الحالة وعندما طالبهم بحقه في العلاج المجاني طبقا لقرار رئيس الوزراء جاءه الرد «روح لرئيس الوزراء خليه يعالجك».
وتعجب من عدم تنفيذ المستشفي لقرار رئيس الوزراء على الرغم من توجيهات وزير الصحة بالمرور الدوري على المستشفيات الحكومية والخاصة لمتابعة تنفيذ القرار.
وأكد عدد من الأطباء في مستشفي الجنزوري على عدم تفعيل قرار رئيس الوزراء بعلاج مرضي الطوارئ أول 48 ساعة لأنه من الصعب جدا بل من المستحيل علاج المرضى في المستشفيات الخاصة بالمجان خاصة أن وزارة الصحة لم تحدد الآليات أو الضوابط الحاكمة للقرار ولم تحدد من هم مرضى الطوارئ الذين لهم الأولوية في العلاج كما انه لا تستطيع تحمل تكاليف علاج كل مرضى الطوارئ فميزانيتها محدودة وعدد المرضى كبير جدا.
وأشاروا إلى انه إذا قامت وزارة المالية بتخصيص اعتمادات مفتوحة ففي هذه الحالة ستبادر المستشفيات الخاصة بالترحيب بمرضى الطوارئ بل ستحدث منافسة بين المستشفيات الخاصة لجذبهم لان كل منها تسعى للربح ولاشك أن هذا البند سيحقق لأي مستشفى الربح الذي تريده.
اتهامات كثيرة من المرضي لوزارة الصحة بالتقصير وعدم المتابعة حملناها إلى الدكتور صابر غنيم وكيل وزارة الصحة لقطاع العلاج الحر الذي أكد على البدء بتطبيق قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بعلاج مرضى الطوارئ، مشيرا إلى أن مرضى الطوارئ لهم الحق في العلاج المجاني أول 48 ساعة طبقا للقانون.
وأكد على أن القرار ليس جديدا حيث إنه صدر في عام 2000 بعلاج مرضى الطوارئ أول 24 ساعة مجانا حتى تم تعديله، مشددا على أنه يتم التنسيق حاليا مع قطاعات الرعاية العاجلة والطب العلاجي والعلاج الحر والمجالس الطيبة المتخصصة لوضع الضوابط والشروط التي يجب توافرها في مرضي الطوارئ خاصة العلاج على نفقة الدولة.
ورفض الدكتور صابر غنيم توضيح آلية رقابة وزارة الصحة على المستشفيات الخاصة لتنفيذ قرار رئيس الوزراء بعلاج مريض الطوارئ مجانا أول 48 ساعة أو آليات العقاب في حال رصد مخالفات وخاصة استقبال مصابي الحوادث الذين لا علاقة لهم بالمكان الذي يصابون فيه يفرغ القرار من مضمونه لعدم وجود آليات واضحة لتنفيذه وإلزام المستشفيات الخاصة والجامعية والحكومية بتطبيقه وإلا تضع نفسها تحت سيف القانون وعقوباته التي لم تحدد أصلا الأمر يستوجب تحركا جادا وسريعا من قبل وزارة الصحة لتفعيل القانون قبل أن يفقد الشعب الثقة في الحكومة وتشريعاتها المختلفة.
"ادفع قبل العلاج" شعار يرفعه مديرو المستشفيات الخاصة في وجه مصابي الطوارئ رغم صدور قرار إبراهيم محلب رئيس الوزراء بالعلاج المجاني لمرضي الطوارئ في أول 48 ساعة سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة .
المفاجأة أن وزارة الصحة ليس لديها تعريف واضح لمرضي الطوارئ ولم تخاطب المستشفيات بأية قواعد أو آليات لتنفيذ قرار رئيس الوزراء والكارثة الأكبر أن الوزارة لا تراقب المستشفيات الخاصة لتقديم الخدمة طبقا لقرار محلب وكأنها اختارت «غض الطرف» عن المتابعة والمحاسبة لقلة حيلتها.
بوابة أخبار اليوم رصدت الأوضاع في أقسام الطوارئ بعدد من المستشفيات العامة والخاصة واستمعنا لمعاناة المرضي وحكاياتهم التي حملت الكثير من مرارة الألم وسوء المعاملة التي وصلت إلي فرض مطالب مالية علي أسر المرضي أمام غرف العمليات، وواجهنا وكيل وزارة الصحة بالواقع المر، التفاصيل في هذا التحقيق..
في مستشفي السلام الدولي بمجرد دخول المريض يبدأ عداد النقود في الارتفاع دون توقف بداية من الكشف الطبي والإشعات والتحاليل حتى التشخيص، ثم أجر الطبيب الجراح وطبيب التخدير وأجرة غرفة العمليات ثم سرير بالعناية الفائقة ولا ننسى إكرامية عمال النظافة والممرضات.
من جانبه قال أحمد السيد الذي يرقد في العناية المركزة إنه جاء إلى المستشفي مصابا بتوقف لوظائف الكلي وأصيب بالإغماء في المنزل ونقلته سيارة الإسعاف إلى المستشفي الذي استقبله، ووضع أمام أسرتي مطالب مالية قبل العلاج ولم يكن أمامهم إلا الاستجابة فورا خوفا على حياتي، واضطررنا للاستدانة لتوفير المال اللازم للعلاج.
وأضاف أن إدارة المستشفي أوصلت رسالة غير معلنة تحمل التهديد بالطرد بسبب التأخر عن سداد بعض المستحقات لمدة يوم واحد، وبصوت خافت بسبب المرض قال «إحنا بنندبح» ماليا في المستشفيات الخاصة ومجبرين عليها بسبب تردي حال المستشفيات الحكومية التي تحمل الموت لمرضاها.
وفي مستشفي النيل الخاصة بالمعادي اشتكى المرضى من انفلات أسعار الخدمة الطبية وتغيرها من مكان إلى آخر، عبد السلام محمد "موظف" ومريض بجلطة في القلب تم نقله إلى مستشفي النيل، قال إن "كل نفس في المستشفي له مقابل مادي" في إشارة منه إلى تكاليف العلاج المرتفعة.
وأشار إلى أن الخدمة الطبية المقدمة ليست على قدر ما يدفع، قائلا: "بعد أن نرضخ للتكاليف الباهظة لتلقي العلاج لا نجد خدمة طبية جيدة بل قد يتعرض المريض لكوارث بسبب الأخطاء والإهمال الطبي في المستشفيات الخاصة"، موضحا أن السبب غياب أي دور حقيقي لوزارة الصحة في مراقبة الأداء بالمستشفيات وتوقيع العقاب الرادع على كل مقصر.
وطالب بوضع كود أو تسعيرة للخدمات العلاجية والعمليات الجراحية يكون ملزما للجميع ولا يترك لأهواء مديري المستشفيات الخاصة التي لا يهمها إلا زيادة الأرباح دون أي اعتبار لأحوال المواطنين ومصالحهم.
أمل حمودي ربة منزل شعرت بآلام حادة في المعدة ونقلت إلى مستشفي هليوبوليس بمصر الجديدة، وتم تشخيص الحالة «انسداد في الأمعاء».. وفوجئت أسرتها بأن إدارة المستشفي قامت بنقلها إلى قسم الولادة لمده 3 أيام بدون رعاية ولا ممرضين، وهي في أمس الحاجة إلى العلاج وبعد عرضها على الطبيب الجراح، أشار إلى أن حياتها في خطر بعد تركها هذه المدة بدون إجراء الجراحة اللازمة.
وأضاف زوجها سامح الزهري ما حدث قائلا: "إنه فوجئ بعد دخول زوجته داخل غرفه العمليات لإجراء الجراحة بقيام الطبيب المعالج بفرض شروط مالية عليهم، وأعلن بشكل فج أن الجراحة ستتكلف 8 آلاف جنيه تسلم له «يدا بيد» بخلاف أتعاب الطبيب المشرف على الحالة المرضية، بالإضافة إلى 5 آلاف جنيه تكاليف الإقامة بالمستشفى، فضلا عن تكاليف غرفة العناية المركزة.
وأضاف بنبرة حزن أنهم لم يكن أمامهم إلا الرضوخ لهذه المطالب التي فرضت عليهم بطريقة «الإتاوة» حرصا على حياة زوجته وانفعل الزوج ووجه سهام النقد للحكومة وبشكل خاص وزارة الصحة لغياب أي رقابة من قبلها على المستشفيات، مؤكدا على ضرورة وجود مندوب تابع للوزارة في كل مستشفى يلجأ إليه المرضى بدلا من المعاناة الشديدة التي يواجهونها وأسرهم مع جشع المستشفيات الخاصة.
وخلال الجولة كانت المفاجأة أن هناك خلطا عند مديري أقسام الطوارئ حول تحديد المريض الذي له حق العلاج مجانا خلال أول 48 ساعة، هل هو المصاب في حوادث الطرق أو العمل أو الذي يعاني أعراضا مرضية مفاجئة بالمنزل أو العمل أم جميعهم؟، وقالوا إن مجلس الوزراء أو وزارة الصحة لم يحددا شروط مريض الطوارئ الذي ينطبق عليه القرار الذي صدر بدون دراسة أو آلية تنفيذ وبالتالي تحول إلى حبر علي ورق ولم يتم تنفيذه حتى اليوم.
وصلت جولتنا إلى مستشفي الهلال الحكومي التي تستقبل نسبة كبيرة من حالات الطوارئ وخاصة الحوادث، وأكد كل المرضي على أن المستشفى يحملهم نفقات الأشعة والتحاليل التي يتم إجراؤها بمجرد دخولهم لها.
وداخل قسم الطوارئ وقف علي سمير الذي يعاني من كسر في ساقه اليسرى من جراء حادث تصادم غابت عنه الكلمات وظل صامتا لفترة من الوقت ليجيب على سؤالنا عن طريقة تصرف المستشفى معه واستقباله بعد الحادث الذي تعرض له، مؤكدا على تحمله تحمل فاتورة جميع الاشعات التي أجراها في قسم طوارئ المستشفي فور دخوله.
وأضاف أنه لم يكن يمتلك تكاليف العلاج لولا مساعدة بعض أصدقائه مما أنقذه من الأضرار لبتر ساقه، وتساءل أين قرارات الحكومة على أرض الواقع؟ خاصة أن مستشفى الهلال من أهم المستشفيات لعلاج الكسور وغالبية مرضاها هم حالات طوارئ.
وداخل غرفة الاستقبال والطوارئ بمستشفي الجنزوري بالقبة، قال محسن محمد انه أصيب في حادث سيارة وانتقل إلى المستشفى الخاص على أمل الحصول على خدمة طبية راقية بعد أن فقد الثقة في المستشفيات الحكومية، وقام بدفع قيمة الكشف كشرط أساسي للكشف عليه وتشخيص الحالة وعندما طالبهم بحقه في العلاج المجاني طبقا لقرار رئيس الوزراء جاءه الرد «روح لرئيس الوزراء خليه يعالجك».
وتعجب من عدم تنفيذ المستشفي لقرار رئيس الوزراء على الرغم من توجيهات وزير الصحة بالمرور الدوري على المستشفيات الحكومية والخاصة لمتابعة تنفيذ القرار.
وأكد عدد من الأطباء في مستشفي الجنزوري على عدم تفعيل قرار رئيس الوزراء بعلاج مرضي الطوارئ أول 48 ساعة لأنه من الصعب جدا بل من المستحيل علاج المرضى في المستشفيات الخاصة بالمجان خاصة أن وزارة الصحة لم تحدد الآليات أو الضوابط الحاكمة للقرار ولم تحدد من هم مرضى الطوارئ الذين لهم الأولوية في العلاج كما انه لا تستطيع تحمل تكاليف علاج كل مرضى الطوارئ فميزانيتها محدودة وعدد المرضى كبير جدا.
وأشاروا إلى انه إذا قامت وزارة المالية بتخصيص اعتمادات مفتوحة ففي هذه الحالة ستبادر المستشفيات الخاصة بالترحيب بمرضى الطوارئ بل ستحدث منافسة بين المستشفيات الخاصة لجذبهم لان كل منها تسعى للربح ولاشك أن هذا البند سيحقق لأي مستشفى الربح الذي تريده.
اتهامات كثيرة من المرضي لوزارة الصحة بالتقصير وعدم المتابعة حملناها إلى الدكتور صابر غنيم وكيل وزارة الصحة لقطاع العلاج الحر الذي أكد على البدء بتطبيق قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب بعلاج مرضى الطوارئ، مشيرا إلى أن مرضى الطوارئ لهم الحق في العلاج المجاني أول 48 ساعة طبقا للقانون.
وأكد على أن القرار ليس جديدا حيث إنه صدر في عام 2000 بعلاج مرضى الطوارئ أول 24 ساعة مجانا حتى تم تعديله، مشددا على أنه يتم التنسيق حاليا مع قطاعات الرعاية العاجلة والطب العلاجي والعلاج الحر والمجالس الطيبة المتخصصة لوضع الضوابط والشروط التي يجب توافرها في مرضي الطوارئ خاصة العلاج على نفقة الدولة.
ورفض الدكتور صابر غنيم توضيح آلية رقابة وزارة الصحة على المستشفيات الخاصة لتنفيذ قرار رئيس الوزراء بعلاج مريض الطوارئ مجانا أول 48 ساعة أو آليات العقاب في حال رصد مخالفات وخاصة استقبال مصابي الحوادث الذين لا علاقة لهم بالمكان الذي يصابون فيه يفرغ القرار من مضمونه لعدم وجود آليات واضحة لتنفيذه وإلزام المستشفيات الخاصة والجامعية والحكومية بتطبيقه وإلا تضع نفسها تحت سيف القانون وعقوباته التي لم تحدد أصلا الأمر يستوجب تحركا جادا وسريعا من قبل وزارة الصحة لتفعيل القانون قبل أن يفقد الشعب الثقة في الحكومة وتشريعاتها المختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.