أكد أستاذ هندسة البترول بالجامعة الأمريكية وخبير الطاقة العالمي د.جمال القليوبي، أن استيراد الغاز الإسرائيلي يصب في مصلحة الدولة العبرية فقط ولا يخدم مصر مطلقا. وأضاف أن استيراد الغاز من إسرائيل، لن يفيد الاقتصاد المصري سوى في بضع ساعات لتشغيل محطات الكهرباء يمكننا الترشيد والتغاضي عنها. وقال القليوبي "إنني لا أشكك في وطنية الخبراء الذين يدعون ويروجون لاستيراد الغاز من إسرائيل، ولكن أتساءل لماذا ضاقت العقول وتجمعت الحلول غير المنطقية في طريق واحد لتوجيه الرأي العام لذلك، وأرى أن تركيز إسرائيل على مصر يرجع إلى وجود محطات الإسالة الحديثة في دمياط والبرلس والتي تعجز إسرائيل عن إقامتها في الفترة الحالية نظرا لتكاليفها الباهظة، كما أنها تستغرق مدة طويلة لإنشائها وهذا لا يلبى تدفق الغاز من الحقول الإسرائيلية، كما يعزز من توجهها لمصر قرب خطوط نقل الغاز المصرية من البحر المتوسط ووجود خط الغز العرب والمنتهى بالأردن، ومن أهم الأسباب لتوجه إسرائيل لنا وجود عدد من الخلافات والقضايا الدولية والخاصة بتقسيم المناطق الغازية بالبحر المتوسط والمشتركة مع قبرص وتركيا واليونان والتي تسعى إسرائيل للوصول إلى حلول ترضى مصالحها في تلك المناطق". وكانت شركة يونيون فينوسا الأسبانية والممثلة لعدد من الحقول النفطية الإسرائيلية، قد وقعت اتفاقا مع بى جى البريطانية لاستيراد الغاز من إسرائيل، وتسييره بمحطات دمياط والرسل على أن يعاد تصديره لعدة دول وتستفيد مصر من تلك الكميات التى يتم نقلها عن طريق خطوط البحر المتوسط وتستفيد بالأسعار المتدنية للغاز الإسرائيلي في ظل أزمة طاحنة تعانيها الحكومة المصرية في جلب الغاز للقضاء على مشكلة انقطاع الكهرباء، والتي أدت لتوقف عدد من محطات الضغط العالي بالإضافة لتوقف عدد من المصانع نظرا لعدد متوافر الطاقة. وأكدت مصادر مسؤولة بالشركة القابضة للغازات، أن الشركة ليست طرفًا في أى اتفاق وأنه لن يكون هناك أي اتفاقات بين أي أطراف إلا بموافقة السلطات المصرية المختصة وبما يحقق المصلحة القومية لمصر. كما نفت وزارة البترول تماما اعتزام الحكومة استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل، أو وجود اتفاقيات مع الشركات المصرية في ذلك الإطار.