سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 20-8-2025 مع بداية التعاملات    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    شهداء وجرحى جراء في غارات إسرائيلية متواصلة على خان يونس    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    نجم الزمالك ينعى محمد الشناوي في وفاة والده    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدوري    البيت الأبيض يُطلق حسابًا رسميًا على "تيك توك".. وترامب: "أنا صوتكم لقد عدنا يا أمريكا"    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 20-8-2025 في بورصة الدواجن.. ثمن الدجاجة والكتكوت الأبيض    د.حماد عبدالله يكتب: كفانا غطرسة.. وغباء !!    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    حمزة نمرة عن أحمد عدوية: أستاذي وبروفايل مصري زي الدهب»    لأول مرة .. برج المملكة يحمل أفيش فيلم درويش    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إسرائيلي لاحتلال غزة    محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان اليوم    31 مليون جنيه مصري.. سعر ومواصفات ساعة صلاح في حفل الأفضل بالدوري الإنجليزي    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    مجلس القضاء الأعلى يقر الجزء الأول من الحركة القضائية    10 صور ترصد استعدادات قرية السلامية بقنا للاحتفال بمولد العذراء    6 رسائل مهمة من مدبولي أمام مجلس الأعمال المصري الياباني بطوكيو    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    تنسيق الثانوية العامة 2025.. كليات المرحلة الثالثة من 50% أدبي    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    خلال بحثه عن طعام لطفلته.. استشهاد محمد شعلان لاعب منتخب السلة الفلسطيني    بعد موافقة حماس على وقف اطلاق النار .. تصعيد صهيوني فى قطاع غزة ومنظمة العفو تتهم الاحتلال يتنفيذ سياسة تجويع متعمد    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    نبيل الكوكي: التعادل أمام بيراميدز نتيجة مقبولة.. والروح القتالية سر عودة المصري    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    ترامب يترقب لقاء بوتين وزيلينسكي: «أريد أن أرى ما سيحدث»    جولة ميدانية لنائب محافظ قنا لمتابعة انتظام عمل الوحدات الصحية    في أقل من 6 ساعات، مباحث الغربية تضبط سائق شاحنة دهس طفلا وهرب بقرية الناصرية    أكلة لذيذة واقتصادية، طريقة عمل كفتة الأرز    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون يهنئ محمد صلاح بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرتنا    1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية    «مصنوعة خصيصًا لها».. هدية فاخرة ل«الدكتورة يومي» من زوجها الملياردير تثير تفاعلًا (فيديو)    حملة مسائية بحي عتاقة لإزالة الإشغالات وفتح السيولة المرورية بشوارع السويس.. صور    مصرع والد محمد الشناوي .. القصة الكاملة من طريق الواحات إلى كفر الشيخ    شاهد.. رد فعل فتاة في أمريكا تتذوق طعم «العيش البلدي المصري» لأول مرة    بعيدًا عن الشائعات.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية    هشام يكن: أنا أول من ضم محمد صلاح لمنتخب مصر لأنه لاعب كبير    رئيس وكالة «جايكا» اليابانية مع انعقاد قمة «التيكاد»: إفريقيا ذات تنوع وفرص غير عادية    تنفيذ حكم الإعدام في قاتل المذيعة شيماء جمال وشريكه    تخريج دفعة جديدة من دبلومة العلوم اللاهوتية والكنسية بإكليريكية الإسكندرية بيد قداسة البابا    السيطرة على حريق بأسطح منازل بمدينة الأقصر وإصابة 6 مواطنين باختناقات طفيفة    رسميا الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025    حدث بالفن| سرقة فنانة ورقص منى زكي وأحمد حلمي وتعليق دينا الشربيني على توقف فيلمها مع كريم محمود عبدالعزيز    تحتوي على مواد مسرطنة، خبيرة تغذية تكشف أضرار النودلز (فيديو)    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نكشف بالأدلة والبراهين: تورط جماعة الإخوان في هتك عرض بنات مصر بميدان التحرير

في لحظات الانفعال يعجز المرء عن تحليل الحدث ودراسة أسبابه للوصول إلي النتائج السليمة لأنه يكون مدفوعا بعاطفته وانفعاله اللحظي ، فتأتي النتائج ضعيفة هشة وغير مجدية .
من هذا المنطلق كان لزاما علينا ونحن نفتح ملف التحرش الجنسي في مصر انطلاقا من حادثة هتك عرض فتيات التحرير أثناء فرحة المصريين بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر أن ننتظر ونحلل وندرس لنصل إلي النتائج المرجوة والعلاج المناسب لتلك الآفة التي ابتليت بها مصر .
بداية علينا ونحن نبحث في أسباب ودوافع التحرش الجنسي أن نفرق بين صبي أو شاب قام بأفعال مخلة مع فتاة أو أكثر ، وبين قيام عصابة أو مجموعة من الشباب الموجه بملاحقة فتاة أو أكثر وسط تجمع كبير من الناس وخطفها بالقوة والاعتداء الجنسي عليها باستخدام آلات حادة قد تؤدي بحياة الفريسة .. شتان بين الحالتين ، فمع تسليمنا بأن كلاهما مجرم ويعاقب عليه القانون ، إلا أنهما لا يستويان في الجرم أو العقوبة ، فالأولي قد يكون الشاب مدفوعا بعوامل كثيرة مثل البطالة والتربية والأفلام الإباحية التي تطارده في كل مكان ، بالاضافة إلي أصدقاء السوء ، وهذه الجريمة جنحة في نظر القانون باعتبارها جريمة تحرش قد تكون باللفظ أو اللمس الخفيف تستوجب حبس فاعلها أو تغريمه ، أما الحالة الثانية فهي جريمة من نوع خاص تشتمل علي عدة جرائم في وقت واحد وهي قيام تنظيما أو تشكيلا بخطف أنثي أو سيدة بالقوة في ميدان عام والتحرش بها جنسيا ، ثم الاعتداء عليها بالأسلحة البيضاء وفض بكارتها – كما حدث لاحدي الفتيات المعتدي عليهن بالتحرير مؤخرا – ليس هذا فحسب بل تضمن الفعل أيضا إثارة الفزع والرعب في نفوس جموع غفيرة من المصريين تواجدت بموقع الجريمة للاحتفال بتنصيب رئيس الجمهورية الجديد .. هذا النوع من الجرائم لا يجب أن يوضع في سلة إجرامية واحدة مع جريمة شاب مراهق ارتكب فعل التحرش بدافع من نفسه .. بل علينا أن نضعها في موضعها الصحيح باعتبارها جريمة إرهابية مكتملة الأركان ومعاقبة مرتكبيها باعتبارهم إرهابيين ، وهذا هو الوصف الصحيح والتكييف القانوني السليم لواقعة الاعتداء علي فتيات ميدان التحرير في يوم التنصيب ونظن أن النيابة العامة ستكيف هذه الجريمة بهذا التكييف القانوني الرادع للمتهمين ولكل من يفكر في أن يحذو حذوهم مرة أخري.
ومما لاشك فيه أن المتابع للأحدث السياسية في مصر منذ قيام ثورة 30 يونيه وحتى الآن سيذهب وبدون عناء التفكير كثيرا في ملابسات هذا الحادث الإجرامي أن الجماعة الإرهابية تقف وراءه وهي المحرضة والمدبرة له .. لماذا ؟ للآتي : أولا : منذ إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية وفوز المشير السيسي بها واحتفالات المصريين في أنحاء مصر لم تنقطع خاصة في ميدان التحرير – مسرح الحادث – ولم تحدث حالة تحرش واحدة لأكثر من خمسة أيام متصلة .
ثانيا : الاعتداء بهذه البشاعة علي الفتيات والسيدات المحتفلات كانت ردا علي الموقف الوطني الغير مسبوق للمرأة المصرية التي ساهمت وبقوة في إزاحة حكم الإخوان والنزول بالملايين في الاستحقاقات الانتخابية لدعم خارطة الطريق ، فكان لابد من تجريس المرأة وتعريتها – من وجهة نظرهم – لكسر عينها وهو ما لم يحدث حتي مع إتيانهم أفعالهم الإجرامية التي يندي لها الجبين وتلفظها كل الأديان السماوية .
ثالثا : محاولة من الجماعة الإرهابية لإفساد هذا العرس الوطني الكبير الذي يتابعه العالم اجمع وهو إنفاذ إرادة المصريين وتنصيب المشير السيسي رئيسا لمصر في حفل ديمقراطي شهد به العالم وهي المرة الأولي التي يحدث فيها تسليم وتسلم الرئاسة المصرية وهو ما أشعل غضب قيادات التنظيم الإرهابي فأرادوا إفساد هذا العرس الكبير بتلك الجريمة الشنعاء .
رابعا : توصيل رسالة بأن الأمن في مصر ما زال ضعيفا ولم يستطع كبح جماح الجريمة أو إعادة الأمن والاستقرار مع وجود السيسي وهو ما كان له مردود عكسي علي الجماعة الظلامية حيث سطر رجال الشرطة ملحمة وطنية في ميدان التحرير عندما اقتحموا بشجاعة تجمعات المجرمين ونالهم ما نالهم من طعنات واعتداءات لينقذوا المجني عليهن من براثن تلك الذئاب اللابشرية .
خامسا : توصيل رسالة إلي شباب الجماعة الذين بدأو يشككون في قدرة التنظيم علي العودة مجددا لصدارة المشهد السياسي في مصر والتشكيك في تصريحات قياداتهم ، فكانت تلك رسالة لإعادة الثقة لدي هؤلاء الأتباع بأن التنظيم والجماعة ما زالت حية رغم الملاحقات الأمنية وتقلص عدد المظاهرات والمتظاهرين .
سادسا : توصيل رسالة للممولين والداعمين في الخارج بأن الجماعة ما زالت موجودة لضمان عدم انقطاع الدعم المادي لأعضاء الجماعة في مصر .
سابعا : أن أحد الجناة المقبوض عليهم وهو حاصل علي بكالوريوس إعلام ويعمل مونتير في احدي القنوات الفضائية أشارت القرائن إلي انتمائه لجماعة الإخوان وهو فاعل أصلي في الجريمة .
ثامنا : وجود مصور فيديو " إخواني " بكاميراته في موقع الأحداث قبل ارتكاب الجريمة لتصويرها ونقلها مباشرة حتي قبل الانتهاء من الجريمة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية ، وكانت أول جهة إعلامية تنقلها هو موقع " رصد " المعروف انتمائه لجماعة الإخوان والذي نقلتها عنه كافة المواقع والصفحات التابعة لجماعة الإخوان والتي قامت بدورها بنقلها لكافة وسائل الإعلام العالمية في اقل من دقائق معدودة لتحويل بوصلة العالم من نقل فرحة المصريين بتتويج الرئيس إلي الحادث الأبشع في ميدان التحرير وإفساد يوم التنصيب، وهي قرينة قوية علي تورطها في الحادث .
تلك كانت قرائن وبراهين بنينا عليها النتائج التي وصلنا إليها والتي نعتقد أن التحقيقات التي تجري الآن في ملابسات الحادث لن تخرج عنها وهي تورط الجماعة الإرهابية في المؤامرة علي سمعة مصر.
وإذا كنا قد وصلنا في تحليلنا السابق إلي تورط الجماعة الإرهابية في ارتكاب جريمة هتك عرض بنات مصر ، فإننا لا نكون منصفين إذا ما قصرنا الحادث علي أنه جريمة سياسية فحسب دون التطرق إلي جريمة التحرش في حد ذاتها باعتباره ظاهرة باتت تؤرق كل البيوت المصرية ، وهنا ينبغي أن نشير بأصابع الاتهام إلي عناصر أخري ساهمت وبقوة في استفحال هذه الظاهرة وتفشيها داخل المجتمع المصري – وذلك إذا أردنا وضع حلول جذرية للقضاء عليها .
أولي هذا العناصر البيت والأسرة التي فقدت دورها في تربية أبنائها ، فانشغل الأب بالعمل ليل نهار لتوفير متطلبات أسرته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد ، وانشغال الأم بأمور أخري ليس من بينها متابعة أداء الأولاد وتعليمهم الأخلاق والمواظبة علي أداء العبادة التي تقيهم من شر السقوط في براثن شياطين الأنس وقرناء السوء .
وثاني العناصر الإدارة السيئة من الحكومات السابقة لملف الاقتصاد ودعم موارد الدولة مما خلف جيش بالملايين من الشباب العاطل والذي يمتلك طاقات كبيرة يفرغها في أمور محرمة ومجرمة مثل التحرش الجنسي .
وثالث العناصر الغياب الكامل لدور المدرسة وانحدار العملية التعليمة لأدني مستوياتها وعجز الدولة انتشال قطاع التعليم من الغرق في ظل وجود مدرس غير مؤهل ، ومدارس حكومية مكدسة بعشرات التلاميذ في فصل واحد ، ومدارس خاصة تاجرت بالعملية التعليمية وحولت التلميذ إلي سلعة تباع وتشتري في ظل انعدام كامل لرقابة وزارة التربية والتعليم والنتيجة إما تسريب أولاد من التعليم أو تخريج طلاب لسوق العمل يخطئون حتى في كتابة أسمائهم .
أيضا من العناصر المؤثرة علي استفحال ظاهرة التحرش الجنسي أفلام البورنو والمقاولات في السينما المصرية والتي ساهما بشكل واضح في انحراف الآلاف من الشباب المصري والمراهقين الذي يشاهدون الأفلام الإباحية ثم يقومون بتقليدها علي الطبيعة ، ومثال صارخ علي ذلك فيلم " حلاوة روح " للمبدعة هيفاء وهبي ، وتاجر اللحم الأحمر الذي يسعي إلي تحقيق الأرباح بالملايين ولو جاءت علي حساب تدمير جيل كامل يشاهد بضاعته الرخيصة ، وكما هو واضح من سيناريو الفيلم أنه يستهدف الشباب الصغير دون الثامنة عشر من عمره عندما عرض مشاهد للهيفاء مع طفل صغير عارية علي فراش المتعة .. وهو تحول خطير في الأفلام الإباحية التي كانت تستهدف من قبل الرجال والشباب ، والآن استهدفت النشئ الصغير الذي جاب شوارع مصر بحثا عن فريسة يلتهمها ويطبق مشاهد " حلاوة روح " علي الطبيعة فكان ما نشاهده اليوم من جرائم تحرش في معظم الميادين ووسائل المواصلات وحتي في البيوت بين أفراد الأسرة الواحدة ، وحسنا فعل المهندس إبراهيم محلب عندما أصدر قرارا بمنع عرض الفيلم في دور العرض المختلفة ، إلا أن ذلك لم يمنع الشباب من مشاهدته علي اليوتيوب وعدد من المواقع الأخرى .
قيس علي ذلك فيلم " حين ميسرة " الذي يعرض أيضا لمشاهد وألفاظ خارجة وإباحية بين أطفال الشوارع ، بالإضافة إلي مشاهد الشذوذ بين بطلات الفيلم الذي أخرجه الرائع خالد يوسف !! ، ومسلسل " القاصرات " وغيرها من الأعمال الفنية الرديئة التي أسهمت في تدمير المجتمع المصري
في لحظات الانفعال يعجز المرء عن تحليل الحدث ودراسة أسبابه للوصول إلي النتائج السليمة لأنه يكون مدفوعا بعاطفته وانفعاله اللحظي ، فتأتي النتائج ضعيفة هشة وغير مجدية .
من هذا المنطلق كان لزاما علينا ونحن نفتح ملف التحرش الجنسي في مصر انطلاقا من حادثة هتك عرض فتيات التحرير أثناء فرحة المصريين بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر أن ننتظر ونحلل وندرس لنصل إلي النتائج المرجوة والعلاج المناسب لتلك الآفة التي ابتليت بها مصر .
بداية علينا ونحن نبحث في أسباب ودوافع التحرش الجنسي أن نفرق بين صبي أو شاب قام بأفعال مخلة مع فتاة أو أكثر ، وبين قيام عصابة أو مجموعة من الشباب الموجه بملاحقة فتاة أو أكثر وسط تجمع كبير من الناس وخطفها بالقوة والاعتداء الجنسي عليها باستخدام آلات حادة قد تؤدي بحياة الفريسة .. شتان بين الحالتين ، فمع تسليمنا بأن كلاهما مجرم ويعاقب عليه القانون ، إلا أنهما لا يستويان في الجرم أو العقوبة ، فالأولي قد يكون الشاب مدفوعا بعوامل كثيرة مثل البطالة والتربية والأفلام الإباحية التي تطارده في كل مكان ، بالاضافة إلي أصدقاء السوء ، وهذه الجريمة جنحة في نظر القانون باعتبارها جريمة تحرش قد تكون باللفظ أو اللمس الخفيف تستوجب حبس فاعلها أو تغريمه ، أما الحالة الثانية فهي جريمة من نوع خاص تشتمل علي عدة جرائم في وقت واحد وهي قيام تنظيما أو تشكيلا بخطف أنثي أو سيدة بالقوة في ميدان عام والتحرش بها جنسيا ، ثم الاعتداء عليها بالأسلحة البيضاء وفض بكارتها – كما حدث لاحدي الفتيات المعتدي عليهن بالتحرير مؤخرا – ليس هذا فحسب بل تضمن الفعل أيضا إثارة الفزع والرعب في نفوس جموع غفيرة من المصريين تواجدت بموقع الجريمة للاحتفال بتنصيب رئيس الجمهورية الجديد .. هذا النوع من الجرائم لا يجب أن يوضع في سلة إجرامية واحدة مع جريمة شاب مراهق ارتكب فعل التحرش بدافع من نفسه .. بل علينا أن نضعها في موضعها الصحيح باعتبارها جريمة إرهابية مكتملة الأركان ومعاقبة مرتكبيها باعتبارهم إرهابيين ، وهذا هو الوصف الصحيح والتكييف القانوني السليم لواقعة الاعتداء علي فتيات ميدان التحرير في يوم التنصيب ونظن أن النيابة العامة ستكيف هذه الجريمة بهذا التكييف القانوني الرادع للمتهمين ولكل من يفكر في أن يحذو حذوهم مرة أخري.
ومما لاشك فيه أن المتابع للأحدث السياسية في مصر منذ قيام ثورة 30 يونيه وحتى الآن سيذهب وبدون عناء التفكير كثيرا في ملابسات هذا الحادث الإجرامي أن الجماعة الإرهابية تقف وراءه وهي المحرضة والمدبرة له .. لماذا ؟ للآتي : أولا : منذ إعلان نتيجة انتخابات رئاسة الجمهورية وفوز المشير السيسي بها واحتفالات المصريين في أنحاء مصر لم تنقطع خاصة في ميدان التحرير – مسرح الحادث – ولم تحدث حالة تحرش واحدة لأكثر من خمسة أيام متصلة .
ثانيا : الاعتداء بهذه البشاعة علي الفتيات والسيدات المحتفلات كانت ردا علي الموقف الوطني الغير مسبوق للمرأة المصرية التي ساهمت وبقوة في إزاحة حكم الإخوان والنزول بالملايين في الاستحقاقات الانتخابية لدعم خارطة الطريق ، فكان لابد من تجريس المرأة وتعريتها – من وجهة نظرهم – لكسر عينها وهو ما لم يحدث حتي مع إتيانهم أفعالهم الإجرامية التي يندي لها الجبين وتلفظها كل الأديان السماوية .
ثالثا : محاولة من الجماعة الإرهابية لإفساد هذا العرس الوطني الكبير الذي يتابعه العالم اجمع وهو إنفاذ إرادة المصريين وتنصيب المشير السيسي رئيسا لمصر في حفل ديمقراطي شهد به العالم وهي المرة الأولي التي يحدث فيها تسليم وتسلم الرئاسة المصرية وهو ما أشعل غضب قيادات التنظيم الإرهابي فأرادوا إفساد هذا العرس الكبير بتلك الجريمة الشنعاء .
رابعا : توصيل رسالة بأن الأمن في مصر ما زال ضعيفا ولم يستطع كبح جماح الجريمة أو إعادة الأمن والاستقرار مع وجود السيسي وهو ما كان له مردود عكسي علي الجماعة الظلامية حيث سطر رجال الشرطة ملحمة وطنية في ميدان التحرير عندما اقتحموا بشجاعة تجمعات المجرمين ونالهم ما نالهم من طعنات واعتداءات لينقذوا المجني عليهن من براثن تلك الذئاب اللابشرية .
خامسا : توصيل رسالة إلي شباب الجماعة الذين بدأو يشككون في قدرة التنظيم علي العودة مجددا لصدارة المشهد السياسي في مصر والتشكيك في تصريحات قياداتهم ، فكانت تلك رسالة لإعادة الثقة لدي هؤلاء الأتباع بأن التنظيم والجماعة ما زالت حية رغم الملاحقات الأمنية وتقلص عدد المظاهرات والمتظاهرين .
سادسا : توصيل رسالة للممولين والداعمين في الخارج بأن الجماعة ما زالت موجودة لضمان عدم انقطاع الدعم المادي لأعضاء الجماعة في مصر .
سابعا : أن أحد الجناة المقبوض عليهم وهو حاصل علي بكالوريوس إعلام ويعمل مونتير في احدي القنوات الفضائية أشارت القرائن إلي انتمائه لجماعة الإخوان وهو فاعل أصلي في الجريمة .
ثامنا : وجود مصور فيديو " إخواني " بكاميراته في موقع الأحداث قبل ارتكاب الجريمة لتصويرها ونقلها مباشرة حتي قبل الانتهاء من الجريمة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية ، وكانت أول جهة إعلامية تنقلها هو موقع " رصد " المعروف انتمائه لجماعة الإخوان والذي نقلتها عنه كافة المواقع والصفحات التابعة لجماعة الإخوان والتي قامت بدورها بنقلها لكافة وسائل الإعلام العالمية في اقل من دقائق معدودة لتحويل بوصلة العالم من نقل فرحة المصريين بتتويج الرئيس إلي الحادث الأبشع في ميدان التحرير وإفساد يوم التنصيب، وهي قرينة قوية علي تورطها في الحادث .
تلك كانت قرائن وبراهين بنينا عليها النتائج التي وصلنا إليها والتي نعتقد أن التحقيقات التي تجري الآن في ملابسات الحادث لن تخرج عنها وهي تورط الجماعة الإرهابية في المؤامرة علي سمعة مصر.
وإذا كنا قد وصلنا في تحليلنا السابق إلي تورط الجماعة الإرهابية في ارتكاب جريمة هتك عرض بنات مصر ، فإننا لا نكون منصفين إذا ما قصرنا الحادث علي أنه جريمة سياسية فحسب دون التطرق إلي جريمة التحرش في حد ذاتها باعتباره ظاهرة باتت تؤرق كل البيوت المصرية ، وهنا ينبغي أن نشير بأصابع الاتهام إلي عناصر أخري ساهمت وبقوة في استفحال هذه الظاهرة وتفشيها داخل المجتمع المصري – وذلك إذا أردنا وضع حلول جذرية للقضاء عليها .
أولي هذا العناصر البيت والأسرة التي فقدت دورها في تربية أبنائها ، فانشغل الأب بالعمل ليل نهار لتوفير متطلبات أسرته في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد ، وانشغال الأم بأمور أخري ليس من بينها متابعة أداء الأولاد وتعليمهم الأخلاق والمواظبة علي أداء العبادة التي تقيهم من شر السقوط في براثن شياطين الأنس وقرناء السوء .
وثاني العناصر الإدارة السيئة من الحكومات السابقة لملف الاقتصاد ودعم موارد الدولة مما خلف جيش بالملايين من الشباب العاطل والذي يمتلك طاقات كبيرة يفرغها في أمور محرمة ومجرمة مثل التحرش الجنسي .
وثالث العناصر الغياب الكامل لدور المدرسة وانحدار العملية التعليمة لأدني مستوياتها وعجز الدولة انتشال قطاع التعليم من الغرق في ظل وجود مدرس غير مؤهل ، ومدارس حكومية مكدسة بعشرات التلاميذ في فصل واحد ، ومدارس خاصة تاجرت بالعملية التعليمية وحولت التلميذ إلي سلعة تباع وتشتري في ظل انعدام كامل لرقابة وزارة التربية والتعليم والنتيجة إما تسريب أولاد من التعليم أو تخريج طلاب لسوق العمل يخطئون حتى في كتابة أسمائهم .
أيضا من العناصر المؤثرة علي استفحال ظاهرة التحرش الجنسي أفلام البورنو والمقاولات في السينما المصرية والتي ساهما بشكل واضح في انحراف الآلاف من الشباب المصري والمراهقين الذي يشاهدون الأفلام الإباحية ثم يقومون بتقليدها علي الطبيعة ، ومثال صارخ علي ذلك فيلم " حلاوة روح " للمبدعة هيفاء وهبي ، وتاجر اللحم الأحمر الذي يسعي إلي تحقيق الأرباح بالملايين ولو جاءت علي حساب تدمير جيل كامل يشاهد بضاعته الرخيصة ، وكما هو واضح من سيناريو الفيلم أنه يستهدف الشباب الصغير دون الثامنة عشر من عمره عندما عرض مشاهد للهيفاء مع طفل صغير عارية علي فراش المتعة .. وهو تحول خطير في الأفلام الإباحية التي كانت تستهدف من قبل الرجال والشباب ، والآن استهدفت النشئ الصغير الذي جاب شوارع مصر بحثا عن فريسة يلتهمها ويطبق مشاهد " حلاوة روح " علي الطبيعة فكان ما نشاهده اليوم من جرائم تحرش في معظم الميادين ووسائل المواصلات وحتي في البيوت بين أفراد الأسرة الواحدة ، وحسنا فعل المهندس إبراهيم محلب عندما أصدر قرارا بمنع عرض الفيلم في دور العرض المختلفة ، إلا أن ذلك لم يمنع الشباب من مشاهدته علي اليوتيوب وعدد من المواقع الأخرى .
قيس علي ذلك فيلم " حين ميسرة " الذي يعرض أيضا لمشاهد وألفاظ خارجة وإباحية بين أطفال الشوارع ، بالإضافة إلي مشاهد الشذوذ بين بطلات الفيلم الذي أخرجه الرائع خالد يوسف !! ، ومسلسل " القاصرات " وغيرها من الأعمال الفنية الرديئة التي أسهمت في تدمير المجتمع المصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.