أكد بابا الفاتيكان، قداسة البابا فرنسيس، على ضرورة إنهاء الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط. وقال في كلمة مقتضبة ألقاها خلال مؤتمر صحفي أقيم بقصر الرئاسة ببيت لحم "آن الأوان لإنهاء هذا الوضع الذي لم يعد مقبولا، ولنضاعف إذا الجهود والمبادرات الهادفة إلى خلق الشروط اللازمة لسلام مستقر يرتكز إلى العدالة والاعتراف بحقوق كل شخص، وإلى الأمن المتبادل". وتابع فرنسيس : "آن الأوان بالنسبة للجميع كي يضعوا شجاعة السخاء والابتكار في تصرف الخير، وشجاعة السلام التي ترتكز إلى إقرار الجميع بحق الدولتين في الوجود وفى التنعم بالسلام والأمن ضمن حدود معترف بها دوليا". وأعرب قداسته عن قربه ودعمه لمن يتألمون أكثر من غيرهم بسبب نتائج هذا الصراع الدائر بمنطقة الشرق الأوسط، معبرا عن أمله في أن يسعى الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي والسلطات من الجانبين نحو السلام حاملين ما تتطلبه هذه المسيرة من شجاعة وحزم، متوجها بالشكر إلى الرئيس محمود عباس والتحية إلى الممثلين عن الحكومة وإلى الشعب الفلسطيني بأسره. ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنه يعوّل على جهود الحبر الأعظم البابا فرنسيس ومساعيه الخيرة لإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني ويرحب بأية مبادرة قد يتخذها أو تصدر عنه لجعل السلام حقيقة ناجزه في الأرض المقدسة. ووجه عباس الشكر للبابا فرنسيس على لقائه بأطفال وأبناء مخيمات اللاجئين الذين يعيشون مأساة وعذاب التشريد واللجوء، الذي فرض عليهم قسراً وقهراً جراء النكبة منذ أكثر من 66 عاماً. ودعا عباس الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف التام عن الأعمال التي تخالف القانون الدولي، قائلا "أدت الممارسات الإسرائيلية إلى هجرة الكثير من أهلنا من المسيحيين والمسلمين، والذين نحرص على بقائهم وانغراسهم في أرضهم أرض الأجداد". كما وجه عباسرسالة للإسرائيليين قائلا: "تعالوا لنصنع السلام القائم على الحق والعدل والتكافؤ والاحترام المتبادل، فما تسعون له من أجل خير ورخاء شعبكم وأمنكم وأمانكم واستقراركم، هو عينه ما نصبو إليه". وكان الرئيس الفلسطيني قد استقبل صباح اليوم الأحد بقصر الرئاسة في بيت لحم، البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والذي وصل منذ قليل إلى فلسطين، قادما من عمان على متن طائرة أردنية، في ثاني محطة من زيارة تاريخية إلى الأراضي الفلسطينية المقدسة تشمل أيضا القدسالمحتلة.