انتهت فعاليات المنتدي الدولي الثاني لمواجهة مرض"صدأ القمح الأصفر" بمدينة أزمير التركية ، والذي نظمه المركز الدولي لأبحاث المناطق الجافة والقاحلة "الإيكاردا" ، لمدة أسبوع لمناقشة كيفية مواجهة هذا المرض. ورغم اشتراك 200 باحث يمثلون 15 دولة من كل قارات العالم لوضع استراتيجية لمواجهة مرض"صدأ القمح" الا ان المشاركة المصرية كانت ضعيفة جدا ، حيث شارك 3 باحثين من مراكز البحوث الزراعية فقط !! وهو ما جعل عاطف شاهين- باحث بمحطة البحوث الزراعية بمنطقة ساخا بمحافظة كفرالشيخ - مستاء لمستوي المشاركة المصرية الضعيفة .. خاصة وانه لم يتم الطلب من الباحثين بتقديم ورقة بحثية عن وضع استراتيجية لمواجهة هذا الخطر العالمي!! التغيرات المناخية أشار،محمود الصلح-مدير عام منظمة الايكاردا- الي ان مرض "صدأ القمح الأصفر" من أخطر الأمراض التي تصيب القمح، وهو أشبه بذرات غبار ذات لون أصفر تنتقل من مكان لآخر بواسطة الرياح ، وتؤدي حال تراكمها على المحصول إلى تدميره... فضلا عن انه ينتقل من مكان إلى آخر بواسطة الرياح، يجعل التعاون بين دول العالم المختلفة في مواجهته ضرورة ملحة..اي ان التغيرات المناخية تؤدي إلى سلالات جديدة أكثر خبثا لا تتمكن الاصناف المقاومة من التصدي لها، وهو ما قد يؤدي إلى تفشي المرض. ويخشى الصلح من أن يؤدي تفشي المرض وتحوله من الصورة الوبائية إلى تهديد الأمن الغذائي، وقد كشف بيان صادر عن الإيكاردا عن أن نحو سلالات جديدة من المرض دمرت 400 ألف هكتار في اثيوبيا عام 2010 ، و تسببت في خسائر تصل إلى 80 % في بعض أجزاء من الشرق الأوسط وشمال افريقيا!! وخلال المنتدي استعرض الباحثون أسلحتهم بحثا عن تحقيق التأمين الكافي للقمح في مواجهة هذا العدو، الذي يمثل أكبر تهديد للأمن الغذائي العالمي . و قرر معصوم بوراك -رئيس مركز الأبحاث الزراعية والسياسات التابع لوزارة الزراعة التركية-، تدشين شبكة بين الباحثين لتبادل المعلومات بينهم حول سلالات المرض والأصناف المقاومة له. باحثو مصر مستمعون!! وحضر د.إبراهيم إمبابي- استاذ أمراض النبات بمركز البحوث الزراعية- ليعرف ماهية الاستراتيجية التي سيتبعها العالم لمواجهة هذا المرض الخبيث . اما د. محمد أبو زيد - باحث بمعهد بحوث امراض النبات قسم ابحاث القمح-فقد حصل علي درجة الدكتوراة من خلال تعريف ثمانية أصناف من القمح تتمتع بخواص أفضل من نظيرتها في مواجهة مرض صدأ القمح. وقال د. عاطف شاهين -الباحث بمركز البحوث الزراعية –علي هامش المنتدي بانه توصل الي طريقة لتعريف سلالات الفطر المسبب للمرض بشكل سنوي من خلال محطة البحوث الزراعية بمنطقة "سخا" بمحافظة الدقهلية . وقال شاهين " سأشبه الأمر بالقفل والمفتاح، فالفطر هو المفتاح، والأصناف المقاومة للمرض هي القفل، ولأن المفتاح هدفه هو الدخول في القفل حتى يؤدي مهمته، فسيسعى إلى تغيير ( السنون ) حتى يتمكن من اختراقه، وهذا ما يفعله الفطر، لذلك يجب متابعة نشاطه كل عام ". وأضاف، أن بعض الأصناف التي يستخدمها الفلاح المصري على أنها مقاومة للمرض، نجح الفطر هذا الموسم في اختراقها . لبنان والمغرب يتوصلون للعلاج!! اما رولا العميل -من مركز الأبحاث العلمية بلبنان- فقد توصلت من خلال دراسة اجرتها على 11 دولة بإقليم الشرق الأوسط إلى أن درجة الحرارة من 16 إلى 25 هي المثالية لانتشار المرض .. بينما درجة الحرارة من 35 إلى 40 غير ملائمه لانتشاره". وعرض د.عبد الله باري من مكتب الإيكاردا بالمغرب، تجربته في كيفيه اكتشاف الأصناف المقاومة للمرض باستخدام معادلات رياضية اختصرت المهمة كثيرا..ومن بين أكثر من 16 ألف عينة من النباتات جمعها من 6 آلاف و 159 موقعا، نجح د. باري وفريقه البحثي في تحديد الأصناف المقاومة للمرض في المغرب. الشرقية تعاني من المرض!! يذكر ان محافظة الشرقية عانت من انتشار مرض (صدأ القمح) شهر مارس الماضي ،وهو مرض فطري يصيب بعض المحاصيل الزراعية.. يأتي هذا وسط معاناة للفلاحين وخسائر يتكبدونها وحدهم نتيجة هذا المرض ولعدم توفير الأدوية المضادة لهذا المرض من قبل وزارة الزراعة، و يؤدي لإتلاف المحصول، وتوقع الفلاحون أن تكون كمية المحصول لهذا العام أقل من الأعوام السابقة بمراحل!! وكان د. عبد المنعم البنا رئيس مركز البحوث الزراعية قد أكد في شهر سبتمبر الماضي أن الهدف من إحداث تغيير صنفي في تقاوى القمح على مستوى الجمهورية يرجع إلى مخاوف شديدة من انتشار مرض الصدأ الخطير في الحقول المصرية، مما يعرض مزارعي القمح لخسائر ضخمة في الموسم الشتوي.