انتهت وزارة الزراعة، ممثلة فى مركز البحوث الزراعية، من إنتاج صنفين جديدين من القمح المقاوم لمرض الصدأ الأسود المنتشر فى عدد من الدول الأفريقية، ويحمل الصنفان اسمى «مصر 1» و«مصر 2» تمهيدا للبدء فى زراعتهما فى الحقول الإرشادية التابعة للمركز لتعميم التجربة على مستوى جميع المناطق، فضلا عن تجربتهما بدول حوض النيل. وقال الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس المركز، إنه تم الانتهاء من إنتاج 40 طن تقاوى من الأصناف الجديدة، وسيتم إكثارها بمعرفة قسم بحوث القمح والإدارة المركزية لإنتاج التقاوى، تمهيدا لتوزيعها على المزارعين، مشيرا إلى أنه من المقرر البدء فى زراعتها من خلال 93 حقلاً إرشادياً، وعقد دورات تدريبية للباحثين والمرشدين الزراعيين والمزارعين لتوضيح أهمية نشر زراعة الأصناف الجديدة. وأضاف أبوحديد فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أنه منذ إعلان ظهور مرض الصدأ الأسود فى مايو الماضى فى العديد من الدول مثل: إثيوبيا وكينيا واليمن، قامت وزارة الزراعة بإرسال 200 سلالة وصنف من القمح الجديد لهذه الدول للتأكد من مقاومتها للمرض، وذلك بالتعاون مع المراكز البحثية بها ومنظمة «الإيكاردا». وأشار إلى أن النتائج أسفرت عن الحصول على بعض السلالات لقمح الخبز وقمح المكرونة، تحمل صفة المقاومة للصدأ الأسود، وتم إدخالها فى التهجينات ببرنامج التربية بقسم بحوث القمح لاستنباط أصناف تحمل الجينات المقاومة للمرض. وأوضح أنه تم الاتفاق مع العديد من الدول لتصدير كميات من الأصناف المصرية الجديدة المقاومة ل«الصدأ الأسود»، مشيرا إلى أنه تم تصدير 1.5 طن إلى أفغانستان وكميات أخرى إلى السودان لتجربة زراعتها هناك، بالإضافة إلى تجربة زراعتها فى دول حوض النيل. ولفت رئيس مركز البحوث الزراعية إلى أن نشر الأصناف الجديدة المقاومة لهذا المرض ذو مردود اقتصادى كبير، خاصة فى حالة ظهوره فى مصر، مؤكدا أن المرض يسبب خسائر شديدة فى المحصول تصل لأكثر من 50% فى حالات الاصابة الوبائية، وأن الإصابة المتوسطة تسبب خسائر تصل إلى 25%، مؤكدا أن الأصناف الجديدة تقلل الخسائر بحوالى 3.3 مليار جنيه سنويا. فى سياق متصل، نجح مركز البحوث الزراعية فى استنباط سلالات جديدة من الأرز قليلة الاستهلاك لمياه الرى، تمهيدا للبدء فى استخدامها على النطاق التجارى وإعداد التقاوى اللازمة للمساحات التى تحددها الدولة سنويا لزراعة الأرز، والبالغة مليونا و100 ألف فدان سنويا. وتتميز الأصناف الجديدة بأنها تستهلك 50% من كمية مياه الرى التى تستهلكها الأصناف التقليدية، بالإضافة إلى أنها تتحمل الجفاف، وجودة الإنتاجية، وتواجه التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية. وأوضح الدكتور أبوحديد أن الباحثين بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بقسم بحوث الأرز قاموا بعمل برنامج يشتمل على مجموعة كبيرة من التراكيب الوراثية المستوردة والمحلية، والتى يتم إجراء التهجين خلالها بين الأصناف المتحملة للجفاف والأصناف المحلية ذات الإنتاجية العالية والحساسة للجفاف، وذلك لنقل صفة تحمل الجفاف إلى بعض الأصناف المحلية عالية الإنتاجية قصيرة العمر. وأوضح أنه يجرى حاليا تقييم تلك السلالات تمهيدا لتسجيلها كأصناف جديدة، مشيرا إلى أن برنامج نقل تكنولوجيا الأرز سوف يقوم بتجريب السلالات الجديدة فى التجارب التأكيدية والتجميعات الإرشادية فى حقول المزارعين لتعميمها كأصناف جديدة تستهلك كميات أقل من مياه الرى، والتغلب على مشكلة نقص المياه لمحصول الأرز.