أكد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب ضرورة استعادة المواطن العربي لعزته وكرامته، التي صانها الشرع وجعلها شعارا للمسلم القوي. كما طالب بعودة الروح لوجدان أبناء الأمة حتى يعودوا إلى ريادتهم والي خيريتهم التي اصطفاهم المولي عز وجل بها بين الأمم، معربا عن أسفه لاستمرار شلال الدم على ارض سوريا الشقيقة وما يتعرض له المواطن السوري ومنتقدا الأمة الإسلامية والضمير العالمي لعدم القيام بدور فعال لوقف تلك الأوضاع و المشاهد التي تقشعر لها الأبدان . جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر ونخبة من علماء الأزهر من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وعمداء الكليات العربية والشرعية بمشيخة الأزهر الأحد 29 ابريل الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي والوفد المرافق له . وقال د.الطيب لو كانت هذه الخاصية موجودة بيننا الآن ما استمر شلال الدم علي ارض سوريا الشقيقة ولو كان هذا الدم لحيوانات لانتفض الضمير العالمي، فما بالنا باسمي مخلوقات الله هذا الإنسان الذي كرمه ربه،ونفخ فيه من روحه، واسجد له ملائكته وتساءل أليس من العار علي أبناء الأمة أن ينظروا إلي تلك الأوضاع دون ان يتحرك الضمير العالمي بصورة فعالة لإيقافه . من جانبه أشاد الأمير الحسن بن طلال بالأزهر الشريف باعتباره المرجعية الدينية الكبرى للمسلمين ولعطائه المستمر في جميع المجالات الإنسانية ، وانتشار خريجيه في جميع بلدان العالم ولدوره المحوري في بلورة الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل، وترسيخ مفاهيم وقيم المحبة والتسامح بين الناس ووضع أسس لمنظومة الحريات وبناء المؤسسات الدستورية حيث تجلي هذا الدور في مبادرته التي قام بها بعد الثورة المصرية ودعوته لإقامة الدولة الدستورية الديمقراطية الحديثة . وأضاف الأمير الحسن في كلمته خلال اللقاء ان الأزهر وفق في مساعيه لتفعيل دور المؤسسة الدينية في الواقع الإسلامي الراهن خصوصا في ظل المتغيرات الجذرية التي تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية وقدم عبر التاريخ صيغا حضارية للعلاقة بين المواطنين المصرين بجميع أطيافهم مسلمين ومسيحيين بما يؤكد أهمية وجوده كمرجعية إسلامية وحضارية جامعة تتجاوز المطروحات الطائفية والرؤى الفئوية وهو موقف يسجل للأزهر الذي يعبر عن موقف الإسلام الوسطي المعتدل . وأوضح ان الأزهر يقدم نموذجا للدور المرجو من المؤسسات الدينية والعلماء الذين يفهمون الدين حق الفهم ويتحملون توجيه الأمة وترشيد طاقتها وتهذيب سلوكياتها وتقويم حركاتها التغيرية ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي والإداري الذي يتعارض مع القيم الإسلامية والمشاركة الفاعلة في بناء الأمة وإعلان هوية الوطن لاسيما في هذه الأيام التي تشهد حراكا سياسيا وتطرفا كبيرا في الخطاب الديني وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداما خاطئا.