"قصتهم بين الإخوان والداخلية" "ألتراس".. عندما يتحول التشجيع إلى شغب..والثأر إلى خروج عن القانون هل كل المتمردين خارجين على القانون، هل هم ممولون، هل يتبعون نشاطا خفياً لا يعلم به أحد؛ أم عليهم أن يكونوا كذلك في مجتمعنا الذي يُسيس فيه الأشخاص وتتوجه الجماعات ؟! قصتهم يتضارب التاريخ عندما نتحدث عنهم، فطبقاً لحديثهم، وما تتداوله صفحات الإنترنت، هم جماعة "رياضية" نشأت لأول مرة في البرازيل عام 1940، ثم بدأ انتشارهم في أوروبا ومنها للدول العربية، حيث كانت "تونس" محطتهم الأولى عام 2002، ثم إلى مصر بالنادي الأهلي في 2007 وطبقا للمسئولين، هم جماعة سياسية، كانت تعقد اجتماعاتها في ملاعب الكرة نظرا لأنهم كانوا من طبقات اجتماعية بسيطة لا يملكون المال أو المكان الذي يمكن أن يعقدوا اجتماعاتهم فيه، لذلك لجأوا لملاعب الكرة، الأمر الذي يفسر عدم مواجهتهم للملعب، في إشارة لأن الرياضة ليست هدفهم الأول، والملعب ليس سوى مكان للاجتماعات. واجه الألتراس الكثير من الاتهامات منذ نشأته، ولكن، قبل تأكيد هذه الاتهامات أو نفيها، لم يكن الأمر سهلاً،فهم الأكثر ترتيبا وتنظيما بين الآخرين، ليس سهلا أن تخترق صفوفهم أو تحضر أحد اجتماعاتهم، حيث إن قاعدتهم الأول هي أنهم "آنتي ميديا"، أي "ضد الإعلام"، فيرون أنه يسبب الأمجاد الشخصية، كما أنه غير حيادي أو موضوعي في بلادنا وجوههم كوجوه غيرهم، إلا أن إصرارهم على الثأر أحيانا..قواعدهم الصارمة أحيانا أخرى.. الشغب كما يُتهمون، كل ذلك يضعهم في دائرة الشك، وعلى الرغم من أننا "جماعة الإعلام" لم نفهم يوما لماذا لا يردون، إلا أنهم يعرفون أهدافهم جيدا.. "خط أحمر" .. هذا ما يمكن أن يُقال لك إذا ما بدأت تسأل عن هذه الجماعة في أي مكان يحمل طابع "ميري"؛ لم يساعدنا أحد من "الداخلية" عندما حاولنا أن نعرف ماهيتهم، التهم الموجهة إليهم،الثأر معهم، وكنا ننصح دائما بالابتعاد! كيف وصلنا لهم ؟ خلف أحد المباني الشهيرة في مدينة نصر، كان اجتماعهم المغلق من أجل جمع المال اللازم للسفر لتشجيع فرقتهم الرياضية، فذهبنا..:" نريد الانضمام للأتراس..هل يمكن أن نسافر معكم..هل يمكن أن نتحدث ...؟!" كلها بدايات حاولناها لكنها لم تفلح معهم؛ إذن.."نحن من الصحافة، هل يمكن أن نتحدث"؟! كانت نظرته وحدها كافيه لان نفهم أنه لن يبوح بالكثير، لكننا مع ذلك بقينا . هو أحد "الكابوهات" المعروفين بينهم..ظهر في المرات المعدودة التي حاولوا الظهور إعلاميا فيها للجمهور، مباشرة بعد مذبحة بورسعيد، أوضح في حديثة الموجز والسريع أنه لن يستطيع الحديث بمفردة، كما أن قواعد الألتراس تجبره بالعودة لل"جروب" من أجل مشورتهم، فهم ليسوا أفراد،وقضيتهم جماعية.. تطرق في الحديث عن الإعلام في مصر، وكيف أنه لا يتميز بالحيادية، موضحاً أنهم في الخارج لا يفكرون بطريقتنا، وأنهم لا يأخذون كل هذا الوقت لاتخاذ قرار الحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية؛ حديثا لا يكشف الكثير ولا يعد بشيء، حتى بعد انتهاءه..انتظرنا يوم بعد الآخر لنحصل على الرد منه إن كان سيتحدث، لكنه لم يرد ! "الطريق مغلق إذن"..لن نصل لشيء؛ الجماعة مغلقة.. الداخلية متكتمة، والعلاقة غير مفهومة، تأخذ طبع الثأر أحيانا، والشغب أحياناً أخرى، أما الأشخاص العاديون فهم يتأرجحون بين الثورية الحقيقية، أو خارجين على القانون. روايات مختلفة أين البداية؟ هل بدأت حكاية الألتراس عندما قتلوهم، هل هم الجاني أم المجني عليه .. يتلخص الأمر في ثلاثة أشياء : "روايتهم- رواية المسئولين – روايتنا " وبينهم تتشابك الخيوط. أولا- روايتهم، يقول أحد أفراد الالتراس الذي رفض ذكر اسمه " لم يستطع أحد شراؤنا بالمال، يوجهون التهم إلينا منذ بداية ظهورنا عام 2007، قالوا إننا نتبع "الحزب الوطني في البداية، قالوا إننا مجموعة من الشواذ، وأحيانا "بلطجية" مدمنون على المخدرات، وأخيرا "إخوان مسلمين".. بدأ الربط بين الألتراس والإخوان عندما أذاعت العديد من الشخصيات الرياضية الشهيرة أن الألتراس"أهلاوي" تحديدا على علاقة برجل الأعمال والقيادي الإخواني خيرت الشاطر، وأن ذلك من خلال ابن خيرت الشاطر "سعد"، الذي انضم للجماعة كمشجع للنادي الأهلي، ثم أصبح همزة الوصل بين الألتراس وتمويل الإخوان للمساهمة في أعمال الشغب .. يرد مصدرنا على ذلك ساخراً، " إن كان أبن خيرت الشاطر معنا..لكنا حكما مصر "، ليس كل من يجلس في"تالته شمال" ألتراس، كما أننا جماعة رياضية، ليس لها علاقة بالسياسة، كل التوجهات السياسية بيننا، لكننا لا نتحدث فيها، معنا الإخوان، الفلول، الثوريون، وكل الاتجاهات، لكن رواية ابن خيرت الشاطر ليس لها أساس من الصحة .. ربما يأتي ابن خيرت الشاطر أحيانا ليشجع النادي، لكني أؤكد أنه لم ينضم إلينا يوما ..لقد غيّرنا عقول الشباب، ليس كل من يرتدي مثلنا، ويغني أغانيا يجب أن يكون بالضرورة نحن، لقد أحبنا الجميع و رأوا أننا مختلفون، ففعلوا مثلنا، أي شخص يمكن أن يشتري "التيشيرت" الخاص بنا و يلعب بالشماريخ . إشتراك الألتراس .. 25 جنيهاً شهرياً يتابع،" لا توجد خلافات بيننا و بين إدارة النادي..أما بلاغات "إتحاد الكرة ضدنا" فلم يحدث فيها شيء، ولم يحدث لنا شيء..ولا أعرف لماذا!"..لا يوجد محامين خاصين بنا كألتراس، لكل فرد محاميه الخاص". لم نكذب عندما قلنا أن تمويلنا ذاتي..قديما كان للألتراس اشتراك شهري، نحو 25 جنيهاً شهرياً، لكننا ألغينا ذلك بعد حادث بورسعيد، كنا نقسم مناطق السكن، وكل شخص أو اثنين مسئولين عنهم، أما الآن، عندما نحتاج إلى شيء أو يكون هناك سفر، نعلن عن الأمر ونحدد موعد اجتماع لجمع الأموال لمن يرغب في القدوم معنا، "الكابوهات" غالبا هم من يقوموا بجمع المال، والمختصين بذلك سموا ب"السيكرت جروب" يتجمعون ويتناقشون بشكل سري على إحدى صفحات "الفيس بوك" التي لا يوجد عليها سواهم .. بعد حادث بورسعيد بالتحديد أراد عدد كبير أن ينضم إلينا..ووجدنا أنهم يتاجرون بالقضية، فأقصيناهم من على الصفحة الخاصة بنا، ومن المجموعة بشكل عام، وجعلنا الأمر مغلق كما كان..ومقتصر علينا، عددنا غير معلوم بالنسبة لأحد، لكننا نزيد كل يوم، وفي كل مكان.." ثانياً- رواية المسئولين: المسئولين هنا يختلفون مابين مؤيد ومعارض وممتنع عن الحديث، من امتنع هم رجال الداخلية، موضحين في تصريحات ودية أن التحقيقات مستمرة معهم وحولهم، وأنهم قضية غير منتهية بعد، فلا يجوز فيها الإفصاح عن أي معلومات، هذا بجانب أنه لن يتحدث أحد في هذه القضية بالتحديد. أما الرياضيين، والخبراء، فلم يجدوا حرج، وعلى رأسهم خبير اللوائح والقوانين د. محمد فضل الله، والذي أوضح أنه لا توجد نصوص قانونية أو لوائح تنظم عمل الالتراس، ولكن كانت هناك قوانين تصدر أحياتنا للتنظيم مثل "شغب الملاعب" لكن مثل هذه القوانين تغضب الالتراس لأنها في الغالب تعني أن يكون لهم روابط واضحة ، قانونية ومعلنه عن شروط العضوية والاشتراك، لكنهم دائما ما يرغبون في عدم تقييد حريتهم، أما عن النادي الأهلي فهو يشعر أحيانا بوقوع نوع الأضرار علية سواء كان ذلك مادي أو معنوي؛ الإدارة تدعمهم كمشجعين ، لكنهم غير محددين أو معروفين بالنسبة للإدارة التي تتعامل مع أشخاص مجهولي الهوية. وأكد الخبير في روايته لتاريخ الألتراس أنهم بدءوا عام 1965 في إيطاليا بحركة تسمى حركة "الكُرفة" العمالية المناهضة للنظام، ثم انتقلت للعديد من الدول، وتسببت في الكثير من المشكلات، وهو في الاساس ظهور سياسي وليس رياضي، وكانت المدرجات مكان اجتماع لهم بعد أن فشلوا في إيجاد مكان خاص بهم، الأمر الذي يُفسر لماذا يديرون ظهورهم للملاعب أو ينظرون أحياناً إلى أعلى، ولماذا لا يجلسون في المنتصف ليكونوا مواجهين لل"مقصورة" وإنما في "تالته شمال" وهي من النقاط الاضعف لمشاهدة المباريات. الدولة للألتراس: من أنتم؟ ويؤكد فضل الله على أنه لا يمكن حتى الآن توجيه أي نوع من التهم للألتراس، موضحا أن أعدادهم بالفعل كفيلة أن تتولى مسألة تمويلهم الذاتي، وأنه لا يصدق في وجود اي نوع من التمويلات الخارجية بجانب ذلك.. وأوضح خبير اللوائح والقوانين أن مشكلة الألتراس الحقيقية هي أنهم غير واضحين مع الدولة، هم مجموعة منظمة في كل شيء ماعدا الدولة، ولذلك هم من "يشبهوا" أنفسهم بأيديهم، وأشار أن الألتراس يعتقد نتيجة معلومات خاطئة أن الدولة تحاربة، والدولة في الحقيقة لا تستطيع التعامل معه واحتوائة أو حتى استعلال طاقاته، فأسلوب القمع الذي كان مستخدم قديماُ بالتأكيد لن يجدي مع فئات عمرية من 15 حتى 25 عام. "أعتقد أن أعداد الألتراس الحقيقية تكاد تقترب من 509 ألف، لكنهم في الحقيقة اختفوا من جميع أنحاء العالم وبقيوا فقط لدينا، بل وانتقلت أفكار الغرب كما هي..يجب أن يكونوا أوضح معنا." تحقيقات لا تتحرك على الرغم من الجدل الكبير المثار حول هذه الجماعة، إلا انه لا يوجد الكثير من الإتهامات الرسمية الموجهه إليهم، كل ما يمكن رصده عنها في الأوراق الرسمية هو أتهام المحامي "أشرف العزبي" عضو هيئة الدفاع عن المتهمين بمذبحة ستاد بورسعيد، والذي اتهمهم بصورة مباشرة أنهم يتعاونون مع قيادات الإخوان لإحداث فوضى في للبلاد، وذلك في البلاغ رقم 10288 لسنة 2013. أما الإتهامات الاخرى التي يمكن رصدها، هي اتهامات اتحاد الكرة لجروب الألتراس بحرقة ومحاولة سرقة محتوياته، لكن كل هذه الإتهامات لم تتحرك بعد تقديمها لأسباب غير معلنه، ولا يمكن أن يتحدث فيها أحد إذ أنها مازالت أمام النيابة العامة. وفي هذا يقول المصدر من التراس أهلاوي إنه "لم يحدث لأحد منا أي ضرر جراء هذه الإتهامات، ولم يتحرك ضددنا شخص". ثالثا: روايتنا: المقصود بروايتنا هو ما اعتاد الناس قوله عليهم، ما تداولته وسائل الإعلام عنهم ولم تكمله، وما اتهمتهم به الشخصيات العامة ولم يستطيعوا أن يثبتوه، وفي هذا الكثير. لم يعرف الجمهور الالتراس بشكل كبير إلا بعد حادث "بورسعيد"، عندما تعاطف معهم في البداية، وانقلب بعضه عليهم بعد ذلك ..خرج الالتراس للشوارع ليؤكد لأجهزة الدولة أنه لن ينسى حقوق شهداءه، ولن ينتظر كثيرا لتتحقق العدالة التي لم يروا برهاناً عليها من قبل، - بحسب بعض تصريحاتهم الإعلانية- عقب مذبحة بور سعيد، ورأى البعض في ذلك تجاوزا غير مسموح. "مذبحة بورسعيد" في حد ذاتها كانت ومازالت لغزا يبحث عن حل، فالتصريحات التي قالها "كبوهات" ألتراس أهلاوى بعد الحادث لم تًذكر كثيرا في وسائل الإعلام ولم يثبت احداً صحتها، فقد أكدوا على انه طوال طريقهم حتى استاد بورسعيد كانوا يتلقون إشارات توحي أو تعني أن عليهم الإبتعاد والرجوع من حيث أتوا لانهم قالوا ما لايجب أن يُقال، وكانت هذه التحذيرات تصل لهم من أشخاص يبدوا وكأنهم ينتمون إلى خلفيات سياسية دينية، أي من "الإخوان والسلفيين"، وهم يعتقدون أنهم كانوا على علم يما يحدث، أي أنها كانت مؤامرة مدبرة. تطالب الدولة "الألتراس" أن يكونوا واضحين تجاهها، لكنهم لم يكونوا يوماً واضحين أو منصفين معها، إذ لا توجد اتهامات واضحة يمكن توجيهها للألتراس، ولا يوجد علاقة يمكن اثباتها بينهم وبين الإخوان كما لم تتواجد علاقة من قبل تثبت انهم يتبعون "الحزب الوطني" أو أنهم "بلطجية مأجورين"..ورغم كل ذلك هم من "المحظورات" داخل الدولة. العلاقة بينهم أقرب لأن تكون "شد وجذب" طوال الوقت..كل جهه توجه اللوم الأخرى، وكل طرف يرى أن الحق معه وكلاهما لا يتحدث؛ العلاقة بين الشغب والامن واضحة دائماً، "خلف خلاف"..لكن إجابة السؤال الذي لابد أن تتضح يوماً: "من يصنع الشغب ومن يبحث عن الأمن؟" *فريق العمل الإستقصائي لبوابة أخبار اليوم: "آية سمير- ناريمان فوزي- أسماء مصطفى - انجي خليفة - أميرة سعيد" "قصتهم بين الإخوان والداخلية" "ألتراس".. عندما يتحول التشجيع إلى شغب..والثأر إلى خروج عن القانون هل كل المتمردين خارجين على القانون، هل هم ممولون، هل يتبعون نشاطا خفياً لا يعلم به أحد؛ أم عليهم أن يكونوا كذلك في مجتمعنا الذي يُسيس فيه الأشخاص وتتوجه الجماعات ؟! قصتهم يتضارب التاريخ عندما نتحدث عنهم، فطبقاً لحديثهم، وما تتداوله صفحات الإنترنت، هم جماعة "رياضية" نشأت لأول مرة في البرازيل عام 1940، ثم بدأ انتشارهم في أوروبا ومنها للدول العربية، حيث كانت "تونس" محطتهم الأولى عام 2002، ثم إلى مصر بالنادي الأهلي في 2007 وطبقا للمسئولين، هم جماعة سياسية، كانت تعقد اجتماعاتها في ملاعب الكرة نظرا لأنهم كانوا من طبقات اجتماعية بسيطة لا يملكون المال أو المكان الذي يمكن أن يعقدوا اجتماعاتهم فيه، لذلك لجأوا لملاعب الكرة، الأمر الذي يفسر عدم مواجهتهم للملعب، في إشارة لأن الرياضة ليست هدفهم الأول، والملعب ليس سوى مكان للاجتماعات. واجه الألتراس الكثير من الاتهامات منذ نشأته، ولكن، قبل تأكيد هذه الاتهامات أو نفيها، لم يكن الأمر سهلاً،فهم الأكثر ترتيبا وتنظيما بين الآخرين، ليس سهلا أن تخترق صفوفهم أو تحضر أحد اجتماعاتهم، حيث إن قاعدتهم الأول هي أنهم "آنتي ميديا"، أي "ضد الإعلام"، فيرون أنه يسبب الأمجاد الشخصية، كما أنه غير حيادي أو موضوعي في بلادنا وجوههم كوجوه غيرهم، إلا أن إصرارهم على الثأر أحيانا..قواعدهم الصارمة أحيانا أخرى.. الشغب كما يُتهمون، كل ذلك يضعهم في دائرة الشك، وعلى الرغم من أننا "جماعة الإعلام" لم نفهم يوما لماذا لا يردون، إلا أنهم يعرفون أهدافهم جيدا.. "خط أحمر" .. هذا ما يمكن أن يُقال لك إذا ما بدأت تسأل عن هذه الجماعة في أي مكان يحمل طابع "ميري"؛ لم يساعدنا أحد من "الداخلية" عندما حاولنا أن نعرف ماهيتهم، التهم الموجهة إليهم،الثأر معهم، وكنا ننصح دائما بالابتعاد! كيف وصلنا لهم ؟ خلف أحد المباني الشهيرة في مدينة نصر، كان اجتماعهم المغلق من أجل جمع المال اللازم للسفر لتشجيع فرقتهم الرياضية، فذهبنا..:" نريد الانضمام للأتراس..هل يمكن أن نسافر معكم..هل يمكن أن نتحدث ...؟!" كلها بدايات حاولناها لكنها لم تفلح معهم؛ إذن.."نحن من الصحافة، هل يمكن أن نتحدث"؟! كانت نظرته وحدها كافيه لان نفهم أنه لن يبوح بالكثير، لكننا مع ذلك بقينا . هو أحد "الكابوهات" المعروفين بينهم..ظهر في المرات المعدودة التي حاولوا الظهور إعلاميا فيها للجمهور، مباشرة بعد مذبحة بورسعيد، أوضح في حديثة الموجز والسريع أنه لن يستطيع الحديث بمفردة، كما أن قواعد الألتراس تجبره بالعودة لل"جروب" من أجل مشورتهم، فهم ليسوا أفراد،وقضيتهم جماعية.. تطرق في الحديث عن الإعلام في مصر، وكيف أنه لا يتميز بالحيادية، موضحاً أنهم في الخارج لا يفكرون بطريقتنا، وأنهم لا يأخذون كل هذا الوقت لاتخاذ قرار الحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية؛ حديثا لا يكشف الكثير ولا يعد بشيء، حتى بعد انتهاءه..انتظرنا يوم بعد الآخر لنحصل على الرد منه إن كان سيتحدث، لكنه لم يرد ! "الطريق مغلق إذن"..لن نصل لشيء؛ الجماعة مغلقة.. الداخلية متكتمة، والعلاقة غير مفهومة، تأخذ طبع الثأر أحيانا، والشغب أحياناً أخرى، أما الأشخاص العاديون فهم يتأرجحون بين الثورية الحقيقية، أو خارجين على القانون. روايات مختلفة أين البداية؟ هل بدأت حكاية الألتراس عندما قتلوهم، هل هم الجاني أم المجني عليه .. يتلخص الأمر في ثلاثة أشياء : "روايتهم- رواية المسئولين – روايتنا " وبينهم تتشابك الخيوط. أولا- روايتهم، يقول أحد أفراد الالتراس الذي رفض ذكر اسمه " لم يستطع أحد شراؤنا بالمال، يوجهون التهم إلينا منذ بداية ظهورنا عام 2007، قالوا إننا نتبع "الحزب الوطني في البداية، قالوا إننا مجموعة من الشواذ، وأحيانا "بلطجية" مدمنون على المخدرات، وأخيرا "إخوان مسلمين".. بدأ الربط بين الألتراس والإخوان عندما أذاعت العديد من الشخصيات الرياضية الشهيرة أن الألتراس"أهلاوي" تحديدا على علاقة برجل الأعمال والقيادي الإخواني خيرت الشاطر، وأن ذلك من خلال ابن خيرت الشاطر "سعد"، الذي انضم للجماعة كمشجع للنادي الأهلي، ثم أصبح همزة الوصل بين الألتراس وتمويل الإخوان للمساهمة في أعمال الشغب .. يرد مصدرنا على ذلك ساخراً، " إن كان أبن خيرت الشاطر معنا..لكنا حكما مصر "، ليس كل من يجلس في"تالته شمال" ألتراس، كما أننا جماعة رياضية، ليس لها علاقة بالسياسة، كل التوجهات السياسية بيننا، لكننا لا نتحدث فيها، معنا الإخوان، الفلول، الثوريون، وكل الاتجاهات، لكن رواية ابن خيرت الشاطر ليس لها أساس من الصحة .. ربما يأتي ابن خيرت الشاطر أحيانا ليشجع النادي، لكني أؤكد أنه لم ينضم إلينا يوما ..لقد غيّرنا عقول الشباب، ليس كل من يرتدي مثلنا، ويغني أغانيا يجب أن يكون بالضرورة نحن، لقد أحبنا الجميع و رأوا أننا مختلفون، ففعلوا مثلنا، أي شخص يمكن أن يشتري "التيشيرت" الخاص بنا و يلعب بالشماريخ . إشتراك الألتراس .. 25 جنيهاً شهرياً يتابع،" لا توجد خلافات بيننا و بين إدارة النادي..أما بلاغات "إتحاد الكرة ضدنا" فلم يحدث فيها شيء، ولم يحدث لنا شيء..ولا أعرف لماذا!"..لا يوجد محامين خاصين بنا كألتراس، لكل فرد محاميه الخاص". لم نكذب عندما قلنا أن تمويلنا ذاتي..قديما كان للألتراس اشتراك شهري، نحو 25 جنيهاً شهرياً، لكننا ألغينا ذلك بعد حادث بورسعيد، كنا نقسم مناطق السكن، وكل شخص أو اثنين مسئولين عنهم، أما الآن، عندما نحتاج إلى شيء أو يكون هناك سفر، نعلن عن الأمر ونحدد موعد اجتماع لجمع الأموال لمن يرغب في القدوم معنا، "الكابوهات" غالبا هم من يقوموا بجمع المال، والمختصين بذلك سموا ب"السيكرت جروب" يتجمعون ويتناقشون بشكل سري على إحدى صفحات "الفيس بوك" التي لا يوجد عليها سواهم .. بعد حادث بورسعيد بالتحديد أراد عدد كبير أن ينضم إلينا..ووجدنا أنهم يتاجرون بالقضية، فأقصيناهم من على الصفحة الخاصة بنا، ومن المجموعة بشكل عام، وجعلنا الأمر مغلق كما كان..ومقتصر علينا، عددنا غير معلوم بالنسبة لأحد، لكننا نزيد كل يوم، وفي كل مكان.." ثانياً- رواية المسئولين: المسئولين هنا يختلفون مابين مؤيد ومعارض وممتنع عن الحديث، من امتنع هم رجال الداخلية، موضحين في تصريحات ودية أن التحقيقات مستمرة معهم وحولهم، وأنهم قضية غير منتهية بعد، فلا يجوز فيها الإفصاح عن أي معلومات، هذا بجانب أنه لن يتحدث أحد في هذه القضية بالتحديد. أما الرياضيين، والخبراء، فلم يجدوا حرج، وعلى رأسهم خبير اللوائح والقوانين د. محمد فضل الله، والذي أوضح أنه لا توجد نصوص قانونية أو لوائح تنظم عمل الالتراس، ولكن كانت هناك قوانين تصدر أحياتنا للتنظيم مثل "شغب الملاعب" لكن مثل هذه القوانين تغضب الالتراس لأنها في الغالب تعني أن يكون لهم روابط واضحة ، قانونية ومعلنه عن شروط العضوية والاشتراك، لكنهم دائما ما يرغبون في عدم تقييد حريتهم، أما عن النادي الأهلي فهو يشعر أحيانا بوقوع نوع الأضرار علية سواء كان ذلك مادي أو معنوي؛ الإدارة تدعمهم كمشجعين ، لكنهم غير محددين أو معروفين بالنسبة للإدارة التي تتعامل مع أشخاص مجهولي الهوية. وأكد الخبير في روايته لتاريخ الألتراس أنهم بدءوا عام 1965 في إيطاليا بحركة تسمى حركة "الكُرفة" العمالية المناهضة للنظام، ثم انتقلت للعديد من الدول، وتسببت في الكثير من المشكلات، وهو في الاساس ظهور سياسي وليس رياضي، وكانت المدرجات مكان اجتماع لهم بعد أن فشلوا في إيجاد مكان خاص بهم، الأمر الذي يُفسر لماذا يديرون ظهورهم للملاعب أو ينظرون أحياناً إلى أعلى، ولماذا لا يجلسون في المنتصف ليكونوا مواجهين لل"مقصورة" وإنما في "تالته شمال" وهي من النقاط الاضعف لمشاهدة المباريات. الدولة للألتراس: من أنتم؟ ويؤكد فضل الله على أنه لا يمكن حتى الآن توجيه أي نوع من التهم للألتراس، موضحا أن أعدادهم بالفعل كفيلة أن تتولى مسألة تمويلهم الذاتي، وأنه لا يصدق في وجود اي نوع من التمويلات الخارجية بجانب ذلك.. وأوضح خبير اللوائح والقوانين أن مشكلة الألتراس الحقيقية هي أنهم غير واضحين مع الدولة، هم مجموعة منظمة في كل شيء ماعدا الدولة، ولذلك هم من "يشبهوا" أنفسهم بأيديهم، وأشار أن الألتراس يعتقد نتيجة معلومات خاطئة أن الدولة تحاربة، والدولة في الحقيقة لا تستطيع التعامل معه واحتوائة أو حتى استعلال طاقاته، فأسلوب القمع الذي كان مستخدم قديماُ بالتأكيد لن يجدي مع فئات عمرية من 15 حتى 25 عام. "أعتقد أن أعداد الألتراس الحقيقية تكاد تقترب من 509 ألف، لكنهم في الحقيقة اختفوا من جميع أنحاء العالم وبقيوا فقط لدينا، بل وانتقلت أفكار الغرب كما هي..يجب أن يكونوا أوضح معنا." تحقيقات لا تتحرك على الرغم من الجدل الكبير المثار حول هذه الجماعة، إلا انه لا يوجد الكثير من الإتهامات الرسمية الموجهه إليهم، كل ما يمكن رصده عنها في الأوراق الرسمية هو أتهام المحامي "أشرف العزبي" عضو هيئة الدفاع عن المتهمين بمذبحة ستاد بورسعيد، والذي اتهمهم بصورة مباشرة أنهم يتعاونون مع قيادات الإخوان لإحداث فوضى في للبلاد، وذلك في البلاغ رقم 10288 لسنة 2013. أما الإتهامات الاخرى التي يمكن رصدها، هي اتهامات اتحاد الكرة لجروب الألتراس بحرقة ومحاولة سرقة محتوياته، لكن كل هذه الإتهامات لم تتحرك بعد تقديمها لأسباب غير معلنه، ولا يمكن أن يتحدث فيها أحد إذ أنها مازالت أمام النيابة العامة. وفي هذا يقول المصدر من التراس أهلاوي إنه "لم يحدث لأحد منا أي ضرر جراء هذه الإتهامات، ولم يتحرك ضددنا شخص". ثالثا: روايتنا: المقصود بروايتنا هو ما اعتاد الناس قوله عليهم، ما تداولته وسائل الإعلام عنهم ولم تكمله، وما اتهمتهم به الشخصيات العامة ولم يستطيعوا أن يثبتوه، وفي هذا الكثير. لم يعرف الجمهور الالتراس بشكل كبير إلا بعد حادث "بورسعيد"، عندما تعاطف معهم في البداية، وانقلب بعضه عليهم بعد ذلك ..خرج الالتراس للشوارع ليؤكد لأجهزة الدولة أنه لن ينسى حقوق شهداءه، ولن ينتظر كثيرا لتتحقق العدالة التي لم يروا برهاناً عليها من قبل، - بحسب بعض تصريحاتهم الإعلانية- عقب مذبحة بور سعيد، ورأى البعض في ذلك تجاوزا غير مسموح. "مذبحة بورسعيد" في حد ذاتها كانت ومازالت لغزا يبحث عن حل، فالتصريحات التي قالها "كبوهات" ألتراس أهلاوى بعد الحادث لم تًذكر كثيرا في وسائل الإعلام ولم يثبت احداً صحتها، فقد أكدوا على انه طوال طريقهم حتى استاد بورسعيد كانوا يتلقون إشارات توحي أو تعني أن عليهم الإبتعاد والرجوع من حيث أتوا لانهم قالوا ما لايجب أن يُقال، وكانت هذه التحذيرات تصل لهم من أشخاص يبدوا وكأنهم ينتمون إلى خلفيات سياسية دينية، أي من "الإخوان والسلفيين"، وهم يعتقدون أنهم كانوا على علم يما يحدث، أي أنها كانت مؤامرة مدبرة. تطالب الدولة "الألتراس" أن يكونوا واضحين تجاهها، لكنهم لم يكونوا يوماً واضحين أو منصفين معها، إذ لا توجد اتهامات واضحة يمكن توجيهها للألتراس، ولا يوجد علاقة يمكن اثباتها بينهم وبين الإخوان كما لم تتواجد علاقة من قبل تثبت انهم يتبعون "الحزب الوطني" أو أنهم "بلطجية مأجورين"..ورغم كل ذلك هم من "المحظورات" داخل الدولة. العلاقة بينهم أقرب لأن تكون "شد وجذب" طوال الوقت..كل جهه توجه اللوم الأخرى، وكل طرف يرى أن الحق معه وكلاهما لا يتحدث؛ العلاقة بين الشغب والامن واضحة دائماً، "خلف خلاف"..لكن إجابة السؤال الذي لابد أن تتضح يوماً: "من يصنع الشغب ومن يبحث عن الأمن؟" *فريق العمل الإستقصائي لبوابة أخبار اليوم: "آية سمير- ناريمان فوزي- أسماء مصطفى - انجي خليفة - أميرة سعيد"